تراجع أسواق المال الأوروبية وانتعاش الآسيوية

عاودت أسواق المال الأوروبية التراجع قبل ظهر الاربعاء بسبب الخشية من لجوء البنك المركزي الاوروبي الى خفض معدلات الفوائد في حين تشهد الاسواق الاسيوية انتعاشا قويا كما حدث مع البورصات الاوروبية بعد ظهر الثلاثاء.

وخسر مؤشر بورصة باريس 0,65% من قيمته كما تراجع مؤشر لندن بنسبة 1,03% وفرانكفورت 1,7%.

وفي حين أسفر قرار المجلس الاحتياطي الاميركي خفض الفائدة عن انتعاش فوري في الاسواق الاوروبية والاسيوية بعد ظهر الثلاثاء ألمح رئيس البنك المركزي الاوروبي كلود تريشيه الاربعاء الى ان مؤسسته لن تحذو حذو الاميركيين.

وقال تريشيه في بروكسل "في جميع الاحوال وخصوصا خلال الاوقات الصعبة لحدوث تصحيح مهم في حركة الاسواق والاضطرابات فإن مسؤولية البنك المركزي هي التوطيد الراسخ للتوقعات الخاصة بالتضخم" بهدف ضمان الاستقرار المالي.

واقر تريشيه من ناحية اخرى بان النمو الاقتصادي في منطقة اليورو قد يكون اقل اهمية مما كان متوقعا.

وفي هذا الصدد قال بائع اسهم في احد البنوك الاوروبية لفرانس برس ان "الاسواق تميل الى نسبة اقل من النمو".

وقد تمكنت وول ستريت التي فتحت امس الثلاثاء بعد عطلة نهاية اسبوع مطولة من التقليل من خسائرها لكنها اغلقت وسط تراجع حاد رغم ذلك مع خسارة مؤشري داو جونز 1,06% وناسداك 2,04% من قيمتهما.

وفي آسيا كان الانتعاش عموميا. ففي طوكيو ثاني مركز مالي في العالم اغلق مؤشر نيكاي على ارتفاع نسبته 2,04% بعد تراجعه بنسبة 9% خلال اليومين السابقين. وقد ارتفعت سوق طوكيو المالية 3,9% خلال تعاملات الثلاثاء قبل ان تنحسر مجددا.

وفي هونغ كونغ ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 10,7% مسجلا 2332 نقطة اي اعلى معدل له خلال يوم واحد. وكانت بورصة هونغ كونغ فقدت قبل يوم 8,65% من قيمتها وهي اعلى نسبة في تاريخها.

وفي سيدني كسب المؤشر 4,37% بعد خسارة متتالية خلال 12 يوما كانت الاطول خلال ربع قرن. وفي شنغهاي حققت البورصة ارتفاعا نسبته 3,14%.

وكانت النسبة في سيول 2,04% وفي مانيلا 2,68% وفي نيوزيلندا 0,23%. لكن بورصة تايبه كانت الوحيدة التي سجلت تراجعا قيمته 2,29%.

وقال بنجامين كوليت المتعامل في دايوا سيكيوريتيز في هونغ كونغ "يبدو ان الهلع العالمي انتهى الان".

وفي جاكرتا اغلقت البورصة بزيادة نسبتها 7,9% في حين سجلت سنغافورة ارتفاعا نسبته 4,08% اما في بومباي فقد بدأت البورصة المعاملات بزيادة 4,62%.

ولمواجهة المخاوف الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي قرر الاحتياطي الفدرالي الاميركي بشكل عاجل خفض معدل الفائدة الرئيس بنسبة 0,75 نقطة الى 3,50% مشيرا الى ازدياد المخاطر المحدقة بالنمو الاقتصادي والتدهور المستمر في الاسواق المالية. وأيد مسؤولون سياسيون قرار السلطات المالية الاميركية بقوة.

وقال وزير المال الياباني فوكوشيرو ناغاكا "اتوقع ان يؤدي ذلك الى استقرار الاقتصاد الاميركي والعالمي. وآمل ايضا ان يكون لهذا القرار اثره الايجابي على اسواق اليابان".

من جهته قال المتحدث باسم صندوق النقد الدولي مسعود احمد ان "خفض معدلات الفائدة بنسبة 0,75% كان مناسبا ومفيدا" معلنا تأييده المسبق لخطوات اخرى مماثلة اذا استمر التدهور في الولايات المتحدة.

ومع ذلك يقول المتعاملون في الاسواق المالية ان المستثمرين يتوخون الحذر خصوصا مع استمرار شبح الغيوم السوداء يحوم فوق الاقتصاد العالمي.

وبدوره يقول كانغ مون سونغ المحلل لدى "كوريا انفستمنت اند سيكيوريتيز" ان "الخطوة الحازمة التي اتخذها الاحتياطي الفدرالي الاميركي بدأت نتائجها الايجابية بالظهور لكن يجب على المستثمرين العيش وسط الخوف من حدوث انكماش اميركي".

كما يعتبر استرو ديل كاستولو المدير في "فيرست غرايد هولدينغز" في مانيلا ان الكابوس لم ينته ربما. فالمستثمرون ليسوا مقتنعين كليا بان قرار الاحتياطي الفدرالي الاميركي سيمنع الاقتصاد الاميركي من الانزلاق باتجاه الركود. هذا اذا لم يكن دخل هذه المرحلة فعلا".

ويضيف ان خفض معدلات الفوائد الاميركية قد يسرع التضخم وان الخطة التي اعلنها الرئيس جورج بوش الجمعة الماضي بضخ 140 مليار دولار "تبدو متواضعة جدا ومتأخرة جدا كذلك".

وتساءلت ثلاث صحف اقتصادية عالمية اليوم هي ذي ايكونوميست وفايننشل تايمز وول ستريت جورنال عما اذا كان الاحتياطي الفدرالي الاميركي خضع لموجة الهلع عبر قراره خفض معدلات الفوائد بقوة وبسرعة.