ولاية كاليفورنيا تحدد لنفسها أهدافا طموحة لاستخدام الطاقة المتجددة

من طرف dreamnagd الخميس فبراير 14, 2008 3:58 am

ولاية كاليفورنيا تحدد لنفسها أهدافا طموحة لاستخدام الطاقة المتجددة
(توفير وظائف لعمال "الياقات الخضراء" تمثل أولوية قصوى للمجتمعات ولحكومة الولاية والحكومات المحلية)

واشنطن، 12 كانون الثاني/ يناير 2008 - عقد المشاركون في مؤتمر قمة حول الطاقة في كاليفورنيا العزم على إدخال المزيد من فرص العمل في قطاع صناعة الطاقة المتجددة والقيام بتنفيذ برامج تدريبية ومعلوماتية على مستوى الولاية والمدينة والمجتمعات المحلية.

وكان شعار المؤتمر، الذي استغرق يوما واحدا ووصفه رئيس المؤتمر كيري بولدنغ بأنه كان ناجحا للغاية، هو "الرقي باقتصاد الطاقة الجديدة". وأبلغ بولدنغ الذي يشغل منصب كبير مستشاري اللجنة العليا للمرافق العامة في ولاية كاليفورنيا موقع أميركا دوت غوف أنه حضر الاجتماع الذي انعقد يوم 14 كانون الثاني/ يناير الماضي حوالي 800 شخص من "قطاعات مختلفة جدا."

وقال إن المشاركين في المؤتمر كانوا من جميع الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، ولكنه حضره بشكل خاص ممثلون من أربعة قطاعات هي: الطاقة المتجددة، ومجتمع التكنولوجيا الخضراء وواضعو السياسات والمعلمون، والمستثمرون وقادة المجتمعات المحلية وأفراد المجتمعات المستضعفة والمحرومة الذين يمكن أن يحفزوا الأشخاص الذين لا يولون الطاقة المتجددة الاهتمام الكافي."

وقال بولدنغ إن الحوار بين هذه الاهتمامات المختلفة، الذي يعني جعل "كاليفورنيا أرضية خصبة للطاقة المتجددة والاستثمار في الطاقة وفرص العمل يمثل هدفا محققا بشكل خاص، لأنه يخلق اهتماما وزخما كبيرين لم يكونا موجودين من قبل ويدفعهما إلى الأمام."

وأبرز ما تضمنه المؤتمر جاء من جوزيف بيركينز، رئيس جمعية البنائين المحليين في شمالي ولاية كاليفورنيا التي سبق وأن وعدت بفرض معايير بيئية صارمة على أعمال البناء من شأنها أن تخفض من انبعاثات غازات الكربون في عام 1990 إلى النصف بحلول عام 2020 من خلال استخدم تكنولوجيات البناء ذات الانبعاثات المنخفضة. وأبلغ بيركينز المشاركين في المؤتمر أن "الجمعية ملتزمة ببناء يفي بمعايير البيئة الخضراء. ونحن نريد أن تتعاون مع مختلف القطاعات لانجاز شيء ما."

ومن الجدير بالذكر أن أنشطة البناء تصدر جزءا كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. ويقول المجلس الأميركي للبناء الأخضر إن قطاع البناء يمثل ما يقرب من النصف من جميع انبعاثات الغازات المحلية السنوية المسببة للاحتباس الحراري. وهذا الرقم ينعكس على الصعيد العالمي. ويتولى المجلس الأميركي للبناء الأخضر المصادقة على المشاريع دوليا باستخدام نظام التقييم التابع لقيادة التصميم البيئي الموفر للطاقة.

وحتى وقت قريب، ظل قطاع البناء الرئيسي يقاوم اعتماد التكنولوجيا الخضراء في أعمال البناء.

وقال بولدنغ "إن مشاركتهم في هذا المجهود تمثل أمرا مهما جدا. والأمر الأكثر أهمية هو وعدهم بتوفير فرص عمل لـ 25 ألف من عمال الياقات الخضراء." وأضاف أن هذا المجهود سيكون له أثر مضاعف على اقتصادنا وعلى صناعتنا وعلى مجتمعاتنا المهملة، لتوجيه شعبنا وولايتنا نحو اقتصاد أخضر جديد." وأضاف "أن الوظائف الجديدة وجهود التدريب قد بدأت."

الاقتصاد الأخضر يزداد سخونة

لقد أصبح هناك إقبال كبير على المدققين في مجال الطاقة الذين يقيّمون فاعلية الطاقة الخاصة بالمباني. وكذلك الطلب على المقاولين الكهربائيين وعمال التركيب والبنائين الحاصلين على شهادة ترخيص لتركيب السخانات الشمسية، وربطها بالشبكة الكهربائية ورفع مستوى المنازل القديمة إلى معايير جديدة للطاقة. وستأتي الوظائف الجديدة حين يتوسع تصنيع منتجات الطاقة المتجددة. وستصبح التكنولوجيات مثل الأفلام الكهربائية الضوئية التي يمكن أن تحل محل السخانات الشمسية الضخمة، سلعا مربحة بمجرد أن تتوفر بشكل أكبر يجعلها في متناول أصحاب المنازل العاديين.

وهدف كاليفورنيا الجديد هو أن يكون صافي استخدام الطاقة صفر في جميع المنازل الجديدة بحلول عام 2020 وتكون جميع المباني التجارية الجديدة قد عززت نشاطها في مجال الطاقة الخضراء بحلول عام 2030 ، كما هو الحال بالنسبة لمبادرة كاليفورنيا للطاقة الشمسية التي حققت نجاحا كبيرا.

وقال بولدنغ "إننا غارقون في محاولتنا لمواكبة الطلب، إذ إننا لم نكن نتوقع مثل هذه الاستجابة التي حظينا بها؛ حيث لا بد من التدقيق في فاعلية الطاقة وكفاءتها وتجديد الأجزاء الخاصة باستهلاك الطاقة قبل أن يتمكن المستهلكون من الحصول على الحسومات السخية التي توفر كحوافز لمن يستخدمون الأجهزة الشمسية في المنازل."

وأضاف أن تكاليف أجهزة الطاقة الشمسية التي يتعين دفعها مقدما يمكن أن تكون باهظة، ولهذا تقوم بعض المدن، مثل بيركلي، بتصميم برامج لوضع تحديثات أجهزة الطاقة في متناول المجموعات ذات الدخل المحدود.

وقالت نائبة رئيس شركة سنباور جولي بلندين في القمة إن مصنع أنظمة الطاقة الشمسية الموجود في سان هوزيه شهد نموا هائلا في الإيرادات حيث ارتفعت من 11 مليون دولار في عام 2004 إلى بليون دولار في 2007.

ويمثل مجال التعليم عنصرا حيويا آخر، ليس فقط لبرامج التدريب المهني، ولكن لنشر المعلومات حول الطاقة المتجددة والفرص التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات.

ووصف رئيس بلدية سان فرانسيسكو غافن نيوسوم، الذي التزم بتحقيق الاستمرارية والاستدامة في مدينته، في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر عمل المجتمع في المراكز الحضرية بأنه لا بد منه. وقال "إننا بحاجة إلى الابتعاد عن مرحلة الحلم والدخول في مرحلة العمل"، ودافع عن خطط التعديل المحلية الخاصة بانبعاث ثاني أكسيد الكربون وبرامج الحوافز التي تشجع الطاقة المتجددة وتتيح فرص الحصول على وظائف جديدة.

وأبلغ فان جونز، أحد الشركاء المؤسسين لمركز إيلا بيكر لحقوق الإنسان، المشاركين في القمة قائلا: "إننا بحاجة إلى ربط الناس الذين هم في أمس الحاجة إلى العمل بالعمل الذي يعين على القيام به. إذ يمكن أن تكون هناك ممرات خضراء للخروج من الفقر."

كما أقامت كاليفورنيا أيضا شراكة مع دول أخرى لتطوير استراتيجيات جديدة للطاقة المتجددة. ومن بين البلدان التي تتعاون مع كاليفورنيا كل من أستراليا والصين وبريطانيا وفرنسا والهند وذلك للعمل على إيجاد طرق لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإدخال تكنولوجيات نظيفة.

وأبلغت نانسي بفند، رئيسة مؤسسة جيه بي مورغان، القمة بأنه "لا بد من الاعتراف بأننا كنا ندعم اقتصاد الوقود الأحفوري سابقا."