"فينغر" .. الفائز الأكبر في "بحيرة القلق"
صفحة 1 من اصل 1
"فينغر" .. الفائز الأكبر في "بحيرة القلق"
تساقط عدد من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب في كرة القدم الأوربية في الآونة الأخيرة، بسبب سوء النتائج والهزائم المتتالية، بدءا من مارتن يول مدرب توتنام الإنجليزي، وانتهاء بفلورانس مدرب فالنسيا الإسباني.
في المقابل اعتلى المدرب الفرنسي فينغر مدرب الأرسنال الإنجليزي قائمة أفضل نموذج تدريبي ناجح في أوروبا، وسط ما يمكن وصفه بـ "هوس المشاريع الرياضية" التي تبحث عن اللعب الجميل على يد مدربيها، لكن بعضها فشل بامتياز.
تلك الظاهرة هي أبرز ما في الربع الأول من الموسم الأوروبي 2007 – 2008 حتى الآن، فنادي خيتافي الأسباني، الذي يقبع في المركز السابع عشر بالليغا يواجه مديره الفني الدنماركي مايكل لاودروب مصيرا غامضا، أما الهولندي مارتن يول فيتم عزله من "مشروعه" الرياضي في توتنام اللندني، ليحل محله خواندي راموس، الذي ترك "مشروعه" في سيفيليا من أجل راتب أكبر، بينما مانويل لوبيرا الأب الروحي لريال بتيس القابع في دائرة الهبوط يفصح عن رغبته في بيع النادي قائلا: "لا يمكنني صنع مزيد من المعجزات في بتيس".
وبالنسبة لمشروع مورينيو في تشيلسي، فينتهي بقرار من مالكه أبراموفيتش، الواعد كيكي فلوريس يقضي فجر يوم كئيب بعد إقالته من فالنسيا، وهو القرار الذي وصفه بأنه "قضى على وظيفته، ولكن أعاد إليه حياته". الهولندي رونالد كومان يحل محله بعد أن قرر ترك منصبه في أيندهوفن في خمس دقائق.
وفي ميلان أيضا، فإن رقبة أنشيلوتي بطل أوروبا جاهزة للطيران في أي وقت.. للحظة يبدو ذلك الرجل القادم من الإعلان التلفزيوني قد أضاع حياته هباءً من أجل فريقه، في عالم تسيطر عليه المصالح الفردية.
وقد يكون ذلك صحيحا في البداية، ولكنه منطقي في نهايته، عندما تنفق الأندية الإنجليزية الصيف الماضي ما يوازي 276 مليون يورو في صفقات الموسم الجديد، وتنفق نظيرتها الإسبانية 269 مليون يورو، إذن فالأمر أشبه باستعداد 100 قارب صيد لدخول بحيرة صغيرة، لا تضم سوى خمس سمكات سمينة.
وفي حال تعرض قارب ما لخدش عابر، فهذا قد يكلف الربان منصبه، ولن يصبح راموس "مرتزقا" لقبوله عرض توتنام، أو كما لخص زميله فيكتور فيرنانديز مدرب سراجوسا: "إذا رفض أي مدرب ما تم عرضه على راموس، فهو بالتأكيد شخص منافق".
وكل من ريال مدريد، برشلونة، فالنسيا، مانشستر، تشيلسي، الإنتر، ميلان، نيوكاسل، مانشستر سيتي، أرسنال، توتنام، سيفيليا، كلها تحدثت عن "المشروع الرياضي" وصولا إلى هدف واحد هو"الجوغو بونيتو" أو "اللعب الجميل"... ذلك الشعار الذي ابتكرته في الأصل شركة للملابس الرياضية!
وقد فشلت البحيرات الكبرى في أوروبا (إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا) في تقديم "قارب خشبي" مبهر مثل فريق نانسي بالبطولة الفرنسية، ولكن المنافسة المحتدمة أفرزت رغبة هجومية واضحة بين فرق إسبانيا (معدل 2.6 هدف في المباراة الواحدة) إلى جانب انتهاء 77% من مباريات المسابقة بفوز أحد الفريقين.
وفيما يتعلق بمعدل التهديف، فإن البطولة الإنجليزية تناطح نظيرتها بالليغا، لكن تليها في نسبة المباريات، التي انتهت بالتعادل 27% (مقابل 23% في إسبانيا) أخيرا البطولة الإيطالية وصلت لمعدل 2.5 هدف في المباراة الواحدة، مع انتهاء 57% من المباريات بنتيجة الفوز.
مشروع فينغر ..الأفضل
في وسط تلك البحيرة الصاخبة يبدو قارب أرسنال الأكثر إثارة، إلى حد الآن بين كبار القارة العجوز، فالفرنسي الداهية فينغر باغت الجميع بحالة النضج التي خاص بها فريقه مشواره، وبمعدل أعمار يقارب الـ25 عاما، صاحب أفضل العروض، أقوى هجوم بالدوري الإنجليزي ( 25 هدفا)، معدل يصل إلى ثلاثة أهداف بملعبه.
وإلى جانب صدارة مجموعته الثامنة بدوري الأبطال. يمتلك جوهرتين مثل التوجولي أديبايور والإسباني فابريجاس، بإحرازهما معا نصف أهداف المدفعجية إلى حد الآن.
في المقابل، حالة القلق تساور مشوار الكبيرين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة. فالريال رغم حالة استقراره، ورضا مجلس إدارته عن الأوضاع، وتحكمه في الموقف محليا وأوروبيا، فإن مدربه بيرند شوستر يدخل في نفق أسبوعي مظلم مع الصحافة المحلية، التي انتقدت فظاظته، وعدم اعتماده على الصفقات الجديدة بشكل أكبر، إلى جانب تذبذب عروضه خارج البيرنابيو، بين الفوز بالخمسة على فالنسيا وفياريال، أو الهزيمة أمام إسبانيول وسيفيليا بعرض باهت.
المواجهات الخارجية كانت أيضا مشكلة البارسا الكبرى، والتي أفقدته تسع نقاط كاملة، تناقض تماما صورة الفريق "الأكروباتية" في الكامب نو، بعد نجاح مدربه ريكارد الجزئي في التخلي عن فكرة "الخارقون الأربعة" التسويقية، وتخطي محاولة تحويل فريقه لمادة في صفحات النميمة بسبب الجانب الشخصي من حياة الثلاثي رونالدينيو وميسي وهنري.
ورغم الطابع الهجومي الكاسح، الذي يسود صفوف البارسا (24 هدفا في 11 مباراة)، إلا أن الفريق الكاتالوني رسخ موقعه كأفضل دفاع في الليغا، مستقبلا ثمان إصابات فقط في مرماه.
أما مسيرة مانشيني ربان قارب الإنتر، تبدو ثابتة كمتصدر للكالتشيو، بتفوق رقمي على صعيد النقاط، دون إغفال تسجيل بعض النتائج المبهرة مثل فوزه على روما 4 – 1، واعتبار دفاعه أقوى دفاع بالكالتشيو مع مطارده فيورنتينا، رغم التذبذب أمام فرق بحجم ليفورنو وباليرمو. وعجزه عن استغلال حالة عدم الاتزان التي تمر بها الأندية الإيطالية الكبرى مثل يوفنتوس وميلان وروما (بدون توتي).
ميلان يقود "فرق الألغاز"
يعتبر فريق كارلو أنشيلوتي- بطل أوروبا الموسم الماضي- هو أكبر ألغاز هذا الموسم؛ حيث لا أحد يمكنه فهم سبب احتلال رفاق كاكا للمركز التاسع في جدول المسابقة، وفشلهم في الفوز ولو بمباراة واحدة بملعبهم. في الوقت الذي حقق فيه الفريق ثلاثة انتصارات خارج القواعد، منها فوز ساحق بخماسية على سامبدوريا، وآخر ثمين بهدف نظيف بملعب روما الأوليمبي، وهو الملعب نفسه الذي جعل فريق روما لغزا إيطاليا غامضا، فلم يفز أبناء المدرب سباليتي سوى بمباراتين على ملعبهم، مستقبلين 12 هدفا، لينالوا لقب أسوأ دفاع إلى حد الآن لفريق على أرضه.
بل إن الفريق يمتلك، في حال غياب قائده توتي، موهبة خاصة في إهدار النقاط، لا سيما بعد مباراة إمبولي الأخيرة، والتي انتهت بالتعادل 2 – 2، بعد تقدم فريق العاصمة بهدفين في الشوط الأول.
وقبل بداية الموسم الأوروبي، كان ليفربول أحد أكبر الأندية المرشحة للعب أدوار رئيسة محليا وقاريا بفضل مشروع طموح وسياسة تعاقدات جلبت للنادي مجموعة من أفضل المواهب الشابة، وفي مختلف مواقع اللعب.
إلا أن سياسة مديره الفني الإسباني رافاييل بينيتث في الملعب لم تحصد سوى الانتقادات بسبب تغييراته المستمرة في التشكيلة، والتي لم تقنع كثيرين في ظل احتلال "الحمر" للمركز السابع محليا، محققين فوزا وحيدا بملعبهم، في حاجة ماسة إلى معجزة صغيرة لمواصلة المشوار في دوري الأبطال.
وفي إسبانيا نالت إقالة فلوريس الدرامية من تدريب فالنسيا استنكار كثيرين، ولكنه ربما يكون رد الفعل الوحيد من إدارة خوان سولير على فوز فريقهم بست نقاط فقط على ملعبهم، في مقابل حصد 15 نقطة كاملة خارج الأرض. الأمر الذي استدعى قفز الهولندي رونالدو كومان إلى قارب فالنسيا، والذي قارب على الخروج مبكرا من دوري الأبطال، وهو وضع لم يتوقعه أسوأ المتشائمين لفريق يضم واحدة من أفضل التشكيلات الهجومية وسطا وهجوما في القارة.
غواصة صفراء ..ورجال زرق
ربما ترتكب إدارة فياريال الإسباني جريمة عام 2007 الكروية، بإبقاء لاعبها الأرجنتيني خوان رومان ريكيلمي –أحد أفضل لاعبي العالم في الوقت الحالي– في "ثلاجة تأديبية" غير مبررة. إلا أن مديرها الفني التشيلي مانويل بيليجريني نجح في إعادة ذكريات موسم 2004 – 2005 الذهبي، محتلا المركز الثالث في جدول الليغا، ومسجلا لمسيرة ناجحة بكأس الاتحاد الأوروبي.
أما مجموعة بيليجريني فقد نجحت في تخطي فاجعة الهزيمة 0 – 5 من ريال مدريد بالجولة الثالثة، لتقدم كرتها الهجومية المعتادة، بفضل اكتشاف الليغا الأبرز هذا الموسم، الإيطالي جوتسيبي روسي، إلى جانب جهود التركي نيهات قهوجي و الفرنسي روبير بيريس وزميليه ماركوس سينا وكارثولا.
ورغم عمل "مشروع" مانشستر سيتي الرياضي على نحو طيب باحتلال المركز الثالث في جدول الدوري الإنجليزي، تحت إشراف مدربه السويدي أريسكون، فإن مفاجأة البريميير السعيدة هي بورتسموث، والذي تمكن معه مدربه هاري ريدناب من إيصاله للمركز الخامس، متخلفا بخمس نقاط فقط عن أرسنال المتصدر.
لم يكتف ريدناب بمركز متقدم دون تحقيق مجموعة من الأرقام المثيرة للاهتمام، كونه ثاني أقوى هجوم في البطولة، فوزه في أربع مباريات خارج أرضه، وإحرازه 12 هدفا في تلك المباريات الخارجية.
وهي حالة غزارة تهديفية ساهم فيها تألق الزيمبابوي بينجامين موارواري هداف الموسم برصيد ثمانية أهداف، ومعه الثنائي النيجيري جون أوتاكا ونوانكو كانو.
يبقى فيورنتينا مفاجأة الكالتشيو السعيدة رغم انتظار بعضٍ كبوته في أية لحظة، مستفيدا من تعثر روما واليوفي خلال المراحل الأخيرة. محتلا المركز الثاني خلف الإنتر بنقطتين. بفضل استراتيجية مديره الفني تشيزاري برانديللي الدفاعية، ليمتلك أقوى خط خلفي بالمشاركة مع الإنتر، وهي الاستراتيجية التي خرجت بشباكهم نظيفة في كل مبارياتهم الخارجية، فيما عدا السماح بهدف وحيد دخل مرماهم في مباراة ميلان.
سيفيليا على قائمة المحبطين
يبدو أن رئيس سيفيليا، خوسيه ماريا ديل نيدو، أكثر المحبطين خلال الربع الأول، بعد أن كان فريق أوروبا أبرز الموسم الماضي. فمدربه رحل إلى لندن، فريقه يحتل المركز العاشر في الليغا. تشكيلته ما زالت في حاجة للتأقلم على أسلوب مانولو خيمينث، المدير الفني الجديد. والكل يعلم أن المنافسة على اللقب المحلي المنشود تعني صعود جبل شاهق حتى نهاية الموسم، لتعويض فارق النقاط العشر، التي تفضله عن المتصدر ريال مدريد.
وفي إنجلترا وضع الجميع نيوكاسل ومدربه سام ألارديس قبل انطلاق الموسم في قائمة المفاجآت السعيدة، إلا أن بعد انتهاء الربع الأول يقدم فريق مايكل أوين الأرجنتني أوبافيمي مارتينيز، والأسترالي مارك فيدوكا فاصلا من العروض الباهتة، إلى جانب التواجد في المركز العاشر، وسط أقاويل متناثرة عن اقتراب بيليجريني من القفز للقارب الإنجليزي قادما من فياريال، ليحل مكان الآرديس.
وقد أصبحت متاهات لاتسيو في الدوري الإيطالي خبرا معتادا، حيث يحتل ثالث الموسم الماضي المركز الـ15 هذا الموسم، برصيد مخجل لا يتجاوز النقاط العشر. فاز في مباراة واحدة على أرضه، تلقى ثلاث هزائم على نفس الملعب (منها فاجعة 1 – 5 على يد ميلان). ومصير مديره الفني ديلو روسي في اختبار حقيقي خلال الربع الثاني.
مواضيع مماثلة
» "شمس" ...تدفق نقدي سالب من النشاط التشغيلي ما يدعو إلى القلق خاصة مع التحسن الطفيف في ربحية 2007
» "موهبة" و"غرفة الرياض" و"المئوية" و"المال الجريء" تحشد طاقاتها لتمكين القدرات الوطنية
» قمة بين تشيلسي ومانشستر ومورينو الغائب الأكبر
» "المياه والطاقة" تستحوذ على 40% من أسهم شركة "مالتي فورمز" التابعة ل "إعمار للصناعة والاستثمار"
» اتفاقية بين "البنك الأهلي" و"بريجستون" للمشاركة في برنامج "دفعات"
» "موهبة" و"غرفة الرياض" و"المئوية" و"المال الجريء" تحشد طاقاتها لتمكين القدرات الوطنية
» قمة بين تشيلسي ومانشستر ومورينو الغائب الأكبر
» "المياه والطاقة" تستحوذ على 40% من أسهم شركة "مالتي فورمز" التابعة ل "إعمار للصناعة والاستثمار"
» اتفاقية بين "البنك الأهلي" و"بريجستون" للمشاركة في برنامج "دفعات"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى