غابات أميركا الغربية تكافح من أجل البقاء
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
غابات أميركا الغربية تكافح من أجل البقاء
من كارين رايفز، المحررة في موقع أميركا دوت غوف
واشنطن- هل يعقل أن تستطيع خنفساء صغيرة داكنة اللون وحجمها بحجم حبة من الأرز أن تدمر غابات بأكملها في الغرب الأميركي؟ ولكن هذا ما يقوله العلماء الذين يعتقدون بأن المناخ الأدفأ بصورة مطردة يسهم في هذه الظاهرة غير المسبوقة.
فنتيجة لارتفاع درجات الحرارة، أصبحت الخنافس التي كانت تعشش في مناطق معينة دون أن تبرحها تسطو على الأشجار الباسقة. كما أن اليرقات التي كانت تهلك وتنفق في فصول الشتاء القارسة أصبحت الآن بفضل المناخ الدافئ تعمر طويلا مما يؤدي إلى تكاثر الخنافس في تلك الغابات. وتظهر الأبحاث أن ذلك قد يؤدي بدوره إلى مستويات أعلى من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
تجدر الإشارة إلى أن الأشجار السليمة تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو وأن هذا "الامتصاص الكربوني" يتلاشى حينما تموت الأشجار. وينبه الباحثون إلى أن الأمور سوف تزداد تفاقما مع تفسخ واضمحلال ملايين الأشجار لأن المواد العضوية التي تتحلل تولد كميات من ثاني أكسيد الكربون يتعذر الآن امتصاصها.
غير أن هناك مجموعة من البرامج الفدرالية والولائية قيد التنفيذ، مشفوعة بإجراءات جديدة لوقاية الأشجار المهددة، بهدف التصدي للآثار الوبيلة التي تخلفها الخنافس ومحاولة إبطاء زحفها إلى أراض جديدة. وقد تطور الأمر إلى جهد كبير تشارك فيه عدة ولايات إلى جانب الحكومة الفدرالية ومنظمات حماية البيئة وشركات التحطيب والبلدات المجاورة- وكلها لها مصلحة كبيرة في بقاء غابات صحية سليمة.
وتفكر مصلحة الأسماك والحياة البرية في إدراج الصنوبر أبيض اللحاء، وهي أشجار يعتز بها متنزها يلوستون وتاتون القوميان ومناطق مترامية الأطراف في الغرب الأميركي، في قائمة الأصناف المهددة بالانقراض لكي تصبح مشمولة بحمايات خاصة. ويبدو أن الخنافس تستهدف الصنوبر أبيض اللحاء الذي يستسلم بسهولة لنهمها الفتاك. فقد تبين من دراسة أجريت أخيرا أن 80 بالمئة من الصنوبر أبيض اللحاء في ولايات ويومنغ وآيداهو ومونتانا قد ماتت أو أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وفي المناطق التي لم تقتحمها الخنافس بعد، يتم رش الأشجار بمواد واقية. وهناك علاج آخر يتمثل في إلصاق حزم من الفرمون الكيماوي غير السام بهذه الأشجار لدرء الخنافس عنها. ذلك أن الخنافس تظن حينما تشم رائحة المادة الكيماوية أن الأشجار مسكونة فتتركها لحالها. ومع ذلك فإن هذه الإجراءات أصبحت عقيمة الجدوى في المناطق التي غزتها الخنافس بموجات ساحقة.
تقول ماري آن تشامبرز المتحدثة باسم فريق معالجة حوادث خنافس اللحاء في منطقة مصلحة الغابات الأميركية التي تشمل المناطق المنكوبة في كولورادو والجزء الجنوبي الشرقي من ولاية ويومنغ: " نحن لا نحاول وقف الخنافس؛ الشيء الوحيد الذي نستطيع فعله هو التخفيف من آثارها. فبمجرد أن تصل الحشرات إلى النقطة التي هي عليها الآن فإنها تتجاهل حزم الفرمون الكيماوي. ناهيك عن أن رش الأشجار هو عمل يدوي يجب أن نقوم به كل سنة. نحن نتحدث هنا عن ملايين الأشجار، وفي كثير من المناطق ليست هناك طرق معبدة. إنها فعلا مهمة مستعصية".
وقد خصصت وزارة الزراعة الأميركية مبلغ 40 مليون دولار لمعالجة نواحي السلامة واحتياجات الغابات الأخرى. يذهب الشطر الأكبر من هذا المبلغ إلى كولورادو حيث أصيبت مساحة 1.2 مليون هكتار من أشجار الصنوبر منذ العام 1996. أما الباقي فخصص لولاية ويومنغ حيث تلتهم الخنافس الأشجار القائمة في 283280 هكتارا.
وتنكب مصلحة الغابات الأميركية على إزالة الأشجار الموبوءة من باحات المخيمات وعلى طول الطرق والدروب لتفادي الحوادث بسبب تساقط الأشجار المتفسخة. وتشير تقديرات مصلحة الغابات إلى أن نحو 100 ألف شجرة ستسقط كل يوم طيلة السنوات العشر القادمة بعد أن تنخرها الخنافس مما سيخلق مخاطر على سلامة الزوار والسكان هناك.
وتحث المصلحة أيضا شركات الطاقة الكهربائية على تنظيف الفسحات المحيطة بأعمدة الكهرباء وإلا فإن الأشجار المتساقطة ستجرفها معها. ويقوم أهالي البلدات في كولورادو بنصيبهم من العمل فيطالبون ملاك العقارات والأراضي بإزالة أشجارهم الميتة والموبوءة.
ومما يزيد الطين بلة ان فترات الجفاف والقحط في أجزاء من الغرب الأميركي أضعفت بنية الأشجار وجعلتها أكثر عرضة لهجمات الحشرات المؤذية. أضف إلى ذلك أن أشجار غابات الصنوبر في ولايتي كولورادو وويومنغ ذات أحجام مثالية للخنافس التي لا تتغذى إلا على الأشجار التي لا يقل قطرها عن 12.7 سنتيمترا. وكانت المنطقة قد أخليت من عمليات التعدين والتحطيب قبل قرن من الزمن، وبالتالي فإن الأشجار التي نبتت بعد ذلك هي بذات القطر أو أوسع.
وقالت ماري آن تشامبرز: " إنها النكبة الكبرى. فالمناخ أصبح أدفأ، وقطر كل شجرة باقية مثالي لشهية الخنافس النهمة. إننا في خضم وباء لعين".
أما جمعيات حماية البيئة فإنها لا تألو جهدا في التصدي لهذا الوباء. شاهد فيديو أميركا دوت غوف عن كفاح الأشجار لمنظمة في ويومنغ تحول جاهدة إنقاذ الأشجار في متنزه يلوستون القومي.
ولا يخفى أن اندثار أشجار الغرب له تداعيات واسعة النطاق لجميع المنظومات الأحيائية. مثلا الدببة الشهباء تعتمد على ثمرة الصنوبر الغنية بالسعرات الحرارية قبل أن تستكين لسبات الشتاء؛ ولكن هذه الثمار تتناقص يوما بعد يوم. ويسبب وباء الخنافس تفتت التربة كما يهدد مستجمعات الأمطار لأنه لم يعد في المستطاع حبس الثلوج في أماكنها مع تساقط الأشجار مما يؤدي إلى حدوث فيضانات متلفة.
وقد تمضي سنوات عديدة قبل أن نتخلص من هذه الظاهرة. وترى تشامبرز أن معدل وفيات الأشجار في المنطقة يتضاءل لا لشيء سوى "لأن الخنافس لم تعد تجد عددا كافيا من لحاء الشجر لقضمه. ومع ذلك، فهي تغزو مناطق جديدة، ولن تكف حتى تصل إلى السهول الخالية من الأشجار".
مزيد من المعلومات عن خنافس صنوبر الجبل متوفر على الموقعين الإلكترونيين لمصلحة الغابات القومية والجمعية الجغرافية القومية. كما تتوفر معلومات عن أشجار صنوبر اللحاء الأبيض على الموقع الإلكتروني لمجلس الدفاع عن الموارد القومية.
****
مواضيع مماثلة
» عودة الأمن إلى مدينة نابلس في الضفة الغربية
» رونالدينيو: أريد البقاء مع برشلونة
» رايس: يجب انتهاء احتلال الضفة الغربية ويجب إقامة دولة فلسطين
» الولايات المتحدة تخصص 14 مليونا إضافيا للاجئين في الضفة الغربية وغزة
» موقع يضم موسوعة شاملة للرموز الغربية
» رونالدينيو: أريد البقاء مع برشلونة
» رايس: يجب انتهاء احتلال الضفة الغربية ويجب إقامة دولة فلسطين
» الولايات المتحدة تخصص 14 مليونا إضافيا للاجئين في الضفة الغربية وغزة
» موقع يضم موسوعة شاملة للرموز الغربية
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى