الرهبان البوذيون في بورما يتمّيزون بسجل حافل من نشاط الاحتجا
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
الرهبان البوذيون في بورما يتمّيزون بسجل حافل من نشاط الاحتجا
الرهبان البوذيون في بورما يتمّيزون بسجل حافل من نشاط الاحتجاج الديمقراطي
(الإمتناع عن تلقي الصدقات يستهدف لاشرعية الحكم في بلد شديد الإيمان بالبوذية)
من ستيفن كوفمن، المحرر في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 26 أيلول/سبتمبر، 2007- بتوليهم الزعامة الفعلية لحركة الاحتجاج ضد الحكام العسكريين في بورما، وهي حركة مضى عليها شهر من الزمن، فإن الرهبان البوذيين إنّما يعودون الى ممارسة دور مقاومة مألوف ضد المجلس العسكري في السابق، الى جانب المقاومة ضد الحكم الاستعماري لبلادهم في بداية القرن الماضي.
وما أطلق شرارة حركة الاحتجاج الحالية الزيادة المرعبة في سعر الوقود في منتصف شهر آب/أغسطس مما أدى الى التأثير على أسعار معظم السلع والخدمات. وعقب مصادمات مع أفراد الجيش الحكومي بمدينة باكوكو يوم 5 الجاري، حشد الرهبان والراهبات أنفسهم لقيادة أكبر حركة احتجاج ضد المجلس العسكري في غضون حوالي 20 عاما.
والمقرّ الرهباني للطائفة البوذية كـ"نقطة التحام" للتظاهرات يكتسي أهمية بالغة، كما ذكرت بينيلوبي إدواردز، الاستاذة المتخصصة في دراسات جنوب وجنوب شرق آسيا بجامعة كاليفورنيا-بيركلي.
وقالت في حديث مع موقع يو إس إنفو ان المقر الرهباني والمعروف بـ"سانغا" هو مؤسسة قوية وحسنة التنظيم في بلد يعرف على وجه خاص بإيمانه التقّي بالبوذية.
وأضافت إدواردز: "إن لبورما تقليدا قويا حقا من الخشوع الروحي والممارسة الدينية، والبورميون يمارسون ديانتهم بكل رصانة وورع." وأهمية الديانة البوذية هي الى درجة أن الحكام العسكريين أسسوا مجلسهم الديني الخاص الذي يعرف بـ"سانغا ناياكا" وحاولوا تعزيز شرعيتهم الخاصة بإظهار أنفسهم بمظهر الخشوع مع رعايتهم العامة للمؤسسات الدينية.
وأوضحت إدواردز انه في الدين البوذي "فان المرء ينجح في الحياة المقبلة وينتقل الى حياة أفضل ويكتسب مكانة ووضعا اجتماعيين من خلال تكديس الفضائل" الذي وصفته "بالترويج الروحي للبوذية".
وقالت ايضا: "ان الحكومة الراهنة صرفت وقتا طويلا (خلال السنوات السبع عشرة الماضية) ساعية لتصوير نفسها كفاعلة خير من خلال استثمار مبالغ مالية هائلة في تشييد المعابد."
ومن أحد أهم جوانب حركة احتجاج الرهبان ضد العسكر وحكومتهم هو مقاطعة الصدقات (التي يقدمها الناس العاديون الى الرهبان الذين يعولون على هذا العطاء) إذا جاءت هذه الصدقات من الحكام أوافراد عائلاتهم والذين رمز اليها الرهبان بقلب الأوعية التي تجمع فيها الحسنات. وهذا الإجراء بالغ الأهمية لأنه يحرم الحكومة من افعال الخير.
وتقول إدواردز ان تدبيرا كهذا يحرم الحكومة الشعور بالشرعية وهو السلاح الأخير او الوحيد، بمعنى او بآخر، لممارسة التأثير الذي هو بيد الرهبان في مواجهة الحكم. وهو عقوبة نهائية، في الواقع."
وفي بيان صدر بتاريخ 22 الجاري دعا الى حركات احتجاج على صعيد البلاد بالكامل وصفت منظمة رجال دين تعرف بتحالف رهبان كامل بورما المجلس العسكري بأنه "استبداد عسكري شرير يعمل على إفقار وحرمان جميع الناس بمن فيهم رجال الدين، وكونه العدو المشترك لجميع مواطنينا." كما دعا التحالف الى نفي المجلس العسكري من "التراب البورمي الى الأبد."
وهناك "صدى تاريخي قوي" لمشاركة الرهبان في حركة الاحتجاج الحالية، كما أفادت إدواردز التي أضافت انها لمست حركة مقاطعة مشابهة للصدقات من الحكومة العسكرية في 1990 خلال التظاهرات ضد رفض المجلس العسكري الإعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد. وهي انتخابات أفرزت آنغ سانع سو تسي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام. وقبل ذلك لعب الرهبان دورا قياديا في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في العام 1988.
وقد قمع الجيش هاتين الحركيتين قمعا وحشيا ويقدر ان حوالي 3000 راهب بوذي لاقوا حتفهم في 1988 وحده. وحينما اندلعت آخر جولة من التظاهرات كان لا يزال هناك 90 راهبا في عداد السجناء السياسيين الـ1100 في بورما بسبب نشاطهم السياسي سابقا.
وأشارت إدواردز الى انه حتى في نصوص التاريخ الرسمية للبلاد يتعين على الحكام العسكريين ان يسلموا بدور الرهبان في النضال المناهض للاستعمار البريطاني في مطلع القرن العشرين، وقد قارنت ابحاثها بين كفاح البورميين وكفاح الهند للاستقلال الذي تزعّمه مهاتما غاندي.
وعلى سبيل المثال، كما تبين إدواردز، فان يو أوتاما الموقر "شخصية معروفة وذائعة الصيت في الصيغة الشعبية لتاريخ بورما" وذلك بسبب قيادته للمقاومة ضد الحكم الاستعماري. وكناشط شكل يو أوتاما سابقة في تجاوزه القواعد الرهبانية للسلوك بولوجه الحلبة السياسية.
وفي نفس تللك الفترة الزمنية لجأ يو فيسارا الى الإضراب عن الطعام كتكتيك سياسي ضد البريطانيين. وفي نهاية المطاف توفي في الأسر بسبب امتناعه عن الطعام.
واستنادا لأبحاث إدواردز فان الزعيمين (أوتاما وفيسارا) "جمعا بين الواقعية المتزهّدة لغاندي والتزاما بالعدالة الاجتماعية والطهارة الروحية."
اما أنغ سانغ سو تشي زعيمة العصبة القومية للديمقراطية فقد نهلت ليس فقط من مثال غاندي للنضال بل كذلك من عقيدة بلادها البوذية وإرث اشتراك الرهبان في حركة المقاومة.
ويقال ان المجلس العسكري قمع الأبحاث العلمية حول أوتاما وهو يلتزم الصمت بشكل مريب حيال المهاتما غاندي في النصوص الرسمية لتاريخ البلاد ويشير الى الزعيمة سوتشي فقط بعبارات فاترة في الأعياد الوطنية ببورما. وقد شكّك بعض المراقبين الأجانب بان مرد ذلك هو الخوف من أن يربط الشعب البورمي بين الحملة المستمرة المؤيدة للديمقراطية وكفاح البلاد ضد الحكم الإستعماري في الماضي.
ومع تواصل حركات الاحتجاج أعلن الرئيس بوش يوم 25 الجاري ان الولايات المتحدة ستشدد العقوبات على حكام بورما العسكريين ومسانديهم الماليين.
وقال الرئيس في كلمته: "اننا سنفرض حظرا موسعا على تأشيرات السفر على أولئك المسؤولين عن أسوأ انتهاكات الحقوق الإنسانية وأفراد أسرهم. وسنستمر في دعم جهود الجماعات الإنسانية التي تعمل في سبيل تخفيف المعاناة في بورما. وأنا أحث الأمم المتحدة وكل الدول على استخدام نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي في سبيل مساعدة شعب بورما على استرداد حريته."
(الإمتناع عن تلقي الصدقات يستهدف لاشرعية الحكم في بلد شديد الإيمان بالبوذية)
من ستيفن كوفمن، المحرر في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 26 أيلول/سبتمبر، 2007- بتوليهم الزعامة الفعلية لحركة الاحتجاج ضد الحكام العسكريين في بورما، وهي حركة مضى عليها شهر من الزمن، فإن الرهبان البوذيين إنّما يعودون الى ممارسة دور مقاومة مألوف ضد المجلس العسكري في السابق، الى جانب المقاومة ضد الحكم الاستعماري لبلادهم في بداية القرن الماضي.
وما أطلق شرارة حركة الاحتجاج الحالية الزيادة المرعبة في سعر الوقود في منتصف شهر آب/أغسطس مما أدى الى التأثير على أسعار معظم السلع والخدمات. وعقب مصادمات مع أفراد الجيش الحكومي بمدينة باكوكو يوم 5 الجاري، حشد الرهبان والراهبات أنفسهم لقيادة أكبر حركة احتجاج ضد المجلس العسكري في غضون حوالي 20 عاما.
والمقرّ الرهباني للطائفة البوذية كـ"نقطة التحام" للتظاهرات يكتسي أهمية بالغة، كما ذكرت بينيلوبي إدواردز، الاستاذة المتخصصة في دراسات جنوب وجنوب شرق آسيا بجامعة كاليفورنيا-بيركلي.
وقالت في حديث مع موقع يو إس إنفو ان المقر الرهباني والمعروف بـ"سانغا" هو مؤسسة قوية وحسنة التنظيم في بلد يعرف على وجه خاص بإيمانه التقّي بالبوذية.
وأضافت إدواردز: "إن لبورما تقليدا قويا حقا من الخشوع الروحي والممارسة الدينية، والبورميون يمارسون ديانتهم بكل رصانة وورع." وأهمية الديانة البوذية هي الى درجة أن الحكام العسكريين أسسوا مجلسهم الديني الخاص الذي يعرف بـ"سانغا ناياكا" وحاولوا تعزيز شرعيتهم الخاصة بإظهار أنفسهم بمظهر الخشوع مع رعايتهم العامة للمؤسسات الدينية.
وأوضحت إدواردز انه في الدين البوذي "فان المرء ينجح في الحياة المقبلة وينتقل الى حياة أفضل ويكتسب مكانة ووضعا اجتماعيين من خلال تكديس الفضائل" الذي وصفته "بالترويج الروحي للبوذية".
وقالت ايضا: "ان الحكومة الراهنة صرفت وقتا طويلا (خلال السنوات السبع عشرة الماضية) ساعية لتصوير نفسها كفاعلة خير من خلال استثمار مبالغ مالية هائلة في تشييد المعابد."
ومن أحد أهم جوانب حركة احتجاج الرهبان ضد العسكر وحكومتهم هو مقاطعة الصدقات (التي يقدمها الناس العاديون الى الرهبان الذين يعولون على هذا العطاء) إذا جاءت هذه الصدقات من الحكام أوافراد عائلاتهم والذين رمز اليها الرهبان بقلب الأوعية التي تجمع فيها الحسنات. وهذا الإجراء بالغ الأهمية لأنه يحرم الحكومة من افعال الخير.
وتقول إدواردز ان تدبيرا كهذا يحرم الحكومة الشعور بالشرعية وهو السلاح الأخير او الوحيد، بمعنى او بآخر، لممارسة التأثير الذي هو بيد الرهبان في مواجهة الحكم. وهو عقوبة نهائية، في الواقع."
وفي بيان صدر بتاريخ 22 الجاري دعا الى حركات احتجاج على صعيد البلاد بالكامل وصفت منظمة رجال دين تعرف بتحالف رهبان كامل بورما المجلس العسكري بأنه "استبداد عسكري شرير يعمل على إفقار وحرمان جميع الناس بمن فيهم رجال الدين، وكونه العدو المشترك لجميع مواطنينا." كما دعا التحالف الى نفي المجلس العسكري من "التراب البورمي الى الأبد."
وهناك "صدى تاريخي قوي" لمشاركة الرهبان في حركة الاحتجاج الحالية، كما أفادت إدواردز التي أضافت انها لمست حركة مقاطعة مشابهة للصدقات من الحكومة العسكرية في 1990 خلال التظاهرات ضد رفض المجلس العسكري الإعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد. وهي انتخابات أفرزت آنغ سانع سو تسي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام. وقبل ذلك لعب الرهبان دورا قياديا في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في العام 1988.
وقد قمع الجيش هاتين الحركيتين قمعا وحشيا ويقدر ان حوالي 3000 راهب بوذي لاقوا حتفهم في 1988 وحده. وحينما اندلعت آخر جولة من التظاهرات كان لا يزال هناك 90 راهبا في عداد السجناء السياسيين الـ1100 في بورما بسبب نشاطهم السياسي سابقا.
وأشارت إدواردز الى انه حتى في نصوص التاريخ الرسمية للبلاد يتعين على الحكام العسكريين ان يسلموا بدور الرهبان في النضال المناهض للاستعمار البريطاني في مطلع القرن العشرين، وقد قارنت ابحاثها بين كفاح البورميين وكفاح الهند للاستقلال الذي تزعّمه مهاتما غاندي.
وعلى سبيل المثال، كما تبين إدواردز، فان يو أوتاما الموقر "شخصية معروفة وذائعة الصيت في الصيغة الشعبية لتاريخ بورما" وذلك بسبب قيادته للمقاومة ضد الحكم الاستعماري. وكناشط شكل يو أوتاما سابقة في تجاوزه القواعد الرهبانية للسلوك بولوجه الحلبة السياسية.
وفي نفس تللك الفترة الزمنية لجأ يو فيسارا الى الإضراب عن الطعام كتكتيك سياسي ضد البريطانيين. وفي نهاية المطاف توفي في الأسر بسبب امتناعه عن الطعام.
واستنادا لأبحاث إدواردز فان الزعيمين (أوتاما وفيسارا) "جمعا بين الواقعية المتزهّدة لغاندي والتزاما بالعدالة الاجتماعية والطهارة الروحية."
اما أنغ سانغ سو تشي زعيمة العصبة القومية للديمقراطية فقد نهلت ليس فقط من مثال غاندي للنضال بل كذلك من عقيدة بلادها البوذية وإرث اشتراك الرهبان في حركة المقاومة.
ويقال ان المجلس العسكري قمع الأبحاث العلمية حول أوتاما وهو يلتزم الصمت بشكل مريب حيال المهاتما غاندي في النصوص الرسمية لتاريخ البلاد ويشير الى الزعيمة سوتشي فقط بعبارات فاترة في الأعياد الوطنية ببورما. وقد شكّك بعض المراقبين الأجانب بان مرد ذلك هو الخوف من أن يربط الشعب البورمي بين الحملة المستمرة المؤيدة للديمقراطية وكفاح البلاد ضد الحكم الإستعماري في الماضي.
ومع تواصل حركات الاحتجاج أعلن الرئيس بوش يوم 25 الجاري ان الولايات المتحدة ستشدد العقوبات على حكام بورما العسكريين ومسانديهم الماليين.
وقال الرئيس في كلمته: "اننا سنفرض حظرا موسعا على تأشيرات السفر على أولئك المسؤولين عن أسوأ انتهاكات الحقوق الإنسانية وأفراد أسرهم. وسنستمر في دعم جهود الجماعات الإنسانية التي تعمل في سبيل تخفيف المعاناة في بورما. وأنا أحث الأمم المتحدة وكل الدول على استخدام نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي في سبيل مساعدة شعب بورما على استرداد حريته."
مواضيع مماثلة
» الأحزاب السياسية الأميركية لديها تاريخ حافل يزخر بالتطورات
» منظمة أوبك .. تاريخ حافل بالأزمات والإنجازات
» استقبال حافل لبعثة النجم الساحلي بعد العودة لتونس
» بيان مشترك حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في بورما
» صور مسيرات الاحتجاج في بورما أظهرت مواطن قوة وضعف الإنترنت
» منظمة أوبك .. تاريخ حافل بالأزمات والإنجازات
» استقبال حافل لبعثة النجم الساحلي بعد العودة لتونس
» بيان مشترك حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في بورما
» صور مسيرات الاحتجاج في بورما أظهرت مواطن قوة وضعف الإنترنت
نجــــــــــــــــــــــــــــــــــــد :: نجـــــــــد العامـــــــــــــــــــــــــــــــة :: تقارير أمريكية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى