إندونيسيا لم تقم بعد بتشاطر عينات فيروس إنفلونزا الطيور الضر

من طرف dreamnagd الأربعاء أغسطس 15, 2007 12:36 pm

إندونيسيا لم تقم بعد بتشاطر عينات فيروس إنفلونزا الطيور الضرورية للتوصل إلى لقاحات
(العلماء الأميركيون يبتكرون لقاحاً ضد فيروس H5N1 يستهدف الفيروس في مرحلة نشوئه)

من شيريل بليرين، محررة الشؤون العلمية في موقع يو إس إنفو
واشنطن، 14 آب/أغسطس، 2007---- رغم أن إندونيسيا، وهي الدولة التي توجد فيها أعلى معدلات إصابة ووفاة بإنفلونزا الطيور الممرضة جدا، كانت قد وافقت في آذار/مارس الماضي على تشاطر الفيروسات المؤدية إلى ذلك المرض مع منظمة الصحة العالمية، إلا أنها لم تقم بذلك حتى الآن.

وتقوم جميع الدول، باستثناء إندونيسيا، بإرسال عينات بشرية من فيروس إنفلونزا الطيور من سلالة H5N1 إلى شبكة مراقبة الإنفلونزا العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية كي يتمكن العلماء من تقييم خطر احتمال تغير إحدى سلالات الفيروس بحيث تصبح قادرة على الانتقال بسهولة من شخص إلى آخر وكي يمكن التوصل إلى تطوير الفحوص التشخيصية واللقاحات.
وقال الدكتور ديفيد هيمان، مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية، في مؤتمر صحفي في 6 آب/أغسطس، إن إندونيسيا، بعدم تشاطرها الفيروسات، "تعرض مواطنيها هي نفسها للخطر، لأنه في حال عدم تشاطر تلك الفيروسات بكل انفتاح مع الشركات الصناعية، فإن اللقاحات التي يتم تطويرها لن تحتوي على عناصر (فيروسات) الإصابات الإندونيسية."

وأضاف أن هذا يعرض أيضاً أمن الصحة العامة العالمية للخطر.

وكانت إندونيسيا قد أكدت في 11 تموز/يوليو وقوع الإصابة البشرية رقم 102 بإنفلونزا الطيور فيها، وهي إصابة طفلة في السادسة من العمر بالمرض في بانتن. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية وفاة 81 شخصاً في إندونيسيا نتيجة إصابتهم بالفيروس. ويبلغ عدد الذين انتقلت إليهم العدوى بفيروس H5N1 منذ عام 2003 في جميع أنحاء العالم 319 نسمة، توفي 192 شخصاً منهم.
وقد جاءت ملاحظات هيمان في سياق عرضه نتائج اجتماع بدأ في 31 تموز/يوليو واستمر خمسة أيام في سنغافورة، ناقش فيه مندوبون من 24 دولة قضايا مرتبطة بتشاطر الفيروسات وتوزيع اللقاحات بشكل منصف على الدول الفقيرة والغنية.

* تشاطر الفوائد

قال هيمان إن الجمعية العامة للصحة العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية أصدرت في شهر أيار/مايو الماضي القرار رقم 60,28، الذي أوضح الخطوط العريضة لكيفية تتابع النشاطات الرامية إلى ضمان "حصول الدول على الفوائد التي تعتقد أنها ستحتاج إليها من تشاطر الفيروسات."

وقد استضافت سنغافورة الاجتماع الأول في تلك العملية؛ وسيُعقد الاجتماع الثاني في جنيف في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر القادم. وسيكون الاجتماع النهائي الذي تُختتم به العملية بكاملها دورة الجمعية العامة للصحة العالمية الـ 61، التي ستُعقد في أيار/مايو 2008.

وقد تم بناء على القرار استحداث مخزون احتياطي جديد من لقاح H5N1 ، سيحتوي في بداية الأمر على 50 مليون جرعة تتبرع بها شركة غلاكسو سميث كلاين. وتجدر الإشارة إلى أنه كان قد طُلب من مدير عام منظمة الصحة العالمية، مرغريت تشان، وضع آلية لتشاطر الفوائد بين الدول المختلفة، ويشكل المخزون الاحتياطي المستحدث جزءاً من ذلك الجهد. كما ستقوم المدير العام بتكليف الجهات المختصة وضع تقرير عن الملكية الفكرية في ما يتعلق بملكية الفيروس.

وقال هيمان إن "منظمة الصحة العالمية تعمل حالياً على تحديد الآلية التي ستحكم هذا اللقاح وتضمن توزيعه بالتساوي على دول العالم المحتاجة إليه."

ويشكل المخزون الاحتياطي آلية لتشاطر الفوائد على المدى القصير. أما على المدى المتوسط والمدى الطويل، فقد طلبت الدول النامية نقل تكنولوجيا صناعته إليها كي تتمكن من إنتاج اللقاحات في بلدانها.

وقد قدمت منظمة الصحة العالمية منحاً لست دول نامية لنقل تكنولوجيا إنتاج اللقاح إليها مستخدمة موارد (مالية) قدمتها الولايات المتحدة واليابان وكندا وبنك التنمية الآسيوي.

* لقاحات جديدة

يعكف في الولايات المتحدة فريق من العلماء في المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية التابع لمعاهد الصحة القومية مع شريك في كلية الطب في جامعة إيموري في ولاية جورجيا، على إعداد لقاحات وعقاقير يمكنها استهداف فريوسات H5N1 المتكهن بتغيرها قبل حدوث الطفرة ونشوئها بشكل طبيعي.

وقال مدير معاهد الصحة القومية، الياس زرهوني، في بيان في 9 آب/أغسطس، إنه "في حين أنه لا يمكن لأي كان معرفة ما إذا كان فيروس H5N1 سينتقل من فيروس طيور إلى فيروس بشر وموعد حدوث ذلك، (فإن الفريق) توصل إلى طريقة لاستباق ذلك ومعرفة الكيفية التي قد يحدث فيها الانتقال وسبل معالجة أمره."

ويعتبر صنع لقاح ضد سلالة H5N1 أو أي فيروس إنفلونزا آخر أمراً روتينياً إلى حد كبير، إذ يتم عزل عينات من فيروس الإنفلونزا ثم تنميتها في بيضات أو في خلايا مستنبتة في المختبرات. ويتم بعد ذلك جمع الفيروس وتحويله إلى فيروس خامل (تجريده من نشاطه) وتنقيته ثم إضافته إلى المقومات الأخرى في اللقاح.

ويحفز حقن المرء باللقاح المضاد للإنفلونزا جهاز مناعته على اكتشاف أجزاء من الفيروس الخامل في اللقاح وصنع أجسام مضادة لها تحيّدها. وفي حال تعرض ذلك الشخص في وقت لاحق لفيروس الإنفلونزا، تساعد الأجسام المضادة في مقاومة الإصابة.

ولكن فيروسات الإنفلونزا دائمة التغير وتكون اللقاحات على أنجع ما تكون عليه ضد السلالات المحددة التي صنعت منها. وهذا هو ما يجعل التكهن بمدى فعالية لقاح يصنع اليوم ضد فيروس ينشأ غداً أمراً صعبا.

* إنفلونزا الطيور والبشر

ركز الفريق الأميركي، الذي يرأسه الدكتور غاري نابل مدير مركز أبحاث اللقاحات في المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، على التغيرات التي تمكن فيروسات إنفلونزا الطيور من سلالة H5N1 من تمييز الخلايا البشرية والدخول إليها بسهولة أكبر.

ويلتصق فيروس H5N1 المتكيف لإصابة الطيور بأماكن على خلايا الطيور تعرف بالمتلقيات السطحية. وهناك اختلافات طفيفة بين هذه المتلقيات والمتلقيات الموجودة على سطح الخلايا البشرية، مما يوضح جزئياً سبب كون فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 يستطيع إصابة البشر ولكنه لا يستطيع الانتشار بينهم بسهولة.

وقد توصل الفريق إلى أن الطفرات تغير كيفية تعرّف جهاز المناعة على الفيروس واستخدم هذه المعرفة لصنع لقاحات وعزل أجسام مضادة جديدة قد يتم استخدامها ضد فيروسات متغيرة ومتكيفة للانتقال بين البشر.

وقد قام علماء الفريق بحقن فئران بالمادة المستخرجة من الفيروسات التي عدلوها بحيث أصبحت تحتوي على التغييرات فاكتشفوا جسماً مضاداً يمكنه تحييد أشكال فيروس H5N1 المتكيفة للانتشار بين الطيور وتلك المتكيفة للانتشار بين البشر.

وقال مدير المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، آنثوني فوسي، إنه "يمكن أن تؤدي هذه الأبحاث إلى مساعدة محتملة في احتواء وباء إنفلونزا عالمي في فترة مبكرة من ظهوره."