كيف تعمل الانتخابات التمهيدية في الانتخابات الرئاسية الأميركية

من طرف dreamnagd الجمعة فبراير 08, 2008 9:50 pm

كيف تعمل الانتخابات التمهيدية في الانتخابات الرئاسية الأميركية
(متطوع يشرح كيف يعمل النظام في دائرة انتخابية بولاية فلوريدا)

من ستيوارت غورين، المراسل الخاص لموقع أميركا دوت غوف
فييرا، فلوريدا، 6 شباط/فبراير، 2008- لم تكن شمس الصباح قد أشرقت بعد عندما دخلت المبنى لكي أنضم إلى تسعة مواطنين آخرين كمسؤول انتخابي في واحدة من آلاف دوائر الانتخاب في فلوريدا أثناء انتخاب رئاسي تمهيدي أميركي.

وكانت لدينا ساعة للتحضير، تثبيت الملصقات الانتخابية، بناء الأكشاك الانتخابية المتنقلة وصناديق الاقتراع الالكترونية، ووضع سجلات الناخبين المؤهلين على طاولات التدقيق، وتجميع الاقتراعات في ملفات مأمونة، وحلف اليمين لأداء مهمتنا بصدق وعدم تحيز.

وقد فتحت الأبواب للناخبين في الساعة السابعة صباحا وبقيت مفتوحة لمدة 12 ساعة. وطيلة النهار كان هناك تدفق متواصل من المواطنين للإدلاء بأصواتهم لمرشحهم الرئاسي المفضل، وتعديل مقترح لدستور الولاية بشأن إعفاءات من الضريبة على الممتلكات واستفتاء حول تقييد الزيادات في المداخيل الضريبية.

وفلوريدا هي ولاية "انتخاب تمهيدي مقفل" بمعنى أنه ينبغي على الناخبين أن ينتسبوا لأحد الحزبين السياسيين الرئيسيين لكي يحق لهم أن يصوتوا لأحد المرشحين الرئاسيين لذلك الحزب. وقد حصل الجمهوريون المسجلون على لوائح انتخابية تختلف عن لوائح الديمقراطيين المسجلين. أما المستقلون أو المواطنون الذين لم يعلنوا ولاءهم لأي حزب فقد حصلوا على لوائح انتخابية ثالثة، تحتوي فقط على القضيتين الضرائبيتين.

وهذا الإجراء يختلف عن إجراء ولايات أخرى في الولايات المتحدة ما يسمى "بالانتخاب التمهيدي المفتوح" مثل نيوهامشير، حيث يستطيع الناخب أن يستعمل أية لائحة انتخابية، ديمقراطية كانت أم جمهورية. وفي تلك الولايات يصوت "المخربون" أحيانا للمرشح الأضعف في الحزب المنافس لكي يضعفوا مرشحا متقدما.

* آليات انتخاب حرة ونزيهة

خلال نوبة عملي التي امتدت 12 ساعة، فحصت الناخبين واصطحبتهم إلى أكشاك الاقتراع وتأكدت من أنهم وضعوا لوائحهم الانتخابية في الصندوق.

ويحتوي كتاب التسجيل على قائمة تسلسلية بأسماء جميع الأشخاص المؤهلين للتصويت الذين يعيشون ضمن حدود الدائرة الانتخابية. وبعد أن يبرز الناخبون أوراق هوياتهم ويوقعون كتاب التسجيل، يتسلمون البطاقة الانتخابية الموضوعة داخل ملف لضمان سرية تصويتهم.

وكان على المواطنين الذين أصبحوا حديثا من سكان الدائرة الانتخابية، ولم تدرج أسماؤهم في كتاب التسجيل، أن يحضروا معهم ورقة موقعة من مسؤول انتخابي تثبت أنهم تسجلوا بصورة صحيحة في مكان سكنهم السابق. وقد سجلت أسماؤهم بعد ذلك في الكتاب وتسلموا لوائح انتخابية.

وقد احتوت أوراق الاقتراع السميكة على علامات بيضاوية مرسومة على مقربة من كل مرشح رئاسي مدون اسمه على اللوائح الانتخابية لكل حزب سياسي وعلى مسافة قريبة من كلمتي "نعم" و "لا" لكي تعتمد بالنسبة إلى القضايا الضرائبية. وقد استعمل الناخبون أقلاما خاصة في كل كشك انتخابي لتعبئة العلامات البيضاوية كليا.

وقد ألقى الناخبون بلوائحهم الانتخابية في صندوق اليكتروني، أطلق عليه رسميا بالإنكليزية اسم

AccuVote Optical Scan Unit، وهو يقرأ العلامات البيضاوية ويجمع الأصوات. وعندما يخرج المواطنون من منطقة التصويت، تعطى لهم ملصقات صغيرة كتب عليها "لقد صوتّ" لكي يثبتوها على ثيابهم.

وإذا وضع ناخب علامة خاطئة على لائحة انتخابية، كأن ملأ دوائر بيضاوية أكثر من تلك التي على مقربة من اسم المرشح، ترفض الآلة الاقتراع وتسجل عبارة "انتخاب إضافي". وفي مثل هذه الحالة يعتبر الانتخاب غير صحيح ويحصل الناخب على لائحة انتخابية جديدة. ويجري الاحتفاظ باللوائح اللاغية لأغراض حفظ السجلات.

وقد وضع صندوق انتخابي اليكتروني بقدرات سمعية وفيديو للناخبين المعاقين. وهناك بطاقات بلاستيكية تحتوي على معلومات تتعلق بالاقتراع تشغّل ستارا اليكترونيا تفاعليا يمكن للناخبين أن يلمسوه لكي يجروا خياراتهم.

وحالما انتهى التصويت، بدأ رئيس فريقنا – ويعرف في فلوريدا باسم كاتب الدائرة الانتخابية – باقفال العملية. وقد طبع صندوق الاقتراع شريطا ورقيا تضمن مجموع عدد الأصوات التي اقترعت وعدد الأصوات التي نالها كل مرشح وكل جانب من التعديل المقترح والاستفتاء. وكان لا بد من جمع عدد الناخبين الذين وقعوا كتاب التسجيل، وكذلك عدد السجلات التي أعطيت (باستثناء تلك التي شطبت). وفحص مجموع اللوائح التي أدلي بها، وعدد الناخبين واللوائح التي صدرت للتأكد من أنها متطابقة.

بعد ذلك أبلغ كاتب الدائرة الانتخابية النتائج لمراقب الانتخابات في المقاطعة. وكما يتطلب القانون، ألصقت الورقة المتضمنة مجموع الناخبين على باب مدخل البناء لكي يقرأها جميع المواطنين. وجمع كتاب التسجيل الخاص بالدائرة الانتخابية، واللوائح الانتخابية غير المستعملة ومواد أخرى مهمة، لكي تعاد إلى مقر الرئاسة الانتخابية للمقاطعة. وباكتمال تلك المهام، كان يومي الطويل قد انتهى.

وقبل انتقالي إلى فلوريدا، كنت قد عشت في ولاية ماريلاند، حيث عملت أيضا مسؤولا في يوم انتخابي. وقد اختلفت المعدات والمصطلحات، لكن العملية كانت متشابهة والهدف هو نفسه: تشجيع جميع المواطنين على ممارسة حقهم بالاقتراع.