تأثير ثقافة الجالية اللاتينية على السياسة والأدب والرياضة في

من طرف dreamnagd الخميس سبتمبر 13, 2007 9:51 pm

تأثير ثقافة الجالية اللاتينية على السياسة والأدب والرياضة في الولايات المتحدة ظاهر للعيان
(مسؤولة في مؤسسة سميثسونيان: إن التراث اللاتيني يعزز التنوع الثقافي في الولايات المتحدة)

من كارولي واكر، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 12 أيلول/سبتمبر، 2007- قالت بيلار أوليرى من مؤسسة متاحف سميثسونيان إن تأثير الأميركيين المتحدرين من أصول لاتينية، ولاسيما مع التنامي السكاني في الولايات المتحدة، قد بات ظاهرا في كل مناحي الحياة في المجتمع الأميركي، ولاسيما في رياضة البيسبول والسياسة والأدب.

وأوضحت في حوار إلكتروني أجراه معها موقع يو إس إنفو يوم 11 أيلول/ سبتمبر الجاري أن هذا التأثير قد ساهم إلى حد كبير في التنوع الثقافي الذي تتميز به الولايات المتحدة.

وأضافت أوليرى "أن الأميركيين المتحدرين من أصل لاتيني لهم تاريخ طويل في الولايات المتحدة. إذ أقام المستكشفون الأسبان أول مستوطنة أوروبية في سانت أوغسطين، بفلوريدا قبل وصول المستعمرين الإنجليز إلى هذه الشواطئ بعشرات السنين".

ويأتي العديد من الأميركيين ذوي الأصول اللاتينية إلى هذا البلد للاستفادة من فرص أفضل في التعليم لأطفالهم وللمساهمة في بناء النسيج الثقافي والاقتصادي للولايات المتحدة حيث قد يتمتعون بحريات وفرص قد لا تتوفر لهم في بلدانهم الأصلية، بحسب أوليرى التي تقوم بإقامة المعارض وتطوير البرامج العامة في المركز اللاتيني في مؤسسة سميثسونيان.

وأكدت أوليرى بقولها: " أعتقد أن هذا صحيح، ليس فقط بالنسبة للمهاجرين اللاتينيين الجدد، ولكن أيضا بالنسبة للعائلات اللاتينية التي تعيش هنا منذ أجيال خلت.

ويتيح برنامج السفراء الشباب التابع للمركز اللاتيني، وهو عبارة عن مبادرة تعليمية لطلبة الصف الأخير في المرحلة الثانوية من الجالية اللاتينية الموهوبين في الفنون، وللتلاميذ من جميع أنحاء البلاد الفرصة لمقابلة العلماء والفنانين وأمناء المتاحف وغيرهم من الأفراد الذين حققوا إنجازات كبيرة في مجال الفنون والثقافة اللاتينية.

ومصطلح "أميركي من أصل لاتيني" هو مصطلح يشير بوجه عام إلى أبناء شعوب أميركا اللاتينية، بما في ذلك الشعوب الأصلية وكذلك الأوروبيون والأفارقة والآسيويون الذين استقروا في أميركا اللاتينية. أما مصطلح "هسباني أو أسباني" فهو تعبير ابتدعه مكتب الإحصاء الأميركي للدلالة على الأفراد الذين يتحدثون اللغة الأسبانية و/ أو ذوي الأصول الأسبانية.

وتفيد تقديرات مكتب الإحصاء الأميركي أن الهسبان يشكلون أكبر مجموعة أقلية في الولايات المتحدة حيث يبلغ عددهم 42.7 مليون نسمة. ومع الزيادة السكانية التي بلغت 3.3 في المئة خلال الفترة الممتدة من 1 تموز/ يوليو 2004 إلى 1 تموز/ يوليو 2005، تعتبر الجالية الهسبانية الأكثر نموا في الولايات المتحدة.

* تأثير الرياضة

قالت أوليرى إن للأميركيين من أصل لاتيني تأثيرا كبيرا على رياضة البيسبول، رغم أن مشاهير كرة القدم القادمين من المكسيك قد اكتسبوا شهرة في الولايات المتحدة ويساعدون على رفع شعبية هذه الرياضة وتعريف الجماهير في الولايات المتحدة عليها. والجدير بالذكر أن ربع لاعبي دوري البيسبول الرئيسي من بورتوريكو وبلدان أميركا اللاتينية، وخصوصا جمهورية الدومنيكان وفنزويلا وكوبا وكولومبيا والمكسيك، وقد أقام المركز اللاتيني شراكة مع خدمات المعرض المتنقل التابع لمؤسسة سميثونيان لإقامة معارض يتناول قصة حياة لاعب البيسبول الأسطورة روبيرتو كليمنت.

وقد تم تطوير معرض "ما بعد البيسبول ” على يد موسيو دي أرت دي وقامت بتنسيقه مؤسسة سميثسونيان. وسيتضمن المعرض نصا مسجلا يمكن تحميله على جهاز الكمبيوتر أو جهاز الآيبود باللغتين الانكليزية والإسبانية فضلا عن موقع إلكتروني تفاعلي ومعرض افتراضي وأنشطة للأطفال، وبرنامج تدريسي ومواضيع بارزة وصور تتعلق بالسيرة الذاتية.

وكليمينت المولود في بورتوريكو كان ضمن نجوم منتخب الدوري الرئيسي للبيسبول وهو الذي ساعد فريق بتسبرغ بايريتس على الفوز ببطولة الدوري عام 1971، بطولة ألعاب البيسبول للمحترفين الأميركية.

* التأثير السياسي والأدبي للأميركيين من أصل لاتيني

قالت أوليري إن المؤلفين اللاتينيين أمثال غابريل غارسيا ماركيز، ماريو فارجاس لوسا، كارلوس فوينتيس وإيزابيل الليندي قد شقوا طريقا للمؤلفين اللاتينيين في الولايات المتحدة وعلى الصعيد العالمي. وهناك الكثير غيرهم من المؤلفين اللاتينيين الأكثر معاصرة الذين أخذوا يكتسبون أيضا شهرة واحتراما كبيرين – أمثال المؤلفة الدومنيكية جوليا الفاريز. وأضافت أن رواية الفاريز الشهيرة "في زمن الفراشات" قد تم تحويلها إلى فيلم تلفزيوني في العام 2001.

وأشارت الباحثة في مؤسسة متاحف سميثسونيان إلى أنه بالرغم من أن انتخابات العام 2008 التي تمثل المرة الأولى التي يهتم فيها المرشحون بقضايا واهتمامات الناخبين اللاتينيين، فقد بات هناك وعي متزايد بأهمية أصوات الأميركيين من أصل لاتيني في الوضع السياسي. وأضافت أنه في القوت الذي يتزايد فيه عدد السكان وتصبح الجالية اللاتينية أقوى اقتصاديا وتكتسب مهارة سياسية، فمن المحتمل أن يكون المرشحون أكثر اهتماما بحاجات وقيم وأهداف الجالية اللاتينية.

وأوضحت أنه للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة ينخرط المرشحون السياسيون في المناظرات الرئاسية على محطة تليفزيونية ناطقة باللغة الأسبانية وكذلك مشاركة السياسيين في المسيرات المؤيدة لحقوق المهاجرين.

* التراث الأسباني في الولايات المتحدة

قالت أوليرى إن العديد من الأميركيين من أصل لاتيني يربطهم بأسبانيا تراث مشترك. إذ استعمر الأسبان معظم بلدان أميركا اللاتينية وجلبوا معهم اللغة الأسبانية – وهي اللغة التي تتحدثها أغلبية السكان من أبناء الجالية اللاتينية - والثقافة والدين والتقاليد الاجتماعية. وأكدت أن أبناء الجالية اللاتينية الموجودين في الولايات المتحدة والذين يعيشون في الخارج ما زالوا يشعرون بأن لهم روابط قوية تربطهم بأسبانيا. وقالت إن هذا التراث هو الذي يربط العديد من الأميركيين من أصل لاتيني الذين ينتمون إلى بلدان وخلفيات متعددة ببعضهم البعض.

وأوضحت أوليري أن أسبانيا نفسها بذلت، خلال السنوات الأخيرة، مجهودات للارتباط بالجاليات الأميركية اللاتينية في الولايات المتحدة وفي الخارج من خلال المبادرات التعليمية والثقافية. فعلى سبيل المثال، سوف يستضيف معرض البورتريه القومي في واشنطن بالشراكة مع الحكومة الأسبانية معرضا في نهاية أيلول/سبتمبر لإبراز دور أسبانيا في الثورة الأميركية.

ثم خلصت الباحثة في مؤسسة متاحف سميثسونيان إلى القول: إن "هذا المعرض سيلقى قبولا بين الأميركيين من أصل لاتيني، وخاصة أولئك الذين يشعرون بأن التراث الأميركي اللاتيني لم يتم حتى الآن التعريف به أو تدريسه بشكل كاف.