«التربية» تعاقب معلما مشلولا ليلة زواجه

رجل أهدته الحياة «الشلل» في ليلة زواجه أول أيام عيد الفطر المبارك وألقت الكارثة بظلالها على حياته وتغلغلت الأحزان في جنبات ذاكرته ولمست منه الدنيا جرحاً غائرا فأدار لها ظهره لأنه مؤمنٌ بقضاء الله وقدره أولاً وأخيراً كاد يعيش فرحة الحياة إلا أن الله عزوجل أراد له حياة أخرى ولا شك في أنها هي الخير له في الدنيا والآخرة .
استعداد
ويروي «فواز» مأساته بقوله كنت مسافراً على طريق عفيف القصيم في أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1426هـ وذلك لتجهيز أمور زواجي المحدد في اليوم التالي وأراد الله عزوجل ألا يكون هناك زواج حيث تعرضت لحادث انقلاب بسيارتي في ذلك الطريق الأمر الذي أصابني بكسر في الظهر مما نتج عنه شلل في الطرف السفلي ونقلت إلى المستشفى وأصبحت طريح الفراش في الرياض لمدة سنة ونصف السنة ولم أجزع من قضاء الله وقدره لأنه أراد لى الخير بلا شك وعندما علم أهل زوجتي بالخبر تراجعوا عن إعطائي ابنتهم وحرموني من الزواج .
خصم
ويضيف « فواز» ان التعليم أهداني مأساة أخرى حيث عدت بعد سنة ونصف السنة إلى مقر عملي مصطحباً معي التقارير الطبية وباشرت العمل.وتسلمت خطابا من إدارة التربية والتعليم يفيد بخصم من راتبي بشكل متدرج حيث تطالبني الوزارة بمبلغ» 34000»ريال وللأسف بدأت الوزارة مع وزارة الخدمة المدنية باستقطاع راتبي بشكل شهري وتم استقطاع مبلغ» 34000» ريال.ويتساءل فواز عن هذا الإجراء الذي اتخذته الوزارة وكيف يخصم من رجل مجتهد ولا حيلة له في الأمر.
معاناة
ونوه «فواز» الى معاناته قبل ذلك مع مدينة الأمير سلطان للتأهيل في الرياض حيث يقول عند خروجي من المستشفى التحقت بمركز الأمير سلطان بالرياض لتأهيلي صحياً إلا أن المصيبة الكبرى كانت في انتظاري حيث كسر أحد الأطباء عظمة الفخذ في رجلي وأصبحت مشوّهة وعند مطالبتي أخرجوني من المركز وقالوا اجلس في المنزل وتعالج ذاتياً ولكنى صممت على بقائي في المستشفى تحت الملاحظة مطالباً بإصلاح عظمة فخذي تحت رفض منهم أفسّره أنا بتكلفة العلاج.
عودة
ويذكر «فواز» أنه عاد إلى الخبر مقر عمله وإلى الآن لم تجبر عظمة ساقه بالشكل الصحيح.وينتقل من مأساة إلى أخرى بين ميادين الآهات إلا أنه رغم ذلك يقف في وجهها صامداً محتسباً عزاؤه في أن الإعاقة ليست في الجسم بل إن الإعاقة هي الابتعاد عما أمر به الله عز وجل إضافة إلى أن المعاق الحقيقي هو الذي لا يعمل عقله ولا ينتج رغم توافر المعينات.و أن الإنسان المعاق أصبح ينظر إليه من شرائح المجتمع بنظرات متعددة فمنهم من يراه مسكيناً وينظر له بنظرة الشفقة والرحمة ومنهم من ينظر إليه بأنه لم يفقد أطرافه بل فقد عقله ومنهم الإنسان المدرك والمتفهم لأمور الحياة حيث ينظر إلى المعاق بأنه إنسان مبتلى أراد له الله عز وجل الخير فجعله كذلك.
طرفة
ويحكى «فواز» موقفا أضحكه وأبكاه في نفس الوقت و يقول كنت على العربة في إحدى الشوارع فمرّت من أمامي امرأة مع طفلها فقال لها « ياحظ هذا الرجّل معه سيكل ماما أبغى أشتري مثله» فقالت الأم هذه ليست دراجة وإنما هذا جزاء من يعصي ربه ووالديه وظلمتني المرأة سامحها الله وجعلتني عاصياً لله عاقّاً لوالديّ في سبيل أن تجعل ابنها مطيعاَ لها.
ثقافة
ويشير «فواز» الى أن حياة الإعاقة أفادته كثيراً حيث تفرّغ لطلب العلم بشكل أكبر من ذي قبل ورغم أنه أحد طلاب الشيخ محمد المنجد المتميزين والحاضرين لدروسه بشكل دائم قبل الإعاقة إلا أنه بعد إعاقته أصبح متصلاً بعالم الانترنت ناهلاً منه العلوم والمعارف بشكل كبير.