اقتصاديات الحج
صفحة 1 من اصل 1
اقتصاديات الحج
احمد بن عبدالرحمن الجبير
كرم الله سبحانه وتعالى مكة المكرمة مهبط الوحي ومهوى افئدة المسلمين وهي التي يقصدها آلاف المسلمين في كل عام لأداء ركن عظيم من أركان الإسلام ألا وهو الحج والحج كما هو معلوم، تتم جميع مناسكه في مكة المكرمة في زمان ومكان واحد،والحج موسم عبادة، وموسم تجارة، ومؤتمر تنسيق وتعاون،كما أن له عوائد دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية مهمة ومع مرور الزمن وتطور وسائل المواصلات زاد عدد الحجاج، وبذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين جهوداً كبيرة فقامت بمشاريع ضخمة وعملاقة مثل إنشاء الطرق والجسور ومرافق المياه ومشروع الجمرات العظيم،ومجازر ذبح الهدي والأضاحي، وزيادة القدرة الاستيعابية للمسجد الحرام،حيث صاحبت هذه الجهود تنظيمات لنسب حجاج الخارج وعمليات تنظيمية لحجاج الداخل، وقد انفق عليها مبالغ مالية كبيرة على مدى سنوات طويلة،وجندت الدولة أيدها الله فيها قوى بشرية ضخمة أسهمت في نجاح الحج هذا العام والأعوام السابقة.
ومن خلال هذا المقال أحببت أن أتحدث عن الحج من جانب اقتصادي،إذ يتسم موسم الحج بالرواج الاقتصادي، لما يتطلبه من سلع وخدمات لازمة لأداء مناسك الحج، فكم ينفق الحجاج على وسائل الانتقال وشراء المأكولات والمشروبات والملابس والذبائح وتكاليف الإقامة ورغبت أن أتطرق إلى إستغلال الإمكانيات المتاحة والمهدرة في فترة الحج وتحويلها إلى منتجات مصنعة يستفيد منها الوطن والمواطن، وللمملكة العربية السعودية تجربة ناجحة في المشروع الإنساني الذي أنشأته بالتعاون مع (البنك الإسلامي للتنمية) وهو مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي لمساعدة فقراء العالم الإسلامي، وتحقيق هدف المحافظة على نظافة المشاعر المقدسة وقد سبقني الكثير وكتب عن هذا الموضوع ولكن للواقع الذي عايشته وشاهدته خلال حجي هذا العام 1428ومساهمة مني للاستفادة من الإمكانيات المتاحة في هذا الموسم العظيم اطرح فكره(اقتصاديات الحج) في تبني بعض المشاريع لتحقيق الفائدة للوطن والمواطن.
المشروع الأول :هو مشروع تصنيع اللحوم وتعليبها، والهدف من هذا المشروع ضمان الاستفادة من هذه اللحوم لفترة طويلة من العام وضمان تخزينها وتوزيعها لأن النظام المتبع حالياً في توزيع اللحوم يعتمد على نظام التبريد أو التجميد والذي يتطلب الاستخدام السريع للحوم حال استلامها من قبل الفقراء الذين لا تتوفر لديهم وسائل حفظ وتبريد للحوم.
المشروع الثاني:ضرورة إنشاء مصانع للصناعات الجلدية حيث توفر كثير من الجلود من مخلفات الهدي والأضاحي، الأمر الذي يتطلب التفكير جيدا في العمل على إيجاد مصانع للجلود وتصديرها.
المشروع الثالث :زيادة مصانع الجلاتين، وهي صناعات مؤشراتها الاقتصادية مجزية لأن مكونات المواد الخام فيها مجانية، والمواد العضوية متوفرة.
المشروع الرابع: إعادة فرز وتدوير النفايات والاستفادة من مكوناتها لصناعات أخرى مثل فرز المواد البلاستيكية والورقية وغيرها وهي كميات ضخمة جداً حيث إنها ناتج لحوالي (3ملايين) حاج من حجاج الخارج والداخل لفترة لا تتجاوز( سبعه أيام) في عرفة و منى والمشاعر المقدسة بحيث يستفاد منها لإعانة الفقراء بالإضافة إلى حماية البيئة ونظافة مكة المكرمة.
المشروع الخامس: وهو إنشاء شركة مساهمة لخدمات حجاج الخارج برؤوس أموال ضخمة تستطيع القيام بمشاريع خدمية وعلى مستوى عال من التطور وتدخل في خدماتها الإسكان والتغذية وخدمة المشاعر وينطبق هذا الاقتراح على مؤسسات الحج من داخل المملكة ويمكن تطبيقه على مؤسسات وشركات العمرة، فهي مدعوة للاندماج. وقد يكون الحل الأمثل لها هو إنشاء شركات كبرى مساهمة تطرح للاكتتاب العام.
المشروع السادس: تنمية قطاع النقل وخدمات الطرق من خلال تأسيس شركات نقل كبرى مساهمه تستطيع إنشاء سلسله قطارات جبارة تستوعب تنقلات الحجاج داخل المشاعر المقدسة وخارجها.
المشروع السابع: إنشاء شركة خدمات عامة مساهمة توفر جميع الخدمات من فنادق ومطاعم واستراحات ومحطات الوقود ودورات المياه وحاويات كبيرة للنفايات ونحو ذلك من الخدمات التي يحتاجها الحاج والمعتمر خلال تنقلاته بين المشاعر المقدسه وخارجها.
المشروع الثامن:زيادة المصانع المنتجة للصناعات البسيطة مثل الهدايا للذكرى كالهدايا من الأقمشة، والمسابح، وألعاب الأطفال، ومجسمات للكعبة والمسجد الحرام والمسجد النبوي وغيرها.
المشروع التاسع: زيادة مصانع تعليب مياه زمزم في عبوات بأحجام مختلفة يسهل على الحاج حملها كهدايا.
وأخيرا إذا كان المستثمرون قد ناقشوا إنشاء بعض المصانع المهتمة بإنتاج بعض الصناعات سابقاً ولم يوفقوا في الطرح فهل آن الأوان لإعادة الطرح، نأمل تكامل جهود الجهات المختلفة لوضع الخطط الفاعلة وإتاحة الفرص لتحقيق الفائدة للوطن والمواطن. اقتصاديات الحج موضوع مهم وله عوائده الإيجابية على الجميع ومنها توفير العمل للسعوديين والمقيمين في فتره الحج وتوافرها للمواطنين على مدار العام وذلك من خلال تهيئة الظروف لجعل موسم العمرة ممتداً طيلة العام، ويمكن أن تستوعب آلاف السعوديين كدائمين ومثلهم من القوى العاملة الموسمية ولا نبخس حق الدوله كراع للحرمين الشريفين التي تقدم خدماتها دون النظر للعوائد الاقتصادية عليها من الحج، فهي تنفق الملايين سنوياً لتطوير الخدمات وبناء المشاريع لحجاج بيت الله،ومساعدة الفقراء في كل مكان دون مقابل،جعل الله ذلك في ميزان حسناتها وأمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لنصرة الإسلام والمسلمين.
@ مستشار مالي
عضو جمعية الاقتصاد السعودية
مواضيع مماثلة
» اقتصاديات الدواء وصحة المجتمع
» اقتصاديات علاج مرض السكر تناقش في لندن
» السعودية تشارك في مؤتمر اقتصاديات المناجم والمحاجر بالقاهرة
» هل الحج بالتقسيط مقبولا ًعند الله أم لا؟
» "غربة" المعلمين تساهم في ازدهار اقتصاديات المنطقة
» اقتصاديات علاج مرض السكر تناقش في لندن
» السعودية تشارك في مؤتمر اقتصاديات المناجم والمحاجر بالقاهرة
» هل الحج بالتقسيط مقبولا ًعند الله أم لا؟
» "غربة" المعلمين تساهم في ازدهار اقتصاديات المنطقة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى