عالمية تجارة الرصيف تغري باستثماره لاحتضان العاطلين
صفحة 1 من اصل 1
عالمية تجارة الرصيف تغري باستثماره لاحتضان العاطلين
عندما كنت اتجول مع اخوتي في احدى المدن التركية قبل سنوات لفت نظري انتشار تجارة الرصيف وجود باعة يمارسون تجارتهم وبيع بضاعتهم امام المحلات التجارية الكبرى.. ونفس الشيء شاهدته في سوريا الشقيقة ودول اخرى التي اتيحت لي فرصة السفر اليها ذكرت ذلك وانا اطالع خبرا مصورا في احدى الصحف المحلية مؤخرا يطالب فيها المحرر بمحاربة ومنع باعة الرصيف او تجار الارصفة من مزاولة تجارتهم لم اتردد في العودة لارشيف صوري التي التقطتها كاميرتي الصغيرة لاختار منها صورا لهذا التقرير عن (تجارة الرصيف هذه التجارة العالمية) اضافة الى البحث عبر الشبكة العنكبوتية عن ماله علاقة بتقريري هذا.. والحق ان تجارة الرصيف.. بدأت مع بداية ممارسة الانسان للعمل خصوصا البيع والشراء فليس كل انسان قادر على فتح محل تجاري يدفع من اجله لصاحب المبنى اجارا كبيرا وعلى الاخص في المدن الكبرى او الشهيرة مع ظاهرة ارتفاع الاجارات شبه الخرافية.. اضافة الى تعذر امكانية فتح سجل تجاري قد يكون من الصعوبة بمكان في بعض الدول التي قد يتفشى فيها الفساد لدرجة تحول دون استطاعة محدودي الدخل على فتح سجل تجاري..لذلك يضطر الكثير من الناس لممارسة تجارته على الرصيف ومن خلال تراخيص بسيطة يتم الحصول عليها من البلدية او المحافظة او حتى العمدة في هذه الدولة او تلك.. وهكذا انتشرت تجارة الرصيف وفي مختلف دول العالم تجدها في الشانزلزيه بباريس بعد الساعة العاشرة ليلا وكذلك في نيويورك..او مدريد او روما واسطنبول وتايوان وبكين وبقية دول العالم.. بالطبع هناك تنظيم دقيق يسود هذه التجارة التي تدر الملايين لاصحابها خصوصا في العواصم والمدن الكبرى.. فباعة الرصيف يتفننون في عرض بضاعتهم وبعضهم حول الرصيف الى كشك ثابت وبديكور جميل والبعض الاخر أحسن وضعية البضاعة بطريقة مشوقة وجذابه.. تجد ذلك في شوارع باريس وهونج كونج او شنقهاي اوحتى دمشق والقاهرة اوبيروت.. بضائع غالية الثمن وبضائع لاتتعدى الاكسسوارات او البطاقات البريدية او باقات الزهور والهدايا واو سندوتشات الهوت دوق والهامبرجر والجبن الابيض او الفلافل في القاهرة اشتهر الرصيف كأهم مركز لبيع الثقافة من خلال رصيف الازبكية الشهير او ارصفة شارع المتنبي ببغداد او شارع الصالحية بدمشق حيث تباع الكتب والمجلات والصحف في منافسة واضحة مع المكتبات الكبرى.. بل أن اشهر الكتاب في العالم هم من زبائن اكشاك الارصفة المختلفة.. والذي يقرأ تاريخ وسير حياة هؤلاء تجدهم يشيرون بكل صراحة الى تعاملهم اليومي مع باعة الصحف على الارصفة والاكشاك.. ومازلت اذكر مقولة لشكسبير وهو يصف احد باعة الكتب في احد مقاطع ابياته يقول شكسبير : "هذه التجارة التي تمارسها مع نفسك فقط سوف تقودك الى ان تغشي بيدك روحك الجميلة كيف تكون حالك حينما تدعوك الحياة الى الرحيل عنها واي كلمة اخيرة مقبولة يمكن ان تتركها من بعدك " ونسيت ان اقول ان روكفلر اشهر رجل نفط في العالم بدأ تجارته من تجارته على الرصيف.. وكم اتمنى من امانات المدن وبلدياتها ان تفتح المجال واسعا وبدون تعقيد او اجراءات صعبة امام الشباب بأن تفسح لهم المجال للعمل في البيع من خلال اكشاك نموذجية وتراثية تصمم من وحي مدننا نفسها ويتم تأجيرها بصورة رمزية للعاطلين الذين لديهم الاستعداد للعمل الجاد الشريف أسوة بماهو موجود في مختلف دول العالم كماهو مشاهد هناك فما اروع اكشاك البيع في باريس واسطنبول وروما وشنقهاي..؟!
مواضيع مماثلة
» مصر تبدأ إعداد الموقف التفاوضي في تحرير تجارة الخدمات مع الا
» رحلة بوش تغري بالعبث بذنب القوة العظمى
» خريجو المعاهد الصحية الحكومية ينضمون الى طابور العاطلين
» لقمان: معدل البطالة العربية الأعلى عالمياً وعدد العاطلين أكثر من 17مليوناً
» تجارة العملات.. بين المخاطرة وتحقيق المكاسب
» رحلة بوش تغري بالعبث بذنب القوة العظمى
» خريجو المعاهد الصحية الحكومية ينضمون الى طابور العاطلين
» لقمان: معدل البطالة العربية الأعلى عالمياً وعدد العاطلين أكثر من 17مليوناً
» تجارة العملات.. بين المخاطرة وتحقيق المكاسب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى