رايس: الولايات المتحدة لا تريد اعتبار إيران عدوا دائما لها

من طرف dreamnagd السبت يناير 26, 2008 2:20 pm

رايس: الولايات المتحدة لا تريد اعتبار إيران عدوا دائما لها
(وتبلغ المندوبين إلى المنتدى الاقتصادي العالمي أن أميركا لا تحمل أية "كراهية دائمة تجاه إيران")

من ستيفن كوفمان
واشنطن، 25 كانون الثاني/يناير، 2008- أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الولايات المتحدة تمد يدها لإيران قائلة إنها لا تحمل أية "كراهية دائمة تجاهها"، وطالبت المسؤولين الإيرانيين بالتوقف عن دعمهم للجماعات التي ترتكب أعمال عنف والتخلي عن سعيهم للحصول على التكنولوجيات التي تمكنهم من تصنيع السلاح النووي. وقالت إن البلدين، في المقابل، يمكن أن يعملا معا من أجل تطبيع العلاقات وتطوير التعاون الثنائي فيما بينهما.

وكانت رايس قد أدلت بهذه التعليقات كجزء من خطاب رئيسي ألقته في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بسويسرا يوم 23 كانون الثاني/يناير الجاري، وأخبرت المندوبين أن الخلافات القائمة حول أنشطة إيران المستمرة في تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة "يمكن بل وينبغي حلها من خلال الجهود الدبلوماسية."

وقالت إن الولايات المتحدة "ليس لديها أية رغبة في اعتبار إيران عدوا دائما لها، رغم تعكر صفو العلاقات الذي مضى عليه 29 سنة"، وأشادت بمساهمات الثقافة الإيرانية في الحضارة العالمية. غير أنها أردفت بأنها توجد خلافات حقيقية مع الحكومة الإيرانية حول دعمها للإرهاب، وتصرفاتها المزعزعة للاستقرار في العراق، وأنشطتها النووية.

وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم 22 كانون الثاني/ يناير الجاري بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا بشأن استصدار قرار بفرض عقوبات على إيران بموجب الفصل السابع "إنما يدل على أننا لا زلنا متحدين، وأننا لا نريد أن تصبح إيران قوة نووية، وأننا سنواصل جهودنا لحمل إيران على الوفاء بالتزاماتها الدولية."

وتابعت تقول "إنه حالما تصبح إيران على استعداد لتلبية المطالب الدولية، عندها يمكن أن نبدأ المفاوضات، ويمكن أن نعمل مع مرور الزمن من أجل بناء علاقات جديدة وطبيعية أكثر – علاقات لا تتسم بالخوف والارتياب، وإنما بالتعاون المتزايد، وبتوسيع التبادل التجاري، والتمكن من إدارة اختلافاتنا بطرق سلمية هادئة."

وأبلغت رايس الحاضرين في المنتدى الاقتصادي أن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل تحقيق الحرية السياسية والاقتصادية وفتح الأسواق وصون حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم "لأننا لا نقبل التمييز المتشدد بين مصالحنا القومية ومثلنا العالمية."

وأقرت وزيرة الخارجية الأميركية بوجود تشكيك دولي حول الدوافع والمثل العليا الأميركية، وبأن الولايات المتحدة تعتبر أحيانا دولة لا تقيم وزنا كافيا لتاريخها. "وللرد على ذلك أقول: هذا أمر حميد بالنسبة لنا، لأن التركيز أكثر من اللازم على التاريخ يمكن أن يتحول إلى سجن للأمم."

وشددت رايس على "أن أميركا ليس لديها أعداء دائمون، لأننا لا نحمل أية كراهية دائمة لأحد"، مضيفة أن الدبلوماسية يمكن أن تحول الأعداء، إذا لم يكن إلى أصدقاء، فعلى الأقل إلى دول لم تعد متخاصمة.

وأشارت الوزيرة إلى التحول الأخير الذي طرأ على علاقات العداء التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة وليبيا لأمد طويل. وقالت: "حين اختارت ليبيا نبذ الإرهاب، والتخلي عن السعي من أجل حيازة أسلحة الدمار الشامل، والانضمام من جديد إلى الأسرة الدولية، مدت الولايات المتحدة لها يدها، وأصبحنا اليوم لا يخشى أحدنا الآخر، رغم أنه لا تزال بيننا بعض الخلافات."

وأسوة بذلك، أصبح الخصوم السابقون، مثل فيتنام، وروسيا والصين من ضمن البلدان التي تتعاون مع الولايات المتحدة حول طائفة من القضايا الأمنية والتجارية والدولية.

ونوهت رايس بأن التفاؤل والثقة في مثلنا العليا ربما يشكلان جزءا من طبيعة الشخصية الأميركية، وأنا أعترف بأن مثل ذلك يمكن أن يجعلنا دولة "لا تتذرع بالصبر نوعا ما". ثم خلصت وزيرة الخارجية الأميركية إلى القول إنه على الرغم من التوترات والتحديات القصيرة الأجل لسياساتنا المثالية، "فإننا نعلم أنها تنحو لأن تكون منسجمة عندما نتحلى نحن ببعد النظر."