إنشاء شركة نقل عام عصرية في الكاميرون بإشراف شركة أميركية

من طرف dreamnagd الأربعاء ديسمبر 05, 2007 12:35 am

إنشاء شركة نقل عام عصرية في الكاميرون بإشراف شركة أميركية
(شركة الحافلات والنقل العام تستأثر باهتمام المستثمرين ودول إفريقية أخرى)

واشنطن، 3 كانون الأول/ديسمبر، 2007- أبدى المواطنون في الكاميرون حماسا بالغا حينما انتقلت 28 حافلة جديدة من دوالا، ميناء البلاد ومركز ثقلها التجاري، الى العاصمة ياوندي، وذلك في شهر آب/أغسطس الفائت، بحيث أن الجمهور اصطفّ للترحيب بالقافلة في طوابير في الشوارع وعلى الطريق السريع الذي يمتد 200 كيلومتر ويربط بين المدينتين. وقد كانت الحافلات العصرية والمريحة التي باعتها شركة بلوس أنجيليس بكاليفورنيا تعرف بمجموعة العربات عبر الحدود القومية TAUG، او "توغ"، حسن طالع بشّر بشيء جديد للكاميرونيين.

وفي الصيف الماضي كانت عاصمة الكاميرون تفتقر وطوال السنوات الـ15 عاما السابقة الى نظام نقل عام يلبي احتياجات الجمهور. وكانت شوارع المدينة تزدحم بسيارات الأجرة والدراجات النارية وغيرها من عربات وكانت تكتظ بالناس والبضائع والماشية بصورة تفوق طاقات استيعابها. وفي بعض الطرق التي تربط المدن الرئيسية كان يتنافس أصحاب وسائل النقل وكانوا يسيّرون حافلات قديمة أو مجمعة من قطع غيار عفى عليها الزمن وكانت الخدمة رديئة وأحيانا غير آمنة.

وقال سعد سادات المدير المالي لشركة "توغ" التي صدرت الحافلات، "إنه كانت هناك حاجة صارخة لشيء أفضل وعصري ويعتمد عليه أكثر."

وفي العام 2005 طلبت حكومة الكاميرون من أصحاب الشركة المذكورة، وهم من ذوي الخبرة في القارة الإفريقية دراسة إمكانية إدارة وتسيير شبكة للحافلات في الكاميرون.

وكان هذا العرض سيرفض لو جرى تحليله على أساس تجاري بحت، لأن نظم النقل العام في المدن، وفي العالم قاطبة، تميل لأن تكون إما غير مربحة أو تقدم إعانات لها من قبل الحكومات. الا أن من أهداف الشركة الأميركية هو تسهيل نمو القوى العاملة والتجارة في الدول النامية. ولهذا السبب وافقت الشركة على تشكيل مشروع مشترك مع حكومة الكاميرون في نفس العام (2005).

وكان رئيس الكاميرون بول بيا، تواقا لاجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وإدخال بعض التحسينات الفورية على الحياة اليومية للمواطنين العاديين، منتفعا من الزخم الإقتصادي الذي أحدثه إعفاء الدين الرسمي المترتب على البلاد في العام 2006.

وكان من المشاريع التي حظيت بأولوية قصوى مشروع إنشاء نظام حافلات يسيّر بصورة منظمة في المدن وذلك لأن الحكومة كانت تتوقع أن توصل الفوائد الأكثر ملموسية للسكان خلال فترة قصيرة.

وقال مدير الشركة الأميركية رالف طومسون إنه في المراحل المبكرة كان يلزم على المشروع المشترك أن يجابه بعض التحديات والمشاكل المتصلة بالفوارق الثقافية والآراء المتباينة حيال طبيعة العمل التجاري بالذات. واضاف: كان علينا أن نتبادل الآراء وأن نتعلم من بعضنا البعض، نحن والمسؤولون الحكوميون والقطاع الخاص المحلي.

إلا أن الزعامة الكاميرونية، وفي عدادها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، كانت متلهفة لحل أية مشاكل، كما أفاد طومسون.

ونتيجة لذلك كان تدشين مشروع "لي بوس" بأيلول/سبتمبر، 2006، وهو نظام نقل عام يحظى بدعم حكومي بالعاصمة ياوندي، مشروعا "سلسا بصورة ملفتة" ورحب به المواطنون بحماس. وقال مسؤولا الشركة، طومسون وسادات، إن النظام كان عاملا مساعدا ذا أثر إيجابي على جهود تحديث المدينة وجعلها عصرية وكذلك على حياة المواطنين.

وتبيّن أن أكبر تحد كان كسب ثقة المواطنين العاديين وإقناعهم بأن الشركة جاءت الى الكاميرون لتبقى، استنادا لسادات. ويذكر أن الشركة التي تستخدم 700 عامل، جميعهم، باستثناء ثلاثة، كاميرونيون، قد تعهدت بأن تصبح واحدة من أكبر أرباب العمل في البلاد.

وقد أدخلت الشركة نظام خدمات زبائن ذا نوعية وبرامج اجتماعية. على سبيل المثال يركب تلامذة المدارس الذين كان عليهم أن يسيروا على أقدامهم مسافة 3 كيلومترات أو أكثر ليلتحقوا بمدارسهم وعلى طرق غير آمنة، حافلات "لوبوس" المأمونة. وقد وعدت الحكومة بتقديم حسومات للصحافيين وقامت الشركة بترقية السائقات.

وقد رصدت حكومات إفريقية أخرى غير الكاميرون ومستثمرون أميركيون عمليات الشركة، وكان هؤلاء مرتابين الى حد ما من الجدوى الاقتصادية للاستثمار في البنى التحتية في بلدان جنوب الصحراء الكبرى (راجعمقالا ( http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-english&y=2007&m=October&x=20071023160629saikceinawz0.7311823 ) متصلا بهذا الموضوع، باللغة الإنجليزية).

وقال المدراء في الشركة الأميركية عن هذا المشروع: "إن هذه العمليات تكلّلت بالنجاح قياسا بأي معيار. ففي غضون عام قامت لوبوس بنقل 5 ملايين راكب ومسافر. اما شركة ليكار المنبثقة عن ليبوس والتي دشنت في نهاية العام الماضي فقد جنت أرباحا لا بأس بها من تسيير حافلات بين مدينتي دوالا والعاصمة ياوندي.

وابلغ الرئيس بيا مدراء الشركة الأميركية في تشرين الأول/أكتوبر انه سمع ثناء عاطرا حول نوعية خدمات شركتهم ومدى الإعتماد عليها وذلك من جهات كثيرة.

كما فازت الشركة بجائزة التميز بين الشركات(ACE) للعام 2007 لوزارة الخارجية الأميركية لما قامت به في الكاميرون. وفي حفل تقديم الجائزة في الشهر الحالي أشادت السفيرة الأميركية لدى الكاميرون، جانيت غارفي، بالشركة لممارساتها التوظيفية وخدمات حافلاتها النظيفة والمريحة والتي يعتمد عليها (راجع المقال ( http://usinfo.state.gov/xarchives/display.html?p=washfile-arabic&y=2007&m=November&x=20071123130727bsibhew9.708804e-02 ) حول ذلك).

وقالت غارفي إن "عمليات الشركة هي مثال يقتدى به على كيف يمكن لبلداننا أن تعمل سوية لصوغ أوضاع في الكاميرون يكسب فيها الجميع، وتعمل كنموذج يمكن تطبيقه عبر القارة الافريقية."

الا أن أفضل أدلة على نجاح الشركة تتمثّل في دعوة الشركة الأميركية من قبل 13 حكومة افريقية تريد منها أن تستثمر أموالا في اقتصاداتها.

وهذا النجاح "فتح أبوابا عديدة" في الكاميرون. وتنوي الشركة التي زادت استثماراتها في الكاميرون بدعم من الحكومة الأميركية التوسع الى قطاعات أخرى مثل النفط والغاز الطبيعي ومشاريع الطاقة المتجددة وصناعات السيارات والإسكان الزهيد الثمن وتطوير فنادق فاخرة.

للمزيد عن شركة "توغ" ( http://www.transauto-group.com/cms2/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1 ) يمكن مراجعة موقعها الالكتروني، وعن جائزة التميّز بين الشركات ( http://www.state.gov/e/eeb/ace/ ) ACE التي تقدمها وزارة الخارجية الأميركية، راجع موقع الوزارة الإلكتروني على الشبكة العنكبوتية.