قطاع التجزئة في الشرق الأوسط يزداد ازدهاراً رغم توقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي

وقالت نعومي كونينجن، مديرة مشروع معرض ريتيل سيتي 2008الذي تنظمه آي آي آر الشرق الاوسط: "ان قطاع التجزئة في الشرق الاوسط يتجاوز حجمه حسب التقديرات 100مليار دولار سنويا، وهو ثاني اكبر قطاع بعد القطاع العقاري في الاقتصاد غير النفطي، وبالتالي فإن موضوع التباطؤ العالمي له اهمية كبيرة الا ان اقتصادات دول الخليج تستطيع التكيف مع هذا الوضع".

واضافت قائلة: "تمتلك دبي بصورة خاصة واحدا من اكثر قطاعات التجزئة تشبعا في العالم وهي المركز الاقليمي للقطاع حيث تمثل ربع مساحات التجزئة الكلية في دول مجلس التعاون الخليجي. الا انه وفقا لدائرة السياحة والتسويق التجاري فقد ارتفع عدد السياح الذين زاروا دبي إلى 5.1ملايين سائح في الاشهر التسعة الاولى من 2007اي اكبر بخمسة اضعاف تقريبا من حجم سكان دبي".

ويشارك في ريتيل سيتي الذي ينعقد في مركز دبي العالمي للمعارض والمؤتمرات في الفترة بين 1- 3يونيو 2008شركات التجزئة العالمية ومستثمرين ومطوري مراكز التسوق وشبكات الامتياز وادارات مراكز التسوق ومهندسين معماريين وسلطات اقليمية مختصة للتركيز على جميع جوانب دورة تطور قطاع التجزئة.

وقالت كونينجن: "ازمة الائتمان العالمية قد تكون انطلقت في الولايات المتحدة الا انه في معظم الاسواق الناشئة فإن المصادر المحلية للنمو الاقتصادي بما فيها الانفاق الاستهلاكي ترسخت بقوة وثبات".

ومن ابرز الفروقات ان الاقتصادات الامريكية والبريطانية بالذات تعتمد بقوة على الانفاق الاستهلاكي. فعلى سبيل المثال تسهم مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 70بالمئة من اجمالي ناتجها المحلي، ووفقا لمورغان ستانلي أنفق الامريكيون 9.5تريليونات دولار العام الماضي اي ضعف ما انفقه المستهلكون الصينيون والهنود مجتمعين.

وتتمتع الاقتصادات الناشئة بما فيها اقتصادات دول الخليج باقتصادات استهلاكية متسارعة النمو والتي تواصل تطوير مشاريع طموحة في البنية التحتية لقطاع التجزئة. الا هذه الاقتصادات جمعت احتياطيات ضخمة من العوائد البترولية لحماية انفسها من آثار تباطؤ الاقتصاد الامريكي. وقالت كونينجن:"هذه الظروف جعلتها في وضع مريح، فوفقا لليمان براذرز فإنه في حالة تباطؤ نمو الاقتصادات المتقدمة إلى الصفر - وآخر مرة حدث هذا فيها كان في اوائل الثمانينيات - فإن النمو في آسيا دون اليابان سينخفض إلى نصف معدلات العام الماضي التي بلغت 8.7بالمئة".

واضافت قائلة: "على الرغم ما من دولة تستطيع درء اقتصادها عن الآثار العكسية للاقتصاد الامريكي - وإلى حد اقل بالنسبة للاقتصادات الخليجية التي تربط عملاتها بالدولار الامريكي - فإنه من غير المرجح إلى حد بعيد ان يتاثر قطاع التجزئة بهذا".