الملحنون الأميركيون لا يخشون التوجه بأعمالهم إلى عامة الشعب
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
الملحنون الأميركيون لا يخشون التوجه بأعمالهم إلى عامة الشعب
الملحنون الأميركيون لا يخشون التوجه بأعمالهم إلى عامة الشعب
(مقابلة مع ديفيد غوكلي، مدير أوبرا سان فرانسيسكو)
واشنطن، 23 كانون الثاني/يناير، 2008- ما زال ديفيد غوكلي يحصد الكثير من الاحترام والاهتمام منذ أكثر من جيل، كمدير عام لفرقة هيوستن غراند أوبرا في بداية الأمر وكمدير عام فرقة أوبرا سان فرانسيسكو الجديد منذ شهر كانون الثاني/يناير من العام 2007 الماضي. وقد كان في منصبه الجديد في طليعة مكلفي الملحنين الأميركيين بتأليف ألحان جديدة وتصدر إبراز مواهب مؤدية وخلاقة جديدة.
في ما يلي مقابلة أجراها معه مايكل باندلر، وتحدث فيها عن الصعوبات التي يواجهها فن الموسيقى الكلاسيكية اليوم، وخاصة الأوبرا، رغم تكهنه بأن فن الأوبرا سيتمكن من تجاوز الصعوبات والبقاء على قيد الحياة بفضل عدة أمور بينها مستوى تدريب الفنانين الأميركيين الممتاز والأعمال الجديدة:
سؤال: عند إلقائك نظرة على العقد أو العقدين الماضيين، ما هي أهم التطورات التي تشاهدها في مجال الموسيقى الجادة في الولايات المتحدة؟
غوكلي: إن الموسيقى الجديدة أسهل وقعاً على السمع، وهي أكثر توجهاً اليوم لجمهور من المستمعين مقارنة بالموسيقى في الماضي التي كانت أكثر توجهاً إلى الأكاديميين. وتحظى موسيقى الأوبرا التي يتم تأليفها الآن بفرصة أكبر لأن يتقبلها الجمهور، لا أن يعتبرها فقط مجرد جرعة دواء يتناولها على مضض. وهناك حالياً تقارب أكبر مع الفكرة التي كانت مألوفة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بأن الأوبرا فن يرفه عن الطبقة المتوسطة وليس محصوراً، فكرياً، بالأكاديميين ومتذوقي هذا الفن، كما كان سائداً في معظم القرن العشرين.
وقد تحولت الموسيقى الكلاسيكية، أو الفنية، منذ العشرينات من القرن الماضي مبتعدة عن التقاليد العريقة، وسارت في ما أعتبره زقاقاً مسدوداً، من حيث الارتقاء. وأنا أتكلم هنا عن تلك الموسيقى التي ثبت أنها عملية فكرية أكثر مما هي محاولة للاستحواذ على المستمعين من خلال تجربة آنية.
أما اليوم، فإن الملحنين لا يخشون وضع أعمال تلقى استحسان عامة الشعب. ودور الأوبرا، أكثر من فرق الأوركسترا، تفتح أذرعها لهم مرحبة بهم.
ومن العلاقات التي تدل على هذا الاتجاه، العلاقة بين أوبرا شيكاغو الغنائية (Lyric Opera of Chicago) والمؤلف الموسيقي وليام بولكوم. فقد كلفت فرقة الأوبرا بولكوم بتلحين ثلاثة أعمال واستخدمت كل ما لديها من موارد وفيرة لتحقيق أعماله. ونشاهد فرق أوبرا أخرى الآن تقبل على تقديم الأوبرات الحديثة، ففرقة أوبرا متروبولتان مثلاً تقدم"مشهد من الجسر" (A View from the Bridge) من تلحين بولكوم، وفرقة نيويورك سيتي أوبرا تقدم ليتل ويمن (Little Women)، التي وضع ألحانها مارك آدامو. وهكذا، فإن هناك انفتاحاً أكبر بكثير الآن، في كل مكان.
وكنا جميعاً نعرف، عندما بدأت انخراطي في هذه المهنة قبل 30 عاما، أن الهدف من تقديم العرض العالمي الأول لأوبرا ما هو لفت الانتباه والفوز بقيام صحيفة النيويورك تايمز بالكتابة عنها. وهكذا كان يتم تقديم العرض العالمي الأول للأوبرا ثم توضع على الرف وتظل مهملة بعد ذلك. ولكن الأمر لم يعد كذلك اليوم.
سؤال: ما هو أعظم التحديات التي يواجهها مجال اختصاصك في رأيك؟
غوكلي: إنه في رأيي حقيقة توفر الكثير من خيارات الترفيه الأخرى المتنوعة الأقل كلفة، بما في ذلك البقاء في المنزل والاستماع إلى التسجيلات الموسيقية أو مشاهدة دي في دي أو متابعة برنامج على إحدى القنوات التلفزيونية المئة والعشرين. وتهدد هذه الوسائل الجديدة بالتعتيم تماماً على الأوبرا والموسيقى السمفونية بحيث لا يعود لها وجود في وعي الجمهور. وهناك الكثير من المطربين الجدد الممتازين حقا. ولكنهم لا يحصلون، لسبب ما، على فرصة أن يصبحوا مشاهير تتردد أسماؤهم على كل شفة، كما حصل بالنسبة للوسيانو بافاروتي وبيفرلي سيلز في الماضي. وينصب اهتمام وسائل الترفيه حالياً على الأمور التي تتضمن قاسماً مشتركاً أكبر بين الجمهور.
وهناك تحد آخر هو التغير السكاني في المدن الأميركية الذي يميل إلى تهميش الحضارات الغربية العظيمة. ولا تصل الأوبرا والموسيقى الجادة إلى جماعات المهاجرين الجدد في المدن الأميركية. وسيحتاج تحقيق ذلك إلى أجيال. وسيكون على الموسيقى أن تبقى حية بطريقة ما إلى أن يتم تحقيق ذلك.
سؤال: هل هناك تقليد موسيقي جديد بدأ دخول الولايات المتحدة من الخارج؟ وإن كان الجواب على ذلك بالإيجاب فما هي التأثيرات الخلاقة في هذا المجال؟
غوكلي: إن التأثير أو العامل الخلاق المهم في مجال الأوبرا هو مدير المسرح الذي يعيد تفسير مجموعة الأعمال الفنية التي تم وضعها في القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر بطرق جديدة، وأحياناً راديكالية، مما يكدّر في الكثير من الأحيان جمهور الأوبرا التقليدي. وقد تمكن مديرو المسرح، من بعض النواحي، من اجتذاب جمهور جديد، جمهور أصغر سنا، جمهور أكثر اهتماماً بالفنون المرئية. وستكون التجربة المحك في مجال "أوبرا المديرين" هي الإدارة الجديدة في دار أوبرا سان فرانسيسكو، وخاصة مديرها العام باميلا روزنبيرغ. ورغم أن باميلا أصلاً من ولاية كاليفورنيا إلا أنها أمضت معظم حياتها المهنية حتى الآن في مدن مثل أمستردام وفرانكفورت وشتوتغارت، حيث تشبعت بالحس العصري. وسوف يشكل برنامج الدار تحت إشرافها والأوبرات التي ستختارها، تحدياً لجمهور أوبرا سان فرانسيسكو المحبذ أساساً للأعمال التقليدية.
أما في ما يتعلق بالملحنين، فيبدو أن الناس ما زالوا يراوحون مكانهم، مع بعض الاستثناءات مثل تان دَن. إلا أن قادة الفرق الموسيقية ما زالوا مستمرين في المجيء من الخارج، تماما كما تستمر شعبية بعض قادة الفرق الموسيقية الأميركيين في الخارج.
سؤال: عندما تفكر بالعمالقة المبدعين في الماضي مثل لنارد بيرنستين وصامويل باربر وإيرون كوبلاند، وغيرهم... هل تجد جيلاً جديداً من الأسماء اللامعة في عالم الموسيقى؟
غوكلي: أظن أن على المرء أن يعتبر جون آدمز "عملاقاً مبدعا." وقد وضع الألحان الموسيقية لمجالي الأوركسترا والأوبرا. ولا يخطر في بالي في هذه اللحظة أي شخص آخر يمكن وضعه في مصاف كوبلاند وبيرنستين.
سؤال: كيف يمكنكم الاستمرار في العمل في هذه الفترة الاقتصادية الصعبة؟
غوكلي: لقد أصبحنا محافظين إلى حد أكبر في برامجنا. ونحاول الاقتصاد بشكل لا يصدق في تكاليفنا. ونغتنم كل فرصة للقيام بالأمور بطرق أكثر فعالية، للصمود والبقاء حتى انتهاء المحنة.
سؤال: حاول التكهن، ولو للحظة، بما سيكون عليه ميدان اختصاصك بعد عشرة أعوام.
غوكلي: كم أود التكهن بعصر ذهبي جديد. إن ارتفاع كلفة الأوبرا والموسيقى السمفونية يفاقم التحديات التي ذكرتها سابقا، أي المنافسة التي تشكلها وسائل الترفيه الأخرى والتغير السكاني. ولكن الأوبرا تتضمن على الأقل العنصر المرئي، الذي يجب علينا استغلاله قدر الإمكان. ولكنني لا أرى تقدمنا إلى أبعد من حالة تطور. وأنا أعتقد بأن الأوبرا ممتازة النوعية ستظل متوفرة في المراكز الحضرية الأميركية الرئيسية وفي المهرجانات مثل مهرجان سانتا في للأوبرا. وستظل هناك أيضاً محاولات مستمرة للتواصل وكسب مستمعين جدد. إن مستوى تدريب الفنانين الأميركيين الممتاز وكون الأوبرا تتضمن إخراجاً وتمثيلاً مسرحيا (أي عنصراً مرئيا) والأعمال الجديدة اßتي تعالج مواضيع وأفكاراً أميركية، ستجعل الأوبرا قادرة على البقاء والاستمرار.
مواضيع مماثلة
» الأميركيون المسلمون يزيدون انخراطهم في السياسة
» حق الشعب في أن يَعرف الشفافية في المؤسسات الحكومية
» شبان أميركيون يترشحون للفوز بمناصب عامة بهدف التأثير على الس
» أميركا: مساعدة الشعب السوداني
» المواطنون الأميركيون يتكاتفون من أجل جمع الأموال لمحاربة الج
» حق الشعب في أن يَعرف الشفافية في المؤسسات الحكومية
» شبان أميركيون يترشحون للفوز بمناصب عامة بهدف التأثير على الس
» أميركا: مساعدة الشعب السوداني
» المواطنون الأميركيون يتكاتفون من أجل جمع الأموال لمحاربة الج
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى