كالون القشة التي قصمت ظهر البلوي

من طرف dreamnagd الإثنين نوفمبر 26, 2007 4:57 pm

مثلما صعد بسرعة الصاروخ إلى مصاف مشاهير الكرة السعودية سقط سريعا، إلا أنه من غير المتوقع أن يموت، إنه الشيخ منصور بن حمدان البلوي رئيس نادي الاتحاد السعودي السابق، الذي تمت "استقالته" بداعي "العبث والتلاعب" بالكرة السعودية.

فمنذ صعوده إلى كرسي رئاسة "العميد" عام 2003 استطاع البلوي أن يحظى بشعبية كبيرة لدى الجماهير الاتحادية بفضل النتائج المبهرة التي تحققت خلال فترة رئاسته، إلا أنه أجبر على الاستقالة بسبب تدخله في صفقة تعاقد نادي الهلال مع المهاجم السيراليوني محمد كالون لاعب الاتحاد السابق، مما دفع إدارة "الزعيم" للتقدم بشكوى ضد البلوي إلى الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

أزمة كالون

فبعد تدخل إدارة الهلال لدى ولي العهد السعودي، اجتمعت على الفور لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي بشكل عاجل لمناقشة قضية كالون والأحداث التي صاحبت خروجه ومغادرته الرياض إلى جدة قبل توقيع العقد مع الهلال، وتم مناقشة القضية بعد تشكيل لجنة التحقيق التي أصدرت عدة قرارات مهمة، أبرزها منع كالون من الاحتراف في المملكة بسبب إخلاله بالتزامه مع النادي الذي أحضره من بلاده.

وكذلك السماح للهلال بتصعيد شكواه ضد كالون إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

من جهة أخرى، كشف المحامي عمر خولي الذي مثل نادي الاتحاد في اجتماع اللجنة أنه لم يثبت خلال الاجتماع أي إدانة لنادي الاتحاد في موضوع كالون، وقال "عقدنا اجتماعا لمدة أربع ساعات ناقشنا خلاله كل ملابسات الموضوع، ولم يكن هناك أي دليل يدين نادي الاتحاد في موضوع اللاعب".

بدوره رفض مسؤول الاحتراف في نادي الهلال عبد الله البرقان أن يوجه أي اتهام رسمي للبلوي بالتدخل في موضوع ما أسماه هروب كالون من الرياض إلى جدة، وقال "انحصرت طلباتنا في معرفة هوية الشخص الذي خرج كالون برفقته من فندقه في الرياض، وهوية من أعد لنقله إلى جدة بطائرة خاصة، ومعرفة من كان في استقباله في جدة عند وصوله إليها".

وكشف البرقان أن إدارة الهلال كانت قد خاطبت وزارة الداخلية وأكد أن كالون كان يحمل عند سفره شيكا من النادي بقيمة مليون يورو، وطلبت التحفظ عليه حفظا لحقوق النادي، وأنها بعد أن تثبتت من أن الشيك ما يزال لدى النادي، وليس بحوزة اللاعب عادت لترسل خطابا جديدا لوزارة الداخلية بهذا الخصوص يؤكد عدم وجود الشيك لدى اللاعب".

البلوي يدافع عن نفسه

كالون القشة التي قصمت ظهر البلوي Calon_071122_M

كالون القشة التي قصمت ظهر البلوي Calon_071122_M

كالون سبب المشكلة

وكرد فعل طبيعي نفى البلوي كل ما نسب إليه من اتهامات في تلك القضية؛ إذ عقد مؤتمرا صحفيا نفى خلاله نيه "الإتي" في التعاقد مع كالون جملة وتفصيلا بداعي التعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب، ليس بينهم كالون، مشيرا إلى نيته اللجوء للقضاء بعد الإساءة التي تعرض لها من وسائل الإعلام خلال تلك الأزمة بعد اتهامه إياه بـ"خطف كالون" من الهلال.

وفي تطور مثير في تلك القضية الغامضة، رحب عدد من أعضاء شرف نادي الاتحاد بقرارات الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد تكليف المهندس جمال أبو عمارة برئاسة نادي الاتحاد خلفا للبلوي الذي قدم استقالته من رئاسة النادي وتم قبولها من الرئاسة العامة.

فقد طالب أحمد مسعود الرئيس الأسبق للنادي وعضو شرفه الحالي البلوي بتوضيح أسباب الاستقالة، على اعتبار أنه كان متحمسا لتولي المنصب وكانت المنافسات قائمة بينه وبين المرشحين الآخرين لرئاسة النادي.

وبدوره قال سالم بن محفوظ عضو شرف "العميد" "الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه أعرف بمصلحة نادي الاتحاد مثله مثل بقية الأندية السعودية ونرحب بأي قرار".

إنجازات البلوي

ورغم إثارته للجدل وظهوره بمظهر مختلف عن بقية رؤساء أندية المملكة، إلا أنه لا يملك إنكار إنجازات البلوي مع "العميد"، الأمر الذي دفع أعضاء شرف النادي للضغط عليه في نهاية الموسم الماضي ومطالبته بالاستمرار في منصبه بعد تتويج الفريق بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين.

فإنجازات البلوي تتحدث عنه؛ حيث استطاع الاتحاد تحقيق ست بطولات خلال فترة رئاسته، منها اثنتين محلية وأربع خارجية، أولها كان كأس السوبر السعودي المصري عام 2003، كأس ولي العهد 2004، دوري أبطال أسيا 2004 و2005، إضافة إلى التأهل لكأس العالم للأندية في العام نفسه، وأخيرا كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي.

هذا ويعتبر البلوي أكبر داعم للأندية السعودية بعد أن ضخ أموال طائلة في خزينة ناديه الاتحاد أو في الأندية الأخرى التي يملك عضويتها، ويأتي في مقدمتها نادي النصر السعودي.

كما استطاع التعاقد مع العديد من المشاهير، أبرزهم اللاعب المكسيكي الدولي جاريد بورجيتي والبرازيلي بيبتو، واقترابه بشدة من التعاقد مع قائد البرتغال السابق ونجم إنترميلان الإيطالي الحالي لويس فيغو، وتكوين علاقة حميمة مع أبرز الشخصيات العربية والأسيوية والعالمية.