فرق إعادة إعمار العراق تحقق نجاحا في مجال الحكم والبنية الأس

من طرف dreamnagd الثلاثاء أكتوبر 23, 2007 5:15 pm

فرق إعادة إعمار العراق تحقق نجاحا في مجال الحكم والبنية الأساسية في ثلاث محافظات
(رئيس فريق إعمار المثنّى يقول إن عمل الخير هو السلاح ضد التطرف والتأثيرات السلبية)

واشنطن، 21 تشرين الأول/أكتوبر 2007 – أجمع ثلاثة من رؤساء مجموعات العمل العاملة مع مجالس الحكم المحلي في المحافظات والبلديات العراقية لإعادة الإعمار على أن تحسن الظروف الأمنية في محافظات المثنى والأنبار وواسط قد مهدت السبيل أمام تطوير الحكم المحلي والبدء في مشاريع الإصلاح الزراعي والبنية الأساسية بالتعاون مع العشائر والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

فقد وصف رئيس فريق إعمار محافظة واسط، ويد ويمز، في مؤتمر صحفي منقول تلفزيونيا من العراق إلى واشنطن عبر الأقمار الاصطناعية يوم الجمعة 19 تشرين الأول/أكتوبر الزراعة بأنها عصب اقتصاد المحافظة "ولذا فهي محور اهتمام برنامجنا للإنعاش الاقتصادي." وأشاد ويم بالمسؤولين الزراعيين في المحافظة قائلا إنهم يشكلون فريقا اقتصاديا ممتازا "ونحن نشجعهم على اجتذاب الخبرات من خارج الحكومة لفتح المجال أمام التخطيط من قبل مسؤولين غير حكوميين لمساعدتنا على مساعدتهم في تحديد أولوياتهم."

وأشار ويم إلى ما أحرزه فريقه من تقدم في العمل مع حكومة محافظة واسط والمجالس البلدية والمحلية وقال "لقد بدأنا بالفعل (في تموز/يوليو) مبادرة شكلت بداية برنامج للحكم السليم على مستوى المحافظة، مع التركيز على شؤون الميزانية والتخطيط لها وآليات تنفيذها ... والتخطيط للإنفاق وتنفيذ المشاريع."

وقال ويم إن العمل مع مسئولي محافظة واسط تناول أيضا استراتيجيات التنمية خلال السنوات الثلاث أو الخمس القادمة "واحتياجات السكان" والأهداف المحددة للمحافظة والمشاريع والبرامج التي تمكن المحافظة من "الانتقال من وضعها الحالي إلى الوضع الذي تسعى إليه" في المستقبل.

ونوه رئيس فريق إعادة إعمار واسط بأهمية جانب آخر من نجاح أعمال فريقه مشيرا إلى تعاون العشائر في العمل معه. وقال إنه تلقى عدة استفسارات عما سيكون من دور لعشائر واسط في ضوء النجاح الذي تم إحرازه في محافظة الأنبار حيث أقبل شيوخ العشائر على التعاون مع الحكومة و فرق إعادة الإعمار، وقال إنه على الرغم من أن من المبكر التكهن بذلك "فإنني أستطيع القول إنني رأيت موجة من زعماء العشائر يأتون إلينا سائلين عن ما يمكنهم عمله لتحسين الأمن في المحافظة، وما يمكنهم عمله لمكافحة التطرف ونشاط المليشيات." وأعرب ويم عن اعتقاده بأن تلك بادرة تدعو إلى التفاؤل.

ومن محافظة الأنبار تحدثت رئيسة فريق إعادة الإعمار في مدينة الرمادي كريستين هيغرستروم حيث قالت إن فريقها الصغير المكون من 10 أشخاص ويعمل على المستوى البلدي قد حقق أمورا "كثيرة جيدة."

ويضم فريق هيغرستروم ممثلا للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي قالت هيغرستروم إنها عادت إلى الرمادي حيث تنفذ كثيرا من المشاريع، وأخصائيين مدنيين وعسكريين من وزارة الدفاع.

وأوضحت هيغرستروم أن عمل فريقها قد انصب على الخدمات الأساسية بما فيها إصلاح وبناء المجاري والتخلص من النفايات وتوفير الماء والكهرباء. وشبهت الرمادي عندما وصلت إليها في نيسان/أبريل الماضي بمدينة ستالينغراد الروسية بعد الحرب حيث عم الخراب ودمار الحرب وتراكمت النفايات.

وأضافت هيغرستروم قائلة "أما الآن فأستطيع القول إن في الرمادي كهرباء 100 بالمئة، وإن لم تكن على مدى 24 ساعة، فهي موجودة لمدة 16 ساعة يوميا في معظم أنحاء المدينة." وقالت إن المياه الجارية موجودة في كل أنحاء المدينة ويتم جمع النفايات بشكل منتظم. وأشادت هيغرستروم بأهل الرمادي قائلة إنهم هم الذين حققوا كل ذلك "وليس قوات الائتلاف" التي ما زالت تقوم بنصف العمل في التخلص من النفايات. وقالت إن هناك خطة لنقل العمل كله إلى السلطات المحلية خلال الشهرين القادمين.

وأشادت هيغرستروم بالوضع الأمني قائلة إنه "لم تطلق قذيفة واحدة على معسكر الرمادي حيث أقيم منذ الأول من أيار/مايو، ولا في المدينة كلها" مما أتاح لفريقها العمل يوميا "في جو آمن وإن كانت ما زالت هناك مخاوف أمنية." إلا أنها قارنت الوضع الحالي بالوضع السابق عندما أعلنت القاعدة أن "الرمادي عاصمة خلافتها في العراق."

وقالت رئيسة فريق إعمار الرمادي إن ما يدعو "إلى الارتياح خروج النساء) وعودتهن إلى الحياة المعتادة بعد أن كانت القاعدة قد "أخرجتهن من المدارس ومن كل أنواع المشاركة في الاقتصاد وإلزامهن المنازل." وأضافت أنها نظمت بالتعاون مع بعض الجمعيات النسائية معرضا للمنتجات الحرفية النسائية، وخاصة منتجات الأرامل لمساعدتهن في بيع منتجاتهن من المنسوجات والأطعمة المصنوعة في المنازل.

ووصفت هيغرستروم الرمادي بأنها "الآن مكان عظيم حيث يمكن مشاهدة التقدم، والذهاب إليها في كل يوم والعمل مع أولئك العراقيين الشجعان الذين يأتون لمحاولة تحسين مجتمعهم، وهو أمر يدعو إلى الاعتزاز."

وتحدث رئيس فريق إعمار محافظة المثنى بول أوفريل عن نشاط فريقه في المحافظة ذات الأغلبية الشيعية الساحقة في الجنوب، وقال إن عمل فريقه تركز منذ انتقال السلطة إلى العراقيين في آب/أغسطس من العام الماضي في مساعدة مجلس المحافظة على وضع استراتيجية للتنمية. وقال إن هذا العمل يتضمن مجالا واسعا من النشاط يشمل "البنية التحتية والمدارس ووسائل الاتصالات والمياه."

وقال أوفريل إن ما وجده فريقه في البداية كان استياء وإحباطا لدى أهالي المحافظة بسبب عدم قدرة الحكومة المحلية على توفير الخدمات "ولذا قررنا الاستعانة بالمخصصات المالية للرد العاجل والعمل مع شيوخ العشائر الرئيسيين ورجال الدين وقادة المجتمع من أجل التعرف على الاحتياجات وتحديد المشاريع التي يمكننا أن نقوم بها ويكون لها تأثير أساسي فوري وإيجابي على حياة السكان، وهانحن نرى الآن النتائج الفعلية لذلك."

وأشار إلى أن من بين المشاريع الناجحة التي تم إنجازها بناء شبكة لتوزيع المياه، وقال إن العمل جار الآن على مشروع آخر يتعلق بالمدارس "المبنية من الطين التي سننقلها من العصور الوسطى إلى القرن 21 وسنزودها بالطاقة الشمسية كي تستطيع الاعتماد على طاقة مستمرة."

وقال إن خطط فريقه تشمل جلب عدد من أجهزة الكمبيوتر إلى المدارس "وتغيير حياة طلاب المدارس." ونقل أوفريل عن مدير إحدى مدارس المثنى قوله في مقابلة على التلفزيون العراقي "لقد حضر الأميركيون وسيغيرون مدرستي .. وسيجعلوننا مثل مدرسة أميركية، وهذا ما أريده أنا والتلاميذ."

وشدد أوفريل على أن مثل هذه الأعمال هي التي ينبغي على فرق إعمار المحافظات أن تقوم بها "فبذلك نستطيع تغيير الأجواء ونخلق شعورا بالأمل الذي تمس إليه الحاجة هنا .. وإيماني الشخصي هو أن فعل الخير هو أفضل سلاح، فهو السيف الذي يمكننا من صد المليشيات ويمكننا من التصدي للتأثيرات السلبية."
****