انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية لم تسفر عن مرشح رئاسي ديمقراطي واضح

من طرف dreamnagd الجمعة فبراير 08, 2008 9:43 pm

انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية لم تسفر عن مرشح رئاسي ديمقراطي واضح
(مكّين يتصدر قائمة المرشّحين الجمهوريين لكن نتائج منافسة الديمقراطيين متقاربة)

من ميشيل أوستين، المحررة في موقع أميركا دوت غوف
واشنطن، 7 شباط/فبراير، 2008- حينما حدّد الحزبان الديمقراطي والجمهوري تاريخ 5 شباط/فبراير لإجراء الانتخابات التمهيدية في 24 ولاية أميركية لاختيار مرشحيهما الرئاسيين، سارعت غالبية الخبراء السياسيين إلى الجزم أن مرشحي الحزبين سيتحدّدان بنهاية ذلك النهار وهو اليوم الذي نظّم فيه أكبر عدد من هذه الإنتخابات.

لكن الخبراء كانوا على خطأ. فبعد تصويت عدد قياسي من الأميركيين يوم "الثلاثاء الكبير" كما يسمى في معجم الانتخابات الأميركية بسبب كثرة عدد الولايات التي تعقد انتخاباتها التمهيدية فيه، لم يتضح بعد من المفترض ان يكون المرشّح الرئاسي عن أي من الحزبين كما انه لا يزال يجري فرز وتعداد المندوبين النهائي الى المؤتمرين القوميين للحزبين في صيف هذا العام.

ويذكر ان كل السباقات الديمقراطية، وكثيرا من السباقات الجمهورية، تحدد المندوبين الى المؤتمرين القوميين وفق صيغة نسبية. ويتعين على كل مرشح ان يكسب أصوات غالبية المندوبين الى المؤتمر كي يفوز بالترشيح عن حزبه.

ففي الجانب الجمهوري، ساهم صعود نجم السناتور من ولاية أريزونا جون مكّين في الولايات التي تحتوي على أعداد كبيرة من المندوبين في تفوقه بفارق كبير في عدد المندوبين على منافسيه، لكنه لا يزال ينقصه عدد كاف من المندوبين للفوز بترشيح حزبه الجمهوري.

ولأن المتنافسين الذين حلوا في المرتبة الثانية يمكنهم ان يكسبوا عددا من المندوبين مساويا للمتنافس الذي حلّ في المرتبة الأولى في سباق قائم على مبدأ النسبية ولأن الولايات ذات الكثافات السكانية الأكبر تتمتع بعدد أكبر من المندوبين، فان المرشح الذي يحقق فوزا في غالبية الولايات قد لا يفوز بغالبية المندوبين. على سبيل المثال، فرغم ان السناتور باراك أوباما من ولاية إلينوي كسب غالبية أصوات الناخبين في لا أقل من 13 ولاية من مجموع الولايات الـ24 التي أجرت انتخابات الثلاثاء الكبير، فإن سناتور ولاية نيويورك هيلاري كلينتون حازت على عدد أكبر قليلا من غالبية الأصوات في الولايات ذات الكثافة السكانية يوم الثلاثاء الماضي، مثل كاليفورنيا ونيويورك، ما منحها تفوقا من ناحية عدد المندوبين الموالين لها.

* مفاجأة السباق الجمهوري:

وبعد الإنتخابات التمهيدية في الآونة الأخيرة بدا ان السباق الجمهوري وكأنه تنافس بين وجهين سياسيين: السناتور مكين وحاكم ولاية مساشوستس السابق ميت رومني. وكما توقعّت استطلاعات الرأي كسب الأول غالبية الولايات وبالتالي فإنه سيحصل على عدد أكبر من المندوبين بصورة ملحوظة منه لأي غريم جمهوري له.

فقد فاز مكين بولايات في أقاليم عديدة من البلاد مثل ولايات نيوإنغلاند، حيث ظفر بأصوات كل ولاية ما عدا مساتشوستس؛ والغرب الأوسط بما فيها ولايتا أوكلاهوما وميزوري؛ والغرب الأميركي ومن ضمنه ولاية مكين الأمّ أريزونا. كما حقق نصرا في الولايات ذات أعلى كثافة سكانية مثل إلينوي ونيويورك ونيوجيرزي وكاليفورنيا. ويذكر انه نتيحة للإنتخاب في كل من نيويورك ونيوجيرزي فان الفائز بغالبية الأصوات سينال كامل مندوبي الولايتين مما سيمنح مكين تفوقا كبيرا في عدد المندوبين.

وقال مكين لأنصاره في أريزونا يوم الثلاثاء: "هذا المساء أعتقد انه علينا ان نعتاد على فكرة اننا نتصدر الترشيح في الحزب الجمهوري."

وحقق رومني، الذي انسحب من السابق في وقت لاحق الخميس، انتصارات في ولايتين سبق له وأن عاش وعمل فيهما وهما يوتا ومساتشوستس. كما أنه فاز كذلك في ولايات زراعية او ريفية مثل نورث داكوتا ومونتانا وألاسكا.

لكن ما كان يتوقعه خبراء السياسية ان يكون تنافسا بين شخصين تحوّل الى سباق ضمّ ثلاثة متنافسين فاز فيه ايضا حاكم ولاية أركنساو مايك هاكابي في خمس ولايات جميعها في جنوب البلاد.

وقال هاكابي امام مناصريه: "هذا اليوم يقول الناس في طول البلاد وعرضها، نعم، سمعنا ما قاله الخبراء لكن هذه هي أصواتنا، لا أصواتهم."

* الديمقراطيون تقاسموا الولايات والمندوبين

ولا يزال التنافس بين كلينتون وأوباما متقاربا بعد انتخابات الثلاثاء الكبير الذي فاز فيه المرشحان في ولايات وبمندوبين عبر البلاد.

وقد يستغرق التحديد الدقيق لعدد المندوبين لكل مرشح عدة أيام ذلك لأنه في ضوء صيغة التمثيل النسبي في كافة السباقات الديمقراطية، فإ،ه لا يرجح أن يحقق اي من المرشحين عددا كاسحا من المندوبين الموالين له نتيجة انتخابات يوم 5 الجاري.

وقد فازت كلينتون بأكبر واصغر سباقات ذلك اليوم. فقد اختارت كلينتون غالبية كبرى من 285 مشاركا في الاجتماع الانتخابي للحزب الديمقراطي بجزيرة ساموا الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ كما حققت كلينتون نصرا في كاليفورنيا وهي الولاية ذات أكبر كثافة سكانية في البلاد حيث صوت حوالي 3.7 مليون ديمقراطي بكاليفورنيا في الانتخاب التمهيدي.

اما انتصارات كلينتون الأخرى فكانت مبعثرة عبر البلاد – في ولايتي نيوجيرزي ونيويورك شرقا، وأريزونا غربا وأوكلاهوما وتينيسي في الجنوب الى جانب ولاية مساتشوستس في نيوإنغلاند.

كما كانت انتصارات أوباما منوّعة جغرافيا. فقد فاز في ولايات يوتا ومينيسوتا وألاباما وكوناتيكت.

ورغم ان كلينتون حققت انتصارات في الولايات ذات الكثافة السكانية الأعلى، فاز اوباما في ولاياته بفارق كبير. فقد أيدته نسبة تزيد على 60 في المئة من الناس بألاسكا وكولورادو وجورجيا وأيداهو وإلينوي ونورث داكونا وكانزاس.

وفي بعض الولايات كانت نتيجة الانتخاب التمهيدي الديمقراطي متقاربة الى حد يصعب تحديد من هو الفائز فيه. على سبيل المثال أفادت بعض وسائل الإعلام الأميركية ان كلينتون كانت المنتصرة في ولاية ميزوري في الغرب الأوسط لتعلن بعد ساعات ان أوباما هو الذي حقق فعلا أكبر عدد من الاصوات.

وفي ضوء انه لم يتحدد بعد المرشح الرئاسي عن أي من الحزبين، فإن المرشحين من الآن وصاعدا سيولون انتباههم الى سلسلة الانتخابات التمهيدية المقبلة. فسيجري الحزبان انتخابين في لويزيانا وواشنطن، كما أن الديقراطيين سيجرون منافستهم في ولايتي ماين ونبراسكا، والجمهوريون وحدهم في كانزاس يومي 9 و10 شباط/فبراير الجاري. ويوم 12 الجاري ستجري منطقة مقاطعة كولومبيا التي تضم العاصمة واشنطن وولايتي ماريلاند وفرجينيا انتخاباتها التمهيدية.