مايك هاكابي وباراك أوباما يفوزان في سباق أول انتخابات ترشيحي

مايك هاكابي وباراك أوباما يفوزان في سباق أول انتخابات ترشيحية في العام 2008
(الناخبون يقبلون بأعداد قياسية للمشاركة في انتخابات اللجان الحزبية في ولاية أيوا)

من ميشيل أوستين، المحررة في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 6 كانون الثاني/يناير 2008 – يعتبر السياسيان، الجمهوري مايك هاكابي والديمقراطي باراك أوباما، أول فائزين في الحملات الانتخابية التي بدأت قبل سنة تقريبا من موعد الانتخابات الرئاسية في العام 2008 وذلك بفوزهما في الانتخابات التي جرت في ولاية أيوا يوم الخميس 3 كانون الثاني/يناير.

وشكر كل من هاكابي وأوباما في خطابه احتفالا بالنصر المشاركين في الانتخابات الحزبية في أيوا الذين أقبلوا بأعداد قياسية على الاقتراع. وأكد المرشحان الطامحان إلى الرئاسة على محور موضوع حملتيهما وهو التغيير في حين دل انتصارهما على أن الأميركيين يتطلعون إلى مرشح يأتي بأفكار جديدة إلى الرئاسة.

وأعلن أوباما للجمهور قائلا "لقد اتحدتم معا في الطوابير التي امتدت طويلا في المدارس وفي الكنائس وفي المدن الصغيرة والكبيرة جمهوريين وديمقراطيين ومستقلين ووقفتهم لتعربوا عن أننا شعب واحد، فنحن شعب واحد، وقد آن أوان التغيير. وأوباما عضو في مجلس الشيوخ من ولاية إلينوي وفي الفترة الأولى من انتخابه لعضوية المجلس.

وأعلن هاكابي بدوره قائلا "لقد اتخذ أهالي أيوا الليلة خيارهم، وكان خيارهم واضحا، فقد اختاروا التغيير." وكان هاكابي قد شغل في السابق منصب حاكم ولاية آركنسو.

وقد جاء انتصار هاكابي مفاجئا بهزيمته حاكم ولاية مساتشوستس السابق مت رومني متقدما عليه بفارق 9 بالمئة وهو لا يملك إلا مبلغا قليلا نسبيا من المال ولا يعاونه إلا عدد قليل من المساعدين، وكان حتى قبل شهور قليلة مجهولا نسبيا ولا يحصل في الاستطلاعات إلا على رقم من منزلة واحدة (أي دون العشرة بالمئة).

وقال هاكابي في كلمته "لقد أثبتنا الليلة أن صنع السياسة الأميركية ما زال في أيدي الناس العاديين من أمثالكم... ونحن نعتقد أن المسألة لم تكن معنية بمن يجمع أكبر مبلغ من المال بل بمن بعث أكبر الآمال والأحلام والأماني لأبنائنا ومستقبلهم." وأضاف هاكابي، وهو مرسوم كاهنا في الكنيسة المعمدانية الجنوبية قائلا "وإنني آمل في هذه الليلة في أن نغير إلى الأبد الطريقة التي ينظر بها الأميركيون إلى نظامهم السياسي وكيف ننتخب الرؤساء والمسؤولين المنتخبين."

السباق الديمقراطي ثلاثي المسارات، كما كان متوقعا

كان التسابق على الفوز في الانتخابات الترشيحية الديمقراطية ثلاثيا كما ظلت الاستطلاعات توحي بذلك طيلة أسابيع. قد فاز أوباما بنسبة 38 بالمئة من الأصوات، وتبعه عضو مجلس الشيوخ السابق من ولاية نورث كارولينا السناتور جون إدواردز الذي حصل على نسبة 30 بالمئة من أصوات الناخبين، وجاءت عضو مجلس الشيوخ من ولاية نيويورك السناتور هيلاري كلنتون في المرتبة الثالثة حيث حصلت على 29 بالمئة من الأصوات.

وقال أوباما "إن الأمل هو الذي أتى بي إلى هنا اليوم من أب من كينيا وأم من كانزاس وقصة لا يمكن أن تحدث إلا في الولايات المتحدة الأميركية." وأوباما أميركي أفريقي لكنه فاز في ولاية 90 بالمئة من سكانها من البيض.

وأضاف أوباما أن "الأمل هو الصخرة التي تقوم عليها هذه البلاد، والأيمان بمصيرنا لن يكتبه لنا غيرنا بل سنكتبه نحن بأنفسنا، سيكتبه أولئك الرجال والنساء غير القانعين بقبول العالم على علاته والذين يملكون الشجاعة لإعادة تشكيل العالم كما ينبغي له أن يكون، وهذا ما بدأناه هنا في أيوا، وهو الرسالة التي نستطيع الآن حملها إلى نيوهامبشاير وما بعدها... وهي أن الناس العاديين قادرون معا على صنع أمور غير عادية."

وقد ظل أوباما طيلة حملته الانتخابية يتلقى تأييدا ودعما من الناخبين الشبان، لكن خبراء كثيرين في السياسية كانوا يتساءلون متشككين في إقبال الشباب على الانتخابات الحزبية. غير أنه يبدو أن كثيرا من الشبان أقبلوا على الاقتراع .. واختار 57 بالمئة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة الذين شاركوا في الانتخابات الحزبية أوباما.

أهالي أيوا يمنحون عددا أكبر من المرشحين الجمهوريين إمكانية الانتخاب

وزع الناخبون الجمهوريون أصواتهم بشكل أكثر اتساعا. فقد تبع هاكابي ورومني في المرتبة الثالثة حاكم ولاية تنيسي السابق فرد تومسون الذي حصل على 13 بالمئة من الأصوات. وحصل السناتور من ولاية أريزونا جون ماكين على نحول 13 بالمئة من الأصوات بفارق مئات فقط من الأصوات بينه وبين تومسون. وحصل النائب رون بول من ولاية تكساس على 10 بالمئة من الأصوات. وعلى الرغم من أن رئيس بلدية مدينة نيويورك السابق رودي جولياني كان متقدما على المرشحين في كثير من الاستطلاعات القومية فقد جاء سادسا ولم يحصل إلا على نسبة 3 بالمئة من الأصوات. إلا أن ذلك لم يكن مفاجئا نظرا لأن جولياني كان مركزا جهوده على الفوز في انتخابات الولايات اللاحقة.

وقد جرى العرف على أن تجري ولاية أيوا أول حدث انتخابي للترشيح لانتخاب رئيس الولايات المتحدة. وخلافا للانتخابات في الولايات الأخرى ينتخب أهالي أيوا المرشح الرئاسي في انتخاب لجان حزبية وفي اجتماعات الأحياء حيث يتجمع الناس في المدارس والمكتبات وغيرها من الأماكن والمراكز العامة ويعلنون على أترابهم المرشح الذي يفضلونه.

وقد غصت تلك الأماكن وفاضت لعدم طاقتها على اتساع القادمين من الحزبين في إقبال فاق التوقعات وسجل رقما قياسيا في المشاركة. فقد صوت في الاقتراع 239,000 ناخب من الديمقراطيين بالمقارنة إلى 124،000 ناخب في العام 2004. وصوت نحو 114,000 ناخب جمهوري بزيادة نحو 26,000 ناخب عن العام 2004.

أما وقد انتهت الانتخابات الحزبية في أيوا وخلفها المرشحون وراءهم فقد بدءوا يتجهون الآن باهتمامهم إلى ولاية نيوهمبشاير التي تجري أول انتخابات رئاسية تمهيدية أولية يوم الثلاثاء 8 كانون الثاني/يناير. وسيحاول هاكابي وأوباما أن يعززا في الأيام المتبقية ما حققاه من زخم فيما يحاول المرشحون الآخرون الظهور بمظهر الاستمرار في التمتع بقابلية انتخابهم.

وكما هو الحال في الغالب، فإن أيوا آخر محط لمسيرة الحملات الانتخابية لبعض المرشحين الطامحين إلى الرئاسة. فعندها أعلن الديمقراطيان جو بايدن وكريستوفر دود نهاية سعيهما في سبيل الترشيح في الانتخابات الرئاسية بعد إخفاقهما في الحصول على دعم وتأييد من أهالي أيوا.