أمم أفريقيا: خروج مشرّف لتونس والصحافة تنقسم حول الأداء

خرج المنتخب التونسي بصعوبة من منافسات بطولة أفريقيا لكرة القدم، وذلك بعد مباراة شيّقة، اضطر الفريقان إلى اللجوء للوقت الإضافي من أجل حسمها، بعدما قلب "نسور قرطاج" خسارتهم بهدفين دون مقابل إلى تعادل مستحق، قبل أن يجانبهم الحظ في الوقت الإضافي.

وتباينت نظرة الصحافة التونسية إلى نتيجة المنتخب، وقد حولت بعضها الإشارة إلى ما اعترض منتخبها خلال اللقاء وقبله من صعوبات وعراقيل، في حين أظهرت صحف أخرى رضاها عن أداء المنتخب والصورة التي ظهر بها خلال البطولة.

وكانت الكاميرون قد افتتحت التسجيل بهدف في الدقيقة 19، عبر ستبفان مبيا، قبل أن تعود وتعزز التقدم بهدف آخر، سجله جيرمي نجيتاب في الدقيقة 28، مما أوهم جميع المشاهدين أن المنتخب التونسي متجه نحو خسارة قاسية.

إلا أن شوقي بن سعادة أعاد الروح لـ"نسور قرطاج" في الدقيقة 35، وذلك من خلال الهدف الذي سجله وقلص من خلاله الفارق إلى هدف واحد، لينتهي الشوط الأول وسط حالة من الترقب.

وتبادل المنتخبان الهجمات مع بداية الشوط الثاني، غير أن الشباك لم تهتز حتى الدقائق الأخيرة، وذلك بعدما نجح ياسين الشيخاوي بتعديل النتيجة في الدقيقة 81، وسط فرحة تونسية عارمة.

ولجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي، وقد كان مبيا من جديد بالمرصاد للمرمى التونسي، فسجل هدفاً سريعاً بعد ثلاث دقائق فقط، منتزعاً بطاقة التأهل للدور النصف نهائي لمصلحة الكاميرون.

وتلعب غانا مع الكاميرون الخميس في مباراة الدور النصف نهائي، فيما تواجه مصر، الممثل الوحيد للعرب في البطولة، منتخب ساحل العاج.

وفي تونس، اختلفت تحليلات الصحف للمباراة، ففي صحيفة "الصباح،" برز موقف نقدي لحسن عطية، تحت عنونان "وداعاً كأس أفريقيا، جاء فيه: "انطلاقا من كوني لا ولن أعترف أبدا بأن هناك هزيمة مشرّفة وهزيمة غير مشرّفة، فكلّ الهزائم عندي تبقى غير مشرّفة مهما كانت ظروفها وخلفياتها، فإنّني أعتبر أنّ حصيلتنا في كأس إفريقيا كانت سلبيّة في مجملها!."

وبعد استعراض أداء تونس في الأدوار التمهيدية قال عطية: "ثمّ جاء الدّور ربع النهائي وكنّا نمنّي النّفس بالتأهّل إلى المربّع الذهبي، لكن ماذا حصل؟ الذي حصل أنّنا دخلنا المقابلة بحذر مفرط، دون أن نستخلص العبرة بما كان حدث لنا أمام السنغال، فقبلنا هدفين مبكّرين."

ومن الملعب، جاء في قصة لمنية الورفلي تحت عنوان "كان بالإمكان أحسن مما كان!" أن المنتخب التونسي "فرّط في ورقة العبور إلى الدور نصف النهائي بعد أن انهزم أمام منتخب كامروني كان في المتناول إذا كانت عناصرنا الدولية آمنت بذلك منذ أول دقيقة في اللقاء ولم تترك المنافس يأخذ أسبقية هدفين."

وبرز في التغطية أيضاً انتقاد الطابع الحذر للعب المنتخب التونسي، إلى جانب الخلاصة التي جاء فيها "نشير في الأخير أن الحكم المالي كوليبالي كان منحازا نوعا ما للكامرون ولنجومية صامويل إيتو."

أما صحيفة الوسط، فقد انتقدت بدء المنتخب التونسي المباراة متراجعا، ليعطي الفرصة للكاميرون للسيطرة وتشكيل خطورة على مرماه، وأشارت إلى الفرصة التي لاحت أمام المنتخب لتعديل النتيجة في الشوط الأول والتي فشلت بسبب العارضة الكاميرونية.

أما النشرة الإلكترونية لـ"الصحافة" فعنونت: "مصاعب عديدة للمنتخب الوطني في آخر حصة قبل ملاقاة الكاميرون، 8 أطنان من التغذية للكاميرون وفرحة عارمة في تامالي."

وقالت "الصحافة" إن الكهرباء قد قطعت بصورة متعمدة عن الملعب الرئيسي بمدينة تامالي خلال آخر حصة تدريبية لتونس، واستدلت على صحة اتهمها بقولها إن العمال "غادروا الملعب بسرعة من أجل التمتع بفرصة متابعة مباراة غانا ونيجيريا ضمن منافسات ربع النهائي. وما إن قدم المشرفون على الملعب وهم صينيون (بعدما بحث عنهم مشجع تونسي) حتى عاد التيار الكهربائي فكيف يمكن القول أن التيار الكهربائي مقطوع؟"

وأضافت "الصحافة" أن طائرة خاصة نقلت 8 أطنان من الأغذية والحاجيات التي ستخصص للاعبي الكاميرون، في حين اختارت "أداء بطولي وانسحاب مرّ" عنواناً للتغطية التي قدمتها للمباراة.

والتي قالت في نهايتها إن المنتخب التونسي: "خرج مرفوع الرأس بعد مردوده البطولي خاصة في الشوط الثاني الذي قدم خلاله لاعبونا مستوى رائعا ومتميزا لكن الإرهاق البدني في الحصتين الإضافيتين كان عائقا أمامهم للعودة مرة أخرى في النتيجة."