قطاع البتروكيماويات السعودي يتحدى محاولات المنافسين للتقليل
صفحة 1 من اصل 1
قطاع البتروكيماويات السعودي يتحدى محاولات المنافسين للتقليل
النهضة الصناعية في المملكة العربية السعودية مستمرة بكل منافسة وإقدام وتحدٍ كبير على الرغم من محاولات التأثير السلبية الحاقدة التي يشنها بعض الصناعيين العالميين المنافسين الذين يحاولون التقليل من قوة منتجاتنا وبالأخص البتروكيماوية منها وذلك بإثارتهم لبعض الشكوك في مدى جودة بعضها وزعمهم تأثيرها الكبير على البيئة وصحة الإنسان مثل منتج بولي كلوريد الفنيل (PVC) (بي في سي) الذي يستخدم في الصناعات البلاستيكية ومنتج ميثيل ثالثي بوتيل الايثر (أم تي بي إي) الوقود الأخضر الذي يضاف إلى البنزين للحد من الانبعاثات الضارة الناجمة من تطاير مركبات الرصاص من محركات السيارات وقد أثير حول هذين المنتجين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا زوابع وشكوك في مخاطرهما على الرغم من مساعي التجار والصناعيين في تلك الأقاليم لعقد صفقات الشراء والتوريد من المملكة التي تتزعم إنتاجهما وذلك سعياً للإضرار بصناعاتنا الفتية إلا أن هذه الزوابع قد انطفأت لفشل من أثارها فشلاً ذريعاً.
وعلى النقيض من ذلك فقد شهد الطلب العالمي على منتج (أم تي بي إي) الذي أشيع بخطورته على المياه الجوفية أعلى نمو وارتفاع كبير في أسعار بيعه حيث لم يستطع من أوجد الشكوك في المنتج من إيجاد مادة بديلة ولا تزال المادة لها أسواق واسعة في أمريكا وتشهد تنامي الطلب على استخدامها عالمياً في ظل تعالي الصيحات الدولية والقوانين والتشريعات الحكومية المنادية بضرورة استخدام الوقود الأخضر (أم تي بي إي) الذي يحافظ على سلامة وصحة البيئة من خلال إنتاج الجازولين الخالي من الرصاص. ومن المعلوم أن شركة أرامكو تستخدم مادة (أم تي بي إي) حيث استغنت عن إنتاج البنزين المحتوي على الرصاص للاستخدام داخل المملكة واستبدلته بالبنزين الخالي من الرصاص بدرجة أوكتان 95ومن أجل تنويع استهلاك البنزين طرحت أرامكو أيضاً بنزيناً خالياً من الرصاص بدرجة أوكتان 91في السوق المحلية.
وتأتي هذه السوق النشطة ل(إم تي بي إي) في أوروبا وأمريكا وكذلك في آسيا تأكيداً على فشل التشريع الذي صدر من كالفورنيا قبل بضع سنوات المنادي بضرورة سرعة وقف إنتاج (أم تي بي إي) لزعمهم بعدم جدواها وضررها الكبير الذي تحدثه للمياه الجوفية إلا أن هذه المزاعم ، والتي اعتبرت على أنها تنبثق من أسباب سياسية اقتصادية يحركها بعض منتجي المواد الأخرى ، لم تثبت صحتها وقد تبددت بتأجيل التشريع وعدم تفعيله لعدم إيجاد مادة بديلة بنفس المواصفات.
وتتزعم المملكة إنتاج (أم تي بي إي) عالمياً في المرتبة الثانية في عدة مصانع عملاقة بالجبيل الصناعية والتي تقدر بأكثر من مليوني طن سنوياً تسوق نسبة كبيرة منها محلياً لشركة ارامكو لإضافتها لوقود السيارات لإنتاج بنزين خال من مركبات الرصاص فيما تصدر طاقات كبيرة عالمياً وفق تعاقدات متتابعة طويلة الأجل لأقاليم مختلفة وتدر عوائد بالمليارات من متوسط المبيعات السنوي. وتضاف المادة إلى البنزين لرفع العدد الأكويتيني مع المحافظة على صحة البيئة عن طريق التقليل من الانبعاثات الضارة مع جعل المحرك قادراً على إعطاء أقصى حد من الأداء مجنباً الأضرار الصحية الناتجة من استخدام مادة الرصاص.
وكانت الأسواق الصينية قد شهدت ضغطاً تصاعدياً لأسعار (أم تي بي إي) خلال عام 2007م وذلك بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والمواد الخام في الصين حيث ارتفعت أسعار الغاز المخصص للصناعات إلى (1. سنت لكل متر مكعب بينما ارتفاع الغاز المخصص للأسمدة إلى (1.2) سنت مما أسهم في رفع أسعار (أم تي بي إي) إلى مستويات أعلى في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى نمو الطاقات الإنتاجية للغاز الطبيعي في الصين بنسبة 17% من 2007م وحتى 2010م فيما يتوقع أن ينمو الطلب بنسبة 265% خلال نفس الفترة بينما تحاول الصين تعديل أسعار الغازات الطبيعية كل عام ابتداء من 2006م.
وكذلك الحال لمنتج بولي كلوريد الفنيل حيث بددت مخاوف المشككين في أوروبا حول الأضرار البيئية المحتملة لاستخداماته بعد أن ثبت خلوها التام من السموم حيث اعتبرت مادة ثابتة عديمة اللون وغير سامة. ولاحظت "الرياض" بأن هذه النتائج الإيجابية قد ساهمت في تزايد ثقة المستهلكين واطمئنانهم لهذا المنتج مما دفع أيضاً المنتجين بمختلف أنحاء العالم للمضي قدماً لتنفيذ توسعات لتعزيز الإنتاجية لمقابلة الطلب المتصاعد في الأسواق العالمية وخاصة في الصين ومنطقة الشرق الأوسط ليتصاعد الطلب العالمي بذلك بنسبة 4% سنويا حيث تزايد الطلب على المنتج بصورة ملحوظة في وسط وشرق أوروبا بنسبة 9% وفي الصين بنسبة 8% وفي الشرق الأوسط بنسبة 5% . وتعتبر استخدامات البولي كلوريد الفنيل الصناعية هامة جداً لدخوله في سلسلة واسعة من التطبيقات وتشمل البطاقات الائتمانية والأنابيب والتوصيلات وإطارات النوافذ والأبواب وطبقات تغليف وحماية الكوابل والتعبئة وصناعة أجزاء السيارات كما يدخل في صناعة المنتجات الطبية ويستخدم 90% من الإنتاج العالمي لبولي كلوريد الفنيل لإنتاج العديد من أنوع السلع المختلفة. ويتمتع المنتج بأهمية بالغة لدخوله أيضاً في صناعة البلاستيك والأنابيب الإنشائية حيث ان معظم الطلبات تأتي من قطاع الإنشاءات والذي يشهد طفرة عالمية كبيرة وخاصة من قبل قطاعات الأنابيب والمسطحات غير المرنة إضافة إلى الطلب الكبير المتواصل في الصين والمستمر للأنابيب وأجزاء الألعاب التي تتخصص فيها الصين بشكل رائج جداً فضلاً عن الاستهلاك العالمي المتزايد ل(بي في سي) والذي يبلغ نحو أكثر من 30مليون طن خلال العام الماضي 2006م.
وتنتج المملكة العربية السعودية نوعين من بولي كلوريد الفنيل ويمثل النوع الأول مزيج البوليمرات الحبيبية والنوع الثاني مسحوقاً من بولي كلوريد الفنيل لمقابلة احتياجات السلع والمنتجات الخاصة. ويشكل مزيج البوليمرات الحبيبية 95% من إجمالي الإنتاج ويستخدم من قبل الزبائن لإنتاج منتجات مثل إطارات النوافذ والأبواب، والأنابيب والتوصيلات، وطبقات تغليف وحماية الكوابل والأفلام والشرائح والعديد من المنتجات الأخرى. أما النوع الثاني من بولي كلوريد الفنيل فيتم تصنيعه في هيئة مسحوق لمقابلة تصنيع بعض المنتجات الخاصة حيث يستخدم في الأرضيات وتقوية الأجزاء الداخلية من هياكل السيارات ولوحات الدعاية والإعلان وغيرها. ويشار إلى أن أسعار بولي كلوريد الفنيل قد شهدت ضغطاً تصاعدياً خلال الربع الأخير من العام الماضي 2007م وذلك بسبب انحسار العرض لسلسلة منتجات الفينيل حيث بدأ المشترون الصينيون يواجهون مشاكل في تأمين المنتج من اليابان وجنوب كوريا في الوقت الذي عانى فيه المنتجون في هاتين الدولتين من محدودية توفر المنتج. وقد أخفض أحد المنتجين في اليابان معدل التشغيل بنسبة 50% من انتاج الفينيل كلورايد مونومر البالغة طاقته 810آلاف طن سنوياً مما أثر على الإنتاج في الشركات الأخرى التي عانت من عدم توافر المنتج لديها. كما تأثرت العديد من الشركات الأخرى في الصين واليابان ومنها عانت من عدم توفر أي كميات للتصدير إلا أن معظم المنتجين اليابانيين وضعوا تركيزهم على الأسواق المحلية اليابانية.
وتراوحت أسعار بولي كلوريد الفنيل في أسواق شرق آسيا خلال الربع الأخير من العام الماضي ما بين (940-1020) دولاراً للطن وكان ارتفاع الأسعار مجملاً في الأسواق الصينية جاء بسبب ارتفاع وتحسن الطلب على المنتج مع قلة العرض إضافة إلى ارتفاع المواد الخام ولقائم التغذية التي تدخل في تصنيعه حيث لجأ العديد من الشركات في إقليم شرق آسيا لخفض معدلات التشغيل بسبب ارتفاع أسعار الإثيلين وقلة إمداداته وهو يعد من المواد الخام التي تدخل في تصنيع بولي كلوريد الفنيل.
ومن جهة أخرى تشير التوقعات إلى أن الأسواق الآسيوية سوف تشهد عجزاً مرتفعاً وشحاً في إمدادات المنتجات العطرية ومشتقاتها وخصوصاً مادتي التولوين والاكسيلين خلال عام 2008م في الوقت الذي يتوقع فيه ارتفاع الطلب بالنسبة للبنزين في آسيا بنسبة 5% سنوياً بينما سيرتفع الطلب على التولوين بنسبة 9% سنوياً وكذلك ارتفاع الطلب على الاكسيلين بنسبة 7% سنوياً. وفيما يتوقع أن يساهم ارتفاع الطلب في فتح المجال لتوسعة إمكانيات الإقليم الإنتاجية إلاّ أن التوقعات تشير إلى حدوث عجز في طاقة البنزين في آسيا بمقدار (600) ألف طن خلال عام 2008م بعد أن كان العجز بمقدار 500ألف طن في عام 2007م بينما يتوقع أن يكون العجز بالنسبة للتولوين والاكسيلين أكبر.
كما تشير التوقعات إلى أن طاقة العجز بالنسبة للتولوين ستبلغ (1. مليون طن في عام 2008م بعد أن كانت طاقة العجز 100ألف طن في عام 2007م فيما يتوقع أن تتضاعف طاقة العجز بالنسبة للاكسيلين أربع مرات لتبلغ 2.4مليون طن في عام 2008م بعد إن كانت طاقة العجز بمقدار 500ألف طن عام 2007م. ومن المتوقع أن تشهد الصين أقوى طلب للتولوين يعادل إجمالي طاقة عجز الإقليم بأكمله في عام 2008م فيما يتوقع أن تشهد كوريا الجنوبية عجزاً في طاقة الاكسيلين تعادل نصف إجمالي طاقة العجز في الإقليم عام 2008م مع طلب قوي من تايوان والصين. ويبدو ان الأمر يختلف من دولة لأخرى حيث تختلط النتائج فاليابان وكوريا الجنوبية والصين يتوقع أن تشهد فائضاً بالنسبة للبنزين عام 2008م بينما تايوان والهند والدول العشر في منظمة أمم جنوب شرق آسيا يتوقع أن تشهد عجزاً واسعاً خلال نفس العام. فيما ستصبح كوريا الجنوبية الدولة الآسيوية الوحيدة التي تشهد فائضاً بالنسبة للتولوين عام 2008م أما الدول العشر في منظمة أمم جنوب شرق آسيا وكذلك اليابان يتوقع أن تشهد توازناً في العرض والطلب فيما ستشهد تايوان والهند عجزاً بمقدار (200.000) و(300.000) طن على التوالي. ويتوقع عجز الصين بالنسبة للتولين ان يتضاعف إلى (1.6) مليون طن حتى عام 2009م. وكذلك الحال بالنسبة لأوروبا الغربية وشمال أمريكا والشرق الأوسط حيث يتوقع ان تشهد هذه الأقاليم عجزاً في التولوين بمقدار 1.2مليون طن عام 2008م حيث ستستعيد أوروبا توازن العرض والطلب بينما ستنكمش طاقة العجز في شمال أمريكا إلى 800ألف طن بعد أن كان العجز 1.2مليون طن عام 2007م أما طاقة العجز في الشرق الأوسط ستكون بمقدار 400ألف طن بشكل متوازن مع طاقة العجز عام 2007م. أما بالنسبة للاكسلين فيتوقع أن تشهد كوريا الجنوبية عجزاً بمقدار 1.1مليون طن عام 2008م بعد أن كان العجز بمقدار 600ألف طن عام 2007م. أما اليابان فهي الدولة الوحيدة التي يتوقع أن تشهد فائضاً بمقدار 400ألف طن عام 2008م مقارنة مع فائض بمقدار 500ألف طن في عام 2007م.
مواضيع مماثلة
» دول التعاون مؤهلة لموقع الصدارة في قطاع البتروكيماويات عالميا
» قطاعات البتروكيماويات والاتصالات تهبط بسوق الأسهم 2%.. والسوق مرشح للارتداد
» الشريحة الموحدة بين شبكاتنا حول العالم سلاحنا الفتاك.. ولا نتخوف من المنافسين
» مؤتمر حول مستقبل البتروكيماويات الخليجية
» ضغوط على أسهم البتروكيماويات والمؤشر يخسر 41 نقطة
» قطاعات البتروكيماويات والاتصالات تهبط بسوق الأسهم 2%.. والسوق مرشح للارتداد
» الشريحة الموحدة بين شبكاتنا حول العالم سلاحنا الفتاك.. ولا نتخوف من المنافسين
» مؤتمر حول مستقبل البتروكيماويات الخليجية
» ضغوط على أسهم البتروكيماويات والمؤشر يخسر 41 نقطة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى