اعتماد نتائج مؤتمر «جيولوجية الشرق أوسطية في تطوير استكشاف النفط العراقي»

يعكف باحثون عراقيون على المشاركة في أعمال المؤتمر العالمي لجيولوجية الشرق الاوسط الذي سيعقد في الفترة من 3-5 مارس المقبل في المنامة على دعوة القائمين على القطاع النفطي في العراق, لاعتماد بحوث ودراسات عالمية في استكشاف النفط والغاز والتحديد الأمثل للحقول النفطية الجديدة, وتطوير الاستكشافات العراقية, لما تمثله الطرق والتقنيات النفطية الحديثة من ضغط في تكاليف الإنتاج , فضلا عن دعوة الجامعات العراقية والشركات النفطية لبحث الدراسات العالمية والعربية التي ستقدم إلى المؤتمر والإفادة من الخبرات النفطية العالمية.
وقال الدكتور كاظم, الذي سيرأس الوفد العراقي: إن المؤتمر سيتضمن عرضا للبحوث المتميزة في جيولوجيا النفط في الخليج العربي والعراق وإيران، المقدمة من قبل شركات النفط العالمية العاملة في المنطقة وعدد من الجامعات العربية، إذ تمثل بحوث الوفد العراقي احد الأركان الرئيسية للبحوث التي ستلقى خلال المؤتمر والملصقات التي ستعرض اثناء جلسات المؤتمر ولتكون فيها مناقشة احدث التقنيات عالمياً في استخراج واستشكاف النفط والغاز .
وأضاف: إن البحوث التي سيقدمها مجموعة من الباحثين العراقيين في المؤتمر تمثل نتاج مجموعة النفط في قسم علوم الارض بجامعة بغداد لدراسات فعلية انجزت خلال السنتين الماضيتين وبأحدث العلوم والتقنيات المتوافرة في بعض الحالات في جامعات علمية مرموقة في اوروبا وأمريكا.
وتابع: إن هذه البحوث هي الإنتاجية الهيدروكاربونية لتكوين الساركلو الذي يمثل صخور وطبقات الجوراسي الاوسط ( قبل 152-176 سنة) وعوائل النفط المتجمعة في صخور شمال العراق, والأصول الغازية والنفطية للنفوط المتجمعة في تكوين الجريبي الذي يمثل صخور وطبقات المايوسين الاوسط ( قبل 11-16 مليون سنة) في محافظة ديالى, و سحنات المواد العضوية الرسوبية ودورها في نشوء هيدروكاربونات وصخور العصر الترياسي الاعلى ( قبل 205-220 مليون سنة) في محافظة نينوى.
وستقدم بحوث في استعمالات العلامات الحياتية في نفط تكوين المشرف الذي يمثل صخوراً وطبقات تكونت ( قبل 83-88 مليون سنة) في تفسير نشوء النفط وخطوط هجرته ومناطق تجميعه في حقول الرميلة الجنوبي والشمالي والزبير وحقل رطاوي في البصرة, ودراسات جيوكيميائية عضوية ومجهرية في تفسير نشوء النفط من المواد العضوية الهيدروكاربونية في تكوين السلي (الذي يمثل صخوراً وطبقات تكونت قبل 128-139 مليون سنة) في منطقتي البصرة والعمارة.
الدكتور ثامر كاظم قال: انه سيقدم في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط شرحا في تكوين النفط في العالم والعراق في جنوبه وشماله ووسطه، إذ تكونت الكميات الهائلة الاعلى كمية والافضل نوعاً في العالم من تراكم المواد العضوية الهيدروكاربونية مثل الطحالب والعوالق البحرية والفطريات والجزيئات النباتية في بحر التيثيس القديم الموازي لخط الاستواء والمجاور لغابات استوائية ذات مناخ رطب ودافيء خلال حقب الحياة المتوسطة ( قبل 50-250 مليون سنة) ودفنت تحت تراكم الترسبات واندفاع صفيحة القارة الآسيوية الاوروبية نحو الصفيحة العربية – الأفريقية.
وأشار إلى أن ذلك ساعد على تكسر وتحول المواد العضوية هذه بمعزل عن الاوكسجين وبفعل البكتيريا اللاهوائية الى مواد اخرى يطلق عليها الكيروجين علمياً وان التزايد الحراري عليها تحت سطح الأرض بدرجات مئوية 60-170 ْم قد ساهم على تقطيرها الى النفط والغاز بفعل الحركات التكتونية قبل عشرة ملايين من السنين واكثر، والتي أدت الى انغمار الصخور التي تحتوي على المواد العضوية الهيدروكاربونية الى حوالي خمسة الاف متر عمقاً والتزايد الحراري عليها ثم نشوء الهيدروكاربونات اضافة الى انطواء الطبقات وتكوين القبب الطبقية.
ويضيف: إن تجميع هذه النفوط المتكونة فقد كانت في المصائد التركيبية والطبقية التي تكونت بفعل التواء الطبقات لتكوين القبب والتي امتلأت بالنفط والغاز ضمن الصخور العالية المسامية التي انغلقت بواسطة صخور الختام الغطائية العديمة المسامية بعد تكوين النفط ليتم حفظ النفط بشكل بركة او بحيرة صغيرة من النفط تحت سطح الارض كمتداخلة في مسامات الصخور الخازنة وان بعضاً من النفط والغاز يستمران في هجرتهما في الطبقات الحاملة حتى يتم نضوحها من سطح الارض كما هي الحالة في شعلة كركوك الأزلية ومنطقة شلالات كلي علي بك وجنوب شرقي العراق قرب الحدود مع إيران. ولهذه الأسباب ترجع الدراسات البحثية في جيولوجيا النفط بالدرجة الرئيسية في صخور حقب الحياة المتوسطة للبحث عن مناطق توليد النفط وتكون دراسات ايجاد المصائد النفطية والغازية في حقب الحياة المتوسطة وحقب الحياة الحديثة وحتى الوصول للنضوحات الهيدركاربونية التي تخرج من سطح الارض في شمال وجنوب شرق العراق.