طفل يستعيد النطق بعد 6 سنوات من الصمت وفقدان الأمل
صفحة 1 من اصل 1
طفل يستعيد النطق بعد 6 سنوات من الصمت وفقدان الأمل
تمكن اختصاصي التخاطب بمركز خدمات التربية الخاصة التابع للإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة مسعد المعداوي الصديق من إعادة نعمة الكلام إلى طفل في السادسة من عمره عانى من الخرس طيلة هذه السنوات.
وتبدأ القصة منذ ولادة الطفل واستمراره في النمو، حيث قال لـ "الوطن" ياسر غازي منصوري (والد الطفل) إنه وزوجته لاحظا عدم نطق طفلهما عبدالله، وعدم تحسسه من أي صوت مزعج يحدث بجواره، ولا يستدعيه للحركة، ولما بلغ عمر عبدالله ثلاث سنوات عرضه والده على عدد من الاختصاصيين الذين انتهوا إلى أن السمع سليم لدى الطفل، ولكنه يحتاج إلى تركيب سماعة خارجية، عندما يصبح عمره أربع سنوات.
غرفة للبكاء
وأضاف منصوري أنه لما بلغ عمر طفله خمس سنوات، عرضه على مركز متخصص وشهير بجدة في علاج الإعاقات السمعية والنطق، وأجرى تشخيصاته وفحوصاته، وبعد معاناة طويلة استمرت عاما كاملا أنفق خلالها الوالد ما يقارب 30 ألف ريال صدر تقرير من المركز باستحالة علاج الطفل، وضرورة تحويله إلى معهد الصم، وأجروا مع والدته جلسة خاصة لإقناعها بأمر الله، وأخبروها أنه تم تخصيص غرفة إن أرادت البكاء على هذا القدر الذي أصاب ابنها، ويضيف أنه وزوجته استسلموا للأمر الواقع بعد هذا التقرير الذي شكل لهم صدمة نفسية قوية.
وأوضح والد الطفل أنه في بداية العام الدراسي المنصرم اصطحب ابنه إلى معهد التربية الفكرية بجدة لتنفيذ أمر الأطباء، وإدخال عبدالله إلى معهد الصم، واستقبله مدير التربية الخاصة أديب علاف، وأحال ملف ابنه إلى مركز خدمات التربية الخاصة الذي يديره وليد الغامدي وأنهى إجراءات تسجيل ابنه.
إجراءات التربية الخاصة
وعلق مدير مركز خدمات التربية الخاصة وليد الغامدي موضحا أن إجراءات التسجيل المعتادة لدى المركز هي عرض الحالة على ثلاثة اختصاصيين لإبداء الرأي بشأنها، ودراسة مكانها المناسب الذي يمكن أن يقدم الخدمة المطلوبة لهذه الحالة، وأشار إلى أن الاختصاصي الأول هو لدراسة الحالة مبدئيا، أما الثاني فهو لقياس الذكاء، والثالث اختصاصي النطق.
وأشار الغامدي إلى أنه بعد هذه الإجراءات تم تحويل الحالة إلى وحدة السمع والكلام بالمركز، وأشرف على فحص الحالة مباشرة اختصاصي التخاطب مسعد المعداوي الصديق.
من جهته أكد مسعد أن تحويل الطالب إليه كان في 12 ربيع الأول العام المنصرم، وتم على الفور إجراء مسح للنطق، ومسح للسمع اتضح من خلالهما أن الطفل لديه بقايا سمع قليلة موجودة يمكن تنميتها، وأن ذلك يتطلب وقتا كافيا.
جلسات مكثفة
وأضاف مسعد أن الجلسات العلاجية للطفل عبدالله بدأت في شهر شعبان خلال بداية العام الدراسي الماضي، واستمرت خمسة أشهر بواقع جلستين كل أسبوع، اتضح من خلالها استقبال الطفل لجميع الإجراءات العلاجية خلال كل جلسة، وبدأ ينطق الكلمات، وارتفع عدد ما نطقه من الكلمات خلال خمسة أشهر إلى 366 كلمة، تمكن بعدها من قراءة سور عدة من القرآن الكريم مثل الناس والإخلاص والفلق، وأصبح يتهجى الحروف العربية والإنجليزية جميعها، واسترسل في الكلام، ورد السلام، وتنامى عنده السمع بصورة عالية جدا.
واختتم مسعد حديثه بأن عبدالله الآن في مرحلة المحادثة والاسترسال، وسينتقل لمدارس التعليم العام الاعتيادية قريبا إذا استمر تحسنه بهذه الدرجة، وأرجع الفضل في تجاوب الطفل مع الجلسات العلاجية إلى أسرته التي كانت تنفذ كل توصيات المركز بفاعلية تامة، وانضباط والده ومواظبته على حضور الجلسات بشكل مستمر.
تكريم وعرفان
إلى ذلك، كرم مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة عبدالله بن أحمد الثقفي كلاً من اختصاصي التخاطب مسعد الصديق، ورئيس مركز وحدة السمع والكلام، ومدير مركز خدمات التربية الخاصة وليد الغامدي، ومدير إدارة التربية الخاصة أديب علاف بحضور الطفل، وولي أمره اللذين اشتركا في تكريم منسوبي التربية الخاصة بجدة، كما قدم والد الطالب درعا تذكاريا للاختصاصي مسعد مكافأة له على جهوده مع ابنه عبدالله.
من جهته أبدى مدير التربية والتعليم عبدالله الثقفي سروره بالإنجاز الكبير الذي حققه منسوبو التربية الخاصة، وأوضح لـ"الوطن" أن ما تقدمه إدارة التربية الخاصة هو جزء من دورها المناط بها لخدمة أهم شرائح المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنه غير مستغرب على هذه الإدارة أي إنجاز قد يتحقق بها، لثقة الميدان التربوي بالنخبة العاملة بالمركز.
ووجه الثقفي تهنئته الخاصة إلى الطالب وأسرته، متمنيا أن تستمر متابعة الطفل عبدالله، حتى يتجاوز كل مراحل العلاج، ويستكمل استعادة السمع والنطق بصفة نهائية، كي يلتحق بمدارس التعليم العام قريبا.
وتبدأ القصة منذ ولادة الطفل واستمراره في النمو، حيث قال لـ "الوطن" ياسر غازي منصوري (والد الطفل) إنه وزوجته لاحظا عدم نطق طفلهما عبدالله، وعدم تحسسه من أي صوت مزعج يحدث بجواره، ولا يستدعيه للحركة، ولما بلغ عمر عبدالله ثلاث سنوات عرضه والده على عدد من الاختصاصيين الذين انتهوا إلى أن السمع سليم لدى الطفل، ولكنه يحتاج إلى تركيب سماعة خارجية، عندما يصبح عمره أربع سنوات.
غرفة للبكاء
وأضاف منصوري أنه لما بلغ عمر طفله خمس سنوات، عرضه على مركز متخصص وشهير بجدة في علاج الإعاقات السمعية والنطق، وأجرى تشخيصاته وفحوصاته، وبعد معاناة طويلة استمرت عاما كاملا أنفق خلالها الوالد ما يقارب 30 ألف ريال صدر تقرير من المركز باستحالة علاج الطفل، وضرورة تحويله إلى معهد الصم، وأجروا مع والدته جلسة خاصة لإقناعها بأمر الله، وأخبروها أنه تم تخصيص غرفة إن أرادت البكاء على هذا القدر الذي أصاب ابنها، ويضيف أنه وزوجته استسلموا للأمر الواقع بعد هذا التقرير الذي شكل لهم صدمة نفسية قوية.
وأوضح والد الطفل أنه في بداية العام الدراسي المنصرم اصطحب ابنه إلى معهد التربية الفكرية بجدة لتنفيذ أمر الأطباء، وإدخال عبدالله إلى معهد الصم، واستقبله مدير التربية الخاصة أديب علاف، وأحال ملف ابنه إلى مركز خدمات التربية الخاصة الذي يديره وليد الغامدي وأنهى إجراءات تسجيل ابنه.
إجراءات التربية الخاصة
وعلق مدير مركز خدمات التربية الخاصة وليد الغامدي موضحا أن إجراءات التسجيل المعتادة لدى المركز هي عرض الحالة على ثلاثة اختصاصيين لإبداء الرأي بشأنها، ودراسة مكانها المناسب الذي يمكن أن يقدم الخدمة المطلوبة لهذه الحالة، وأشار إلى أن الاختصاصي الأول هو لدراسة الحالة مبدئيا، أما الثاني فهو لقياس الذكاء، والثالث اختصاصي النطق.
وأشار الغامدي إلى أنه بعد هذه الإجراءات تم تحويل الحالة إلى وحدة السمع والكلام بالمركز، وأشرف على فحص الحالة مباشرة اختصاصي التخاطب مسعد المعداوي الصديق.
من جهته أكد مسعد أن تحويل الطالب إليه كان في 12 ربيع الأول العام المنصرم، وتم على الفور إجراء مسح للنطق، ومسح للسمع اتضح من خلالهما أن الطفل لديه بقايا سمع قليلة موجودة يمكن تنميتها، وأن ذلك يتطلب وقتا كافيا.
جلسات مكثفة
وأضاف مسعد أن الجلسات العلاجية للطفل عبدالله بدأت في شهر شعبان خلال بداية العام الدراسي الماضي، واستمرت خمسة أشهر بواقع جلستين كل أسبوع، اتضح من خلالها استقبال الطفل لجميع الإجراءات العلاجية خلال كل جلسة، وبدأ ينطق الكلمات، وارتفع عدد ما نطقه من الكلمات خلال خمسة أشهر إلى 366 كلمة، تمكن بعدها من قراءة سور عدة من القرآن الكريم مثل الناس والإخلاص والفلق، وأصبح يتهجى الحروف العربية والإنجليزية جميعها، واسترسل في الكلام، ورد السلام، وتنامى عنده السمع بصورة عالية جدا.
واختتم مسعد حديثه بأن عبدالله الآن في مرحلة المحادثة والاسترسال، وسينتقل لمدارس التعليم العام الاعتيادية قريبا إذا استمر تحسنه بهذه الدرجة، وأرجع الفضل في تجاوب الطفل مع الجلسات العلاجية إلى أسرته التي كانت تنفذ كل توصيات المركز بفاعلية تامة، وانضباط والده ومواظبته على حضور الجلسات بشكل مستمر.
تكريم وعرفان
إلى ذلك، كرم مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة عبدالله بن أحمد الثقفي كلاً من اختصاصي التخاطب مسعد الصديق، ورئيس مركز وحدة السمع والكلام، ومدير مركز خدمات التربية الخاصة وليد الغامدي، ومدير إدارة التربية الخاصة أديب علاف بحضور الطفل، وولي أمره اللذين اشتركا في تكريم منسوبي التربية الخاصة بجدة، كما قدم والد الطالب درعا تذكاريا للاختصاصي مسعد مكافأة له على جهوده مع ابنه عبدالله.
من جهته أبدى مدير التربية والتعليم عبدالله الثقفي سروره بالإنجاز الكبير الذي حققه منسوبو التربية الخاصة، وأوضح لـ"الوطن" أن ما تقدمه إدارة التربية الخاصة هو جزء من دورها المناط بها لخدمة أهم شرائح المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنه غير مستغرب على هذه الإدارة أي إنجاز قد يتحقق بها، لثقة الميدان التربوي بالنخبة العاملة بالمركز.
ووجه الثقفي تهنئته الخاصة إلى الطالب وأسرته، متمنيا أن تستمر متابعة الطفل عبدالله، حتى يتجاوز كل مراحل العلاج، ويستكمل استعادة السمع والنطق بصفة نهائية، كي يلتحق بمدارس التعليم العام قريبا.
مواضيع مماثلة
» طفل يستعيد سمعه بعد تسع سنوات
» البرامج العلاجية لاضطرابات النطق واللغة
» شركات الألبان تلتزم الصمت بعد اجتماعها بوزير التجارة..وسط تو
» مكافحة السل وإحياء الأمل في باكستان
» تشلسي يستعيد توازنة مع تين كات
» البرامج العلاجية لاضطرابات النطق واللغة
» شركات الألبان تلتزم الصمت بعد اجتماعها بوزير التجارة..وسط تو
» مكافحة السل وإحياء الأمل في باكستان
» تشلسي يستعيد توازنة مع تين كات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى