الهولنديون يعرضون خبراتهم في نظم واستراتيجية المعلومات الزراعية ودورها في القطاع الحيوي

حيث إن دعم التسويق الزراعي لا يعتمد فقط على توافر معلومات عن العرض والطلب ولكن أيضاً يعتمد على توافر معلومات الأسعار والكميات بل ومعلومات عن الجودة ونوعية المنتجات، يعتمد أيضاً على المعلومات الناجمة عن متابعة اتجاهات المستهلكين والتغيرات الاقتصادية المتنوعة والتي عادة مايكون لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على القطاع الزراعي، ثم بالإضافة إلى ذلك قيام العديد من الشركاء بدوره - في المنظومة التسويقية وبخاصة الجمعيات الزراعية وجمعيات المستهلكين وغيرهم - بناء على المعلومات المتوافرة لهم.

وإن توفير هذه المعلومات لمن الأهمية بمكان بحيث يتطلب التعاون من جميع الشركاء في القطاع الزراعي من جهات حكومية ومنتجين وتجار ووسطاء وأسواق ومستهلكين كشركاء أساسين لتوفير هذه المعلومات وبدقة، كل حسب دوره في سلسة القطاع الزراعي، حيث أن كل من هذه الحلقات في سلسلة القطاع الزراعي له دور مختلف عن غيره بحيث أنه يتحكم في جزء من السلسة وبالتالي في جزء من المعلومات.

ثم يأتي بعد ذلك أهمية تجميع هذه المعلومات على مستويات مختلفة حسب موقع كل حلقة في سلسة القطاع الزراعي ثم بعد ذلك بتجميع معلومات مختارة من كل هذه النظم لتصب بدورها في نظام اشمل على مستوى قومي بحيث تعطي في النهاية صورة رقمية عن حجم الأعمال، ومستواها والعوامل المؤثرة فيها وبأي درجة بحدث هذا التأثير بما يمكن لصناع القرار من أخذ قرارات تدعم المجتمع بالشكل المخطط الوصول إليه.

وإن توافر هذه المعلومات على مستوى القطاعات الفرعية نفسها في حد ذاته من شأنه أن يحسن الموقف التنافسي لأعضاء هذا القطاع الفرعي نفسه فيما بينهم بحيث يتعلم كل من الآخر، بل وأيضاً بين القطاع والقطاع الآخر في سلسلة القطاع الزراعي مثلاً بين المنتجين والوسطاء أو بين الوسطاء والأسواق أو بين الأسواق والمستهلكين.

ولنا في مبادرة مؤشر الأسعار من أمانة مدينة الرياض خير مثال فهو بمثابة نظام معلومات ولكن على مستوى معين بين الأسواق والمستهلكين ويمكن تطويره بحيث تكون العلاقة بين الأسواق والمستهلكين أكثر تفاعلية، لو تخيلنا وجود نظام معلومات مماثلة على سبيل المثال عن المنتجين بينهم وبين بعضهم (عن طريق الجمعيات الزراعية مثلاً) ثم بين التجار بعضهم (عن طريق الغرف التجارية مثلاً) ثم بين الوسطاء بعضهم (عن طريق سوق الجملة مثلاً) ثم بعد ذلك بين كل من هذه المعلومات؟ ثم أن تصب هذه النظم جميعها بعض البيانات المختارة بعناية في شبكة نظم معلومات على مستوى أعلى تخدم الدولة وتدعمها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة على جميع المستويات الصناعية والتجارية والاجتماعية وغيرها، ولكن لا بد من البداية في مكان ما ثم تتوالى الخطوات.

وكأحد الخطوات الهامة في هذا التوجه الذي أصبح شاغل جميع المسؤولين المعنين في هذه المرحلة، بادرت السفارة الهولندية باستضافة الخبير الهولندي البروفيسور نيكو دي خروت، رئيس إدارة المعلومات في معهد الاقتصاد الزراعي (معهد خاص) بجامعة فاخنيجن الزراعية بهولندا، لإعطاء محاضرة عن كيفية تطور نظام المعلومات في القطاع الزراعي في هولندا وعن الدروس المستفادة والخبرات المكتسبة من تطور هذا النظام، حيث قام السيد دي خروت وإدارته بتصميم العديد من نظم المعلومات الزراعية لمختلف القطاعات الفرعية في قطاع الزراعة الهولندي حيث تشتهر هولندا بأنها ثاني مصدر للغذاء على مستوى العالم بسبب نجاحها في تحسين قطاع الخدمات اللوجستية والمعلومات.