مبادرة الحفاظ على أميركا تربط بين التاريخ والتنمية الاقتصادي

من طرف dreamnagd الثلاثاء يوليو 17, 2007 1:45 am

مبادرة الحفاظ على أميركا تربط بين التاريخ والتنمية الاقتصادية
(المبادرة تركز اهتمامها على حماية التراث التاريخي وإنعاش الاقتصاد)

من كارولي ووكر، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 13 تموز/يوليو، 2007- أخذت تدب الحياة من جديد في المناطق والتجمعات المرتبطة بالأحداث التاريخية أو التي كانت في فترة ما موطنا للصناعات المزدهرة، وهي مناطق كثيرة منتشرة في جميع أرجاء الولايات المتحدة، وذلك حينما شرعت تلك المناطق تسرد حكاياتها وتاريخها للمقيمين فيها والسياح الذين يذهبون لزيارتها.

ويقوم بهذا الدور ما أصبح يعرف باسم "سياحة التراث" والتي أصبحت بدورها صناعة متنامية في الولايات المتحدة. وهذا النوع من السياحة يساهم في المحافظة على تراث وتاريخ المدن والبلدات الصغيرة التي تكونت منها أميركا، وفي معظم الأحيان فإن تلك السياحة تساهم في الحفاظ على تلك البلدات وحمايتها من الاندثار.

فبلدة إيستن بولاية بنسلفانيا على سبيل المثال، التي يعود تاريخها الغني إلى عصر حروب الثورة الأميركية، وفي تلك البلدة أنتجت للمرة الأولى أقلام التلوين التي عرفت باسم كرييولا في العام 1903 على يد بيني وسميث صناع الأقلام الرصاص أو الأردواز، وسياحة التراث تجلب 300 ألف زائر سنويا إلى تلك البلدة الصناعية سابقا الواقعة عند نقطة التقاء نهرين.

في العشرينات من القرن التاسع عشر شهدت بلدة إيستن فترة ازدهار بوجود العديد من المدابغ ومعامل التقطير والمطاحن فيها. وعندما اندثرت الصناعات فيها اندثرت معها منطقة وسط المدينة أو البلدة. لكنها في الوقت الراهن أصبحت تضم متحف كرييولا في قلب المنطقة التاريخية التي تفخر وتعتز بأنها كانت موقعا لواحدة من القراءات الثلاث العلنية الوحيدة لإعلان الاستقلال الأميركي في 8 تموز/يوليو، 1776.

وفي كلمته يوم 12 تموز/يوليو من العام الحالي 2007، في الاحتفال الذي جرى بمبنى الكونغرس للإعلان عن المناطق الجديدة التي أضيفت إلى قائمة مبادرة البيت الأبيض للحفاظ على أميركا - التي تهدف إلى توعية الأجيال المتعاقبة بمدنهم وبلداتهم التاريخية، قال وزير الداخلية الأميركي ديرك كيمبثورن "إن مليون حكاية مجتمعة تحكي حكاية واحدة هي حكاية أميركا."

ومنذ شروع البيت الأبيض في تطبيق المبادرة في العام 2005 تقدمت حوالي 600 منطقة في الولايات الأميركية الخمسين وجزر فيرجين آيلاندز التابعة للولايات المتحدة بطلبات للانضمام إلى قائمة المناطق التي تشملها المبادرة. وحتى الآن تضم القائمة 514 منطقة بما فيها بلدة إيستن، كلها أعلنت كمناطق تسعى للحفاظ على تاريخ وتراث الولايات المتحدة.

وفي المناسبة نفسها، قالت السيدة لورا بوش وهي الرئيس الشرفي لمبادرة الحفاظ على تراث أميركا – "إن المبادرة تقدّر كل منطقة أو مجتمع يستخدم ما يمتلكه من أصول تاريخية في توعية الزوار والسكان المقيمين فيه بالروابط المهمة بين بلدتهم أو مدينتهم وتاريخ أمتنا." وأضافت أن المبادرة تشجع المواطنين على تحسين سبل الحصول على معلومات عن ثرواتهم المحلية فذلك يحقق النفع للجميع.

ويذكر أن مبادرة الحفاظ على أميركا هي برنامج يطبقه البيت الابيض وتشارك فية عدة جهات رسمية لتشجيع ودعم جهود كل منطقة في الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي الثري للدولة. ويعلن البرنامج في كل عام عن أسماء المناطق التي يضمها إلى قائمة خاصة تسمى قائمة مجتمعات الحفاظ على تراث أميركا. ويشترط أن تسعى تلك المجتمعات إلى استخدام ما تمتلكه من أصول تاريخية لتحقيق التنمية الاقتصادية وإحياء المجتمع، وتشجيع المواطنين على استخدام الموارد التاريخية المحلية وتقديرها من خلال برامج التعليم والتوعية وسياحة التراث.

والمناطق التي تضمها القائمة يحق لها التقدم بطلب للحصول على منحة لدعم البرامج الرامية إلى المساهمة في شرح وتفسير التاريخ. وفي الاحتفال الذي جرى يوم 12 تموز/يوليو أُعلن عن تقديم منح إلى أكثر من 40 منطقة. يصل مجموع المنح إلى 2.6 مليون دولار. وكل منحة منها تتراوح بين 25 ألفا و 150 ألف دولار.

ومن بين المناطق التي حصلت على تلك المنح كانت بلدة كيتشيكان بولاية ألاسكا، التي قررت استخدام المنحة التي حصلت عليها من مبادرة الحفاظ على أميركا في تطوير نظام يستخدم للاستدلال على الطرق يمكن أن يساعد الزوار في التعرف على المواقع التاريخية والثقافية بالمنطقة الساحلية في كيتشيكان.

أما بلدة دورانغو بولاية كولورادو فسوف تستخدم منحتها في إعداد دليل وشريط فيديو تفصيليين لتحفيز الزوار على الاهتمام بمحطة توليد الطاقة بالبلدة التي أنشئت في العام 1893 وسرعان ما ستتحول إلى متحف تفاعلي للعلوم والتكنولوجيا يتركز بصفة أساسية على مصادر الحصول على الطاقة.

أما بلدة فيرمونت بولاية ويست فيرجينيا، التي انضمت حديثا إلى القائمة، فهي بلدة سياحية شهيرة بالفعل خاصة بين الطلبة الأجانب ممن يدرسون في جامعة ويست فيرجينيا ببلدة مورغانتاون وعائلاتهم – حسبما قالت فيرا سانسالون، من منظمة مين ستريت فيرمونت وهي منظمة غير حكومية تعمل بالتعاون مع الهيئة القومية للحفاظ على المناطق التاريخية من أجل حماية المباني القديمة في البلدة العتيقة التي شهدت أهوال الحرب الأهلية. وقالت "إنهم حينما يرون لوحة على الطريق السريع كتبت عليها عبارة "منطقة تاريخية" فإن ذلك يثير اهتمامهم للتوجه إلى مقر منظمة مين ستريت."

يصل تعداد سكان بلدة فيرمونت إلى حوالى 19 ألف نسمة، وكانت تأسست في العام 1819 عند نقطة التقاء ثلاثة أنهار. وكان تضاؤل اقتصاد المنطقة المعتمد على الفحم قد أثر على المدينة في أواخر القرن العشرين، لكن هناك حركة إحياء جارية فيها حاليا وتشمل إحياء قلب البلدة التاريخية، حسبما قالت سانسالون، التي أعربت عن الأمل في حصول البلدة على منحة تستخدم في القيام بجولات سياحية بالبلدة سيرا على الأقدام وعن طريق تسجيلات صوتية.

من ناحية أخرى قال النائب براد ميللر من ولاية نورث كارولينا والرئيس المشارك لتجمع الحفاظ على المناطق التاريخية بالكونغرس، إن التجمعات الصغيرة هي التي تقوم بخدمة الحفاظ على تاريخ أمتنا. وأضاف أن " تلك التجمعات تعرف تاريخ بلداتها وتستمتع به وتقدره. وإننا نشجعها على أن تظل نشطة من أجل حمايته وازدهاره."

وذكر أنه حينما تقوم التجمعات الصغيرة بالحفاظ على تاريخها وتراثها ، فإنها بذلك تكون قد روت حكاية نشأة وتكوين بلدنا، ومدى أهمية النسيج الذي تتكون منه الأمة في حياتنا الخاصة.