برنامج طبي يقدم الرعاية إلى كبار السن الفلسطينيين الذين يعيش
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
برنامج طبي يقدم الرعاية إلى كبار السن الفلسطينيين الذين يعيش
برنامج طبي يقدم الرعاية إلى كبار السن الفلسطينيين الذين يعيشون في عزلة
(مشروع تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية)
من غريس برادلي، المراسلة الخاصة لموقع يو أس إنفو
بيت لحم، 15 تشرين الثاني/نوفمبر، 2007- رفعت ثلاث ممرضات فلسطينيات من مركز دار الكلمة للصحة والعافية الفرشة (الحشية) الجديدة تماماً ووضعنها في صندوق سيارة أجرة قبل الانطلاق عبر الطرق الخلفية نحو قرية الشواورة، وهي قرية صغيرة تعصف بها الريح قرب مدينة بيت لحم، في الضفة الغربية، يرعى فيها الماعز في المنحدرات القاحلة بين البيوت.
وفي أحد بيوت هذه القرية الصغيرة، كانت فاطمة، وهي عجوز في العقد التاسع من العمر تعاني من مرض عته الشيخوخة (ألزهايمر)، مستلقية في غرفتها على حشية قذرة من المطاط الزبدي، تحدق في السقف. وكان من الواضح أنها لم تكن تتوقع زيارة هذا الفريق الطبي الفلسطيني المتجول لها. كان ثوبها الأرجواني قذراً وجلد كعبيها مكشوطاً نتيجة تعثرها وهي حافية القدمين على الصخور قبل يومين. وكانت هناك عصا ملقاة تحت السرير، حيث لا يمكنها الوصول إليها.
ولكن ما أن دخلت الممرضات الثلاث الغرفة حتى استوت فاطمة جالسة وهزت رأسها مرحبة بعد أن عرفتهن. وتمتمت "مرحبا،" "أهلاً وسهلا."
وسارعت الممرضات إلى ارتداء قفازات من اللاتكس وبدأن العمل، فرحن يغسلن الجدران بالمواد المطهرة ويشطفن بيت فاطمة المتواضع بالماء. ورغم وجود حشايا مطوية فوق خزانة صغيرة لم تقم العجوز الضعيفة بإنزالها لاستخدامها. كما أنها لم تأكل شيئاً من رزم الطعام التي تركتها الممرضات في الأسبوع السابق. وقامت إحدى الممرضات بقياس ضغط دم فاطمة في حين قامت ممرضة أخرى بتنظيف جراح كعبيها.
وقالت فاطمة متذمرة: "إنني جائعة. ولا أذكر متى أكلت آخر مرة." وإذ كانت تعاني من الجفاف (الزموهة)، راحت تعب الماء من زجاجة بعد أن فتحتها ممرضة لها.
ووضعت ممرضتان الحشية الجديدة الملفوفة بالبلاستيك على السرير الخالي من الفراش بعد أن تم غسله، بينما راحت الثالثة تساعدها على السير إلى الخارج كي تجلس أمام بيتها وتستمتع بالشمس الخريفية.
وفي خضم عملية التنظيف، وصل ابن فاطمة وزوجته، اللذان يعتنيان أيضاً بأولادهما العشرة وبعدد متزايد من الأحفاد. وما كان من الابن إلا أن سارع إلى إحدى المكانس وبدأ المساعدة.
والتفت الابن إلى فاطمة وقال لها: "ماما، يمكن صار لازم نخلّي الأغراب يهتموا فيكي." (أي ربما كان الأفضل أن نسلم أمر الاعتناء بك إلى غرباء عن العائلة). ولكن فاطمة راحت تبكي لدى سماعها ذلك. والواقع هو أنه لا يوجد الكثير من مرافق الرعاية المؤسساتية المنظمة خارج الدول الغربية، في حين أن تكاليف الرعاية الخاصة هنا لا تقل عن ندرتها.
والمأزق الذي تواجهه هذه الجدة ووالدة الجد مأزق بدأ يصبح مألوفاً بشكل متزايد في الضفة الغربية التي تفتقر إلى شبكة أمان من الضمان الاجتماعي. ويهتم مركز دار الكلمة للصحة والعافية وحده بـ17 قرية مختلفة تعيش فيها حوالى 500 عجوزاً وحدها. وتقتصر العناية التي يقدمها المركز لمقيمين فيه على 25 مريضاً من المعاقين، معظمهم مرضى أصغر سناً في حاجة ملحة إلى علاج سريع بالوسائل البدنية والميكانيكية.
والعرف المتبع في المجتمع الفلسطيني هو أن زوجة الابن هي المسؤولة عن تقديم الرعاية طويلة الأمد لوالدي زوجها المصابين بالخرف أو الضعيفين جسديا. ولا ينتظر من الابنة الاهتمام بوالديها بل بوالدي زوجها. ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة في الضفة الغربية، كثيراً ما تفرق شمل العائلات الموسعة في حين يعرقل منع التجول والقيود المفروضة على التنقل الزيارات التي يمكن أن تخفف من الأزمة المتفاقمة في مجال رعاية الطاعنين في السن.
وقد تأثر جورج سحار، وهو خبير توثيق لدى منظمة كير الدولية (كير إنترناشنال) التي تدير برنامج التواصل الريفي هذا في منطقة بيت لحم بهبة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بوضع فاطمة عندما التقى بها.
وقال: "هذه ليست عاداتنا. إن تقاليدنا كفلسطينيين هي احترام كبار السن. إن هذا الوضع الفظيع يظهر انهيار العائلة، التي كانت حتى الآن الدعم الاجتماعي الوحيد المتوفر في غياب الدولة. ولكن الدخل يشح وسرعان ما تستنفد المدخرات. وهكذا لا يعود بمقدور العائلات تحمل التكاليف."
وتجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين، من الناحية الديموغرافية، شعب يشكل الشباب غالبيته الساحقة؛ وتشير الإحصاءات الراهنة إلى أن متوسط العمر يبلغ 18,5 سنة فقط، وإلى أن 42 بالمئة من السكان لم يصلوا سن الخامسة عشرة بعد. ومع ذلك، فإن زيارة كبار السن في الأرياف أصبحت جزءاً أساسياً في برنامج المساعدات الإنسانية. ففي حين أن نسبة السكان الذين تجاوزوا الـ65 من العمر يبلغ حوالى 3 بالمئة فقط في الضفة الغربية، إلا أن الكثير من الـ86 ألف شخص الذين يشكلون هذه الفئة لا يجدون من يعتني بهم بل إنهم مضطرون للاعتماد على أنفسهم فقط. وبين كبار السن هؤلاء أشخاص يمرون في مرحلة التعافي من جلطة دماغية أو مصابون بمرض السكري أو أشخاص يعانون من شح البصر أو ضعف السمع.
وتمول منحة قيمتها 30 مليون دولار قدمتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية برنامج المساعدات الطبية الطارئة، وهو مشروع مدته ثلاث سنوات يهدف إلى تقليص مواطن القصور في قطاع الرعاية الصحية الفلسطينية. ويقدم البرنامج الذي تنفذه منظمة كير إنترناشنال، بهدف مساعدة أولئك الذين تضرروا من العنف والتدهور الاجتماعي والاقتصادي الناجم عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، المساعدة لحوالى 60 عيادة طبية و12 مستشفى، علاوة على مساعدة مرافق تديرها وزارة الصحة.
ويقوم مقدمو الرعاية الطبية، كفريق الممرضات الذي يزور فاطمة، بزيارة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في منازلهم في المناطق الريفية، حيث يقدمون لهم العلاج الطبيعي (كالتدليك والتمارين والحرارة) والمعالجة بالعمل والانشغال. كما تقدم الفرق الطبية العقاقير والإعانة الفنية والإمدادات للطاعنين في السن.
ولا تقل أهمية عن كل ذلك الأحاديث التثقيفية والكتيبات الموجهة إلى العائلات التي تعتني بالأقارب الطاعنين في السن. وقالت غادة زهران، منسقة الصحة العامة في دار الكلمة، موضحة أهمية ذلك: "يمكن للضعفاء المعرضين للخطر العيش بكرامة، إن تم تحسين عادات حفظ الصحة (المحافظة على الصحة بالنظافة) وتناول الطعام المتوازن وممارسة الرياضة. وكلنا سنشيخ في نهاية المطاف."
وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هي الوكالة التي تدير برامج التنمية والمساعدات الحكومية الأميركية في الخارج.
(مشروع تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية)
من غريس برادلي، المراسلة الخاصة لموقع يو أس إنفو
بيت لحم، 15 تشرين الثاني/نوفمبر، 2007- رفعت ثلاث ممرضات فلسطينيات من مركز دار الكلمة للصحة والعافية الفرشة (الحشية) الجديدة تماماً ووضعنها في صندوق سيارة أجرة قبل الانطلاق عبر الطرق الخلفية نحو قرية الشواورة، وهي قرية صغيرة تعصف بها الريح قرب مدينة بيت لحم، في الضفة الغربية، يرعى فيها الماعز في المنحدرات القاحلة بين البيوت.
وفي أحد بيوت هذه القرية الصغيرة، كانت فاطمة، وهي عجوز في العقد التاسع من العمر تعاني من مرض عته الشيخوخة (ألزهايمر)، مستلقية في غرفتها على حشية قذرة من المطاط الزبدي، تحدق في السقف. وكان من الواضح أنها لم تكن تتوقع زيارة هذا الفريق الطبي الفلسطيني المتجول لها. كان ثوبها الأرجواني قذراً وجلد كعبيها مكشوطاً نتيجة تعثرها وهي حافية القدمين على الصخور قبل يومين. وكانت هناك عصا ملقاة تحت السرير، حيث لا يمكنها الوصول إليها.
ولكن ما أن دخلت الممرضات الثلاث الغرفة حتى استوت فاطمة جالسة وهزت رأسها مرحبة بعد أن عرفتهن. وتمتمت "مرحبا،" "أهلاً وسهلا."
وسارعت الممرضات إلى ارتداء قفازات من اللاتكس وبدأن العمل، فرحن يغسلن الجدران بالمواد المطهرة ويشطفن بيت فاطمة المتواضع بالماء. ورغم وجود حشايا مطوية فوق خزانة صغيرة لم تقم العجوز الضعيفة بإنزالها لاستخدامها. كما أنها لم تأكل شيئاً من رزم الطعام التي تركتها الممرضات في الأسبوع السابق. وقامت إحدى الممرضات بقياس ضغط دم فاطمة في حين قامت ممرضة أخرى بتنظيف جراح كعبيها.
وقالت فاطمة متذمرة: "إنني جائعة. ولا أذكر متى أكلت آخر مرة." وإذ كانت تعاني من الجفاف (الزموهة)، راحت تعب الماء من زجاجة بعد أن فتحتها ممرضة لها.
ووضعت ممرضتان الحشية الجديدة الملفوفة بالبلاستيك على السرير الخالي من الفراش بعد أن تم غسله، بينما راحت الثالثة تساعدها على السير إلى الخارج كي تجلس أمام بيتها وتستمتع بالشمس الخريفية.
وفي خضم عملية التنظيف، وصل ابن فاطمة وزوجته، اللذان يعتنيان أيضاً بأولادهما العشرة وبعدد متزايد من الأحفاد. وما كان من الابن إلا أن سارع إلى إحدى المكانس وبدأ المساعدة.
والتفت الابن إلى فاطمة وقال لها: "ماما، يمكن صار لازم نخلّي الأغراب يهتموا فيكي." (أي ربما كان الأفضل أن نسلم أمر الاعتناء بك إلى غرباء عن العائلة). ولكن فاطمة راحت تبكي لدى سماعها ذلك. والواقع هو أنه لا يوجد الكثير من مرافق الرعاية المؤسساتية المنظمة خارج الدول الغربية، في حين أن تكاليف الرعاية الخاصة هنا لا تقل عن ندرتها.
والمأزق الذي تواجهه هذه الجدة ووالدة الجد مأزق بدأ يصبح مألوفاً بشكل متزايد في الضفة الغربية التي تفتقر إلى شبكة أمان من الضمان الاجتماعي. ويهتم مركز دار الكلمة للصحة والعافية وحده بـ17 قرية مختلفة تعيش فيها حوالى 500 عجوزاً وحدها. وتقتصر العناية التي يقدمها المركز لمقيمين فيه على 25 مريضاً من المعاقين، معظمهم مرضى أصغر سناً في حاجة ملحة إلى علاج سريع بالوسائل البدنية والميكانيكية.
والعرف المتبع في المجتمع الفلسطيني هو أن زوجة الابن هي المسؤولة عن تقديم الرعاية طويلة الأمد لوالدي زوجها المصابين بالخرف أو الضعيفين جسديا. ولا ينتظر من الابنة الاهتمام بوالديها بل بوالدي زوجها. ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة في الضفة الغربية، كثيراً ما تفرق شمل العائلات الموسعة في حين يعرقل منع التجول والقيود المفروضة على التنقل الزيارات التي يمكن أن تخفف من الأزمة المتفاقمة في مجال رعاية الطاعنين في السن.
وقد تأثر جورج سحار، وهو خبير توثيق لدى منظمة كير الدولية (كير إنترناشنال) التي تدير برنامج التواصل الريفي هذا في منطقة بيت لحم بهبة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بوضع فاطمة عندما التقى بها.
وقال: "هذه ليست عاداتنا. إن تقاليدنا كفلسطينيين هي احترام كبار السن. إن هذا الوضع الفظيع يظهر انهيار العائلة، التي كانت حتى الآن الدعم الاجتماعي الوحيد المتوفر في غياب الدولة. ولكن الدخل يشح وسرعان ما تستنفد المدخرات. وهكذا لا يعود بمقدور العائلات تحمل التكاليف."
وتجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين، من الناحية الديموغرافية، شعب يشكل الشباب غالبيته الساحقة؛ وتشير الإحصاءات الراهنة إلى أن متوسط العمر يبلغ 18,5 سنة فقط، وإلى أن 42 بالمئة من السكان لم يصلوا سن الخامسة عشرة بعد. ومع ذلك، فإن زيارة كبار السن في الأرياف أصبحت جزءاً أساسياً في برنامج المساعدات الإنسانية. ففي حين أن نسبة السكان الذين تجاوزوا الـ65 من العمر يبلغ حوالى 3 بالمئة فقط في الضفة الغربية، إلا أن الكثير من الـ86 ألف شخص الذين يشكلون هذه الفئة لا يجدون من يعتني بهم بل إنهم مضطرون للاعتماد على أنفسهم فقط. وبين كبار السن هؤلاء أشخاص يمرون في مرحلة التعافي من جلطة دماغية أو مصابون بمرض السكري أو أشخاص يعانون من شح البصر أو ضعف السمع.
وتمول منحة قيمتها 30 مليون دولار قدمتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية برنامج المساعدات الطبية الطارئة، وهو مشروع مدته ثلاث سنوات يهدف إلى تقليص مواطن القصور في قطاع الرعاية الصحية الفلسطينية. ويقدم البرنامج الذي تنفذه منظمة كير إنترناشنال، بهدف مساعدة أولئك الذين تضرروا من العنف والتدهور الاجتماعي والاقتصادي الناجم عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، المساعدة لحوالى 60 عيادة طبية و12 مستشفى، علاوة على مساعدة مرافق تديرها وزارة الصحة.
ويقوم مقدمو الرعاية الطبية، كفريق الممرضات الذي يزور فاطمة، بزيارة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في منازلهم في المناطق الريفية، حيث يقدمون لهم العلاج الطبيعي (كالتدليك والتمارين والحرارة) والمعالجة بالعمل والانشغال. كما تقدم الفرق الطبية العقاقير والإعانة الفنية والإمدادات للطاعنين في السن.
ولا تقل أهمية عن كل ذلك الأحاديث التثقيفية والكتيبات الموجهة إلى العائلات التي تعتني بالأقارب الطاعنين في السن. وقالت غادة زهران، منسقة الصحة العامة في دار الكلمة، موضحة أهمية ذلك: "يمكن للضعفاء المعرضين للخطر العيش بكرامة، إن تم تحسين عادات حفظ الصحة (المحافظة على الصحة بالنظافة) وتناول الطعام المتوازن وممارسة الرياضة. وكلنا سنشيخ في نهاية المطاف."
وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هي الوكالة التي تدير برامج التنمية والمساعدات الحكومية الأميركية في الخارج.
مواضيع مماثلة
» الفاينانشال تايمز: بوش يتوقع التوصل إلى السلام خلال هذه السن
» كبار على «مهاجع» ناعمة
» أرسنال يعيش مغامرة جديدة
» أرسنال يعيش مغامرة جديدة
» العثور على بقايا جرذ وزنه طن كان يعيش منذ 4 ملايين سنة
» كبار على «مهاجع» ناعمة
» أرسنال يعيش مغامرة جديدة
» أرسنال يعيش مغامرة جديدة
» العثور على بقايا جرذ وزنه طن كان يعيش منذ 4 ملايين سنة
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى