مرور مركبة ناسا قرب عطارد يهيئها للتحليق في مدار حوله في العام 2011

من طرف dreamnagd الأربعاء فبراير 06, 2008 2:40 am

مرور مركبة ناسا قرب عطارد يهيئها للتحليق في مدار حوله في العام 2011
(المركبة تبعث بصور لمنحدرات صخرية شاهقة وحفر أحدثتها ارتطامات هائلة)

من محررة الشؤون العلمية شيريل بيليرين
واشنطن، 4 شباط/فبراير، 2008- مرت مركبة الفضاء مسنجر (الرسول) التابعة لناسا قرب كوكب عطارد في 14 كانون الثاني/يناير المنصرم، محققة المرور الأول في ثلاث عمليات مرور قربه من شأنها أن تهيئ المركبة المجهزة بالآلات والمعدات للتحليق في مدار حول أقرب السيارات إلى الشمس لمدة سنة كاملة تبدأ في 18 آذار/مارس، 2011.

وقد جمعت آلات التصوير وغيرها من الأجهزة المتقدمة المعقدة المركبة على مسنجر، بعد رحلة قطعت خلالها أكثر من 3,2 مليار كيلومتر، أكثر من ألف ومئتي صورة وقياس عن قرب وغيرها من المعلومات. كما وفرت الأجهزة صورة جانبية لسطح عطارد تضمنت حفراً أحدثتها ارتطامات وغيرها من التضاريس في جانب عطارد المظلم.

وأظهرت الصور أن عطارد يحتوي على منحدرات صخرية ضخمة تمتد مئات الكيلومترات على سطح الكوكب. وتحافظ الجرف الصخرية على سجل لأنماط نشاط التصدعات الجيولوجية في الفترة المبكرة من تاريخه.

وقال كبير البحاثة في مؤسسة كارنيغي في واشنطن، شون سولومون، أنه أثناء جمع حمولة مسنجر العلمية المؤلفة من سبعة أجهزة المعلومات عن الكوكب "كنا في حالة اندهاش متواصل." وأضاف في مؤتمر صحفي في ناسا في 30 كانون الثاني/يناير أن ما أرسلته المركبة "لم يكن ما توقعناه، لم يكن القمر، كان مكاناً نشطاً جدا يتغير بسرعة كبيرة. والتضاريس التي شاهدناها بآلة تصوير مسنجر معالم طبيعية لم تتم مشاهدتها على أي كوكب آخر."

وقد أرسلت المركبة أيضاً صور معلم طبيعي يطلق العلماء عليه اسم "العنكبوت" يقع في وسط حوض كالوريس، وهو إحدى أضخم الحفر الناجمة عن ارتطام في النظام الشمسي إذ يبلغ عرضها من أحد طرفيها إلى الطرف الآخر ألفاً و545 كيلومتراً، وتتألف من أكثر من 100 غَور ضيق طويل مسطح القاع تنطلق من منطقة مركزية معقدة.

* أسئلة علمية

لم تزر عطارد قبل الآن سوى مركبة فضائية واحدة، هي مركبة مارينر (البحار) 10 ،التي تملكها وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، التي تفحصت أقل من نصف سطح الكوكب خلال مرورها قربه ثلاث مرات في عامي 1974 و1975.

وتجدر الإشارة إلى أن عطارد واحد من كواكب النظام الشمسي الأربعة الأقرب إلى الشمس والمحتوية على سطح "أرضي" (مكون من صخور وما يشبه التربة الموجودة على كوكب الأرض). أما الكواكب الثلاثة الأخرى فهي الزهرة والأرض والمريخ، ويوجد لديها غلاف جوي لا يستهان به. أما غلاف عطارد الجوي فرقيق جدا، وهو، إلى جانب كوكب الأرض، الكوكب الوحيد القريب من الشمس الذي يحتوي على حقل مغنطيسي شامل.

أما الكواكب الأربعة الأخرى في المجموعة الشمسية، المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، فتدعى كواكب جوبيترية، أي شبيهة بالمشتري (جوبيتر بالإنجليزية) لأنها هائلة الحجم مقارنة بكوكب الأرض كما أنها، كالمشتري، غازية أكثر منها صلبة. ولذا تدعى هذه الكواكب أيضاً العمالقة الغازية، رغم أن بعضها قد يحتوي على جزء مركزي صلب صغير- وربما كانت جميعاً تحتوي على مثل هذا الجزء الصلب.

وقد اشتق اسم المركبة مسنجر (Messenger) من الأحرف الأولى من الكلمات الإنجليزية التي تعني "سطح عطارد، البيئة الفضائية، الجيوكيمياء، والتجول." وقد بدأت مهمتها، التي تتلخص في الإجابة عن أسئلة علمية عن كثافة الكوكب وتاريخه الجيولوجي وحقله المغنطيسي وتركيبة جزئه المركزي ومواده القطبية غير المألوفة، لدى إطلاقها في ساعة مبكرة من صباح أحد أيام شهر آب/أغسطس من العام 2004، من منصة في قاعدة كيب كانافيرال الجوية في فلوريدا.

وقد حلقت المركبة أثناء رحلتها في الجزء الداخلي من النظام الشمسي في سلسلة من عمليات التحليق التي مرت فيها قرب الأرض والزهرة بهدف تغيير مسارها والحصول على دفعة من الجاذبية لإتمام رحلتها.

* فهم عطارد

إن فهم عطارد والقوى التي شكلته عنصر أساسي لفهم الكواكب "الأرضية" الأخرى وكيفية نشوئها وتطورها. ومن السمات المشتركة بين عطارد والأرض، دون الكواكب "الأرضية" الأخرى، كونهما يحتويان على حقل جاذبية وبالتالي على مغنيتوسفير (الغلاف المشحون الدائر مع الكوكب).

ويحتوي مغنيتوسفير كوكب الأرض، الذي يحكمه الحقل المغنطيسي ويمتد إلى مسافة بعيدة في الفضاء، على الكثير من الجسيمات السارية فيه وعلى الإشعاع الكهرمغنطيسي وعلى حقلين كهربائي ومغنطيسي لا يتوقفان عن التغير.

وقال سولومون إننا على الأرض "مدينون بحياتنا لهذا المغنيتوسفير، لأنه فقاعة واقية حول كوكبنا تحول دون تأثير الأشعة الكونية والجسيمات (أو الذرات) النشطة المنبعثة من الشمس في سطح الأرض والتسبب في الإضرار بجينات كل الكائنات الحية التي تعيش هنا على الأرض. ولكننا نعرف أن حقل الكرة الأرضية المنغطيسي يتغير ونعرف أن الجو في الفضاء يؤثر على مغنيتوسفير كوكبنا. والمثال الوحيد الآخر في نظامنا الشمسي على مغنيتوسفير وحقل جاذبية شبيهان بما يوجد على الكرة الأرضية هو كوكب عطارد الصغير جدا."

وتولد الحقول المغنطيسية والمغنيتوسفيرات ديناموات (مولدات كهربائية)على شكل غلاف خارجي معدني سائل لجوف الكرة الأرضية موجود في باطن الكوكب. ومن المتوقع أن تكون هناك آلية مماثلة لحقل عطارد المغنطيسي إلا أن طبيعة ذلك الحقل والفترة التي تستغرقها التغيرات الداخلية ما زالتا مجهولتين. وسوف تلقي عمليات المرور قرب الكوكب (في تشرين الأول/أكتوبر 2008 وأيلول/سبتمبر 2009) ومرحلة التحليق في مدار لمدة عام حوله مزيداً من الضوء على هذه العمليات.

وبالإضافة إلى هذا، وفرت مجموعة الأجهزة والمعدات الموجودة على المركبة، معلومات عن التركيبة المعدنية لتضاريس سطحه واكتشفت وجود انبعاثات أشعة فوق بنفسجية من الصوديوم والكالسيوم والهيدروجين الموجودة في إكسوسفير عطارد، أي في غلافه الجوي الخارجي الذي تنطلق منه الذرات والجزيئات إلى الفضاء.

وقال سولومون عن مغنيتوسفير عطارد وغلافه الجوي وسطحه، "إن جميع هذه الأمور في كوكب عطارد مترابطة بشكل وثيق. إنه كوكب دينامي مستمر النشاط والتغير تحدث فيه أمور كثيرة."

ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات عن مركبة مسنجر ( http://messenger.jhuapl.edu/ ) بالرجوع إلى موقع مختبر الفيزياء التطبيقية التابع لجامعة جونز هوبكنز على الشبكة العنكبوتية.