مؤسسة خيرية أميركية ترسل إمدادات طبية إلى إفريقيا

من طرف dreamnagd الأحد سبتمبر 09, 2007 3:10 am

مؤسسة خيرية أميركية ترسل إمدادات طبية إلى إفريقيا
(منظمة "من المشفى إلى المرسى" تسعى من أجل تحسين نظام الرعاية الصحية في العالم النامي)

من جيفري توماس، المحرر في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 7 أيلول/سبتمبر، 2007- في مطلع العام 2007، استفاد صبي صغير في مستشفى هابيرت ماغا في كوتونو عاصمة بنين، كان مصابا بنوع خطير جدا من الملاريا من المعالجة الوريدية التي وفرتها له منظمة "من المشفى إلى المرسى"، وهي منظمة غير حكومية تقوم بجمع الإمدادات غير المستعملة من المراكز الطبية الأميركية وتشحنها إلى المستشفيات في أفريقيا.

وقال مؤسس المنظمة الدكتور بروس تشاراش إن الصبي لم يكن يستجيب للعلاج من الفم. وأضاف "أنهم كانوا في حالة ميئوس منها ومضطرين لإخضاعه للمعالجة الوريدية ولكنه لم يتوفر لهم الخط الوريدي في بنين. وقد وصلتُ في اليوم الذي وصلت فيه الحاوية التي تقل الإمدادات الطبية وتمكنا من سحب خط وريدي من الحاوية واستطعنا معالجته بالأدوية الوريدية. وقبل مغادرتي فحصته للاطمئنان عليه وتأكدت أن حالته تسير على ما يرام".

وتلزم التعليمات الحكومية الأميركية المستشفيات في البلاد بالتخلص من أي إمدادات طبية غير مستعلمة تكون في طرود خارجية مفتوحة حتى ولو كانت المواد المتبقية ملفوفة كل على حدة ومعقمة. وهكذا، فإنه يتم التخلص يوميا من آلاف الأطنان من الإمدادات الطبية في الولايات المتحدة بسبب الإفراط الزائد في الإنتاج واللوائح الإجرائية. وفي العام 2005 قرر تشاراش، وهو طبيب من نيويورك مختص في أمراض القلب، بأنه يتعين القيام بعمل ما لجمع هذه الإمدادات والمعدات الطبية الفائضة وتوصيلها إلى المستشفيات في العالم النامي التي هي في أمس الحاجة لها.

وها هي اليوم، تقام الصناديق في أجنحة وغرف العمليات في المستشفيات التي تشارك في برنامج "من المشفى إلى المرسى". إذ يتم جمع الإمدادات الطبية غير المستعملة ونقلها إلى مخازن لفرزها وجردها من قبل المتطوعين. ومن ثم يكون بإمكان المراكز الطبية في إفريقيا أن تختار وتطلب الإمدادات التي تحتاج إليها من المخزون. ويشارك حاليا سبعة عشر مستشفى بشكل مباشر في برنامج "من المشفى إلى المرسى"، ومنها رابطة مستشفيات نيويورك الكبرى التي تضم 300 مستشفى شريك في البرنامج.

وتشمل المعدات أسرة خاصة بالمستشفيات ونقالات وكراسي متحركة وعكازات، وأجهزة مراقبة دقات القلب وماكينات التصوير بالأشعة السينية – وجميعها في حالة جيدة. وقال تشاراش في تصريح لموقع يو إس إنفو "إننا، في الولايات المتحدة، نقوم باستمرار بتحديث وترميم المستشفيات. وعندما يتم ذلك يتيح لنا المستشفى الذي تم ترميمه أو تحديثه الوصول إلى الجناح الذي يتخلصون منه بالكامل لنأخذ منه كل شيء صالح للعمل، ومن ثم نقوم نحن بالتأكد من أن الأجهزة الإلكترونية تعمل على ما يرام ونتولى تركيبها في البلد الذي يحصل عليها".

ويوفر برنامج "من المشفى إلى المرسى" حتى التعليمات الخاصة بكيفية الاستخدام باللغة الخاصة بالبلد الذي يحصل على المعدات. وأشار تشاراش إلى أن السبب الذي يدعو المستشفيات إلى التخلص من الأجهزة القديمة التي تعمل بشكل جيد هو أنها تضطر في كثير من الأحيان إلى الحصول على الطراز المقبل الجديد، بالرغم من أن الكراسي المتحركة القديمة والنقالات وأجهزة مراقبة دقات القلب في حالة جيدة جدا. كما تقوم المنظمة بجمع مواد معقمة استخدمت مرة واحدة وشحنها إلى المستشفيات الإفريقية مثل القفازات الجراحية والحقن والخطوط الوريدية.

وقال إنه في غرف العمليات في الولايات المتحدة، إذا ما أراد شخص ما أن يخضع لجراحة في الصدر، تقوم الممرضات بإعداد غرفة العمليات وذلك بفتح مجموعة من الإمدادات الطبية الخاصة بالجراحة أعدت سلفا تسمى عدة جراحة الصدر. ويمكن أن تحوي هذه العدة ضمن ما تحويه من الآلات الملفوفة كل على حدة 180 آلة معقمة ملفوفة داخلها كل على حدة. وتنص اللوائح الأميركية على أن يتم التخلص من كامل الإمدادات التي لم تستخدم في العملية الجراحية، بالرغم من أنه لم يتم لمسها أو إخراجها من المغلفات المعقمة الأصلية التي جاءت فيها. وتحتوي الأطقم الطبية الأميركية عادة على نسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة زائدة عن الإمدادات المطلوبة للجراحة، بحسب ما أفاد تشاراش الذي قال إنه طالما يتم إهدار تلك الأشياء، فإننا سنقوم بجمعها، وإعادة توزيعها مجانا على البلدان التي هي بأمس الحاجة إليها.

وما أن أصبح برنامج "من المشفى إلى المرسى" قائما بذاته، حتى أدرك تشاراش والمتعاونون معه أن بإمكان المنظمة أن تعزز الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمكافحة الايدز والسل والملاريا والتهاب السحايا والأمراض الأخرى. إذ يقول "إننا لا نحصر عملنا على مجرد إرسال الإمدادات لكننا نستثمر مع حكومات البلدان التي نعمل فيها (...) في جهد أوسع من أجل تحسين نظام الرعاية الصحية في هذه البلدان".

ويقيم برنامج "من المشفى إلى المرسى" وسائل تبادل وجهات النظر بواسطة البريد الإلكتروني بين المستشفيات المستفيدة في إفريقيا ومستشفيات تعليمية في الولايات المتحدة. ويذكر تشاراش أنه سيكون لدينا أطباء ممن يعلمون الأمراض المعدية يتحدثون إلى الأطباء الذين يحضرون دورات تدريبية في الأمراض المعدية للتشاور معهم. كما يقوم برنامج "من المشفى إلى المرسى" بتوسيع برنامج تبادل البعثات الطبية مع المستشفيات الإفريقية، والعمل على إقامة المشاريع الثانوية في مجال الصحة العامة والرعاية الصحية وسلامة العمال والصرف الصحي. ولذا "فإننا نقوم باستقطاب العقول الطبية الأميركية سواء عن طريق الإنترنت وفي النهاية للخدمة في المستشفيات. كما نحاول ألا نرسل فقط حاوية ولكن سيلا متواصلا بشكل منتظم من هذه الحاويات – كي نكون بمثابة خط أنابيب - لذا فإننا بمجرد أن نبدأ في المشاركة نواصل مشوارنا".

ويعمل برنامج "من المشفى إلى المرسى" مع غيره من الجماعات والمنظمات الخيرية مثل مكتب الرياضة من أجل السلام والتنمية التابع للأمم المتحدة. فعلى سبيل المثال، شحنة الإمدادات التي تم إرسالها إلى بنين، أرسلت من قبل منظمة ميدشير الدولية، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من أطلنطا مقرا لها وهي تقوم أيضا بإرسال الإمدادات الطبية الفائضة إلى البلدان التي تحتاج إليها. ويقوم برنامج "من المشفى إلى المرسى" باختيار المستشفى المستفيد من الشحنة ويدفع لميدشير تكاليف إرسال الشحنة.

وخلص الدكتور بروس تشاراش مؤسس منظمة "من المشفى إلى المرسى" إلى القول إن هذا النوع من التعاون يعد أمرا جوهريا، وقد كونا العديد من الشراكات لأن ذلك هو أساس الكفاءة والفاعلية.