نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مارشال تايلور: بطل سباق الدراجات الهوائية تحدّى حاجز اللون

اذهب الى الأسفل

مارشال تايلور: بطل سباق الدراجات الهوائية تحدّى حاجز اللون  Empty مارشال تايلور: بطل سباق الدراجات الهوائية تحدّى حاجز اللون

مُساهمة من طرف dreamnagd الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 1:59 pm

مارشال تايلور: بطل سباق الدراجات الهوائية تحدّى حاجز اللون
(الرياضي النخبوي تحدى التمييز العنصري ليصبح أول بطل عالمي أسود في سباق الدراجات الهوائية)

بقلم بريان هايمان
اقتطف المقال التالي من الكتاب الحي: أبعد من الدكتور كينغ: قصص إضافية حول إنجازات الأميركيين الأفارقة.

انصب العرق من راكبي الدراجات الهوائية وهم يضخون دواسات دراجاتهم بقوة ويسرعون للوصول إلى خط النهاية في سباق الدراجات الهوائية في كوينز بارك في مدينة مونتريال، كندا. كان ذلك في شهر آب/أغسطس وتسابق أربعة رجال لتحقيق النصر في سباق سريع لمسافة ميل واحد في البطولة العالمية للدراجات الهوائية. وفجأة انطلق مارشال دبليو "مايجور" تايلور أمام منافسيه مثيراً الجموع المحتشدة في منصات الجمهور. اندفع تايلور عبر خط النهاية محققاً المركز الأول، وسار دورة نصر حول الملعب والتحيات تنصب على البطل الشاب. قال تايلور لاحقاً في سيرته الذاتية التي حملت عنوان "أسرع راكب دراجة هوائية في العالم"، لقد اتخذ نشيدي القومي معنى جديداً بالنسبة لي. لم أشعر أبداً في السابق بمثل هذا الفخر بأن أكون أميركياً وبالتأكيد شعرت بفخر كأميركي في تلك اللحظة أكثر مما شعرت به في أميركا على الإطلاق."

كانت السنة هي 1899 ولم تكن وقتاً سهلاً لأميركي أفريقي في الولايات المتحدة. ففي حين أن التعديلين الثالث عشر والرابع عشر للدستور الأميركي حرر الأرقاء وجعلهم مواطنين يستحقون حماية متساوية بموجب القانون أكثر مما كان قبل ثلاثة عقود لكن الإجحاف والفقر بقيا محيطان بحياة العديد من الأميركيين الأفارقة. تحدى تايلور التمييز العنصري في زمنه لينجح كراكب دراجة هوائية نخبوي في مباريات قومية ودولية رغم التحدي الإضافي لأن يكون المرء أميركياً أفريقياً في رياضة يسيطر عليها البيض. وبصورة مثيرة للعجب انطلق تايلور متجاوزاً إجحاف رفاقه راكبي الدراجات، المسؤولين عن هذه الرياضة ومنظمي مبارياتها ليصبح أول بطل عالمي أسود في سباق الدراجات الهوائية وثاني رياضي أميركي أسود يفوز بلقب عالمي. فقبل حوالي نصف قرن تقريباً من قيام لاعب البيسبول الأسطوري جاكي روبنسون بتحطيم حاجز اللون كأول رياضي أميركي أفريقي يلعب في اتحاد رئيسي للبيسبول، تنافس تايلور بانتظام مع رياضيين بيض سعياً وراء الحصول على ألقاب بطولة. وبصفته أول راكب دراجة هوائية أميركي أفريقي يتنافس احترافياً على أساس منتظم، كان تايلور محط أنظار أميركيين من جميع الخلفيات. كان بالنسبة للأميركيين الأفارقة، بشكل خاص، نموذجاً يحتذى به، ورمزاً لما يمكن تحقيقه في الولايات المتحدة رغم التمييز العنصري. كما كان تايلور بطلاً رياضياً محبوباً أيضاً في الخارج، وبالأخص في فرنسا واستراليا.

ولد تايلور في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 1878 في ولاية إنديانا. كان والده مزارعاً خدم في الحرب الأهلية الأميركية وعمل فيما بعد كسائق لدى عائلة بيضاء ثرية في مدينة إنديانابوليس. عندما كان تايلور طفلاً كان والده يصطحبه معه أحياناً للعمل، وكان لعائلة صاحب العمل ابناً بنفس عمر مارشال وأصبح الاثنان صديقين حميمين. وبالفعل انتقل مارشال للعيش مع عائلة زميل عمل والده، الأمر الذي أمّن له حياة أفضل مما كان والداه المكافحان يستطيعان تأمينه له. وكان من بين الحسنات المادية للعيش مع العائلة أن أعطي مارشال دراجة هوائية مثل الأولاد الآخرين في الجوار. تعلّم مارشال بنفسه بعض حيل ركوب الدراجات الهوائية مما لفت له انتباه صاحب متجر محلي للدراجات الهوائية، وهو توم هاي. وسرعان ما طلب هاي من تايلور إجراء عرض خارج متجره من أجل جذب الزبائن.

أدت البراعة الفطرية لمارشال في جمع الحشود إلى تقديم عرض له للعمل في متجر هاي. وكان أجره الأسبوعي 6 دولارات بالإضافة إلى الركوب المجاني لدراجة هوائية بقيمة 35 دولار. فبالإضافة إلى قيامه بتنظيف المتجر كان تايلور يقدم يومياً عرضاً أمام المتجر. وبدأ تايلور يرتدي ألبسة تجذب عدداً أكبر من المشاهدين، واختار في النهاية ارتداء بذلة جندي عند تقديم عروضه وأكسبه هذا الزي لقب "ميجور". وعندما كان يعمل في متجر هاي للدراجات الهوائية، أعجب تايلور لمدة طويلة بالميدالية الذهبية المعروضة في المتجر التي تنتظر الفائز في سباق المسافات السنوي الذي يرعاه المتجر، والذي كان يتنافس فيه أفضل راكبي الدراجات الهوائية الهواة في الولاية. وعندما كانت المباريات تجري كان تايلور يحضرها كمتفرج فقط، ولكن صاحب عمله هاي أقنعه بأن يشترك في المباريات. وبعد أن بدأ يشترك فيها لم يعد أي شيء يقف أمامه، وفي منتصف الطريق في سباق العشرة أميال كان الراكب الشاب يسبق الجميع بميل واحد. حفزته أحلامه لامتلاك الميدالية المعروضة في نافذة المتجر التي كان يشتهي الحصول عليها، وفاز تايلور في أول سباق للدراجات الهوائية اشترك فيه.

وانطلاقاً من تلك اللحظة، ازداد اهتمام تايلور بالتنافس وعندما أصبح في سن الخامسة عشر لفتت براعة تايلور نظر لويس "بريدي" مونغر، راكب دراجة اشترك سابقاً في مباريات وأنشأ مصنعاً للدراجات الهوائية لكسب معيشته. أخذ مونغر تايلور تحت رعايته ووظفه لديه ورعاه خلال السنوات السبع التالية. ومن خلال مونغر، قابل تايلور بعض أشهر الأسماء في صناعة الدراجات الهوائية ومن بينهم بطل سباق الدراجات الهوائية الأميركي أرثر زيمرمان وقطع مونغر على نفسه عهداً أمام زيمرمان، "سوف أجعل من هذا الولد شيئاً في يوم من الأيام."

في عام 1895، نقل مونغر أعماله إلى مدينة دورشتسر، ولاية مساتشوستس، وتبعه تايلور. وفي فصل الشتاء التالي اشترك تايلور في أول سباق للمحترفين في مباريات الدراجات الهوائية وكان عمره آنذاك 18 سنة. كان السباق عبارة عن حدث تمهيدي لمسافة نصف ميل ينطلق من حديقة ماديسون سكوير، أكبر ساحة رياضية في مدينة نيويورك. أسرع تايلور ليحقق الانتصار في الحدث التمهيدي واحتل المرتبة الثانية في المباراة الرئيسية، التي كانت سباقاً مضنياً. استمر لستة أيام في الحديقة.

ومع تحقيق تايلور المزيد من النجاحات الرياضية، بدأ بعض راكبي الدراجات الهوائية من البيض يمتعضون من التنافس ضد (والخسارة أمام) أميركي أفريقي. وأحياناً كان المنافسون البيض يتكاتفون ضد تايلور لمنعه من المشاركة في السباقات على أساس نقطة قانونية وبعد أن فشلوا في إسقاط أهلية تايلور بدأوا يوجهون إليه الشتائم، لإضعاف روحه المعنوية، وفي بعض الأحيان تجمعوا بدنياً ضده مثل تشكيل جيب حوله على مسار السباق لإيقافه خلال مسابقة. وفي إحدى المرات بعد أن حقق تايلور المرتبة الثانية في سباق جرى في بوسطن أوقع الفائز في المرتبة الثالثة تايلور من على دراجته الهوائية وحاول خنقه مما جعل تايلور يفقد وعيه لمدة 15 دقيقة.

عانى تايلور من أشكال أخرى من التمييز العنصري على الطريق أيضاً. رفضت بعض الفنادق نزوله فيها، وامتنعت بعض المطاعم عن تقديم الوجبات إليه. ولكن يرجع فضل التغلب على هذه التصرفات إلى مثابرة تايلور وعدم استسلامه للمرارة. ورغم السلوك الحقير الحاد لمنافسيه وتحدي مواجهة التمييز في زمنه، احتفظ تايلور باعتقاد راسخ بضرورة مراعاة الأصول المتعارف عليها في هذه الرياضة، وتمكن من التفوق على راكبي الدراجات الهوائية الآخرين. قال تايلور في كتاب سيرته الذاتية: "يستطيع بطل مخلص أمين حقيقي تحقيق النصر استناداً إلى الجدارة". فبالإضافة إلى روحه الرياضية الجيدة عاش تايلور حياة نظيفة – لا يشرب الكحول، ولا يدخن السجائر، ولا يتناول المخدرات. كما كان أيضاً مسيحياً ورعاً. ظل تايلور يرفض حتى نهاية حياته الاحترافية المشاركة في مباريات تجري أيام الأحد التزاماً بانتسابه إلى الطائفة المعمدانية. هذا الالتزام الديني (وتذمره من التعقيدات الوثيقة الصلة بالعرق التي أرهقت مبارياته السابقة) كلفه خسارة لقب بطولة قومية في سباق على النقاط عام 1898 لأنه رفض أن يشترك في مباريات أقيمت يوم الأحد. وكان مروجو المباراة من الجنوبيين المتعصبين عنصرياً قد أبعدوه عن المشاركة في السنة الماضية ورفضوا السماح له بالمشاركة.

بنهاية عام 1898، كان تايلور قد سجّل سبعة أرقام قياسية عالمية وانطلق للحصول على ألقاب بطولة قومية ودولية في السنة التالية. وبعد فوزه ببطولة مباراة قومية في السرعة أقيمت عام 1900 تنافس تايلور للمرة الأولى في أوروبا في السنة التالية. عومل تايلور في باريس كشخصية مشهورة احتفلت به حشود أجنبية وهزم عدة أبطال أوروبيين في تلك الجولة بالذات. وكان الاستقبال حاراً على هذا الشكل عام 1903 عندما تنافس تايلور في استراليا، حيث تجمهر حوالي 30 ألف معجب تقريباً لمشاهدته وهو يتنافس في مسابقة واحدة.

بعد إكمال جولة تحد أسترالية ثانية، عاد تايلور إلى الوطن إلى ولاية مساتشوستس ولكنه انهار صحياً بعد وقت قصير من عودته إلى الولاية نتيجة الجهد البدني والذهني الذي بذله في تنافسه مع نخبة اللاعبين بالإضافة إلى الإجحاف بسبب العرق الذي رافقه. وبحلول عام 1910، كان تايلور قد ضاق ذرعاً بالحياة الرياضية وكان عمره آنذاك 32 سنة وأنهكه جهد الرياضة الاحترافية واعترف تايلور في سيرته الذاتية: في معظم السباقات التي اشتركت فيها كافحت ليس فقط لتحقيق النصر، وإنما أيضاً من أجل حياتي وأطراف جسمي ، وفقط شجاعتي التي لا تلين وروحي المحاربة التي لا تستسلم مكنتاني من الاستمرار في التغلب على صعاب هائلة."

ومن المحزن أن تايلور لم ينعم بأية راحة عند تقاعده. فشلت مشاريع الأعمال التي أسسها وسببت له خسارة مالية اضطرته في نهاية المطاف إلى بيع منزله. ابتعد تايلور عن زوجته وابنته وفي عام 1930 انتقل للعيش في مبنى تديره جمعية الشبان المسيحيين (YMCA) في شيكاغو (منظمة للخدمات الأهلية تؤمن عنابر نوم جماعية للرجال من ذوي الدخل المنخفض). ومن هناك حاول بيع نسخ من كتاب سيرته الذاتية لتأمين معيشته. وبعد انقضاء سنتين نتيجة معاناته من مشاكل صحية معقدة، توفي تايلور مفلساً ووحيداً في القسم الخيري لمستشفى محلي. دفن في بادئ الأمر في قسم الفقراء في المقبرة المحلية، دون لوحة على قبره تخلّد ذكرى حياته وإنجازاته الرياضية الرائدة.

لكن بعد عدة سنوات اشتركت مجموعة من راكبي الدراجات المحترفين المُلمين تماماً بقصة حياة تايلور مع رئيس شركة لصنع الدراجات الهوائية لدفنه بالاحترام اللائق. نقش هؤلاء الرياضيين على لوحة قبر الرجل الذي ألهم العديد من معاصريه كتابة أبرزت جوهر مارشال تايلور، البطل الرياضي.

"بطل العالم في سباق الدراجات الهوائية الذي سار على الطريق الشاق دون أن يحمل أية كراهية في قلبه، بطل مخلص، شجاع ويخاف الله. بطل عاش حياة نظيفة مهذبة- فخر لعرقه الذي أخرج دائماً أفضل ما لديه. إنه ذهب ولكنه لن ينسى."

عمل بريان هايمان محرراً رياضياً في منطقة نيويورك لمدة 27 سنة وحاز على جوائز صحفية قومية وإقليمية. يعمل كاتباً في صحيفة ذي جورنال نيوز، الصحيفة اليومية التابعة لمجموعة غانيت ومركزها الرئيسي في وايت بلينز، نيويورك وينشر مقالاته كصحفي مستقل في صحيفة نيويورك تايمز ووكالة الأسوشيتد برس. ترعرع في أوسيننغ، ولاية نيويورك وتخرّج من كلية إيتاكا، في إيتاكا، ولاية نيويورك، حاملاً شهادة بدرجة امتياز في علم الاتصالات.

هل تمتعت بقراءة هذه القصة وما هي المواضيع الأخرى التي تعجبك قراءاتها؟ قل لنا ذلك هنا.

****
dreamnagd
dreamnagd
المراقــــــــب العـــــــــــــــــــــام
المراقــــــــب العـــــــــــــــــــــام

ذكر
عدد الرسائل : 19857
العمر : 57
مكان الإقامة : الرياض - نجد - وسط الجزيرة العربية
الوظيفة : أعمال حرة
الاهتمامات : الانترنت
نقاط : 241
تاريخ التسجيل : 19/05/2007

https://nagd.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى