عالم هندي يطور أساليب تربية الأسماك في البرك في بنغلادش
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
عالم هندي يطور أساليب تربية الأسماك في البرك في بنغلادش
من فيليب كوراتا، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
(هذا المقال هو الأول من مقالين حول العمل الفذ لمودادوغو غوبتا)
واشنطن— حينما كان مودادوغو غوبتا صبيا كان كثيرا ما يتردد على الساحل الشرقي للهند حيث كان يشاهد صيادين نحيلي البنية يعودون بصيد هزيل، لكنه لاحقا، أصبح عالما وعاملا لخير البشرية بعد أن ساهمت إنجازاته في رفع كميات الأسماك الصالحة للإستهلاك في آسيا عدة أضعاف وفي الإرتقاء بحياة مئات الملايين من المزارعين المعدمين.
عن فترة نشأته يقول غوبتا: "كان منزلي في ولاية أندرا براديش على مبعدة 5 كيلومترات عن البحر ودرج والدي على اصطحابي إلى الشاطئ حيث كنت أشاهد الصيادين عائدين من البحر. وهم بالكاد كانوا يسدون احتياجاتهم اليومية من ذلك الصيد، وعندها ثار اهتمامي بمصائد الأسماك."
وغوبتا الذي تخصص في علم الأحياء بدأ مسيرته بالعمل لدى المجلس الهندي للابحاث الزراعية في 1962 مركزا اهتمامه على المصائد وصيد السمك البري في البحر. وفي سبعينيات القرن الماضي، وهو عقد شهد ارتفاع طلب المستهلكين على الأسماك وبقاء غلال الاسماك على مستوياتها، بدأ غوبتا باستكشاف إمكانيات زيادة كميات الاسماك في المزارع السمكية أو ما يعرف بالاستنبات المائي. وقد حيرت غوبتا حقيقة ان العلماء الهنود العاملين في ظروف مختبرية، كانوا يفلحون في إنتاج 3 أطنان من السمك سنويا في كل رقعة مساحتها هكتار، بيد أن المزارعين الهنود الذين كانوا يربون الأسماك في برك كانوا ينتجون لا أكثر من 700 إلى 800 كيلوغرام من السمك سنويا في كل هكتار. وهكذا بدأت تجاربه التي أفضت إلى إحداث ثورة لدى مزارعين صغار في آسيا وبشرت بمساعدة واعدة لمناطق نامية أخرى.
وبعدها غادر غوبتا بيئة المختبر لينصرف للعمل في الريف حيث رصد أساليب المزارعين وحلل الموارد التي في تصرفهم. وخلال سنوات تبين له أن بمقدوره أن يزيد غلال مزارع الأسماك بواقع ستة أطنان لكل هكتار في العام. وقال عن تلك الفترة: "كانت تلك قفزة هائلة وفي ذلك الزمن لقبت بالثورة المائية؛ أما الآن فيلقبونها بالثورة الزرقاء. وبدأ الناس بتصديق ما يمكننا أن نحققه في ظروف زراعية ريفية."
بنغلادش
وبلغ عمل غوبتا أوجه في ثمانينيات القرن الماضي في بنغلادش حيث اوفدته منظمة الأغذية والزراعة الدولية كمستشار في مجال الاستنبات المائي. والجدير بالذكر أن مساحات كبيرة من أراضي بنغلادش تغمرها مياه الأمطار الموسمية طوال نصف عام، ولهذا، يعمد القرويون إلى تشييد منازلهم على منصات ترابية مرتفعة تفاديا للفيضانات نتيجة لمياه الأمطار. وهم يحفرون التربة ويكومونها لتشكل روابى صغيرة وبذلك ينشئون ترعا وحفرا تمتلئ بالمياه. وبالتالي فإن مياه الأمطار الغزيرة تخلف مئات الآلاف من البرك والحفر راكدة المياه التي تنتشر في سهول سواحل بنغلادش العريضة.
وحينما وصل غوبتا إلى بنغلاديش أيقن أن كلفة صيد السمك والطلب عليه مرتفعان وأن الإنتاج كان متدنيا بالرغم من وفرة المياه.
وقال في هذا الشأن: "(القرويون) استخدموا البرك للغسل والإستحمام". كما أن زملاءه في بنغلاديش أبلغوه أنهم حاولوا تطوير زراعة مائية من خلال استخدام نوع سمك الكارب (الشبوط) لكنهم فشلوا في ذلك لأن هذا الصنف من السمك يتطلب مياها اعمق وفترات أطول من ستة أشهر لينمو نموا كافيا.
وما كان من غوبتا إلا أن أبلغهم: "لا تيأسوا، دعونا لنرى إذا كان بمقدورنا إيجاد صنف سمك يمكن أن ينمو في تلك الظروف من المياه الضحلة والعكرة خلال فترة شهرين إلى ستة أشهر."
وعوضا عن سمك الكارب أقنع غوبتا المزارعين باعتماد سمك التيلابيا والبارب الفضي وهما نوعان يمكن أن ينموا خلال عدة أشهور بوزن 100 غرام (لتقديمه كوجبة) ويباعان بأسعار مغرية في الأسواق. وكان الإكتشاف بأنه يمكن استغلال التيلابيا والبارب الفضي لجني الربح مجرد الخطوة الأولى لغوبتا.
وتأكد غوبتا من أنه لم يكن يتعين على المزارعين أن يقتنوا لوازم غالية الثمن لتربية الأسماك بل أن يستخدموا مواد متوفرة اصلا في أملاكهم الصغيرة. ودربهم على الجمع بين إنتاج السمك والدجاج والماشية والمحاصيل في عملية تعرف بـ"الزراعة المتكاملة".
واوضح غوبتا قائلا: "على سبيل المثال تحققنا من أنه بمقدورنا أن نربي دجاجا في حظيرة فوق بركة تربية السمك فتسقط فضلاتها في البركة وتقتات عليه الأسماك وتشكل مصدر تغذية للبرك. والمدخلات الوحيدة التي وفرت للمزارعين كانت الاسماك الوليدة. وتمكنا من إنتاج ما بين 5 و6 اطنان من السمك في كل هكتار بدون موارد إضافية. كما تبين أن نخالة الأرز، وهو منتوج ثانوي لطحن الأرز، يمكن أن يستخدم كغذاء للسمك."
وأدرك المزارعون وجود سوق متعطشة لأسماكهم، وهكذا حفروا ترعا وحفرا جديدة لتوسيع عملياتهم، واعتمد بعض المزارعين إنتاج السمك على مدار العام. وقال غوبتا عن ذلك: "لقنّاهم تربية أصناف مختلفة من الكارب في نفس البركة ذلك لأن بعض الأصناف تتغذى في القعر والبعض الآخر على مستوى أعلى من البركة، والبعض يقتات على الطحالب فيما يقتات نوع آخر على الحشائش. وباستخدامهم أصنافا منوعة كان بمقدور المزارعين أن يسخروا جميع مصادر الغذاء في البركة. واستطاعوا أن ينتجوا ما بين 6 و8 أطنان سنويا في كل هكتار واحد من الأرض.
وطوّر غوبتا كذلك أساليب لتربية الأسماك في حقول الأرز المغمورة بالمياه، وبشكل لم يتوقعه لاحظ ارتفاع إنتاج الأرز بنسبة 8 إلى 10 في المئة. وكان هناك عدد من الأسباب وراء هذه الظاهرة، كما أوضح، أحدها أن السمك كان يقتات على الديدان والحشرات التي كانت ستستهلك نباتات الأرز. إضافة إلى ذلك، كان للأسماك بعض الاثر على حراثة الأراضي المغمورة، إذ كانت تقتلع الحشائش وتنتج أوكسجينا ومغذيات امتصتها بذور وشتلات الأرز. وكان من المنافع الإضافية ايضا أن تربية الاسماك في حقول الأرز ساندت البيئة لأن المزارعين قلصوا أو استعاضوا عن استخدام المبيدات الكيميائية أو مبيدات الحشائش تفاديا للإضرار بالأسماك.
****
مواضيع مماثلة
» أئمة بنغلادش يحشدون السكان لمكافحة الاتجار بالبشر
» طالب سوري يطور موقعا للبحث الفوري في فيسبوك
» الجزائر تنتج 157 ألف طن من الأسماك
» أساليب تدريس جديدة تولّد حماسا لدى التلامذة بالسلفادور
» «« القواعد الإسلامية في تربية الأطفال »»
» طالب سوري يطور موقعا للبحث الفوري في فيسبوك
» الجزائر تنتج 157 ألف طن من الأسماك
» أساليب تدريس جديدة تولّد حماسا لدى التلامذة بالسلفادور
» «« القواعد الإسلامية في تربية الأطفال »»
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى