المفطرات في ضوء الطب الحديث
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: نجد المواضيع الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
المفطرات في ضوء الطب الحديث
ذكر الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم ما يُفطر الصائم. وهو الأكل والشرب والجماع. فقال تعالي: "فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم. وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر. ثم أتموا الصيام إلي الليل" [البقرة: 187].
كذلك قال النبي "صلي الله عليه وسلم" في ما يرويه عن ربه عز وجل متحدثاً عن الصائم: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" [متفق عليه من حديث أبي هريرة]. وقد وردت في كتب الفقه الإشارة إلي "الجوف" فاعتبر المفطر ما يصل إليه. ونحن لا نجد في القرآن الكريم أي إشارة إلي الجوف إلا في قوله تعالي: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" [الأحزاب:4]. وهو جوف لا يمت إلي ذلك الجوف بصلة. كذلك وردت لفظة "الجوف" في الحديث الشريف. ولكن دونما صلة بالصيام أو الإفطار.
بل قد وردت بما لا يتفق أصلاً مع مفهوم الجوف المشار إليه. ففي حديث ابن ماجة وأحمد عن "ما يدخل النار" قال: "الأجوفان الفم والفرج". وقل مثل ذلك في "جوف الليل" و"جوف رحله" و"أجواف بيوتكم". ومثل ذلك: "لأن يمتليء جوف أحدكم قيحاً خير له من يمتليء شعراً" و: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن" و: "مثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه" و: "إن الشيطان يضحك من جوفه" و: "طوبي لأجواف تحمل هذا" و: "لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب". ولا يعرف أطباء اليوم شيئاً يقال له: "الجوف" هكذا معرفاً بالألف واللام. ولكنهم يعرفون "أجوافاً" معرفة بالإضافة كجوف الصدر "الذي يشتمل علي الرئتين والقلب والعروق الكبار". وجوف البطن "الذي يشتمل علي المعدة والأمعاء والكبد والطحال..". وجوف الأنف. وجوف الفم. وجوف المعدة. إلي غير ذلك من الأجواف.
كذلك لم يتحدث أطباء الأمس عن الجوف. اللهم إلا ما ورد في قانون ابن سينا عن الجوف الأعلي والجوف الأسفل وهما جوف الصدر الذي يشتمل علي القلب والرئتين. وجوف البطن الذي يشتمل علي المعدة والأمعاء وسائر الأحشاء.
ولو صح أن لمفهوم "الجوف" أصلاً في الكتاب أو السنة وهو لا يصح فإن من المستحسن أن نعرف ما يقابله في عرف أطباء العصر. وهو ليس الجهاز الهضمي بيقين. لأن الجهاز الهضمي يبدأ بالفم وينتهي بالشرج. والمضمضة لا تفطر بنص الحديث. حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه أبوداود بإسناد صحيح قال: "هششت فقبلت وأنا صائم. فقلت: يا رسول الله: صنعت اليوم أمراً عظيماً: قبلت وأنا صائم: قال: "أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم؟" قلت: لا بأس به! قال: "فمه". فلا يبقي إلا أن يكون الجوف اجتزاءً عن "جوف المعدة". وذلك أقرب الأقوال. لأن ما يؤكل ويُشرب يصل إلي المعدة. فإذا هضم فيها ثم غادرها فهو كيموس ثم كيلوس. ولا يعود أكلاً ولا شرباً. فإن كان ذلك كذلك فلا مسوغ طبياً لمن يقول بتفطير ما يدخل الشرج من حقنة شرجية أو تحاميل "لبوس أو شياف" أو منظار أو إصبع طبيب فاحص. أو ما يدخل المهبل من فرازج أو بيوض دوائية مهبلية و منظار مهبلي أو إصبع طبيبة أو قابلة فاحصة. أو ما يدخل الإحليل إحليل الذكر و الأنثي من قسطرة أو منظار أو مادة ظليلة علي الأشعة أو دواء أو محلول لغسل المثانة. أو ما يدخل الأذن من قطرة أو غسول.. فكل أولئك لا يبلغ جوف المعدة بيقين ويظهر من النصوص أن ثمة قدراً معفواً عنه فلا شك في أن من يمضمض يبقي في فمه شيء من الماء الذي مضمض به مختلطاً باللعاب.
وهو لا شك مبتلعه ولكنه لا يفطر بنص الحديث. حديث عمر الذي سبقت الإشارة إليه. ولو مضمض المرء بماء موسوم بمادة مشعة. لاكتشفنا المادة المشعة في المعدة بعد قليل. مما يؤكد وجود قدر يسير معفو عنه. وهو يسير يزيد يقيناً عما يمكن أن يتسرب إلي المريء من بخاخ الربو إن تسرب أو بخاخ الأنف أو قطرة الأنف إن تسرب أو من القرص الذي يوضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية إن تسرب أو من قطرة الأذن التي انثقب غشاء طبلتها إن تسرب فلا مسوغ طباً وشرعاً للقول بتفطير هذه الأشياء. لكون ما يصل منها إلي جوف المعدة إن وصل أقل بكثير من القدر اليسير المعفو عنه إن شاء الله.
وقل مثل ذلك فيما يصل إلي المعدة من الأنف إذا بالغ المرء في الاستنشاق. مما يدل علي أن المراد بقوله صلي الله عليه وسلم للقيط بن صبرة في الحديث الذي رواه أبو داود باسناد صحيح: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً". أنه عفوى عن الأمر بالمبالغة في الاستنشاق لا نهي عن هذه المبالغة ولا نص علي أنها تفطر. لا سيما وهو نهي بعد أمر. فإذا صح ذلك وهو صحيح إن شاء الله فإن ما قيس علي هذا الحديث من مفطرات يغدو غير ذي موضوع.
كذلك لا يري كثير من الفقهاء حرجاً في أن يذوق المرء الطعام ولا في أن يمضغ العلك. اعتماداً علي أقوال بعض الصحابة والتابعين. مع أن ذوق الطعام ومضغ العلك يوصل إلي المعدة قدراً يسيراً معفواً عنه إن شاء الله من الطعام أو الشراب.
والأصل أن ما يتحصل في الفم جراء حفر السن أو قلع الضرس لا يبتلع. بل إن طبيب الأسنان يضع في الفم أداة لشفط ما في الفم كله. لما فيه من لعاب. فإن ذرعه منه شيء فهو غير مفطر والله أعلم لأنه لم يتعمد ابتلاعه. والله سبحانه يقول: "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به. ولكن ما تعمدت قلوبكم" [الأحزاب:5].
ولا مسوغ والله أعلم لاعتبار منظار المعدة مفطراً. لأنه لا يخطر ببال عاقل أن يقول إن الصائم يأكل المنظار. فهذا مما لا ينطبق عليه لفظ الأكل أو الشرب في لسان العرب. وحتي ما قد يوضع عليه من مزلقات فإنه يخرج معه. ولو بقي فهذا ليس مما تعمده الصائم وعملية المنظار هذه تستغرق دخولاً وتنظراً وخروجاً دقائق معدودات.
المصدر : مجلة " عقيدتي "
كذلك قال النبي "صلي الله عليه وسلم" في ما يرويه عن ربه عز وجل متحدثاً عن الصائم: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" [متفق عليه من حديث أبي هريرة]. وقد وردت في كتب الفقه الإشارة إلي "الجوف" فاعتبر المفطر ما يصل إليه. ونحن لا نجد في القرآن الكريم أي إشارة إلي الجوف إلا في قوله تعالي: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" [الأحزاب:4]. وهو جوف لا يمت إلي ذلك الجوف بصلة. كذلك وردت لفظة "الجوف" في الحديث الشريف. ولكن دونما صلة بالصيام أو الإفطار.
بل قد وردت بما لا يتفق أصلاً مع مفهوم الجوف المشار إليه. ففي حديث ابن ماجة وأحمد عن "ما يدخل النار" قال: "الأجوفان الفم والفرج". وقل مثل ذلك في "جوف الليل" و"جوف رحله" و"أجواف بيوتكم". ومثل ذلك: "لأن يمتليء جوف أحدكم قيحاً خير له من يمتليء شعراً" و: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن" و: "مثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه" و: "إن الشيطان يضحك من جوفه" و: "طوبي لأجواف تحمل هذا" و: "لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب". ولا يعرف أطباء اليوم شيئاً يقال له: "الجوف" هكذا معرفاً بالألف واللام. ولكنهم يعرفون "أجوافاً" معرفة بالإضافة كجوف الصدر "الذي يشتمل علي الرئتين والقلب والعروق الكبار". وجوف البطن "الذي يشتمل علي المعدة والأمعاء والكبد والطحال..". وجوف الأنف. وجوف الفم. وجوف المعدة. إلي غير ذلك من الأجواف.
كذلك لم يتحدث أطباء الأمس عن الجوف. اللهم إلا ما ورد في قانون ابن سينا عن الجوف الأعلي والجوف الأسفل وهما جوف الصدر الذي يشتمل علي القلب والرئتين. وجوف البطن الذي يشتمل علي المعدة والأمعاء وسائر الأحشاء.
