قضى 14 عاماً مع المنتخب و20 في الهلال حقق خلالها 17 لقباً شخصياً

يترجل اليوم قائد المنتخب السعودي الكروي الأول وفريق الهلال سامي الجابر عن صهوة مشواره الكروي بعد مشوار حافل بالإنجازات مع المنتخب السعودي دام لأكثر من 14 عاماً من بين 20 عاماً قضاها مع فريقه الهلال.
الجابر قضى أربعة أيام متتالية في خلوة داخل محل إقامته في مدينة كان الفرنسية، كي يستطيع اتخاذ قرار توديع الملاعب في الـ24 من أغسطس الماضي، وأعلن الجابر قراره الشهير عبر موقعه الإلكتروني، ومن ثم ظهر صوتا وصورة عبر تلفزيون MBC.
انطلق سامي الجابر (38) عاماً في رحلته الدولية مع منتخب بلاده عبر منتخب الناشئين حيث ساهم مع زملائه في التأهل لنهائيات كأس العالم في اسكتلندا، لكن الإصابة حالت دون مشاركته في النهائيات التي حقق المنتخب السعودي خلالها كأس العالم للناشئين، وشارك بعد ذلك في عام 1991مع المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة لأولمبياد برشلونة،، ودون اسمه المنتخب السعودي أربع نهائيات كأس العالم (2006،2002،1998،1994) وأيضا بإنجاز تاريخي من الصعب الوصول إليه حين سجل هدفين في مونديالين عالميين بينهما 12 عاما لينضم بذلك لبيليه ومارادونا ومولر.

شرف أول
وكان أول انضمام للجابر للمنتخب السعودي الأول في عام 1990 مع المدرب البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا الذي كان معجباً بموهبته كثيراً، إلا أن عدم مشاركة المنتخب في كأس الخليج بالكويت أجلت مشاركة سامي الدولية الأولى مع المنتخب الأول إلى عام 1992في البطولة العربية في سوريا.
وكان المنتخب السعودي ينافس يومها على إحراز كأس العرب، ومع أول مشاركة استطاع إحراز أول أهدافه الدولية الرسمية ضد المنتخب الكويتي حينما شارك في الشوط الثاني في ثالث مباريات الأخضر في البطولة، ثم توالت المشاركات بداية من كأس الملك فهد للقارات بنسختها الأولى، ومن ثم شارك في كأس الخليج بقطر، وفي العام الذي يليه ومع انطلاقة مشوار المنتخب السعودي نحو التأهل لمونديال أمريكا 1994شارك سامي وبفعالية في تأهل المنتخب السعودي بدءا من التصفيات الأولية ومرورا بالتصفيات النهائية حينما سجل واحدا من أهم أهدافه طوال مشواره الكروي أمام المنتخب الإيراني وصنع هدفا آخر لتنتهي المباراة بفوز المنتخب السعودي بأربعة أهداف ليتأهل المنتخب السعودي لأول مرة في تاريخه.

لوحة شرف مونديالية
في مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية رسم الجابر أول حروف اسمه في لوحة الشرف العالمية التي لم يعلم أنها لن تكتمل إلا في مونديال 2006 في ألمانيا. . وسجل سامي يومها وفي أول مباراة يشارك فيها أساسيا أمام المغرب هدفاً تاريخياً حين حصل على ضربة جزاء تقدم لها ووضعها بكل إتقان في المرمى المغربي ليفوز المنتخب السعودي يومها 2/1 بأقدام الجابر وفؤاد أنور، وكان هذا المونديال بمثابة الحلم لجميع السعوديين حينما تأهل الأخضر عن جدارة للدور لثاني.

هدف لا ينسى
وفي أواخر عام 1994توجه المنتخب السعودي للإمارات للمشاركة في الدورة الخليجية الثانية عشرة التي عاندت المنتخب السعودي كثيرا وهناك كان الأخضر عازما على تحقيق كأس هذه الدورة وكانت المباراة الأهم في مشوار المنتخب السعودي أمام المنتخب الإماراتي وأحرز فيها سامي هدف التعادل، وعبر كثيرا عن اعتزازه بهذا الهدف، وقال يومها "الطريقة الرائعة التي مرر لي بها فؤاد أنور الكرة أجبرتني على التفكير سريعاً ووضع الكرة بعيدا عن يدي حارس الإمارات محسن مصبح بطريقة لم يكن يتوقعها"، وحقق المنتخب السعودي في الإمارات كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخه.

محطة آسيوية خضراء
وفي عام 1996كانت هناك محطة مهمة في تاريخ الجابر حينما شارك في نهائيات كأس آسيا التي أقيمت في الإمارات، وساهم الجابر بشكل فعال في أن يحرز الأخضر الكأس، بالتعاون مع فهد المهلل وقائد المنتخب يومها يوسف الثنيان.
وكانت المباراة الأبرز للجابر في هذه البطولة مع المنتخب الصيني الذي فاز عليه الأخضر بأربعة أهداف قلبت الطاولة على الصينيين الذين كانوا متقدمين بهدفين دون أن يعلموا أن سامي وفهد المهلل سيتمكنان من تسجيل التعادل قبل أن يتقدم الأخضر عبر هدفي يوسف الثنيان، ليكمل بعدها المنتخب السعودي مشواره في البطولة نحو تحقيق اللقب الآسيوي الثالث في تاريخ الكرة السعودية.

أول عربي في فرنسا
وعادت الكرة مرة أخرى ليبدأ سامي مع المنتخب مشوارنهائيات مونديال فرنسا 1998 الذي سجل فيه في مرمى جنوب أفريقيا ثاني أهدافه المونديالية ليكون بذلك أول لاعب عربي يسجل في مونديالين عالميين.

شارة القيادة
وفي عام 2000تسلم سامي الجابر شارة القيادة في نهائيات كأس آسيا بلبنان التي لم يوفق المنتخب السعودي في أولى مبارياته فيها وهزم أمام اليابان بأربعة أهداف، لكن المنتخب السعودي تدارك الأمور سريعاً بإقالة المدرب التشيكي ميلان ماتشالا وتعيين السعودي ناصر الجوهر بديلاً ليتغير أداء الأخضر ويبدأ بالمنافسة على اللقب من جديد ويصل للمباراة النهائية أمام المنتخب الياباني ويخسر اللقب بهدف يتيم.

خماسية التصفيات
وفي عام 2001عاد الجابر ليكون صانع ألعاب المنتخب السعودي في مشواره نحو التأهل لمونديال ألمانيا واليابان وساهم بشكل مباشر بتأهل المنتخب حين سجل خمسة أهداف وصنع أربعة.

كأس خليجية
وفي عام 2002استضافت الرياض كأس الخليج الخامسة عشرة وقدم المنتخب السعودي مستويات رائعة قادته للحصول على اللقب عن جدارة ورفع الجابر الكأس كقائد للمنتخب السعودي.

اعتزال وتحول
وبعد مشاركة المنتخب السعودي في مونديال كوريا الجنوبية واليابان التي قدم فيها المنتخب السعودي مستوى متواضعاً أعلن سامي الجابر اعتزاله اللعب دوليا ولم يشارك سوى في المباراة الافتتاحية، حيث خضع بعدها لعملية جراحية أبعدته عن الملاعب طويلا.
وفي عام 2004 أعلن سامي عن عودته لقيادة المنتخب السعودي في مشواره نحو التأهل لمونديال ألمانيا 2006 بناء على رغبة وإلحاح الجهازين الفني والإداري للمنتخب، فعاد بقوة وسجل في المباراة الأولى أمام أوزبكستان هدفاً تاريخياً وبطريقة احترافية بعد أن لعب كرة خلفية رائعة عكست إمكانات الذئب الأخضر ليصبح هذا الهدف نقطة تحول للمنتخب السعودي في التأهل لنهائيات كأس العالم بألمانيا دون أية خسارة وبتعادل واحد فقط أمام المنتخب الكويتي في الكويت، وسجل الجابر في التصفيات أربعة أهداف.
موسوعة بيليه ومارادونا
بعد المشاركة في مونديال ألمانيا وإحرازه لهدف أمام المنتخب التونسي دخل سامي مع البرازيلي بيليه والأرجنتيني ماردونا في موسوعة الهدافين الذين سجلوا هدفاً في المونديال بعد مرور 12 عاماً على آخر تسجيلهم للأهداف في المونديال.
كما سجل سامي اسمه كأول لاعب عربي يشارك في أربع نهائيات لكأس العالم ليعلن بعدها اعتزاله اللعب دوليا بعد حصوله على الموافقة الرسمية من الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب.