شخصيات روايات آن تايلر المتألقة
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
شخصيات روايات آن تايلر المتألقة
شخصيات روايات آن تايلر المتألقة
(روايتها الأخيرة تتناول التجربة الإيرانية-الأميركية وتعقيدات الحياة العائلية)
من هوارد سنكوتا، المحرر في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 8 آب/أغسطس، 2007- وصف الروائي الأميركي جون أبدايك مرة زميلته الروائية آن تايلر بعبارة تنطبع في الذاكرة، إذ كتب أنها "ليست جيدة فحسب، وإنما مفرطة الجودة."
وقد عكفت آن تايلر طوال أكثر من أربعين عاماً على إنتاج روايات متألقة بهدوء، بأسلوب أدبي "بالغ الجودة،" تتحرى أدق الفوارق في الشخصية والخصائص المميزة للحياة العائلية الأميركية ومواطن ضعفها. وفي حين أن رواياتها الكثيرة قد لا توفر دراسة اجتماعيةً لشريحة واسعة من المجتمع الأميركي ككل إلا أنها توفر تبصراً استثنائياً في حياة أشخاص عاديين معظمهم من الطبقة المتوسطة يكافحون لإقامة توازن بين البحث عن شخصيتهم الفردية من جهة وروابط الواجب والحب الوثيقة حيال عائلاتهم.
فكتب تايلر تحتفي بالبطولات والإخفاقات في محيط الحياة العائلية بنطاقها الضيق. ورغم أن شخصيات رواياتها توصف في الكثير من الأحيان بأنها غريبة الأطوار أو متميزة الخصال أو جريحة، إلا أن مثل هذه الأوصاف لا تعبر عن موقف تايلر المتميز بالسماحة الودودة إزاء شخصيات جميع رواياتها والاهتمام الهادئ بها.
والعائلة هي شغل هذه الروائية الشاغل في جميع أعمالها. وقد قالت حول ذلك في العام 1979: "إن اهتمامي بالعائلات هو نتيجة فضولي لمعرفة كيف يتحمل الناس الأمور معا، كيف يتكيفون وينضبطون ويضايقون بعضهم بعضاً، ويكفون مستسلمين ويبدأون مرة أخرى في الصباح. والعائلات هي، ببساطة، أكثر الأدوات ملاءمة لدراسة ذلك."
ولا تشذ رواية تايلر الأخيرة "حفر طريق إلى أميركا" (Digging to America) عن ذلك، وإن كانت تدخل عنصراً إثنياً جديداً على عالمها الأميركي الخيالي. وتبدأ الرواية بمشهد رائع يصور الوجه متعدد الثقافات دائم الحركة كدوامة في الولايات المتحدة اليوم، هو مشهد عائلتين هما عائلة دونالدسون وعائلة يزدان التي وُلد أفرادها في إيران، تنتظران في مطار بلطيمور، بولاية ماريلاند، وصول طفلتين تبنتهما العائلتان أخيراً من كوريا.
وتخلق تايلر شخصيات رائعة التميز بالخصوصية في كل من العائلتين ثم تتابع الارتباكات والتوترات الثقافية الحتمية في الأعوام التالية أثناء احتفال العائلتين معاً "بيوم وصول" ابنتيهما. ولكن الشخصية الرئيسية المهيمنة في الرواية هي مريم يزدان، المهاجرة الحاصلة على الجنسية الأميركية، الأرملة جدة طفلة تم تبنيها حديثاً، التي تجد نفسها أسيرة بين عالمين لا تستطيع التحرر من أي منهما وتحاول النأي بنفسها على مطالب عائلة ابنها التي تنجذب إليها بشكل تكاد لا تستطيع الفكاك منه علاوة على احتضان عائلة دونالدسون المتحمس لها إلى حد مفرط أحيانا.
وقد وُلدت تايلر في العام 1941 في منيابولس، بولاية منسوتا، لعائلة من الكويكرز المسالمين المعارضين للعنف تنقلت بين أماكن كثيرة قبل الاستقرار بين تجمع سكاني منعزل في نورث كارولاينا؛ وتخرجت في جامعة ديوك حيث تخصصت في اللغة الروسية. وفي العام 1963، تزوجت عالم النفس المتخصص بعلم نفس الأحداث تاغي مُدرّسي، المولود في إيران، وبدأت حياتها ككاتبة.
وقد تعرفت تايلر على عائلة زوجها وأقاربه الكثر أثناء زيارة استمرت شهراً إلى إيران بعد زواجهما، ومن الواضح أن ذكريات هذه الزيارة أثرت على تصويرها لعائلة يزدان في "حفر طريق إلى أميركا" بعد مرور سنوات كثيرة عليها.
وقالت المؤلفة في مقابلة أُجريت معها أخيراً عبر الرسائل الإلكترونية: "كان لديه عند زواجنا أكثر من 300 قريب، وكانوا جميعاً مرتبطين بعلاقات معقدة مع بعضهم بعضا. وكانت مراقبتهم ممتعة مبهجة إلى حد أنني فكرت باختراع عائلة مشابهة لهم لروايتي."
وفي حين أنه من الواضح أن تايلر تستمد بعض الأمور من تجاربها الشخصية إلا أنها تصر على أن جميع الشخصيات خيالية ولا أساس لها في الواقع. وقالت حول ذلك: "إن كل متعتي في الكتابة تنبثق من اختراع عالم آخر، عالم آمل أنه قابل للتصديق، كي يعتقد القراء أنه حقيقي، ولكنه عالم خيالي تماما."
وتعيش المؤلفة حالياً في مدينة بلطيمور حيث تدور أحداث معظم رواياتها. وقد توفي زوجها في العام 1997؛ ولها ابنتان وحفيدان.
وقد ترفعت تايلر عن الدعاية الشخصية وشيدت لنفسها، كتاباً بعد كتاب، صرحاً من الشهرة الأدبية ومن الإخلاص الشديد الذي يشعر به نحو أعمالها جمهور قراء دولي شبهها، ولم يأت التشبيه بدون سبب، بجين أوستن معاصرة.
وبين أعمال تايلر، إلى جانب "حفر طريق إلى أميركا،" رواية "عشاء في مطعم الحنين إلى الوطن (Dinner at the Homesick Restaurant) (1982، الفائزة بجائزة بين/ فوكنر للأدب القصصي)، و"سائح بالصدفة" (The Accidental Tourist) (1985، الفائزة بجائزة نقاد الكتب القومية، وقد تم تحويلها إلى فيلم أحرز جائزة الأوسكار وشارك فيه وليام هيرت وكاثلين تيرنر وجينا ديفز)، و"دروس في التنفس" (Breathing Lessons) (1988، الفائزة بجائزة الكتاب القومي وجائزة بولتزر أيضا).
(روايتها الأخيرة تتناول التجربة الإيرانية-الأميركية وتعقيدات الحياة العائلية)
من هوارد سنكوتا، المحرر في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 8 آب/أغسطس، 2007- وصف الروائي الأميركي جون أبدايك مرة زميلته الروائية آن تايلر بعبارة تنطبع في الذاكرة، إذ كتب أنها "ليست جيدة فحسب، وإنما مفرطة الجودة."
وقد عكفت آن تايلر طوال أكثر من أربعين عاماً على إنتاج روايات متألقة بهدوء، بأسلوب أدبي "بالغ الجودة،" تتحرى أدق الفوارق في الشخصية والخصائص المميزة للحياة العائلية الأميركية ومواطن ضعفها. وفي حين أن رواياتها الكثيرة قد لا توفر دراسة اجتماعيةً لشريحة واسعة من المجتمع الأميركي ككل إلا أنها توفر تبصراً استثنائياً في حياة أشخاص عاديين معظمهم من الطبقة المتوسطة يكافحون لإقامة توازن بين البحث عن شخصيتهم الفردية من جهة وروابط الواجب والحب الوثيقة حيال عائلاتهم.
فكتب تايلر تحتفي بالبطولات والإخفاقات في محيط الحياة العائلية بنطاقها الضيق. ورغم أن شخصيات رواياتها توصف في الكثير من الأحيان بأنها غريبة الأطوار أو متميزة الخصال أو جريحة، إلا أن مثل هذه الأوصاف لا تعبر عن موقف تايلر المتميز بالسماحة الودودة إزاء شخصيات جميع رواياتها والاهتمام الهادئ بها.
والعائلة هي شغل هذه الروائية الشاغل في جميع أعمالها. وقد قالت حول ذلك في العام 1979: "إن اهتمامي بالعائلات هو نتيجة فضولي لمعرفة كيف يتحمل الناس الأمور معا، كيف يتكيفون وينضبطون ويضايقون بعضهم بعضاً، ويكفون مستسلمين ويبدأون مرة أخرى في الصباح. والعائلات هي، ببساطة، أكثر الأدوات ملاءمة لدراسة ذلك."
ولا تشذ رواية تايلر الأخيرة "حفر طريق إلى أميركا" (Digging to America) عن ذلك، وإن كانت تدخل عنصراً إثنياً جديداً على عالمها الأميركي الخيالي. وتبدأ الرواية بمشهد رائع يصور الوجه متعدد الثقافات دائم الحركة كدوامة في الولايات المتحدة اليوم، هو مشهد عائلتين هما عائلة دونالدسون وعائلة يزدان التي وُلد أفرادها في إيران، تنتظران في مطار بلطيمور، بولاية ماريلاند، وصول طفلتين تبنتهما العائلتان أخيراً من كوريا.
وتخلق تايلر شخصيات رائعة التميز بالخصوصية في كل من العائلتين ثم تتابع الارتباكات والتوترات الثقافية الحتمية في الأعوام التالية أثناء احتفال العائلتين معاً "بيوم وصول" ابنتيهما. ولكن الشخصية الرئيسية المهيمنة في الرواية هي مريم يزدان، المهاجرة الحاصلة على الجنسية الأميركية، الأرملة جدة طفلة تم تبنيها حديثاً، التي تجد نفسها أسيرة بين عالمين لا تستطيع التحرر من أي منهما وتحاول النأي بنفسها على مطالب عائلة ابنها التي تنجذب إليها بشكل تكاد لا تستطيع الفكاك منه علاوة على احتضان عائلة دونالدسون المتحمس لها إلى حد مفرط أحيانا.
وقد وُلدت تايلر في العام 1941 في منيابولس، بولاية منسوتا، لعائلة من الكويكرز المسالمين المعارضين للعنف تنقلت بين أماكن كثيرة قبل الاستقرار بين تجمع سكاني منعزل في نورث كارولاينا؛ وتخرجت في جامعة ديوك حيث تخصصت في اللغة الروسية. وفي العام 1963، تزوجت عالم النفس المتخصص بعلم نفس الأحداث تاغي مُدرّسي، المولود في إيران، وبدأت حياتها ككاتبة.
وقد تعرفت تايلر على عائلة زوجها وأقاربه الكثر أثناء زيارة استمرت شهراً إلى إيران بعد زواجهما، ومن الواضح أن ذكريات هذه الزيارة أثرت على تصويرها لعائلة يزدان في "حفر طريق إلى أميركا" بعد مرور سنوات كثيرة عليها.
وقالت المؤلفة في مقابلة أُجريت معها أخيراً عبر الرسائل الإلكترونية: "كان لديه عند زواجنا أكثر من 300 قريب، وكانوا جميعاً مرتبطين بعلاقات معقدة مع بعضهم بعضا. وكانت مراقبتهم ممتعة مبهجة إلى حد أنني فكرت باختراع عائلة مشابهة لهم لروايتي."
وفي حين أنه من الواضح أن تايلر تستمد بعض الأمور من تجاربها الشخصية إلا أنها تصر على أن جميع الشخصيات خيالية ولا أساس لها في الواقع. وقالت حول ذلك: "إن كل متعتي في الكتابة تنبثق من اختراع عالم آخر، عالم آمل أنه قابل للتصديق، كي يعتقد القراء أنه حقيقي، ولكنه عالم خيالي تماما."
وتعيش المؤلفة حالياً في مدينة بلطيمور حيث تدور أحداث معظم رواياتها. وقد توفي زوجها في العام 1997؛ ولها ابنتان وحفيدان.
وقد ترفعت تايلر عن الدعاية الشخصية وشيدت لنفسها، كتاباً بعد كتاب، صرحاً من الشهرة الأدبية ومن الإخلاص الشديد الذي يشعر به نحو أعمالها جمهور قراء دولي شبهها، ولم يأت التشبيه بدون سبب، بجين أوستن معاصرة.
وبين أعمال تايلر، إلى جانب "حفر طريق إلى أميركا،" رواية "عشاء في مطعم الحنين إلى الوطن (Dinner at the Homesick Restaurant) (1982، الفائزة بجائزة بين/ فوكنر للأدب القصصي)، و"سائح بالصدفة" (The Accidental Tourist) (1985، الفائزة بجائزة نقاد الكتب القومية، وقد تم تحويلها إلى فيلم أحرز جائزة الأوسكار وشارك فيه وليام هيرت وكاثلين تيرنر وجينا ديفز)، و"دروس في التنفس" (Breathing Lessons) (1988، الفائزة بجائزة الكتاب القومي وجائزة بولتزر أيضا).
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى