لشركات التجارية تجني فوائد من التموضع بالقرب من أشد منافساته

من طرف dreamnagd الخميس ديسمبر 27, 2007 3:01 pm

الشركات التجارية تجني فوائد من التموضع بالقرب من أشد منافساتها
(الخبراء: تجمع الشركات التجارية حول بعضها يعمل على زيادة الإبداع والتطوير الإقتصادي)

من إليزابيث كيليهر، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 26 كانون الأول/ديسمبر،
2007 – من الطرائف المتداولة في منطقة "سيليكون فالي" بولاية كايفورنيا
أنه حينما يذهب مسؤولان من شركتين مختلفتين للتكنولوجيا المتفوقة لتناول
الغداء معا، ومع نهاية الوجبة وتناولهما الحلوى تكون شركة ثالثة قد تأسست."

و"سيليكون فالي" هو تجمّع
لشركات أعمال، ومنطقة حيث تتموضع معا شركات متنافسة في نفس الصناعة—وفي
هذه الحالة شركات صناعة التكنولوجيا المتفوقة. وسيليكون فالي منطقة يحسدها
مسؤولو التطوير الإقتصادي في الولايات المتحدة والخارج.

والرواية عن غداء
المسؤولين هذين الذي تتمخّض عنه شركة جديدة ليس أمرا مغالى بها، طبقا
لسميويل لايكين، مدير دراسات السياسة في المجلس حول التنافسية. وتجمعات
الأعمال التجارية، سواء كانت في سيليكون فالي او في بلدان ذات اقتصادات
ناشئة، يمكن ان ترفع من مستوى كفاءات الشركات المتموضعة وإنتاجياتها حتى
لو كانت هذه تزاحم بعضها البعض بصورة مباشرة.

وتجمع الشركات المتنافسة
معا في مكان واحد، وهو ما قد يبدو غير بديهي، يساعد قطاعا صناعيا بأكمله
على النجاح استنادا للعديد من خبراء التطوير الاقتصادي. فهو يعمل على
زيادة الإبداع ويرفع من مستويات الأجور، طبقا لما بورتر، الخبير في تجمّع
الشركات والأستاذ في جامعة هارفارد.

ويقول لايكن إن "الحدود
كانت قائمة في الماضي وكانت تتحول الى جدران تحول دون الإبتكار." لكن
تجمعات المتنافسين من اي قطاع صناعي معيّن تعمل على مساعدة الشركات على
النمو بوتيرة اسرع وعلى اجتذاب موظفين ذوي كفاءات أعلى، هذا بالإضافة الى
الحفز على الإبداعية في المنتجات، كما يقول المدافعون عن هذه النظرية.

اما القرب الجغرافي فهو
يساعد الشركات على تلقن اشياء من بعضها البعض ويدفع لتطوير المنتجات
والتشارك على الموارد لتسويق منتجاتها الصناعية، واجتذاب مستوردين مشتركين
كي يتموضعوا في نفس المنطقة وإيلاء انتباه المسؤولين الحكوميين لغرض حل
مشاكل الصناعة.

ويضيف لايكن القول: "انها
مسألة من مسائل التكتل الحساس. فاذا احتاج عدد كاف من الشركات لسلعة معينة
فانه سيكون بمقدور هذه ان تقنع عددا أكبر من الموردين لها بالانتقال الى
المنطقة," واضاف ان الحكومات المحلية تعمل وبصورة متزايدة على تشجيع مثل
تلك التحالفات حينما تصبح المنطقة محطا للصناعة. وهي تولّد طلبات على
وسائل الراحة مثل المقاهي والمطاعم والمحال التجارية وهو ما يعمل على
توليد فرص عمل أكثر وزيادة العائدات من الضرائب.

ويشير كريستيان كيتيلس من
معهد الاستراتيجية والتنافسية التابع لجامعة هارفارد الى ولاية أوريغون
الأميركية حيث لدى منتجات الغابات والبسة الرياضة وصناعات التكنولوجيا
المتفوقة حضور مميّز هناك كمثال على نجاح تجمع الشركات التجارية. فهناك
ركزت حكومة الولاية على مساعدة الشركات في هذه التجمعات على تسويق
منتجاتها وخدماتها خارج حدود الولاية. ومن احد التجمعات الصناعية في مدينة
بورتلاند تجمّع لشركات طاقة متجددة وأخرى تقوم بتصميم مبان "خضراء".
والمدينة هي موطن أكبر عدد من المباني "الخضراء" المشهود عليها منها لأية
مدينة أخرى إذ تحتوي على 35 بناية من هذا القبيل.

وتعرض الشركات في ولاية
أوريغون حلولا ترتكز على الطاقة الشمسية لزبائن في جميع أنحاء العالم،
حسبما ذكره دانكان وايس رئيس مجلس الأعمال لولاية أوريغون، الذي يقول: "
تقوم جامعة أوريغون بدعم تكنولوجيا ناشئة تشمل طاقة الأمواج." وقد قام
المجلس بربط الكليات الأهلية والجامعات الولائية باحتياجات الشركات
المحلية فافضى ذلك الى برامج جديدة لطاقة الريح بالكليات المحلية.

ولا توجد بيانات علمية
تثبت بصورة قاطعة حجج مؤيدي التجمعات التجارية تفيد بأن هذه الاستراتيجية
تؤتي أكلها. الا أن ثمة الكثير من الروايات والأمثلة المجاهر بها. ويقول
وايس في هذا الصدد: "ان تجمعاتنا لشركات الإكتتاب العام تقوم بإداء أفضل
من مثيلاتها."

ويشير كيتيلس الى صناعة
المعدات الطبية بولاية ماساشوستس التي شكلت مؤخرا منظمة تدعى "ماس ميديك"
لمساعدة كافة الشركات هناك على رفع مبيعاتها وأرباحها وفي منطقة بولاية
نورث كارولينا تدعي "مثلت شركات الأبحاث" والتي تتخذ من مدن رالي، ودورام،
وتشابل هيل مراكز لها، شهد تجمع من شركات لها علاقة بالإتصالات
والتكنلوجيا المتفوقة ازدهارا في السنوات الأخيرة.

وأشار كيتر الى ان ثمة
اهتماما بتجمعات شركات الأعمال في العالم ومؤخرا استضافت كيتر مؤتمرا في
مؤسسة التنافسية حضره ممثلون عن 42 بلدا من بينها جمهورية الدومينيكان
والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا وباكستان والمكسيك وعدة دول افريقية.

ومن آخر التطورات في مجال التجمعات التجارية في الولايات المتحدة التالي ذكرها:

- اصبحت الجامعات تشارك
أكثر في تجمعات الأعمال. فمؤخرا شيّد معهد إيلينوي للتكنولوجيا مجمع أبحاث
يضم مكاتب ومختبرات يتقاسمها علماء من شركات محلية وطلاب الدراسات العليا
لمعهد التكنولوجيا. إضافة الى المرافق المشتركة هذه يضم المجمع مقصفا
مشتركا يشجع الطلاب على إجراء اتصالات غير رسمية بينهم.

اما مركز الإبداع في
التعلّم لجامعة ستانفورد فسينظّم مؤتمرا حول "الصحافة الخلاقة" لمساعدة
المراسلين على تغطية الإبداع في قطاعي التكنولوجيا والأعمال.

- المنظمات التي تتجاوز
أذرعة التطوير الإقتصادي الحكومي او الشركات بمفردها تساعد في تشكيل
التجمعات. في ولاية أوهايو مثلا، هناك مجموعة استشارات تدعى "أوهايو
ماغنيت" وهي اختصار لـ"شبكة نمو الصناعات والدفاع عنها" التي توفر خدمات
لشركات الصناعات في منطقة تضّم 15 مقاطعة ضمن الولاية. و"ماغنيت" هي
بمثابة مؤسّسة هجين ذات ذراع غير ربحية وشركة استشارات تتوخى الربح. وقد
أجرت مباراة بين الشركات لتطوير ممارسات أفضل وعملت كصوت موحد في الدفاع
عن مصالح المصنّعين في مواجهة حكومات الولايات ورعت مبادرات لاجتذاب عمال
مؤهلين لسد نقص في العمالة بشمال شرق ولاية اوهايو.

- السياحة المطبخية تقوم
بآخر صرعات تطوير التجمعات لا سيما في مناطق الريف.. والفكرة من ورائها
استقطاب مرافق صناعة الإغذية والمطاعم وطهاة مرموقين الى المناطق التي
تزرع فيها الخضار والفاكهة وبالتالي تجتذب سياحا، يدفعون نفقات خدمات
المطاعم والرحلات السياحية والندوات الدراسية.

والتجمعات هذه ليست بدعة
جديدة كما تشرح آمي كيتر من مركز التنمية الإقتصادية لولاية اوريغون فهي
قديمة قدم النقابات الأولى العريقة بلندن عاصمة بريطانيا ..الا أنها
تساعدنا في اعتبار كيف يمكننا تنويع اقتصادنا. ..عن طريق الابتعاد عن
صفقات الفردية واجتذاب شركات جديدة الى المنطقة."