التعاون يساعد على تنظيف القنوات في مصر

من طرف dreamnagd الخميس أغسطس 02, 2007 3:05 am

التعاون يساعد على تنظيف القنوات في مصر
(شراكة من أجل حياة أفضل)

واشنطن،- اعتاد المزارعون والسكان الذين يعيشون على طول القنوات في محافظة الشرقية المصرية على رمي قمامتهم ومياه المجاري الخاصة بهم في القنوات المفتوحة. وقد تسبب هذا السلوك في تلوث مياه القنوات وأعاق تدفق المياه، مما أسفر عن حرمان المزارعين في أسفل النهر من المياه اللازمة لزراعة المحاصيل.

وكثيراً ما حاول المزارعون التعويض عن نقص المياه الزراعية عن طريق استغلال المياه الجوفية. غير أن المياه الجوفية في تلك المنطقة شديدة الملوحة، ومن شأن استخدامها أن يفسد جودة التربة وبالتالي يتسبب في انخفاض غلة المحاصيل.

وقد ظلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعمل مع الحكومة المصرية لمعالجة القضايا البيئية المتصلة بالري الزراعي. وكجزء من المشروع، قامتا بمساعدة المزارعين في تكوين جمعيات للمزارعين والمواطنين الذين يستخدمون مياه القناة. ثم بعد ذلك شكلت مصر مناطق متكاملة لإدارة المياه تعمل مع الجمعيات لتحديد المشاكل وحلها.

وقام مهندسو مناطق إدارة المياه بفحص المياه في المنطقة، باستخدام المعدات التي تقدمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتتبعوا تلوثا قادما من منطقة سكنية كبيرة تقع على القناة. ووجدوا أن جميع الأسر في المنطقة قد أخذت تقذف القمامة وتصب المجاري الخاصة بها في مياه القناة.

وقد استغلت جمعية مستخدمي المياه هذه المعلومات لرفع الوعي العام بالأمراض والمشاكل الأخرى الناجمة عن المياه الملوثة. وعرضت مساعدة السكان في تركيب صهاريج جوفية لتصريف الفضلات. وفي الوقت الذي تم فيه تركيب الخزانات الخاصة بالقمامة والنفايات وتنظيف القناة من النفايات والقاذورات، حدث تحسن ملحوظ في جودة المياه وأصبحت ثانية مناسبة للاستخدام في الري، وهو أمر جوهري لتحسين معيشة المزارعين وأسرهم.

وقد حظيت هذه المبادرة باهتمام اثنين من المزارعين المحليين هم الحاج أحمد بهجت وسعيد السيد عبد السلام. وهما الآن يديران جمعيتي مستخدمي المياه في الجديدة أم الريش وفي السد على التوالي. وقد أخذت الجمعيتان زمام المبادرة لتنظيف القنوات. وبالتعاون مع إدارة المياه المحلية ومع جمعيات تنمية المجتمع، تمكنتا من الحصول على التمويل اللازم لسد تكاليف تغطية 400 متر من القناة لحماية المياه من التلوث؛ حيث أن المزارعين لم يكونوا قادرين على تحمل تكلفة القيام بذلك بمفردهم.

وقد أصبحت الآن المياه المغطاة التي تمر في القنوات الموجودة في المنطقة محمية من القمامة ومن قاذورات الصرف الصحي. وغدت المياه النظيفة متاحة على مدار السنة، وأضحت المحاصيل تشهد ازدهارا مطردا؛ حيث شهد بعض المزارعين زيادة في محاصيلهم بنسبة 30 في المئة. وباتوا يعرفون أيضا أن الأراضي الزراعية الخاصة بهم أفضل حالا والبيئة التي يعيشون فيها أنظف مما كانت عليه والصحة العامة تتحسن.

ويقول بهجت أحمد "إننا في غاية السعادة لتعاون المناطق المتكاملة لإدارة المياه معنا في حل مشكلة تلوث القناة".