مبادرة الرئيس التربوية لإفريقيا تدعو إلى زيادة سبل الوصول الى التعليم في إفريقيا

من طرف dreamnagd الخميس فبراير 14, 2008 4:01 am

مبادرة الرئيس التربوية لإفريقيا تدعو إلى زيادة سبل الوصول الى التعليم في إفريقيا
(المبادرة ستقدّم منحا الى 550 الف فتاة وتدريبات لـ920 ألف مدرّس)

واشنطن، 12 شباط/فبراير، 2008 – حين يبدأ الرئيس بوش وقرينته، السيدّة الأولى لورا، جولتهما على إفريقيا في الفترة من 15 الى 21 الشهر الجاري، سيكون أحد البرامج الذي سيستأثر باهتمامهما الوثيق ما يعرف بـ"مبادرة الرئيس للتربية في إفريقيا، وهي برنامج يتركّز وعلى مدى عدة سنوات على زيادة وصول الأفارقة في ما يزيد على 30 بلدا جنوب الصحراء الى تعليم أساسي ذي نوعية عالية، وذلك من خلال توفير منح دراسية وبرامج تدريب للمدرسين وتوفير الكتب الدراسية.

و بحلول عام 2010 ستكون هذه المبادرة، التي أطلقت في 2002 ورصد لها مبلغ 600 مليون دولار، قد قدمت منحا لـ550 الف فتاة وفرغت من تدريب أكثر من 920 الف مدرس.

وعن ذلك قال الرئيس في العام الفائت في معرض توضيحه لأهداف المبادرة: "اذا عجز الأولاد من صبية وبنات في بلدان افريقيا، وسواها من بلدان نامية، عن تعلّم القراءة والكتابة ومهارات رياضية مثل الجمع والطرح، ففي رأيي، ستذهب هباء كل جهودنا المبذولة للمساعدة." في حين قالت السيدة الأولى لورا بوش عن تركيز المبادرة على تعليم الفتيات: "ستحوّل النساء المثقفات معارفهن الى مجتمعاتهن والى أطفالهن."

وبعد عودتها من جولتها الإفريقية في 2007، والتي كانت ثالث زيارة تقوم بها خلال عهد زوجها الرئيس بوش، تحدثت لورا بوش عن خبرتها في مدرسة ميدين الكبرى الابتدائية بدكار، عاصمة السنغال، حيث التقت خمس فتيات كن يتلقين "منح السفراء للبنات" التي ترعاها المبادرة.

وقالت السيدة بوش عن ذلك: "جاءت تلك الفتيات من قرى في الريف السنغالي – وكانت قراهن تفتقر الى التيار الكهربائي ومياه البلدية. وفي هذه القرى يندر ان تذهب الفتيات الى المدارس. وترجو احدى الفتيات، نانغو دامغ، بأن تصبح اول بنت من قريتها تلتحق بجامعة. ولأن بلدتها تخلو من الممرّضات او الأطبّاء، فقد أعربت عن رغبتها بدراسة الطبّ كي يمكنها أن تعود لخدمة مجتمعها وشعبها."

وأضافت السيدة بوش قائلة عن زيارتها للسنغال: "لقد ساعدت في توزيع الكتب التي تمت طباعتها برعاية برنامج الكتب الدراسية والمواد التربوية للمبادرة. وقد تضافرت جهود ست دول افريقية مع ست جامعات أميركية، وغالبية هذه جامعات تلبي احتياجات الأقليات في أميركا، لطباعة 15 مليون كتاب مدرسي. ومن خلال هذا البرنامج يجري إيصال أكثر من مليون كتاب الى مدارس السنغال تتمحور حول افريقيا ومصممة لتلبية المناهج والثقافة السنغالية، وهي كتب كتبت بالفرنسية.

ومضت لورا بوش قائلة: "كثير من تلك الكتب اجريت عليها اختبارات في مدرسة ميدين الكبرى بالسنغال كما أن كتب الرياضيات تلقن علوم الإحصاء الأساسية. وفي الكتب عن الصحة العامة يتعلم التلامذة كيفية الوقاية من مرض الإيدز وفيروس نقص المناعة. وهم يعودون الى دورهم لإبلاغ ذويهم ان البعوض ينقل الملاريا وينقلون لهم ما درسوه عن الإسعافات الأوّلية. ويقول مدرسو هذه المدرسة ان طلابهم يتعاملون مع هذه الكتب بحماس بحيث انهم يتجاوزون الفروض المدرسية لينتقلوا الى الدروس التالية قبل الأوان."

ويذكر ان اول عنصر من عناصر المبادرة الثلاثة الرئيسية هو برنامج السفراء لمنح الفتيات. وتسعى 100 منظمة غير حكومية محلية تشرف على برنامج المنح لاختيار البنات الأكثر عوزا اللاتي يرجح ان ينجحن في البرنامج، طبقا لما ذكرته جودي بنجامين مديرة المشروع والملحقة بأكاديمة التنمية التربوية، وهي منظمة غير ربحية تتخصص بتنفيذ برامج تنموية. وتضيف بنجامين قائلة: "كثير من تلك الفتيات يتيمات ممن فقدن ذويهن بفعل مرض الإيدز وفيروس نقص المناعة. ونحن نتعمّد العمل في الأحياء السكنية الأشّد فقرا."

وفي 15 من البلدان المشاركة في المبادرة يجري اختيار نساء محترمات من اللواتي اكتسبن بعض التعليم ومهارات قيادية ليصبحن معلمات خاصات للبنات.

الكتب المدرسية مصممة لتستقيم مع الثقافة المحلية

وثمة عنصر آخر من مبادرة الرئيس بوش للتعليم في افريقيا يركز على تحسين نوعية وزيادة كمية الكتب المدرسية والمواد التربوية في افريقيا. وتعمل المبادرة على تطوير وتوزيع 15 مليون كتاب ومادة تعليمية وتدريسية ذات علاقة، بالإشتراك مع مؤسسات أفريقية وجامعات أميركية.

وتقول سيندي كورفيل السفيرة الأميركية لدى الإتحاد الإفريقي ان "الفتاة الصغيرة التي تأخذ الكتب معها الى البيت تتشاطر محتوياته مع ذويها ومع جدّيها. وبالتالي، تصبح هذه الطفلة أداة أساسية لتغيير حياة العائلة."

الى ذلك اشارت سارة موتن، مديرة مبادرة الرئيس في وكالة التنمية الدولية: "شاهدنا كيف انه يإمكاننا تحقيق فارق بمساعدة مؤسسات تربوية في افريقيا على التشارك مع مؤسسات تخدم الأقليات في الولايات المتحدة لتأليف ونشر وتوزيع كتب مدرسية ومواد تربوية للأطفال كي يمكن لكل طفل افريقي في نهاية المطاف ان يمتلك كتابا واحدا على الأقل خاصا به."

وعلى سبيل المثال في تنزانيا، سمح التمويل الذي تقدمه وكالة التنمية الدولية لجامعة ساوث كارولينا الولائية ووزارة التربية بزنجبار ان تتعاون هاتان المؤسستان في إنتاج أكثر من مليون كتاب مدرسي ومادة تعليمية.

وقال لويد بيرسون المساعد السابق لمدير وكالة التنمية الدولية لدى التوقيع على الإتفاق مع زنجبار: ان "ما هو بديع في هذا البرنامج هو الإحترام الذي يكنه والدعم الذي يوفره لموارد محلية وعادات تقليدية. وستنشر الكتب محليا بزنجيار. وعلى سبيل المثال سيكون لدى الأشخاص في الكتب أسماء مثل حليمة، وحسن، كما أن الصور في الكتب ستكون لأطفال زنجباريين وستضرب أمثالا مستقاة من البيئة المحلية."

تدريب 920 الف مدرس:

اما العنصر الثالث لمبادرة الرئيس بوش فينطوي على تدريب المدرسين. وتعكف المبادرة على تطوير والترويج وتوسيع أساليب خلاقة لتدريب أكثر من 920 الف مدرس ومدير إداري لغرض ترقية نوعية التعليم لملايين الأطفال الأفارقة. وبرامج التدريب على العمل والتدريب ما قبل الخدمة، تنفذ من خلال المؤسسة الدولية للتعليم ومساعدة الذات بإفريقيا وهي مؤسسة تنمية تربوية غير ربحية تتخذ من فينيكس، أريزونا مقرا لها.

ويشار الى ان مدربّي المدرسّين الذين يتلقون راتبا شهريا قدره 800 دولار لا يشاركون فقط في التعليم بالصفوف الدراسية وورش تدريب في العمل، والتعليم الإيضاحي والإدارة، بل يقومون كذلك بتطوير نماذج تعليم ومناهج ومراكز وموارد تدريسية. كما يشاركون في تلقين الأفارقة في صفوف الإنجيزية كلغة ثانية في نوادي التحادث بالإنجليزية وعلى التدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات وتشجيع المساواة بين الجنسين، والتثقيف والتوعية بمرض الإيدز والتعليم التي يتمحور على الأطفال.