ولو صح أن لمفهوم "الجوف" أصلاً في الكتاب أو السنة وهو لا يصح فإن من المستحسن أن نعرف ما يقابله في عرف أطباء العصر. وهو ليس الجهاز الهضمي بيقين. لأن الجهاز الهضمي يبدأ بالفم وينتهي بالشرج. والمضمضة لا تفطر بنص الحديث. حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه أبوداود بإسناد صحيح قال: "هششت فقبلت وأنا صائم. فقلت: يا رسول الله: صنعت اليوم أمراً عظيماً: قبلت وأنا صائم: قال: "أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم؟" قلت: لا بأس به! قال: "فمه". فلا يبقي إلا أن يكون الجوف اجتزاءً عن "جوف المعدة". وذلك أقرب الأقوال. لأن ما يؤكل ويُشرب يصل إلي المعدة. فإذا هضم فيها ثم غادرها فهو كيموس ثم كيلوس. ولا يعود أكلاً ولا شرباً. فإن كان ذلك كذلك فلا مسوغ طبياً لمن يقول بتفطير ما يدخل الشرج من حقنة شرجية أو تحاميل "لبوس أو شياف" أو منظار أو إصبع طبيب فاحص. أو ما يدخل المهبل من فرازج أو بيوض دوائية مهبلية و منظار مهبلي أو إصبع طبيبة أو قابلة فاحصة. أو ما يدخل الإحليل إحليل الذكر و الأنثي من قسطرة أو منظار أو مادة ظليلة علي الأشعة أو دواء أو محلول لغسل المثانة. أو ما يدخل الأذن من قطرة أو غسول.. فكل أولئك لا يبلغ جوف المعدة بيقين ويظهر من النصوص أن ثمة قدراً معفواً عنه فلا شك في أن من يمضمض يبقي في فمه شيء من الماء الذي مضمض به مختلطاً باللعاب.
وهو لا شك مبتلعه ولكنه لا يفطر بنص الحديث. حديث عمر الذي سبقت الإشارة إليه. ولو مضمض المرء بماء موسوم بمادة مشعة. لاكتشفنا المادة المشعة في المعدة بعد قليل. مما يؤكد وجود قدر يسير معفو عنه. وهو يسير يزيد يقيناً عما يمكن أن يتسرب إلي المريء من بخاخ الربو إن تسرب أو بخاخ الأنف أو قطرة الأنف إن تسرب أو من القرص الذي يوضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية إن تسرب أو من قطرة الأذن التي انثقب غشاء طبلتها إن تسرب فلا مسوغ طباً وشرعاً للقول بتفطير هذه الأشياء. لكون ما يصل منها إلي جوف المعدة إن وصل أقل بكثير من القدر اليسير المعفو عنه إن شاء الله.
وقل مثل ذلك فيما يصل إلي المعدة من الأنف إذا بالغ المرء في الاستنشاق. مما يدل علي أن المراد بقوله صلي الله عليه وسلم للقيط بن صبرة في الحديث الذي رواه أبو داود باسناد صحيح: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً". أنه عفوى عن الأمر بالمبالغة في الاستنشاق لا نهي عن هذه المبالغة ولا نص علي أنها تفطر. لا سيما وهو نهي بعد أمر. فإذا صح ذلك وهو صحيح إن شاء الله فإن ما قيس علي هذا الحديث من مفطرات يغدو غير ذي موضوع.
كذلك لا يري كثير من الفقهاء حرجاً في أن يذوق المرء الطعام ولا في أن يمضغ العلك. اعتماداً علي أقوال بعض الصحابة والتابعين. مع أن ذوق الطعام ومضغ العلك يوصل إلي المعدة قدراً يسيراً معفواً عنه إن شاء الله من الطعام أو الشراب.
والأصل أن ما يتحصل في الفم جراء حفر السن أو قلع الضرس لا يبتلع. بل إن طبيب الأسنان يضع في الفم أداة لشفط ما في الفم كله. لما فيه من لعاب. فإن ذرعه منه شيء فهو غير مفطر والله أعلم لأنه لم يتعمد ابتلاعه. والله سبحانه يقول: "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به. ولكن ما تعمدت قلوبكم" [الأحزاب:5].
ولا مسوغ والله أعلم لاعتبار منظار المعدة مفطراً. لأنه لا يخطر ببال عاقل أن يقول إن الصائم يأكل المنظار. فهذا مما لا ينطبق عليه لفظ الأكل أو الشرب في لسان العرب. وحتي ما قد يوضع عليه من مزلقات فإنه يخرج معه. ولو بقي فهذا ليس مما تعمده الصائم وعملية المنظار هذه تستغرق دخولاً وتنظراً وخروجاً دقائق معدودات.
المصدر : مجلة " عقيدتي "
مواضيع مماثلة
» طالب الطب
» الطب الاسلامي واروبا
» الطب الفعال يتطلب حساسية ثقافية
» فنيون أميركيون مختصون بأجهزة الطب البيولوجي يساعدون قطاع الخ
» رئيس الأهلي يتعهد بعدم الحديث عن التحكيم مجدداً
» الطب الاسلامي واروبا
» الطب الفعال يتطلب حساسية ثقافية
» فنيون أميركيون مختصون بأجهزة الطب البيولوجي يساعدون قطاع الخ
» رئيس الأهلي يتعهد بعدم الحديث عن التحكيم مجدداً
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: نجد المواضيع الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى