أساليب تدريس جديدة تولّد حماسا لدى التلامذة بالسلفادور

من طرف dreamnagd الخميس يوليو 26, 2007 11:25 pm

أساليب تدريس جديدة تولّد حماسا لدى التلامذة بالسلفادور
(الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وفيالق السلام تدرب المعلمّين على طرق تفاعلية للتعليم)

من ديفيد شلبي، المحرر في موقع يو إس إنفو
السلفادور، 25 تموز/يوليو، 2007- تقول ماريا كريستينا دوبون إنه يستحيل على أحد أن يكون نبيا في بلادها إلا أن طلابها وذويهم قد لا يوافقونها هذا الرأي.

دوبون مدرّسة لغة انكيزية في مدرسة ابتدائية في لابالما، احدى مدن السلفادور، وقد نجحت في جعل تلامذتها يستسيغون الدراسة. وهذه ليست بمهمة بسيطة في ضوء أن الصف الدراسي يضم طلابا يعيدون سنتهم الدراسية للمرة الثانية او الثالثة.

وقالت دوبون عن مهمتها في حديث مع موقع يو إس إنفو يوم 28/6 الماضي:"انني أحاول أن أوظّف مواهبي تماما لمنفعتهم لأنهم جديرون بها." وتعمل دوبون بلا كلل في تجميع موّاد التدريس وتطوير خطط تعليم لصفوفها الا أن ما يميّزها عن سائر المعلمين هو ان صفوفها ممتعة ولا تخلو من المرح.

ومن شأن أي شخص يتفقّد صفوف دوبون ان يجد التلامذة جالسين في صفوف وعلى مكتباتهم. وقد يشاركون في برامج تفاعلية ويمارسون لعبة بناء المفردات وينشدون الأغاني بالإنكليزية.

وقد يبدو ذلك طبيعيا الى حد بعيد في مناطق اخرى من العالم لكن في السلفادور فان هذا التطور لا يمكن وصفه الا بالثوري. وقد أوضحت ميريدث هيرمانس، وهي متطوعة في فيالق السلام الأميركية تقوم هي وزملاء لها بتدريب دوبون على أساليب التعليم الخلاق، ان التربية في السلفادور غالبا ما تتسم باللامبالاة وتركّز على المدرّس بدلا من التلامذة. فيحاضر المدرس ويكتب على اللوحة في حين ينسخ الطلبة المعلومات في دفاترهم لحفظها.

وتشير هيرمانس الى انها تدرّب المعلمين باستخدامها نفس الأساليب التفاعلية التي تريد ان يستخدمها المعلمون في صفوفهم بالذات. "وبإخضاعهم هذه التجربة فانهم يلمسون ما قد يكون عليه التغيير. وحينما يقول المدرسون انها متعة وأنا أقول لهم، نعم، وطلابكم سيستمتعون بها ايضا."

وقد تبنّت دوبون هذا الأسلوب الجديد، إذ تقول: "لقد تعملت العفوية وعليّ ان أحافظ على كون الطلاب نشطين، لا غير مبالين، وانا يمكنني أن اشارك في ألعاب معهم واذا لم تسر الأمور على ما يرام أصطحبهم الى خارج قاعة التدريس. وأقوم بالابتكار."

وتقول دوبون انها محظوظة ان يكون لديها مدير منفتح حيال الأساليب الخلاقة فاذا كان ناظر المدرسة ذا تفكير منغلق فانه لن يسمح بتغييرات من هذا النوع الا ان مديرها منحها قدرا كبيرا من حرية التصرف.

وهيرمانس ليست المدرّبة الوحيدة التي تساعد المدرسين السلفادوريين على تعلّم المزيد من طرائق التعليم التفاعلي. فقد طوّرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبالتعاون مع وزارة التربية السلفادورية برنامج تدريب يهدف الى إدخال أساليب التدريس الخلاقة هذه الى مئات المدارس في طول البلاد وعرضها.

اما بيرتا كريستينا بورتيو، وهي ناظرة مدرسة ابتدائية بتيكولوكا، فهي كذلك منفتحة ازاء أساليب التدريس الجديدة وقد بدأت مندهشة من التغيير في مواقف الطلاب منذ أن بدأ مدرّسوها بالاشتراك في برنامج التدريب الذي ترعاه وكالة التنمية.

وتقول بورتيو: "التلامذة باتوا أكثر تحمّسا وهم يحضرون الى المدرسة متسائلين: ماذا اعد المعلم لنا هذا اليوم وفي الماضي، كان كل شيء ذا طابع روتيني ومدعاة للضجر؛ أما الآن فقد بدأوا بتحليل النصوص. وهم يستمتعون بالمطالعة."

وقالت ان طلابها اختطوا مفردات جديدة على الجدران لغرض تعلمها كما أن لدى كل تلميذ منظومة يخزن فيها مفرداته او يحاول تعلمها. وقالت ان ما يعرفه التلامذة من مفردات زاد زيادة ملموسة.

واشارت بورتيو الى أنها المرة الأولى خلال 22 عاما من عملها في المدرسة التي بدأ المدرسون يبدّلون روتينهم. فقد كانوا يحضرون صفوف تدريب في الماضي الا أنهم لم يتعلموا أي شيء مفيد قطّ. "اما الآن فالوضع يختلف، فهي منهجية عملية ويمكننا تطبيقها."

وبعد ان اصطحبت بورتيو تلامذتها الى الباحة للاشتراك في لعبة تفاعلية لبناء المفردات قالت: "التلامذة لا يجلسون لمجرد الإصغاء الى المدرس فهم يولون انتباها وهم يشاركون... ومن المهم ان يجري حفز التلميذ."

وقالت هيرمانس انها لم تكن تتصوّر أبدا انها ستستمتع بتدريب المدرسين لكنها الآن تعشق هذه المهمّة. وقالت انه كان بإمكانها إما أن تحضر الى السلفادور لتدريس مادة الإنكليزية لمجموعة تلامذة او ان تدرب مجموعة من المدرسين يكون لهم أثر على مئات أزيد من التلامذة بعد ان تكون غادرت البلاد، الا انها فضلت الخيار الثاني."