رايس تعرب عن تفاؤل بالنسبة إلى عملية سلام الشرق الأوسط

من طرف dreamnagd الأربعاء يناير 09, 2008 5:30 pm

رايس تعرب عن تفاؤل بالنسبة إلى عملية سلام الشرق الأوسط
(مقتطفات من أقولها في مقابلة مع عدد من الصحفيين في لقاء طاولة مستديرة، 8/1/2008)

واشنطن، 8 كانون الثاني/يناير 2008 – في ما يلي مقتطفات من تصريحات وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن عملية السلام في الشرق الأوسط وإيران التي أدلت بها قبل مغادرتها واشنطن بمعية الرئيس بوش في جولته الشرق أوسطية.
سؤال: في ضوء ما يدور في قطاع عزة حاليا، أعلنت إسرائيل، كما هو معلوم، انه اذا أقدم عباس حتى على مغازلة حماس فان ذلك سيضع حدّا لاحتمال إقامة أي نوع من عملية سلام قائمة على الدولتين. هل تتشاطر الولايات المتحدة هذا الموقف؟

رايس: حسنا أوّد أن استشهد بما أعلنه الرئيس عباس نفسه أمس. عبّاس نفسه قال انه يؤمن بالوحدة الفلسطينية. ونحن نؤمن بالوحدة الفلسطينية، إلا أن حماس رفضت الإتفاقات التي عقدها الفلسطينيون مع إسرائيل. وهي تواصل اللجوء الى العنف كأحد خياراتها. كما أنها قامت بانقلاب غير ضد المؤسسات الشرعية الفلسطينية في غزة. وعباس كان واضحا جدا حين قال انه ما لم تتبنّ حماس برنامجا مختلفا فان امكانيات المصالحة ليست قائمة، ولهذا أعتقد أننا نعتبر هذا موقفا يمكن الدفاع عنه كلية.

سؤال: هل تلمسين اية أدلة على تغيير جار في غزّة بسبب المصاعب التي يواجهها السكان هناك؟ ها تتوقعين شيئا ما؟

رايس: حسنا، اوّد أن أقول أولا إننا كنا على الدوام معنيين بالناس الأبرياء في غزة والظروف الإنسانية هناك.، لأن هذه الحال يجب الا تكون كذلك، وهي كانت نتاج سوء حظ السكان الذين وقعوا في فخ في غزة نتيجة لسيطرة حماس ولأنهم غير قادرين على الحصول عل الغذاء او الدواء او اية حاجات أخرى. وبالتالي فإننا نعمل بصورة وثيقة جدا مع الأمم المتحدة ومع إسرائيل للقول لن هذه يجب الا تكون الحال.

من ناحية ثانية، فإن حماس التي تولّت المسؤولية في غزّة بتسلمّها كامل السلطة لا تستطبع الوفاء ولماذا لا تقدر ان تفي؟ والجواب هو لأنها معزولة عن الأسرة الدولية وهي خارج نطاق الإجماع العربي. وأنا سألت للتوّ من قبل (مراسل) تلفزة عربية: أتعتقدون انه من المحق ان العالم يحاول عزل حماس؟ طبعا، حماس عزلت نفسها بنفسها. وحينما تقولون، اذا كنتم حماس: انكم لستم على استعداد لنبذ العنف ولستم على استعداد للوفاء بالاتفاقات التي وقعها القادة الفلسطينيون، إذن هل من هنالك شيء عمله سوى عزل حماس؟

سؤال: انت تتحدثين عن شعبين مستعدين للقفز خطوة أخرى لكن في نفس الوقت ترين ان ائتلاف أولمرت ضعيف جدا، ولا يمكنه الوفاء بمتطلبات حتى المرحلة الأولى من خريطة الطريق، وكم بالحري عباس الذي لا يملك من نفسه شيئا. اذن كيف سيمكنك استئناف، او التباحث بشأن القضايا الجوهرية في الوقت الذي...؟

رايس: كما تعلمون، من اللافت أنه في هذا الوقت من العام الماضي لم يكن (الطرفان) على اهبة التباحث في أي شيء وحتى في القضايا الجوهرية. وفي هذا الوقت من العام الماضي لم يكن أحد يحلم انهما سيلتزمان فعلا بمفاوضات الوضع النهائي وسعيهما لإنهائها في العام 2008. لذا، حينما يقول الناس: ما الذي يدعوكم للإعتقاد ان بمقدورهما ان يمضيا قدما؟ انا شاهدت هذين الزعيمين يمضيان قدما بالرغم من كل الصعوبات. وحقيقة الأمر انه حينما كان هناك زعيمان قويان لم يقويا على إتمام ذلك.

سؤال: إذن لما تتكلمّين عن الرئيس، ترى، ماذا تعتبرين انها نتائج عملية للرسالة التي قدمها الرئيس بوش (لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شارون) في 2004؟ هل تتفقّين مع الموقف الإسرائيلي ان (الرسالة) كانت بمثابة إقرار بأن اسرائيل ستحتفظ بالسيادة على كتل استيطانية معينة؟ ومن ناحية المستوطنات وخريطة الطريق التي تدعو لتجميد المستوطنات هل تعتقدين ان المستوطنات في محيط القدس – شرقي القدس – جزء من الدعوة للتجميد او هل سيسمح لإسرائيل ببنائها لأنه كان هناك توافق حولها؟

رايس: الولايات المتحدة لا تميّز. فالتزامات خريطة الطريق تتعلق بالنشاط الاستيطاني عموما.—

سؤال: اذن انت تقولين ان مستوطنات شرقي القدس يجب ان يوقف العمل بها أيضا؟

رايس: طبعا، هار حوما هي مستوطنة اعترضت عليها الولايات المتحدة منذ البداية.

سؤال: وغيلو وراموت – هل هاتان مستوطنتان ايضا؟

رايس: الأمر المهم هنا وانا سأتطرق لاحقا الى الرسالة الى (أرييل) شارون. النقطة الهامة هنا هي ان من أحد الاسباب التي نحتاج الى اتفاقية هو انه سيكون بمقدورنا أن نكفّ عن هذا النقاش عما يعود لإسرائيل وما لا يعود اليها. وهذا واضح جدا وان هذا ما تحدثت عنه الرسالة وهو انه حصلت تغييرات هامة منذ خطوط هدنة 1949 ومنذ أحداث 1967.

وهذه يجب أن تستوعبها اتفاقية لكن هناك حاجة لاتفاقية لأن إقرار الرئيس بأن هذه التغيرات تمت ويجب ان تستوعب هو إقرار الرئيس بذلك واستعداد الرئيس لقول ذلك وهو ما لم يكن أي رئيس أميركي مستعدا لقوله في الماضي، ..لكن هذا الرئيس أعلن ان هذه القضية يجب ان يتفق بشأنها بصورة متبادلة كي يمكن للمفاوضات، بل للإتفاقية عينها، ان تسوّي هذه المسائل ويصبح بمقدورنا أن نتوقف عن هذا النقاش بخصوص اي هي المستوطنة من عدمها.

سؤال: بالنسبة إلى إيران والعقوبات المقترحة عليها، هل من جدول زمني؟

رايس: لا، لكن آمل ان لا يمضي وقت طويل طويل. ليس سرا اننا والروس، والى حدّ ما، الصينيين لدينا آراء متباينة بصورة طفيفة—وخاصة الجانب التكتيكي لموعد قرار وطبيعة هكذا قرار. لكن لا تباين لدينا حيال حقيقة ان مسار مجلس الأمن الدولي يجب ان يستمر اذا في الحقيقة أحجم الإيرانيون عن تعليق تخصيبهم وإعادة تصنيعهم (لمواد نووية).

سؤال: أعتقد ان من آثار تقرير الإستخبارات القومي، على الأقل في إسرائيل، هو الإحساس بأن إسرائيل باتت وحيدة وأن الخيار العسكري غير وارد. وانا أعتقد ان هذا هو شعور دول الخليج كذلك. هل تفهمين شعور ان اسرائيل تشعر انها وحيدة؟ هل تعتقدين ان هذا مناسب؟

رايس: طبعا أنا لا لأعتقد انه مناسب. وبامكاني يقينا فهم ان تقرير الاستخبارات اذا لم يطالع بالكامل او انه لم يجر التفكير بمغزاه الكامل او انه مجرد عنوان حول التوقف عن التسلح، وإذا لم تتابعوا هذه الأمور بصورة وثيقة او اذا لم يتابعها الناس عن كثب، سيقول البعض حسنا ..حسنا ان الولايات المتحدة تعتبر إيران خطرا أقل شأنا؟

لكن ما أود أن أشدّد عليه هو ان الولايات المتحدة تعتبر إيران تهديدا، بل أهم تهديد بمفرده في المنطقة، ودولة تساند الإرهابيين ودولة ما فتئت تحاول زعزعة استقرار ديمقراطيات فتيّة هشّة، ودولة ذات طموحات نووية ودولة تم إقناعها بتعليق، او وقف، التسلح لأنه مورس ضغط مكثف عليها من المجتمع الدولي. وهذا يعني للولايات المتحدة ان ضغطا مكثفا يجب ان يتواصل وان العالم سيرتكب خطأ فادحا اذا اعتقد أن إيران ليست خطرا.

سؤال: إذن ما هي الرسالة الى إسرائيل فيما لو صارت متأهبة للتصرف بمفردها؟

رايس: هذا بالضبط...حسنا، إسرائيل حليف أميركي. وقد أوضح الرئيس ان لدينا مصلحة في أمن إسرائل والدفاع عن إسرائيل. وهذا مشابه بالنسبة لحلفائنا في الخليج الذين نقيم معهم علاقات أمنية منذ عقود. والولايات المتحدة تأخذ بهذه الإلتزامات والمسؤوليات على محمل الجدّ البالغ وأعتقد اننا سنجري نقاشا استراتيجيا طيبا حينما نتوجه الى إسرائيل.