ظاهرة غير شرعية

من المظاهر التي كثرت في الآونة الأخيرة تأخر كثير من الناس عن حضور صلاة الجمعة حتى وصل الأمر إلى صفوف بعض أهل الصلاح والاستقامة ومن يظن فيهم الخير.
ولا شك ان هذه الظاهرة خطيرة لأنها تأخر عن تلبية نداء الله تعالى الى شعيرة من أعظم شعائر الاسلام كما يدل على عدم الحرص على الخير والمسارعة اليه.
قال تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وقال سبحانه عن نبيه موسى وعجلت اليك رب لترضى)
وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في المسارعة الى الجمعة والتبكير اليها في كثير من الأحاديث منها حديث ابي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنة ومن راح من الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكانما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الامام حضرت الملائكة يستمعون الذكر).
وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم انصت حتى يفرغ الامام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام.
فدلت هذه الاحاديث على ان أجر الجمعة كاملا المذكور فيها لاينا له إلا من أتى بما ذكر فيها من الاغتسال والتبكير والانصات وغير ذلك.
وكيف يزهد في هذه الأجور العظيمة عاقل بدون عذر بل لو رضي الانسان لنفسه مثل ذلك في حياته ومعاملاته المالية لكان ذلك سفها ونقصا في العقل وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التأخر عن الجمعة فقال صلى الله عليه وسلم (احضروا الجمعة وادنوا من الامام فإن الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر فيؤخر عن الجنة وإنه لمن أهلها) رواه الامام احمد وأبو داوود وحسنه الألباني رحمه الله.
وقال صلى الله عليه وسلم (ان الناس يجلسون يوم القيامة من الله عز وجل على قدر رواحهم إلى الجمعات الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع وما رابع اربعة من الله ببعيد) رواه ابن ماجه وقال المنذري في الترغيب والترهيب اسناده حسن.
فدلت هذه الأحاديث على ان المتأخرعن الجمعة يؤخر نفسه يوم القيامة وينزل قدره عند الله تعالى ولا يرضى بذلك مؤمن كامل الايمان صادق الحب لله تعالى.
وختاما فإن التأخر في الحضور الى صلاة الجمعة ربما يفضي بصاحبه الى التهاون بهذه الصلاة العظيمة والاستخفاف بقدرها بالتالي ربما ادى ذلك الى ترك الجمعة كليا والتخلف عنها والعياذ بالله فيطبع الله على قلبه ويكون من الغافلين كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه ثم ليكونن من الغافلين) رواه أهل السنن.
كما أن التأخر في الحضور الى الجمعة خاصة من قبل من يظن فيهم الاستقامة والحرص على الخير يعتبر تشجيعا للآخرين على التأخر وتبريرا لهم وفي الوقت نفسه تشويها لصورة المستقيمين في عيون العامة ورحم الله سلفنا الصالح الذين كانوا يبادرون ويبكرون الى الجمعة حتى ان بعضهم يأخذون السرج في ايديهم من شدة التبكير.
نسأل الله تعالى ان يجعلنا من المعظمين لشعائره المسارعين الى مرضاته وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
مدير إدارة الأوقاف والدعوة والإرشاد بالجبيل