موظفون وأطباء يتهمون الإدارة بالتسلط على حساب جودة الخدمة

من طرف dreamnagd الأربعاء يناير 23, 2008 3:06 pm

دخلت مياه المجاري خلال الأيام الماضية إلى غرف المرضى وقسم العمليات بمستشفى الكامل، وارتفعت لأكثر من 20 سنتيمترا داخل أروقة وصالات المستشفى بحسب شهود عيان من المواطنين والموظفين. وأرجع شهود العيان السبب إلى غياب المتابعة والرقابة واختفاء خدمة المواطنين صحيا. واعتبروا ذلك مؤشرا واضحا لاستمرار مسلسل تدني الخدمات التي يتذمر منها المواطنون بسبب بعد المستشفى عن إدارتي الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة والعاصمة المقدسة، وخلافات الموظفين المتكررة مع إدارة المستشفى.
وبالرغم من أن مستوى الخدمة الطبية التي ينتظرها أهالي محافظة الكامل (150 كلم شمال شرق جدة) وصل- حسب رأيهم- إلى أدنى درجة، إلا أنهم قالوا إن ذلك يضعهم أمام مرارة العودة إلى مسلسل نقل المرضى والمصابين إلى مستشفيات مكة المكرمة وجدة في سبيل البحث عن خدمة طبية تليق بمكانة الخدمات الهائلة التي تقدمها وزارة الصحة والشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة للمواطنين والمقيمين تنفيذا لتوجيهات ولاة الأمر.
من جهتها، خاطبت "الوطن" مدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة الدكتور خالد السميري للرد على هذه المشكلة، والإفادة عن مدى صحة شكاوى وتظلم المواطنين والموظفين والأطباء بمستشفى الكامل يوم الأحد قبل الماضي 13 يناير الجاري الموافق 4 محرم، وذلك بعد تعثر الوصول إلى مدير مستشفى الكامل. كما تم الاتصال بالدكتور السميري الذي أكد وصول خطاب "الوطن" ونيته توجيه لجنة برئاسة مساعد مدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة إلى مستشفى الكامل لتقصي الحقائق، ولكنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يرد بالنفي أو الإثبات، أو الإجراء الذي ستتخذه إدارته.
وبحسب 10 موظفين وطبيب أخصائي عظام بالمستشفى- تحتفظ "الوطن" بأسمائهم- فإن الأمر لم يتوقف عند غياب الخدمة والمتابعة التي تسببت في دخول مياه المجاري إلى جميع غرف المستشفى، بل وداهمت الأجهزة الطبية والمرضى والمراجعين فجأة خلال الأيام الماضية. وتجاوز الأمر ذلك إلى تذمرهم من التعامل الذي وصفوه "بالتسلطي" من قبل إدارة المستشفى، ونقص الامكانات الطبية والبشرية، والتعطل المستمر للأجهزة الموجودة حاليا بالمستشفى. وأبدوا استياءهم من المحسوبية التي تتعامل بها إدارة المستشفى، وفرضها الإملاءات عليهم حتى وإن كانت خاطئة حسب تعبيرهم.
وذكر أحدهم أن خوفه وزملاءه من التهديد المستمر بالفصل يمنعهم من ذكر أسمائهم، وأن مدير المستشفى هددهم بالفصل والنقل إذا لم يخضعوا لأهوائه، مضيفا أن كل موظف يقف في وجه المدير يهدده بتحويله للاختبار الدوري في مستشفى النور، مع إن الاختبارات الدورية للأطباء والفنيين تعقد باستمرار في مستشفى حراء العام بمكة. وفسر الموظف هذا التهديد بالعلاقة الشخصية بين المدير ولجنة إجراء الاختبارات في مستشفى النور بمكة. وأشار إلى أن معارضة المدير في أي طلب خاص له يكلفهم الخصم من مرتباتهم، وأن مرتبات بعضهم انخفضت إلى 700 ريال في بعض الأشهر من قبل الشركة المشغلة لهم بتأثير مباشر من مدير المستشفى الذي يرغب في تحذيرهم بهذا الإجراء.
من جهة أخرى، قال أخصائي العظام الدكتور راغب هادي إبراهيم إن مدير المستشفى قام بإعداد وتهيئة غرفة نوم خاصة به على حساب دمج عيادتين في غرفة واحدة هما عيادتي العظام والمسالك البولية، إضافة إلى تدخله المباشر في لجنة النظر في أحوال المواطنين المتقدمين للضمان الاجتماعي رغم أنه إداري ولا علاقة له بالأمور الطبية، وأنه فرض عليه أن يجيز التحاق أحد المواطنين بالضمان الاجتماعي، وأمام رفضه هذه الإجازة هدده بالفصل وهو ما حدث فعلا، مشيرا إلى أنه عقده سينتهي بعد أيام. وأشار إلى أن طفح المجاري في ممرات المستشفى وغرف العمليات كان بسبب اللامبالاة وعدم الاهتمام بالمستشفى طبيا وإداريا من قبل القائمين عليه، وضعف التنظيم الإداري والفني داخل المستشفى، الذي أسهم في ضعف الخدمة المقدمة للمواطنين.
وأكد المواطنون ضيف الله صقر، وطلال بديوي، وعايض حسين، أن مشهد طفح مياه المجاري في ممرات المستشفى وغرف المرضى أثار استياء الكثير من المواطنين والمراجعين للمستشفى خلال الأسبوع الماضي، نتيجة انبعاث روائح المجاري على بعد مئات الأمتار من المستشفى. وأضافوا أنهم فوجئوا خلال مراجعتهم المستشفى بمياه ملوثة تغطي أرضيات الممرات والغرف وقسم الطوارئ والعمليات نتيجة طفح مياه الصرف الصحي بالمستشفى.
وذكر ضيف الله صقر أن عدة أقسام بالمستشفى لا تمارس عملها الموكل إليها من قبل الشؤون الصحية، بل تمارس أعمالا إدارية مثل فني العلاج الطبيعي عبد الستار الحربي الذي يمارس عمل مراقب الدوام، وأنه نظرا لحاجة أحد أفراد أسرته للعلاج الطبيعي فإنه يأخذه إلى مستشفيات مكة المكرمة وجدة التي تبعد مئات الكيلو مترات عن المحافظة. وأضاف طلال بديوي أنه يتذمر من أخصائي الأسنان الذي غالبا ما تكون عيادته مغلقة، وإذا حضر فهو يرفع صوته في وجوه المراجعين، وأنهم لم يجدوا من يشكون أمرهم إليه في المستشفى.
وأشار المواطنون غالي عاجب، وعبد الكريم سرحان، وموسى سعود، وعادل إسماعيل إلى أن روائح الصرف الصحي التي تعم أروقة المستشفى تسببت في مضايقة المراجعين والمرضى، وأن عيادة النساء والولادة والأطفال لا تقدم الخدمة المطلوبة للمرضى والمراجعين بسبب ما أسموه بسوء معاملة الممرضات والأخصائيين لهم. وأضاف عبدالكريم سرحان أنه كان موظفا سابقا بالمستشفى، ولاحظ انبعاث رائحة من ثلاجة الموتى في أحد الأيام، وبمراجعته مدير المستشفى لإبلاغه بالأمر لمحاسبة المتسبب في تعفن الجثة الموجودة في الثلاجة حدث خلاف بينهما، وتقدم على إثره بشكوى للشؤون الصحية تسببت في فصله من المستشفى على يد مديره حسب قوله.
من جهتهم، ذكر عدد من أعيان ومشايخ الكامل والقرى المجاورة لها جابر بن صالح وحامد العلوي وعايض عوض وحمد عبد الرحيم ومشعف حامد، أنهم كانوا يعانون من عدم وجود مستشفى بالمحافظة، ولكن معاناتهم ازدادت الآن بتحويل أي مريض لمستشفيات مدينتي مكة وجدة، فالمستشفى لا يستطيع خدمة المرضى في ظل عدم اهتمام القائمين عليه بنظافته، وتقديم الخدمة الطبية المناسبة للمرضى، وعدم استغلال معداته وكوادره الطبية في مواقعها الصحيحة، والاهتمام بها.
وأضاف جابر بن صالح، أنهم تقدموا بثلاث برقيات بهذا الخصوص الأولى برقم 2 وتاريخ 8/8/ 1424 لمدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة، والثانية برقم 17 وتاريخ 19/1/ 1425 لمدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، والثالثة برقم 14 وتاريخ 21/8/ 1426 لوزير الصحة، ولكنهم ما يزالون ينتظرون أن تلقى تلك المخاطبات اهتمام المسؤولين بقطاع الصحة، وتكليف مسؤولين أكفاء على إدارة المستشفى لتخفيف معاناة نقل المرضى والمصابين إلى المدن المجاورة.