تقنيات زراعية جديدة قد تفضي الى "ثورة خضراء" جديدة

من طرف dreamnagd السبت سبتمبر 15, 2007 9:32 pm

تقنيات زراعية جديدة قد تفضي الى "ثورة خضراء" جديدة في العالم
(الباحثون العلميون يأملون باستنباط أساليب أفضل لتنمية المزروعات ومعالجتها)

من كاثرين ماكونيل، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 14 أيلول/سبتمبر، 2007- يرغب علماء في الولايات المتحدة وسواها من بلدان أن يحقّقوا "ثورة خضراء" ثانية، لا سيما في افريقيا، بحيث تساعد البلدان الفقيرة على تحسين سبل سدّ احتياجاتها الخاصة من الغذاء ومتطلبات اسواق الصادرات.

ويعكف باحثون داخل الحكومات وفي الجامعات والشراكات في القطاع الخاص على العمل على تطوير تقنيات زراعية جديدة يمكن أن تساعد البلدان الفقيرة على وضع حدّ لشح الغذاء ولسوء التغذية. ومن بين هذه التقنيات المبتكرة تحسين أصناف المحاصيل وتصنيع أسمدة أكثر فعالية، ولقاحات للماشية وأساليب مستحدثة لمعالجة وتصنيع الأطعمة.

وفي المركز الدولي للأسمدة والتنمية بولاية ألاباما الأميركية، والذي تدعمه الولايات المتحدة، تعمل الكيميائية أميت روي مع علماء من بلدان عديدة على تطوير سماد يمكن ان تمتصه التربة بسهولة ومساعدة المزارعين على الإفادة إفادة تامة من أصناف الحبوب المحسنّة في الأراضي الزراعية التي تنقصها مادة النيتروجين. ولأن السماد المستحدث أكثر كفاءة من الأسمدة التقليدية يصبح بمقدور المزارعين ان يستخدموا كميات أقل منه فيخفّضوا نفقاتهم وما ينساب من فضلاته الى الأنهار والمستجمعات المائية.

كما يعمل باحثون جامعيون في الولايات المتحدة على مشاريع تتراوح من المحاصيل ذات صفات خاصة الى تقنيات لنقل المنتوج الزراعي.

وفي جامعة بيردو بولاية إنديانا، يعكف بروس هاميكير وزملاؤه الدوليون على تطوير نوع من السرغوم يكون أسهل هضما بما يتيح لمستهلكيه ان يمتصّوا على نحو أفضل البروتين الذي تحتويه هذه الحبوب. والسرغوم هو المحصول الرئيسي في بلدان الساحل الإفريقي القاحلة ومحصول ثانوي في بلدان افريقيا أخرى. كما انه الغذاء المختار للناس الذين لا يستطيعون هضم مادة الغلوتين الموجودة في القمح.

ومن جهة ثانية طوّر فيليب نلسون، وهو باحث آخر بجامعة بيردو، تقنيات تتيح تخزين الفاكهة والخضار على نطاق كبير ونقلها مسافات طويلة. وقد ساعدت هذه التقنيات على زيادة وصول الناس الى الأغذية حول العالم، كما اشار نلسون الذي حاز على جائزة الغذاء العالمي لعام 2007
ويساعد لويد روني من جامعة إي أند إم بولاية تكساس مزارعي السرغوم والجاروس ومعالجيها في افريقيا على توفير حبوب مطحونة وخالية من الزؤان للمستهلكين في المدن الذي يفضلون الحبوب التي يسهل طهوها والتي يمكن أكلها بمفردها او ممزوجة مع أطعمة أخرى من أجل تحقيق تغذية أكثر توازنا.

وتقدم مصلحة الأبحاث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية والتي لديها حوالي 100 فرع في البلاد وفي الخارج مجالا آخر لجهود الأبحاث التي يمكن أن تفيد البلدان النامية.

وفي فرع هذه المصلحة بولاية نورث داكوتا، مثلا، يسعى العلماء لتصنيع المنيهوت (الكاسافا) وهو غذاء أساسي لملايين الأفارقة بحيث تدر غلالا أكبر وتكون أكثر مقاومة للحشرات والمرض. وفي مراكز أخرى لمصلحة الأبحاث يعكف الباحثون على تطوير أصناف مختلفة من الفول المجفف المقاوم للبكتيريا والفيروسات وهم يتعاونون مع معهد الأبحاث الزراعية في كينيا والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح لغرض التعرّف على مقاومة القمح لـ"صدأ الساق" وهو مرض ينتشر في شرق افريقيا.

ومن المشاريع الأخرى لمصلحة الأبحاث الزراعية تطوير صنف من القمح يمكن ان ينمو في أتربة تحتوي كميات كبيرة من الألمنيوم الذي يحدّ من النمو، وتطوير أرّز يكون مقاوما للفطر الضار. وقد أدت الزراعة المكثفة للأرّز الى بروز سلالات أقوى من الفطر الذي ظهر في أجزاء من آسيا.

علاوة على ذلك، يعمل العلماء الأميركيون على مشاريع غايتها مساعدة اصحاب المزارع الكبيرة وكان من أحدى ثمرات جهودهم هذه لقاح واعد لحماية قطعان الماشية والخنازير والماعز من الحمّى القلاعية. وهذا المرض المنتشر في جميع أنحاء العالم، قلما ينتقل الى البشر لكن قد يسبب خسائر فادحة في إنتاج الحليب واللحوم.

وقد درّب العديد من العلماء الزراعيين الدوليين الذي يعملون في جامعات ومراكز أبحاث أميركية في الولايات المتحدة وسواها من بلدان من خلال برامج تدعمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الزراعة الأميركية.

والولايات المتحدة عضو في المجموعة الاستشارية حول ألابحاث الزراعية الدولية التي تدعم 15 مركز أبحاث منتشرة حول العالم.