مشاهير السينما الهندية يسهمون في حملة الوقاية من الإيدز وفير

من طرف dreamnagd الإثنين يوليو 09, 2007 10:01 pm

مشاهير السينما الهندية يسهمون في حملة الوقاية من الإيدز وفيروس نقص المناعة
(أحدث فيلم للمخرجة الهندية ميرا نير يحمل رسالة مكافحة الإيدز الى قاعات السينما الهندية)

من ليا تيرهون، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 5 تموز/يوليو، 2007- سيبدأ هواة أفلام السينما في الهند قريبا بمشاهدة أفلام قصيرة من إخراج كبار مخرجي السينما في الهند تدور حول أثر الإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسبة، المسبب لهذا الداء، وتعرض حتى قبل الأفلام الهندية التي تحقق عائدات كبرى ويقبل عليها الجمهور. وهذا التعاون بين مصورّي الأفلام الهنود لغرض زيادة التوعية بالمرض هو من بنات أفكار المخرجة الهندية ميرا نير وهو مشروع مولّته مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية.

وأبلغت نير موقع يو إس إنفو ان الفكرة نشأت لديها حينما اتصل بها ممثل عن مؤسسة غيتس وزودّها "بإحصاءات مذهلة مفادها انه اذا لم نتمكن من السيطرة على ما يدور في الهند من انعدام التوعية ووصمة العار التي تقترن بفيروس نقص المناعة، فان أبعاد وباء الإيدز/فيروس نقص المناعة يمكن ان تماثل تلك التي في افريقيا خلال سنوات قليلة."

والمخرجة نير، التي تقيم حاليا في أوغندا، تدرك هذه المشكلة عن كثب. فقد بينت إحصاءات للأمم المتحدة نشرت في 2006 ان نسبة 72 في المئة من مجموع الوفيات بمرض الإيدز في العام الماضي، وهو 2.6 مليون، كانت في افريقيا جنوب الصحراء حيث كان لها أثر اقتصادي-اجتماعي مدمّر.

ونير تريد ان تسخر "التأثير الهائل" للسينما الهندية "لتوعية الناس بشأن الإيدز" وقد اطلقت على مشروعها اسم "جاغو" ومعناها بالهندية "استيقظ". وتقول المخرجة: "إقترحت بأن ألتقي بمخرجي الأفلام التجارية والشعبية والأكثر تفوقا تقنيا من مناطق مختلفة من الهند بحيث يستخدم كل منهم ممثلا سينمائيا مشهورا ومعروفا... في بلادنا، على أن ينقل كل منهم رواية دراماتيكية طولها 15 دقيقة."

وحددت نير لكل مخرج موضوعا من مواضيع الإيدز وقالت "هم كانوا أحرارا في عمل ما يشاؤون بها." يذكر أن نير تعتبر مخرجة مرموقة وتتمتع بالاحترام وقد صورت أفلاما مثل "سلام بومباي" و"قران المونسون"، ومؤخرا "نيمسيك" او الكنية.

وقد استقطبت نير مواهب فذّة للأفلام الأربعة، وقالت: "اخترت المخرجين الذين انا أكثر إعجابا بهم." فهناك المخرج فيشال باردواج الذي صوّر "أخوة الدم" الذي يدور حول الأثر النفسي لعدوى مرض الإيدز و"العيش بصورة إيجابية مع الإصابة به". اما سانتوش سيفان وهو مخرج من جنوب الهند تلقى تنويها دوليا لفيلمه "الإرهابي" في العام 1998 فهو يركز في فيلمه على العار الذي يكتنف الإيدز/فيروس نقص المناعة ويروي قصة فتى صغير منع من الالتحاق بالمدرسة لأن والديه كانا مصابين بالفيروس. وأخيرا، فرحان أختر، وهو بمثابة "مخرج معجزة في بوليوود الجديدة" فهو يعكف على تصوير فيلم عن الحاجة لإثارة موضوع التثقيف الجنسي والتوعية بالإيدز/فيروس نقص المناعة.

ويذكر أيضا ان نير نفسها أخرجت فيلم "الهجرة" الذي "يتحدث عن الفيروس كعامل مشترك يربط بين الطبقات العليا والعاملة والعمالة المهاجرة وسكان المناطق الحضرية والريف. ويشترك في بطولة الفيلم ممثلون سينمائيون مشهورون مثل عرفان خان وسيدارث، ومعبود الجماهير برايو ديفا من جنوب الهند.

وتطويق الإيدز/فيروس نقص المناعة في الهند هو بمثابة تحدّ. اذ ان القيم المحافظة تعيق مناقشة الجنس والأمراض المقترنة به في اوساط الناس، وحتى مع إطبائهم. كما ان تكاثر اللهجات المحلية يعرقل التثقيف عن الإيدز. ورغم ان الإيدز/فيروس نقص المناعة اصبح شائعا في الهند في وقتنا هذا، فإنه لا تزال تكتنفه وصمة عار فظيعة.

وطبقا لـ"يونيدز"، أي برنامج الأمم المتحدة المشترك حول الإيدز/فيروس نقص المناعة، كان هناك في نهاية العام 2005 حوالى 5.7 ملاين شخص في الهند مصابين بفيروس نقص المناعة. وتقدّر الهيئة الوطنية للإيدز في الهند ان معدل الإصابة به أقل بقليل، اما البيانات الأخيرة فتشير الى تباطؤ وتيرة الوباء في مناطق معينة من الأشد إصابة به في حين سجلت زيادات في مناطق أخرى.

ووصف تقرير للبنك الدولي حول الإيدز صدر في العام الحالي الوباء بأنه وباء "خطير" الا انه قابل للوقاية منه، كما اشاد بخطوات كبيرة حققت في منعه. وقال التقرير: "لقد اكتسبت مجموعة العاملين بمكافحة الإيدز خبرة في مجال كيفية العمل في قطاعات رئيسية غير قطاع الصحة."

إن إيصال رسالة الإيدز عبر أفلام مثل سلسلة أفلام نير والحملة الإعلامية المتعددة الجوانب بعنوان "هل هذا من العدل؟" التي ترعاها مجموعة "بريكثرو" (الإختراق) المدافعة عن حقوق الإنسان والتي تستهدف بحملاتها التمييز المتصل بالإيدز، هو أمر حيوي جدا.

كما ان أساليب إعلامية شعبية ومتواضعة مثل الملصقات في الحافلات والعربات في شوارع المدن التي تحمل شعار "الوقاية من الإيدز والسيطرة عليه"، تصل الى اولئك المهددة حياتهم مثل العاملات في مجال الجنس وزبائنهن وسائقي الشاحنات ومستخدمي المخدرات عن طريق الحقن والمثليين الذكور ممن يتعاطون الجنس مع الرجال. ومنظمة "الوقاية من الإيدز والسيطرة عليه" التي تنشر الشعارات تحت نفس هذا العنوان فهي منظمة غير حكومية مقرها جنوب الهند وتمولها الوكالة الأميركية للتنممية الدولية. وقد عملت منذ العام 1995 بالاشتراك مع سواها من المنظمات غير الحكومية لتنفيذ برامج علاجية لا سيما مع المشتغلين في مجال الجنس الذين يعتبرون الأقنية الرئيسية لانتقال الإيدز والفيروس في الهند.

وتشمل الاستراتيجيات الأساسية حملات إعلامية على مستوى المقاطعات المحلية وتدريب مثقفين من نفس المنزلة، وإقامة مراكز إرشاد وفحص طوعية، وبرامج علاجية. اما جمعية "أفيرت" التي تموّلها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والتي أسست في عام 2001 فتقوم بهذا النوع من العمل لمكافحة الوباء في ولاية ماهاراشترا.

وتتعاون الولايات المتحدة، بالعمل عن طريق خطة الرئيس (بوش) الطارئة لغوث الإيدز، ووكالة التنمية الدولية وغيرها من وكالات لمدّ منظمات غير حكومية بالأموال لمهمات الاستكشاف والفحص والتثقيف والعلاج. كما أن خبراء من وكالات حكومية أميركية يشاركون في أعمال مجموعة العمل العالمية للوقاية من فيروس نقص المناعة التي انشأتها مؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسة هنري كايزر للرعاية الطبية.

وتتمنى نير ان تعرض سلسلة أفلام التوعية عن الإيدز في صالات السينما الهندية وفي العالم بنهاية العام الحالي. اذ، كما تشير، "يمكن ترجمتها في الحقيقة في كل مكان، مثل في الصين وافريقيا." وتضيف قائلة: "واذا توجّت هذه الأفلام الأربعة بالنجاح، فسيكون بمقدورنا أن نستخدم أربعة مخرجين آخرين في العام المقبل" لتصوير سلسلة جديدة.