ترميم وترقية طريق القدس رام الله لأول مرة منذ 40 عاما

من طرف dreamnagd الإثنين نوفمبر 19, 2007 1:13 am

ترميم وترقية طريق القدس رام الله لأول مرة منذ 40 عاما
(الوكالة الأميريكية للتنمية الدولية تساهم في إصلاح الطريق)

من غريس برادلي، المراسلة الخاصة لموقع يو إس إنفو
رام الله، الضفة الغربية، 15 تشرين الثاني/نوفمبر، 2007- في الوقت الذي يتفاوض فيه قادة فلسطينيون بشأن قضايا معقدة كجزء من خريطة طريق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، يحاول المواطنون الفلسطينيون تجنّب والإلتفاف على الحفر في الطريق المؤدية الى رام الله. لكن هذه الحال بدأت تتغير.

فالطريق الرئيسية التي تربط مدينة رام الله الصاخبة بالقدس كانت مهملة لسنوات. ولم يتغير فيها سوى القليل منذ عهد الاستعمار البريطاني ولم تنفذ أية ترميمات هامة في هذه الطريق الضيقة والملأى بالحفر منذ ان أعاد الأردن تعبيدها قبل حرب العام 1967.

وطوال 40 عاما لم تتول أية هيئة حكومية المسؤولية وتعيد تعبيد الطريق المهملة بسبب موقعها الحسّاس. فهذه الطريق التي تبعد 14 كيلومترا عن القدس تمّر عبر نقطة تفتيش للجيش الأسرائيلي ذات حواجز اسمنتية تعلو 8 امتار وتحاذي مخيم قلندية المكتظ باللاجئين قبل ان تصل المقر الرئيسي للسلطة الفلسطينية.

لكن في صيف العام الحالي وبعد ان خصّصت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مبلغ حوالي 2.5 مليون دولار للمشروع بدأت الجرافات بالعمل.

ويجري حاليا توسيع الطريق لتضم اربعة ممرات بدلا من ممرين ضيقين مع زيادة مواقف السيارات المحاذية للمناطق التجارية لهدف الإقلال من المعوقات. ويجري تركيب قساطر وأنابيب لتصريف مياه الأمطار. وقبل ان تتسبب مياه الأمطار والطين في مشاكل سير، من المقرر أن تجري ترقية هذه الطريق وإعادة تعبيدها بالكامل. وسيتساوق هذان المشروعان بإتقان مع مشاريع طرق تمولها الحكومتان الألمانية والماليزية بحيث يصبح ركوب العربات سلسا على طول 2.5 كيلومتر.

وحينما بدأ عمال تعاقدت معهم وكالة التنمية باقتلاع الطبقة السطحية للطريق التي هي بمثابة عنق زجاجة رهيبة، بدا سائقو العربات مبتهجين رغم ان أعمال البناء والتعبيد أعاقت حركة السير كما أن الإزدحام زاد من حنق السائقين.

وقالت جميلة سالم، وهي أم لتوأم كانت تنتظر وصول حافلة على الطريق المذكورة: "حسنا، أرى أن الأميركيين أتوا لإنقاذنا (من هذه الورطة)." وكثيرا ما يفضل أصحاب السيارات مثل جميلة ركوب الحافلات او حتى سيارات الأجرة لحماية سياراتهم الخاصة من الأضرار التي قد تصيبها على الطريق المحفّرة.

ويمكن للحفر الرهيبة على طريق قلندية ان تمتلئ بمياه ووحول بعمق يمكن أن تغمر دعامات السيارات. وتقول سالم ان بعض الحفر يمكن أن تبتلع دراجة نارية بالكامل اذا لم يكن سائقها متنبها. وقد كان ذلك الوضع بمثابة كابوس لمدة طويلة."

ويقول زاهي جدعون وهو مهندس بناء في الشركة التي تشرف على ترميم الطريق ان إصلاح هذه االطريق بسرعة وبدقة يشكل أولوية قصوى له. ويشرف هذا المهندس الفلسطيني المولد على كامل المشروع.

ويقول جدعون: "هذه الطريق تلبّي احتياجات مليون مواطن ولذلك فانها تشهد حركة سير مزدحمة. وقد زاد عدد السيارات التي تستخدم هذه الطريق ثلاثة اضعاف اذ تشكل الشريان الرئيسي الذي يربط جنوب الضفة الغربية بشمالها. وكان أهم تحد لي الحصول على التراخيص وكان ثاني أهم تحد تدبير حركة السير."

ومضى قائلا: "وفي ضوء الوضع السياسي الراهن، لا توجد شرطة سير هنا ولذا لزم على عمالنا ان يوجهوا حركة السير. وتّدب الفوضى حينما لا يصغي كل سائق عربة للتعليمات ويتطلب الأمر سائقا واحدا ففيتبعه الآخرون."

وهذا المشروع الأميركي لتحسين الطريق الذي طال انتظاره جرى إرجاؤه بسبب فوز حماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية في مطلع عام 2006 لكنه استأنف بعد أن أقال الرئيس محمود عباس الحكومة التي كانت تسيطر عليها حركة حماس بعد أن لجأت للعنف لتوليها زمام الأمور في قطاع غزة .

وقد زاد المشروع العديد من فرص العمل للفلسطينيين وسيسهم في إحياء النشاط الإقتصادي في الضفة الغربية حيث يعيش حوالي نصف السكان في حالة من الفقر ويعاني ربعهم من البطالة. ولأن الطريق صممّت لتلبية ظروف محلية ولاستخدام مفرط فان هذا الجزء من الطريق سيدوم ما بين 10 و12 عاما قبل أن تنشأ حاجة لتعبيده مجددا. ومن المقرر استكمال هذه الطريق بنهاية الشهر الجاري مما سيعيد الإرتياح للسائقين والمسافرين عليها.

وجدير بالذكر ان الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تشرف على برامج الحكومة الأميركية للمساعدات والتنمية في الخارج.