مقابلة مع الروائية الأميركية آن تايلر

من طرف dreamnagd الجمعة أغسطس 10, 2007 10:10 pm

مقابلة مع الروائية الأميركية آن تايلر
(الكاتبة تتحدث عن روايتها "شق الطريق إلى أميركا")

واشنطن، 9 آب/أغسطس، 2007- تحدثت الكاتبة الأميركية الشهيرة آن تايلر في مقابلة أجراها معها موقع يو إس إنفو عبر البريد الإلكتروني عن المنابع التي استلهمت منها روايتها التي صدرت مؤخرا بعنوان شق الطريق إلى أميركا (Digging to America) التي تتناول قصة عائلتين، الأولى أميركية المولد وموجودة في البلاد منذ القدم، والأسرة الأخرى قدمت حديثا إلى الولايات المتحدة، وولد أفرادها في إيران، والعامل المشترك بين الأسرتين هو أن كلا منهما تبنت طفلة كورية.

وتعتبر الكاتبة آن تايلر من الكتاب الذين يحظون باحترام كبير في الولايات المتحدة، ولها العديد من الروايات، معظمها تتناول شخصيات تبحث عن معنى للحياة من خلال مفهوم الحياة والروابط الأسرية في الولايات المتحدة
وفي ما يلي نص المقابلة التي أجريت مع الروائية آن تايلر:
سؤال: هل يمكنك أن تطلعينا على منابع إلهامك بالنسبة لرواية شق الطريق إلى أميركا؟ وهل بدأت بفكرة الكتابة عن تجربة المهاجرين في أميركا أم عن تجربة تبنى الأطفال الأجانب؟

كان المصدر الأصلي الذي استوحيت منه الكتاب موقف حدث أمامي في الحياة الواقعية حين وقع نظري بالصدفة في مطار بالتيمور (بولاية ماريلاند الأميركية) على عائلة يبدو أفرادها من غير الأميركيين وهم يقابلون للمرة الأولى الطفل الرضيع الذي تبنوه مؤخرا. ولم أدرك إلا فيما بعد، عندما كنت أقوم بوضع الخطوط العريضة للرواية، أن الكتاب يتناول أيضا تجربة المهاجرين.

سؤال: لماذا اخترت أن يكون الأصل العرقي للعائلة الأساسية إيرانيا؟ هل لعبت العلاقات الأسرية الخاصة بك دورا أساسيا؟ إذ إنه من المعروف أن الأسر الإيرانية لا تتحمس كثيرا للتبني خاصة من خارج الأسرة والمحيط العرقي. فهل مثل ذلك مصدر قلق لك وأنت تكتبين هذا الكتاب؟ حيث يبدو أن وجود الطفلتين الكوريتين قد شكل عاملا مهما في تقديم الكتاب لتجربة المهاجرين ومفهوم "الانتماء" بالنسبة لثقافية معينة، وكذلك مفهوم العائلة.

بما أن عائلة زوجي الراحل إيرانية، شعرت بأنني في وضع يمكنني من الكتابة عن الإيرانيين بشكل أفضل من الكتابة عن غيرهم من المجموعات العرقية الأخرى. وبما أن تجربتي مع الإيرانيين كانت إيجابية جدا– بل إنها كانت حميمة وممتعة ومسلية وظريفة في كثير من الأحيان – فقد أدركت أن تصويرهم في الرواية سيكون أمرا ممتعا بالنسبة لي.

وفي الحقيقة فإنني لا أعرف الكثيرا عن موقف الإيرانيين من التبني؛ إذ إن الموضوع لم يثر مع أقارب زوجي. ولكنني افترضت أن الجيل الأكبر سنا، على الأقل ، قد تكون لديه تحفظات على ذلك، وهذا ما جعلني أحمل والدي ذيبة على إظهار شيء من الرفض أو عدم قبول الفكرة منذ البداية. (وذيبة هي الأم الأميركية الإيرانية وزوجة ابن مريم)

أما مسألة أن الطفلتين كانتا كوريتين فهي محض صدفة – إذ كانت الطفلة التي لمحتها في المطار كورية - ولكنني أعتبرها من قبيل حسن الطالع، لأنها قادتني في النهاية إلى تأليف كتاب حول ناس "يشقون طريقهم" وسط ثقافة أخرى.

سؤال: أنت دائما تشدّدين على أن الشخصيات والحالات التي ترد في قصصك جميعها محض اختراع. ولكنك اعترفت في مقابلة أجرتها معك صحفية يو إس إيه توداي بأنك اقتبست من ملاحظات وتعليقات أسرة زوجك الراحل الإيرانية. هل لك أن تصفي لنا باختصار العملية التي انتهجتها في تحويل تلك التجارب إلى أعمال روائية مثل رواية شق الطريق إلى أميركا؟

قد يكون أحد الأمثلة على ذلك الحوارات التي كان سامي يسمعها جارية بين النساء أثناء العمل في المطبخ. (وسامي هو الأب الأميركي الإيراني وابن مريم). وقد عرفت من تجربتي الواقعية بأن الإيرانيين حكاواتيون رائعون، وأنهم يهوون مناقشة العلاقات العائلية والمكائد والتعقيدات؛ غير أن القصص الفعلية التي تتناقلها هؤلاء النسوة في المطبخ هي قصص خيالية تماما. وهي كلها من تألفي من الألف إلى الياء.

سؤال: رواية شق الطريق إلى أميركا تكتظ بشخصيات من عائلتين كل منها تبنت طفلة كورية، هما عائلة دونالدسون وعائلة يزدان. ولكن الشخصية الرئيسية المهيمنة في الرواية هي مريم، الأرملة جدة الطفلة التي تم تبنيها حديثاً. هل كان الدور المحوري الذي تلعبه مريم في الرواية متعمدا منذ بداية كتابتك للرواية أم أن شخصيتها تطورت بطرق لم تكن متوقعة كلية.

كنت دائما أدرك أن مريم ستكون شخصية محورية. إذ حظي وقارها وكرامتها وحشمتها وقوتها بإعجاب عدد لا يحصى من النساء الإيرانيات اللاتي اتخذن من الولايات المتحدة مستقرا لهن وقد أردت أن أطلع القارئ الأميركي على ما يبذله المهاجر من جهد شاق، وما تتطلبه الهجرة من قوة تحمل وثبات.

سؤال: يبرز الكتاب حقا الصراع الذي يشعر به المهاجرون داخلهم بين الاحتفاظ بهويتهم مع تطلعهم لأن يكونوا أميركيين، ومقاومة ذلك الشعور. فمريم هي شخصية مرسومة بدقة ومثيرة للإعجاب تدرك في النهاية أن هذه الأسرة هي المكان الذي تنتمي إليه؛ وفجأة تشعر بالراحة والاطمئنان فيما يحيط بها، وتقبل بكل التعقيدات الموجودة في حياتها والصراع الداخلي بين الثقافتين. هل يمكن القول إن هذه هي "الرسالة" الرئيسية للكتاب؟

إنني أخاف من فكرة أن تكون هناك "رسالة" في أي رواية. فكل ما أردت فعله هو أن أحكي حكاية – وفي هذه الحالة حكاية سيدة تظل قدماها متأرجحتين دائما (حتى في نهاية الكتاب) بين ثقافتين مختلفتين.

سؤال: علمت أنك زرت إيران، قبل عدة سنوات. هل لا يزال لديك اهتمام بإيران وهل تواصلين قراءة مذكرات وروايات لمؤلفين إيرانيين؟ إذ إن هناك نموا كبيرا في الاهتمام بكتب المؤلفين الإيرانيين، ولاسيما الكتب التي تؤلفها النساء الإيرانيات.

إنني فعلا ما زلت مهتمة بإيران اهتماما كبيرا ومولعة بها ولعا عظيما – ليس فقط لأنها بلد جميل ولكن أيضا لأن أهلها يبدون لي دائما أنهم كرماء وجذابون جدا. وإنني معجبة بالتألق الذي حققته الكاتبات الإيرانيات بشكل خاص، وأحاول متابعة كتبهن.

سؤال: هل ترجم أي من كتبك إلى اللغة الفارسية؟ وهل هناك نية لترجمة رواية شق الطريق إلى أميركا؟

على حد علمي، لم يترجم أي من كبتي بعد.

سؤال: هل هناك نية لتحويل هذا الكتاب إلى فيلم؟ (وقد قال عدد من العاملين في موقع يو إس إنفو إن الممثلة الإيرانية الشهيرة شوهريه أغداشلو يمكن أن تمثل دور مريم).

لا أعتقد أن هناك أية خطط لتحويلها إلى فيلم، لكنني أتفق معهم على أن شوهريه أغداشلو - التي أحترم أعمالها جدا – قادرة على القيام بدور مريم على خير ما يرام.