الرساميل المغامرة عنصر أساسي ومساعد في إنجاح الأفكار الخلاقة

من طرف dreamnagd السبت ديسمبر 22, 2007 11:58 pm

الرساميل المغامرة عنصر أساسي ومساعد في إنجاح الأفكار الخلاقة
(التكنولوجيا المتصلة بالطاقة البديلة والمستديمة تمثّل القطاع الاسرع نموا لهذا النوع من الرساميل)

من جيفري طوماس، المحرر في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 21 كانون الأول/ديسمبر، 2007 – إن الإبداع ينبع لا من مجرد فكرة جديدة وفذّة وعمل جاد، بل ثمة حاجة ايضا لاستثمار الرساميل -- او الأموال. لكن المصارف لا تكون في العادة مستعدة لتمويل مشاريع مجازفة ومحفوفة بأخطار. وعندئذ يأتي دور مشاريع الرساميل المغامرة.

تقول إميلي مينديل، نائبة رئيس الجمعية القومية للرساميل المغامرة ان هذه الرساميل "هي الى حدّ بعيد وراء تسويق الكثير من الإبتكارات العصرية وإضفاء صفة تجارية عليها، ولولاها لما خرجت أفكار هذه الإبتكارات من مختبرات العلماء وأذهان أصحاب المشاريع."

وتضيف مينديل ان أصحاب الرساميل المغامرة "يتطلعون الى تكنولوجيات مزعزعة تبدّل واقع الحال اذ في هذا المضمار يجري جني أكبر قدر من الأرباح." وتشير مينديل الى ان العديد من أصحاب الرساميل المغامرة هم علماء سابقون وأصحاب مشاريع قادرون على التعرّف على أفضل الفرص.

ومن بين العديد من الشركات الكبرى والعملاقة المرموقة التي تأسست بمساعدة رساميل مغامرة مايكروسوفت، وإنتيل، وغوغل، وأي باي EBay، وAOL، وسيسكو، وآمجين. وفي 2006 كانت الشركات المموّلة بواسطة الرساميل المغامرة وراء تأسيس 10.4 ملايين وظيفة و2.3 تريليون دولار من المبيعات، او ما يساوي نسبة 9.1 في المئة من حجم العمالة في القطاع الخاص الأميركي و17.6 في المئة من إجمالي الناتج المحلي—استنادا للجمعية المذكورة.

وأصحاب الرساميل المغامرة في ضوء هدفهم بالنمو المرتفع كانوا يفضلون ومنذ زمن بعيد الاستثمار في شركات تكنولوجيا متفوقة، لا سيما تلك المصنعة للبرمجيات، وكذلك تلك التي تتعامل مع شبكة الإنترنت، وشبه الموصّلات، والتكنولوجيا اللاسلكية. وعلى مدى الأعوام العشرة الماضية أظهرت شركات من قطاع العلوم الحياتية، بما فيها التكنولوجيا الإحيايئية والمعدات الطبية، نموا قويا—استنادا لمينديل.

وأضافت مينيدل في مقابلة أجريت معها مؤخرا: "خلال العام المنصرم، برزت التكنولوجيا النقية كالقطاع الذي استحوذ على أكبر قدر من استثمارات الرساميل المغامرة. وهذا القطاع يتكون من شركات مبدعة في مجالات مثل الطاقة البديلة والقابلة للتجديد، وضبط التلوث والحفاظ، وإعادة التدوير وإمدادات طاقة الأكثر تفوقا والأطول عمرا" ما يجعل من المؤكد ان قطاع الرساميل المغامرة في موقع جيد لمساعدة كوكبنا بهذه الطرق البالغة الأهمية."

ما الذي يجعل الإستثمارات المغامرة كبيرة المجازفة؟

تقول مينديل: "في العادة يتدارس أصحاب الرساميل المغامرة شركات في مراحلها المبكرة التي تفتقر الى خطط أعمال او بنى تحتية. وأحيانا تكون ما يعرف بـ"الشركة" مجرد فكرة من بنات أفكار صاحب مشاريع وأحيانا تتخذ شكل مشروع تطور من أفكار مؤسسة أكاديمية او مختبر حكومي."

وعلى نقيض سواهم من أنواع المستثمرين فان المستثمرين بالرساميل المغامرة لا يستثمرون فقط بل يعملون الى جانب الإدارة ليقدمّوا النصح والمشورة والخبرات التي ستساعد الشركة الوليدة على النموّ والنجاح. وتقول مينديل: "المستثمرون المغامرون يحتلّون مقاعد لهم في أغلب الأحيان على مجالس ادارة الشركات ويعملون للتيقّن من أن المسار الاستراتيجي الأفضل سوف يعتمد. وفي الغالب يجري تخصيص استثمارات الرساميل المغامرة للأبحاث والتطوير والتسويق واستخدام موظفين، وتنمية المبيعات—اي بعبارة اخرى، لنمو الشركة."

وتنفق الشركة المستحدثة مبالغ طائلة على تأسيس العمل ونموّه بدلا من جني الأرباح. .وتشير مينديل الى أن "استثمار رأسمال مغامر في العادة هو لفترة ما بين 5 و10 سنوات ونادرا ما تكون هذه الفترة أقل. وفي غضون ذلك وفي العادة الى ان تصبح الشركة شركة عمومية من خلال الإكتتاب بالأسهم او عن طريق شرائها من قبل شركة أكبر، فان استثمارات الرساميل المغامرة في الأسهم او العقارات لا يكون لها قيمة نقدية فورية.

ومن أصل أكثر من 11 الف شركة مولت من قبل الرساميل المغامرة في التسعينيات اصبحت نسبة 14 في المئة منها شركات عمومية فيما تم شراء 33 في المئة منها من قبل شركات أخرى—وهاتان هما المحصلتان اللتان تفضيان الى جني الرساميل المغامرة مردودا مربحا –استنادا للجمعية.

من أين تأتي الرساميل المغامرة؟

مصدر الرساميل المغامرة هو في العادة مستثمرون مؤسساتيون كبار مثل صناديق التقاعد من القطاعين العام والخاص، والهبات المالية والمؤسسات والى حد أقل، أفراد أثرياء ذوو سيولة مالية كبيرة،" أي أشخاص بحوزتهم مبالغ طائلة من الأموال. وتعتبر مينديل ان هؤلاء المستثمرين يوظفون أموالهم في شراكات مع مؤسسة رساميل مغامرة تتألف من شركاء عامين يكونون مسؤولين عن استثمار هذه الأموال في شركات تتسم بمجازفة بالغة. وهؤلاء المستثمرون يتوقعون معدل عائدات يحتمل أن يكون أعلى مما قد يحصلون عليه من الأسواق العمومية.

وفي حين يجري توظيف الجزء الأكبر من الرساميل المغامرة داخل الولايات المتحدة فان اصحاب هذه الرساميل من الأميركيين بدأوا يبدون اهتماما متزايدا بشركات ومشاريع في الخارج، لا سيما في الصين والهند وإسرائيل وشرق أوروبا وجنوب شرق آسيا وكندا. وتقول مينديل في هذا الصدد: "ان مستمري الرساميل المغامرة يتقفون أثر اصحاب المشاريع وهم سيتوجهون الى حيثما توجد أعظم الافكار."

واشارت أيضا الى ان استثمار الرساميل المغامرة يعتبر حيويا للإبداع والكفاءة وترقية التكنولوجيا وتحسين المنتجات، وتقول: "لا يوجد نوع موجودات وأصول سيستثمر في شركات وليدة محفوفة بالمجازفات وهؤلاء المستثمرون المغامرون يقدمون على ذلك بصورة تتسم بالفرادة والقيمة اذ يتشاركون مع أصحاب المشاريع لغرض جعل أفضل الأفكار تبصر النور."