البرزخ المائي بين البحار والأنهار من آيات الله الكبرى

من طرف dreamnagd الجمعة يوليو 20, 2007 3:28 pm

سخر الله العلي العظيم ما في السموات وما في الأرض جميعا هذا ما أشارت اليه الاية 13 من سورة الجاثية (وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) صدق الله العظيم.

فهل تفكر الإنسان ما معنى كلمة التسخير هذا اولا ثم يأتي السؤال الثاني لماذا كان التسخير شاملا لما في السماوات والارض جميعا ثم يأتي السؤال الثالث ما هو الهدف من تسخير هذه المخلوقات الكونية والتي جاء ذكرها في الاية 12 من سورة النحل ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) صدق الله العظيم.

فهل عقلنا ما جاء في آيات التسخير ثم اذا عقلنا هذه الآيات فهل شكرنا الله على امر التسخير خاصة وان الله يحب عبده الشكور والاجابة الشاملة للاسئلة السابقة ان امر التسخير جاء لاسعاد وسعادة الانسان الذي هو خليفة الله على الارض فتسخير الشمس.

جاء لاستمرارية العطاء الى اهل كوكب الارض من حرارة وضوء وطاقة وهي لا تغيب عنه الا للحظات حتى يذكر الله ان غفل عن ذكر الله وتستمر الشمس في العطاء دون مقابل من البشر فنحن لا ندفع لها فاتورة الكهرباء ولا نعطيها مقابل العطاء دون مقابل من البشر فنحن لا ندفع لها فاتورة الكهرباء ولا نعطيها مقابل العطاء اي شيء، لذلك عبدها الانسان الاول لانه لم يكن يعلم انها مخلوق مثله تماما الا ان سيدنا ابراهيم عليه السلام رفض عبادتها حينما كان يبحث عن خالقه وخالق هذا الكون العظيم وما اشارت اليه الاية 78 من سورة الانعام ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال ياقوم اني بريء مما تشركون) صدق الله العظيم.

وللاسف الشديد نحن في عصر العلم والكمبيوتر والانترنت فما زال بعض العلماء الجهلاء يببون معبد الشمس في مدينة باريس بل انتحروا حينما كسفت الشمس في يونيو 1997 والشيطان سعيد بهم والنار تناديهم: هل من مزيد ثم يأتي بعد ذلك القمر المسخر الذي يقوم بمهام عظيمة اولها حركة المد والجزر لمياه البحار والمحيطات حتى لا تعطن هذه المياه بل تستمر في حركة دائمة ثم ان هذا القمر هو التقويم المعلق في السماء ليبين للناس مواقيتهم بتحديد اليوم داخل الشهر وهو بناء لا تقدر عليه الشمس ثم يأتي الليل المسخر نعمة كبرى من الله لتنام الناس وتهدأ الجوارح ثم يأتي النهار المسخر آية مبصرة ليسعى الانسان الى رزقه ثم تأتي النجوم مسخرات فمنها ما هو زينة ومنها ما هو نجوم اهتداء في البر والبحر والجو.

فسبحان الله الذي سخر لنا هذه كله رحمة منه لخليفته في الارض.

تسخير البحار

جاء امر الله للبحار والمحيطات بالتسخير وهو ما اشارت اليه الآية 14 في سورة النحل ( وهو الذي سخر البحر لتأكوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) صدق الله العظيم وتغطي مياه البحار والمحيطات قرابة 70% من سطح كوكب الارض.

وجاءت هذه الحكمة من زيادة المياه عن اليابسة بما يقابل الضعف حتى يلطف نسيم البحر من درجة حرارة اليابسة ثم اننا نحصل من البحار على ارقى انواع اللحوم الطرية وهي الاسماك بملايين الانواع هذا بخلاف انواع الزينة بما يصعب على اي فنان على وجه الارض ان يرسم لوحة واحدة تعبر عن الوان السمك، ثم الآية الثالثة اننا نحصل من البحار على ارقى انواع الحلي.

حيث اللؤلؤ والمرجان ثم تأتي الآية الرابعة وهي الحصول على خام البترول الذي هو عصب الحياة والمحرك لكثير من وسائل النقل البرية والبحرية والجوية وقد ثبت ان خام البترول متوفر في البحار والمحيطات باضعاف ما هو موجود في البر، اما الاية الخامسة فهي الحصول على الطاقة الكهربائية النظيفة بين حركتي المد والجزر وهو ما تقوم به حاليا اليابان ثم تأتي الآية السادسة وهي من اكبر الآيات حيث يتم نقل 80% من التجارة العالمية من خلال النقل البحري حيث انه هو ارخص وايسر من اي وسائل اخرى للنقل التجاري سواء البري او الجوي هذا.

بالاضافة الى ان السفن التجارية لها قدرة على حمل الطائرات والاحجام الكبيرة وامامنا في ذلك الحاملات العملاقة للطائرات فهل بعد هذه الآيات البينات شكرنا الله الشكور لقد كفر بعض الناس بالله العلي العظيم ومن انواع هذا الكفر ان الله خلق البحار والمحيطات طاهرة ونقية ولكن الانسان بما طبع فيها من فساد فقد لوث مياه البحار سواء بالقاء النفايات فيها او بعمل التجارب الذرية في مياه المحيطات او برمي النفايات الذرية على شواطئ الدول الفقيرة ولكن الله العلي العظيم هو الحافظ لجميع نعمه وآياته الى قيام الساعة ثم تنفجر عندها البحار بالنيران لتقضي على اليابسة وبمن عليها والله خير الحافظين.

تسخير الأنهار

وجاء أمر الله للانهار بالتسخير وهو ما اشارت اليه الاية 32 من سورة ابراهيم (وسخر لكم الانهار) صدق الله العظيم.

جاء تسخير الانهار رحمة من الله وحتى تمكن الحياة، الاية 30 في سورة الانبياء (وجعلنا من الماء كل شيء حي) صدق الله العظيم.

ولكي تحيى جميع الخلائق على كوكب الارض فلابد من الماء العذب حيث يعيش ويحيا عالم النبات وعالم الحيوان وعالم الانسان، والسؤال من اين يأتي الماء العذب والبحار مالحة والمحيطات مالحة والماء فيها شديدة الملوحة فوضع الله العلي القدير النظرية العلمية بان يتصاعد الماء على هيئة بخار نقي خال من الاملاح ويتم هذه التبخير من المسطحات المائية للبحار والمحيطات المالحة ولو اراد الله ان ينتقم من مخلوقاته لجعل البخار الصاعد يصعد معه الاملاح ليهبط علينا مطر حامض باملاحه فيكون العذاب الكامل.

وقد قام الانسان حاليا بانشاء محطة تحلية مياه البحار ولكن لا تصل في نقاوتها وحلاوتها الى ماء المطر الطهور عذب المذاق ما علينا الا ان نتأمل فقط في خلق الله فهو الخالق وحده لمياه الانهار والآبار والعيون وبعد ان تصعد هذه الابخرة من البحار والمحيطات يرسل الله الرياح لتأخذ هذه الابخرة الى مواقع الارزاق والى مواقع الانهار ولو اراد بنا العذاب لسقطت الامطار مرة اخرى في البحار.

ولما وصل الى اليابسة قطرة ماء واحدة وهو ما اصاب ارض الصومال امامنا وامام اعيننا كارثة الهلال التي تصيب جميع الخلائق على ارض الصومال ماتت العيون والآبار المائية، هلك كل شيء ونحصل من الانهار ايضا على اطيب الاسماك وانواع اخرى من الحلى وتسير ايضا المواخر فيها لتصل بين الدول وبعضها ان المياه العذبة اغلى من كنوز الدنيا لان بها الحياة وبدونها الموت المحقق لجميع الخلائق.

ويبقى المعجزة الخالدة في علاقة الانهار بالبحار هذه المعجزة ان الانهار ذات المياه العذبة تصب في البحار وليس العكس والا لو اراد الله لنا العذاب لجعل البحار المالحة تصب في الانهار العذبة وهي كارثة كبرى انه هو الله العليم جعل الانهار تصب في البحار فسبحان الله.

البرزخ المائي

عرفنا مما سبق اي البحار المسخرة واي الانهار المسخرة ولكن بينهما تقع آية كبرى وهي آية البرزخ المائي الذي يقع بين البحار والانهار والا لكانت الكارثة الكبرى والفوضى ولكن الله الخبير العليم خلق بين المائين المالح والعذب فاصلا من حديد لا يبقي احدهما على الآخر الا حينما تقوم الساعة عندها يرفع الله الرافع اوامر التسخير فيطغى كل ماء على الآخر وهذه من العلامات الكبرى لقيام الساعة.

وقد اشار القرآن الكريم الى البرزخ في الآية 53 من سورة الفرقان (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا) صدق الله العظيم ولقد اكتشف العلماء انه عند مصبات الانهار في البحار وجود حاجز مائي دقيق ناتج عن التوتر السطحي بين المياه العذبة والمياه المالحة وهذا الاكتشاف تم من خلال بعثات لكبار العلماء خلال الخمسين سنة الاخيرة بينما الآية الكريمة سالفة الذكر وقد جاءت من قرابة 1400 سنة فهل سأل كفار اليوم انفسهم كيف جاء القرآن الكريم بآية علمية دقيقة لم يتم اكتشافها الا حديثا بل اكتشف العلماء بان البرزخ قائم بين البحرين المالحين.

فقد جاءت بعثة علمية لدراسة المياه الواقعة بين البحر الاحمر واتصاله ببحر العرب بالقرب من باب المندب فوجدوا انه يوجد فاصل دقيق بين كل من البحرين وقال العلماء ان هذا الفاصل دقيق بين كل من البحرين وقال العلماء ان هذا الفاصل جاء من اختلاف كثافة كل بحر عن الآخر ولكنهم للاسف لم يقولوا انه العليم الخبير الذي خلق هذه الفواصل ولكنهم لا يعلمون انه المهيمن على جميع الخلائق قد اشار الى ذلك في كتابه الكريم في سورة الرحمن آية 19 (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) صدق الله العظيم.

إن من ابداع الخالق البديع الذي خلق هذا البرزخ وهو الفاصل بين المائين وهذا من فضل الله على خلقه. انها آيات بينات في البحار والمحيطات والانهار لمن يريد ان يؤمن بالله العظيم وانبيائه ورسله وكتبه والا فإنه سيكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة.