( من السوق ) اسواق المال.. عواصف وانهيارات وتعليق تداولات

هذا الفزع من تنبؤات الكساد ضرب الأسواق العالمية بلا هوادة ، وامتد ليضرب الأسواق العربية والخليجية، وشمل سوقنا المالية الضخمة وقائدة اسواق المال العربية والشرق اوسطية، فدب الذعر في نفوس المستثمرين المحليين بمختلف تصنيفاتهم وطبقاتهم.

لا اقف مع من يحمل هيئة السوق المال السعودية أي جزء من الاضطراب الجديد الذي حل بالسوق، فاجتهاداتها في انتشال السوق من الاضطرابات السابقة كانت موفقة، ولا يمكن لها ان تكون شرطياً يقف في السوق ويوزع المخالفات على المستثمرين يمنة ويسرة.

ولا يمكن لها أيضاً أن تقف في وجه الأموال الكبيرة التي تسببت في ارتفاعات الأسهم، فهذا الأمر كان متروكاً لقوى السوق كإجراء طبيعي ضمن السياقات المعتادة لأسواق المال.

وكما هو معروف للجميع فإن السوق المالية السعودية تعمل طوال نشأتها بلا صانع يقيها من الأزمات التي قد تحل بها، والقوى التي تعمل بداخل السوق هي قوى ناشئة لا يمكن أن تحمل وصف صانع السوق مهما حاول بعضهم الصاقه بها، سواء كانوا على مستوى الافراد ممن لهم تجارب قديمة، أو على المستوى المؤسسي لعدم نضجهم وحداثة تجربتهم.

ولزاماً على من ينظم ويراقب سوق المال حالياً أن يأتي بالحلول ويقدم المزيد من أدوات الحماية التي يضطلع بدورها، وأن يقف موقف المدافع عن سوق المال قبل أن تحل بها الكوارث وتدخل في الأزمات، حتى وإن كان القرار صعباً كتعليق التداول مثلاً حتى تهدأ نفوس المتعاملين ممن يبيعون بهستيريا و يعرضون محافظهم ولا يجدون من يشتري منهم.

الإجراءات الوقائية من خشية وقوع السوق في انهيار كبير لا تحمد عقباه ولا تجد له بعد ذلك منه مخرجاً إلا بعد زمن بعيد ،هي إجراءات مطلوبه وستكشف إلى حد كبيرعن ما يميز المرحلة الحالية للسوق المالية السعودية من حكمة وطموح ورغبة في إيجاد سوق منتظمة وغير مضطربة.