الايطاليون والصينيون يتنافسون على الثوب القديم

الثوب الخليجي الرجالى أو ما يسمى بـ « الدشداشة» في بعض الدول الخليجية ظل ولا زال وفيا لتاريخه الطويل في شكله ولونه الأبيض على الرغم من إدخال بعض التفاصيل الصغيرة في طريقة تصميمه ليتناسب مع تطور المجتمع لكنه يحمل في تفاصيله ثقافة وهوية وتاريخ البلد إلى حد كبير و يمكن من خلاله التعرف على البلد الخليجي الذي ينتمي له صاحبها من خلال التصميم والتطريز ولعل طبيعة المناخ والأجواء في الجزيرة العربية المتقلبة جعلت ارتداء الثوب والتمسك به سمة بارزة لدى المجتمع الخليجي و في الآونة الأخيرة تمت إضافة بعض التصميمات إلى الثوب خاصة عند الشباب بضم لونين معاً في بعض الأحيان وذلك مواكبة للأشكال والتصميمات التي نراها في عالم موضة الأزياء مثل الرقبة المفتوحة التي تعرف بالياقة الصينية والجيوب المطرزة بلون آخر ووضع» كبكات وأزرة» من فصوص وهناك المبروم والمدروز أي التي تكون خيوط الخياطة ظاهرة ومدبولة ويكون خيطان بجانب بعضهما البعض.
تميز
ويقول «عبدالله الحميري» خياط: إن الثوب الأبيض بالنسبة للمجتمع الخليجي والسعودي يظل مهما لأنه يعطي الفرد شعوراً بالقوة والتميز عن الغير، إضافة لذلك يمنح الشعور بالانتماء إلى الماضي العريق ولهذا تجد الاهتمام باختيار أفضل أنواع الاقمشة لدى غالبية الناس حتى يكون المظهر العام على أحسن وجه.و الثوب كما هو لم يتغير بمعنى التغيير وكل الذي طرأ عليه إضافة بعض اللمسات الجمالية في طريقة التصميم من حيث الجيوب والتطريز وعادة ما يكون التطريز لأشكال هندسية وخطوط متوازية باللون الأبيض أو لون قريب من لون القماش فضلا على أن هناك بعض الثياب التي تطرز بلون متناقض تماما، وبأشكال زهور وتوضع عليها بعض الفصوص ولعل الياقة الصينية هي التي راجت كثيرا في الآونة الأخيرة بين أوساط الشباب.

قيمة
ويضيف عبد الله بان للثوب التقليدي قيمة حضارية تعكس مفهوم حضارة المجتمع لذا أقترح بأن يبقى الثوب دون تغيير، ولكن الباب مفتوح أمام المصمم المبدع للتجديد والتطوير بشرط أن يلتزم بروح اللبس التراثي ويعكسه على الزى الحديث بلمسات الماضي وحداثة العصر.و أجود أنواع الأقمشة التي يصمم منها الثوب هي التي تكون مصنوعة من القطن أو الكتان أو الحرير و التي تكون باللون الأبيض أو اللون السكري أو الذي يكون القماش على شكل مربعات أو خطوط متشابه وهي ايطالية أو يابانية الصنع ويتراوح سعر الثوب من هذه الأقمشة ما بين 120 ريالا إلى 1000 ريال.

تصميم
ونوه حلمى السيد «خياط» الى الأسماء التي يعرف بها الثوب ومن أشهرها الثوب الحجازي والعماني والكويتي والقطري والغزاوي والمبروم وكل هذه الأسماء أتت من واقع المجتمع الخليجي و تنفذ هذه التصاميم مع إضافة بعض التغيرات على شكل الثوب على حسب رغبة الزبون لذا يجب على المصمم أن يتقن جميع التصاميم حتى يستطيع أن يلبي رغبة الزبون وعن المدة التي يستهلك فيها الثوب يقول حلمي يتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنة وهذا على حسب نوعية وجودة القماش ولكن أكثر ما يتلف الثوب هو كثرة الغسيل بإضافة مواد تنظيف أثناء الغسيل.
اضافة
ويشير الشاب» مراد عبدالله» الى أنه يحب التميز بإضافة تصميم جديد لثوب مع اختيار أفضل الأقمشة والألوان مع بعض اللمسات في شكل الثوب وتكون مناسبة لي ومن هذه الإضافات مثلا خيوط مطرزة وتكون الرقبة عريضة.و هناك بعض الإضافات في تصميم الثوب تبقى غير مرغوب فيها لدى البعض مثل الثوب الذي يكون محدد الخصر» ضيقا» والسبب في ذلك، لأنها تفتقد إلى تصميم الثوب الرجولي الذي تعودنا عليه.
إتقان
ويرى الشاب «حسن الخالد» أنه لا يكتمل التصميم الجيد لثوب إلا بتنفيذ وتفصيل متقن فاللبس عملية متكاملة والتنفيذ لا يقل أهمية عن التصميم فالمناسبات العائلية أو الحفلات لا تحضر إلا بالثوب والشماغ أو الغترة، ولذلك تجد الحاضرين يسعون للتميز فيما بينهم عن طريق إضافة بعض التطريزات والإكسسوارات التي تضاف على الثوب.