ثروات طائلة كونها مسنون إثر احتفاظهم بأسهم الشركات الاستثمار

لم يصدق بندر عيناه وهو يقرأ وصية والده بتوريثه أسهما تجاوزت قيمتها مليون ريال. فهو يعلم أن والده الذي تقاعد من وظيفة بسيطة كان متوسط الحال لا يملك من العقار أو الاستثمارات إلا منزلهم.
ومع مفاجأة ميراث المليون ريال ، أدرك بندر أن أباه كان مستثمرا فريد الطراز ، إذ فضل استراتيجية الشراء ثم الاحتفاظ بأسهم الشركات الاستثمارية دون أن يعنيه كثيرا تقلباتها اليومية.
وكما جاء في رواية بندر الذي اغرورقت عيناه عندما قرأ وصية والده التي جاء فيها بما سمح نشره دعوته لأبنائه بتكرار تجربته الاستثمارية طويلة الأمد لتلحق الفائدة بمن بعدهم.
أما أصغر الأبناء خالد فيقول إن والده كان يتابع شريط أسعار الشركات على القنوات الفضائية دون الاهتمام إلا بنتائج الشركات الربعية أو السنوية دون أن يفصح لهم عن الأسباب.
محمد القحطاني من رعيل أبو بندر يهتم كثيرا بالاكتتاب في تأسيس الشركات الاستثمارية الكبرى متناسياً أسعارها السوقية ومعتمدا في الوقت ذاته على العوائد فقط.
القحطاني قال إن ما حققه من أرباح والتي لم يفصح عنها على مدى أكثر من 40 عاما يفوق بكثير ما تجود به قدرة أمهر المضاربين.
وقال إنه لا يهتم كثيرا بارتفاع السوق أو انخفاضه بقدر اهتمامه بنجاح الشركة ومستوى عوائدها نقداً أو منح أسهم.
وعاد ليقول إن جيله متدني التعليم أو أمي لكنه يملك ثقافة الاستثمار الصحيحة ، ولا يعرف القحطاني للمضاربة طريقاً حتى بعد ركوب أولاده الموجة مع جيلهم "الحالم بالثراء السريع" فأحرقتهم نيران الانهيار لافتاً إلى أن الصمود لم يسجله إلا قدامى المستثمرين.
أما عبد الله عبود المسن فهو مستثمر في سوق الأسهم جمع ما يستطيع جمعه فيقول إنه يستشير أحد أقاربه المتخصص الاقتصادي في جدوى الاكتتاب في الشركات الجديدة فإن اكتتب فيها كما يقول نسي أمرها لحين الحاجة ، مشيرا إلى أن كثيرين بنوا استثماراتهم منذ أكثر من نصف قرن.
وقال ناصر بادحدوح مستشار إحدى الشركات الكبرى إن شركته تحتفظ بسجلات المكتتبين من كبار السن الذين مازالوا يحتفظون بأسهمهم كما يظهر في سجلات الملاك، على عكس الأبناء الورثة الذين يبيعونها في أسرع وقت ممكن بحثاً عن المتعة.