مقالة رأي: السفيرة نولاند حول تجديد حلف ناتو نفسه في أفغانستان

من طرف dreamnagd الأربعاء فبراير 06, 2008 2:44 am

مقالة رأي: السفيرة نولاند حول تجديد حلف ناتو نفسه في أفغانستان
(المهمة استثمار في تغيير جذري للقرن الحادي والعشرين في الحلف الديمقراطي)

واشنطن، 4 شباط/فبراير، 2008- نشرت مقالة الرأي هذه لأول مرة، وهي بقلم السفيرة الأميركية لدى منظمة حلف شمال الأطلسي فكتوريا نولاند، في صحيفة الواشنطن بوست في 1 شباط/فبراير. والمقالة ملك مشاع ولا قيود على إعادة نشرها.

قي ما يلي نص المقال:
حلف شمال الأطلسي يتجدد في أفغانستان

بقلم فكتوريا نولاند،

سفيرة الولايات المتحدة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي

من السهل أن نقصر في تقدير حلفائنا حق قدرهم أحياناً لاعتيادنا وجودهم أو أن ينتابنا الشك حول ما إذا كانوا على مستوى التحدي في مكان كأفغانستان. وتساهم اليوم في المهمة هناك 25 دولة حليفة في منظمة حلف شمال الأطلسي و14 دولة أخرى بالإضافة إلى قوات الولايات المتحدة والقوات الأفغانية. ولم يكن هناك قبل ثلاث سنوات سوى حفنة منا تقاتل طالبان. وقد أفسح الـ28 ألف جندي غير أميركي وعناصر الـ13 فرقة إعادة تعمير أقاليم غير أميركية المنتشرون في جميع أنحاء أفغانستان المجال أمام القوات الأميركية والأفغانية كي تركز على ساحات المعارك الشديدة في شرق أفغانستان. إن القتال صعب ولكنه كان سيكون أصعب بكثير بدون مساعدة الحلفاء لنا.

لقد حمل القرار الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي قبل ما يزيد قليلاً على عام بتولي مسؤوليات أمنية في جميع أنحاء أفغانستان 10 آلاف جندي كندي وبريطاني وأوروبي آخر إلى جنوب أفغانستان، حيث تشاركوا في العمل مع ألف جندي أسترالي تقريبا. وأتاح ذلك للقوات الأميركية المشاركة في عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وفي عملية الحرية المستديمة التركيز في المقام الأول على التصدي للتمرد في الشرق على محاذاة الحدود الباكستانية وزيادة تدريب الأفغان. وقرر الرئيس بوش في العام الماضي، لتعزيز هذا الجهد، إرسال 3 آلاف و500 جندي أميركي إضافي و 10,2 مليار دولار من الدعم التنموي والأمني لأفغانستان. وقد انضم الكثير من الحلفاء إلى هذا الجهد.

وبعد ما يزيد قليلاً على العام، أصبحت الأقاليم والقرى في جميع مناطق أفغانستان الشرقية والجنوبية، في غزني وخوست وبكتيكا ونورستان وكونار؛ وفي وادي سنغين في هلمند؛ وفي المنطقة الواقعة جنوب قندهار، أكثر أمناً مما كانت عليه وأصبح الوصول إليها أسهل مما كان عليه طوال سنوات، وفي بعض الحالات طوال عقود. وقد ارتفع عدد الجنود الأفغان المدربين من 35 ألفاً إلى 50 ألفاً، وأصبح الأفغان أنفسهم يتصدرون القتال في بعض العمليات القتالية المهمة. وسوف ترسل الولايات المتحدة هذا الربيع 3200 عنصر إضافي من مشاة البحرية للاستفادة من المكاسب التي تم تحقيقها والمحافظة على الزخم، 2000 منهم للمهمات القتالية في الجنوب و1000 مدرب إضافي لعملية الحرية المستديمة، يركزون في المقام الأول على تدريب قوات الشرطة الأفغانية. وسوف نحث حلفاءنا مجدداً، خلال قمة ناتو في بوخارست، برومانيا، في نيسان/إبريل القادم، على أن يكونوا نداً لنا ويقدموا عدداً مماثلاً من الجنود وكمية مماثلة من المال.

ورغم بعض العناوين الصحفية المنذرة بكارثة، حقق الأفغان وشركاؤهم الدوليون الأربعون في مجال الأمن، بمن فيهم جميع الدول الأعضاء في حلف الأطلسي، نجاحات رئيسية في العام الماضي. فهجوم الربيع الذي طال التبجح به لم يحدث، وتم تشييد الطرق والمدارس والأسواق ومؤسسات الأعمال في جميع أنحاء البلد. إلا أن الصعوبات الشديدة التي تواجه هذه المهمة اتضحت هي أيضاً للأفغان والأميركيين والحلفاء الآخرين. لقد لجأ المتمردون إلى التكتيكات الإرهابية الفتاكة المستخدمة للعبوات المتفجرة المصنوعة محليا والمفجرين الانتحاريين وعمليات الخطف والاغتيالات المستهدفة؛ وهم يقتلون الأساتذة أمام تلامذتهم، وأعضاء البرلمان في مناطقهم الانتخابية والأجانب في وسط كابول. وفي المناطق ذات الوضع الأمني الضعيف، خصص تنظيم طالبان وكبار تجار المخدرات الممكّنين له مزيداً من أفضل الأراضي الزراعية لإنتاج نبات الخشخاش (الذي يصنع منه الأفيون). وقد أخذ الفساد والجرائم في الازدياد وبدأ تلهف المواطنين الأفغان المتململ إلى اتخاذ زعمائهم المنتخبين إجراءات وإقامة العدل يزداد يومياً. وفي هذه الأثناء، كان المجتمع الدولي يكافح بجهد كبير لتنسيق جهوده.

وأصبح المواطنون الأفغان يرون اليوم، مع دعم العالم الديمقراطي لهم الآن، إمكانية العيش بحرية وأمن، متحررين من الخوف والفقر الساحق اللذين كانا سائدين في العقود الماضية. إلا أنه سيتعين عليهم، كي يحققوا أهدافهم، أن يواصلوا الكفاح، بالسلاح ضد طالبان وبالشجاعة السياسية ضد الظلم وزارعة الخشخاش والفساد والصعوبات الاقتصادية. ومن الضروري أن يعرفوا أننا سنظل إلى جانبهم.

ويواجه حلف شمال الأطلسي، هو أيضا، أعظم تحد واجهه خلال الـ69 سنة التي تشكل تاريخه. فالتحالف الذي لم يطلق طلقة واحدة خلال الحرب الباردة يتعلم في ساحة المعركة. وتماماً كما فرضت الحرب في العراق تغييرات في التكتيكات والاستراتيجية التنموية والعسكرية الأميركية، تفرض المهمة في أفغانستان الآن التغيير على حلف شمال الأطلسي. ومع كل شهر ينقضي، يتعلم حلفاؤنا الكنديون والألمان والبولنديون والإسبان واللاتفيون والآخرون المزيد عما هو ضروري لشن عمليات ضد متمردين في القرن الحادي والعشرين- جهد من مزيج مدني-عسكري يضع المحاربين إلى جانب عمال التنمية والدبلوماسيين ومدربي الشرطة. وقد أخذ معظم حلفائنا في إعادة اختراع الطريقة التي يؤدون فيها مهمتهم، سواء كان ذلك بالتحليق بالطائرات المروحية عبر الصحراء أو دمج المدربين مع الأفغان أو عقد مجالس الشورى القبلية مع مشايخ القرى أو تنظيم وإدارة فرق إعادة إعمار الأقاليم المؤلفة من عناصر عسكرية ومدنية. ويتطلب هذا، كما أوضح وزير الدفاع روبرت غيتس في الشهر الماضي، تدريباً جديداً ومعدات جديدة وعقيدة جديدة ومرونة جديدة في الجمع بين الجهود المدنية والعسكرية في نهج شامل حقاً في مجال الأمن.

وستكون فترة الأعوام الثلاثة أو الخمسة القادمة حاسمة الأهمية بالنسبة لسكان أفغانستان ولحلف شمال الأطلسي ولأسرة الدول الديمقراطية. إن المهمة في أفغانستان استثمار في أمننا المشترك؛ وهي أيضاً المادة الحفازة لتغيير حلفنا الديمقراطي جذرياً في القرن الحادي والعشرين. وإذا ما نجحنا في جبال هندو كوش، سنصبح أيضاً أقوى عندما ندعى في المرة القادمة إلى الدفاع عن أمننا وقيمنا في مكان بمثل هذا البعد عن وطننا.